الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القرآن وكَتَبَتُه(2)

ناصر بن رجب

2014 / 8 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


Le Coran et ses scribes
Jan M. F. Van Reeth
Acta Orientalia Belgica, XIX,
« Les scribes et la trasmission du savoir »
Bruxelles, 2006

تأليف: يان م. ف. فان ريث
ترجمة وإعداد: ناصر بن رجب

تنضاف اليوم إلى تحليل أستاذ الكوليج دي فرانس المرموق في بداية القرن الماضي بول كازانوفا، أطروحة كريستوف لكسنبيرغ التي تأتي لتُبرهن على أنّ للقرآن مخزونًا خلفيًّا سريانيًّا. وأوّل دليل على ذلك هو كلمة "قرآن" نفسها التي هي مجرّد استنساخ للسّريانيّة "قريانا" qǝ-;-ryânâ(28)، التي تعني "القراءة الجماعيّة لمقاطع مختارة من الكتاب المقدّس"(29) جُمِّعت في كتاب طقوس. في البداية، لم يكن القرآن إذن مرصودا البّتة لتعويض الكتابات المقدَّسة الأخرى اليهوديّة منها أم المسيحيّة، ولا لكي يكون الصيغة الأخيرة والنهائيّة للوحي، مفتاح النبوءات؛ بل بالأحرى، كان يقدِّم نفسه في البدء على أنّه كتاب ساعات(30) [كتاب طقوس مخصّص للمؤمنين الكاثوليك لمتابعة الشعائر ساعة بساعة (المترجم)]. وهذا بإمكانه أن يُفسِّر واقع أنّ السرد في القرآن المُفعَم بالإيحاءات القصيرة (أسلوب التعريض والكناية)، وبالقصص التي لا بداية ولا نهاية لها، إذا لم نلجأ إلى النصوص الموازية للكتاب المقدّس أو كتب الأبوكريفا، يَظلُّ في الغالب الأعمّ غامضًا تمام الغموض(31).

هذا والحال أنّ منشورات لولينغ، بالرّغم من أنّها تنضح ببعض الإحباط الأكاديمي المُؤسِف ممّا يجعل الباحثين يتغاضون عنها، تشتمل على عناصر كان من الممكن أن تكون مفيدة جدًّا لتدعيم وتعديل، في آن واحد، أطروحة لوكسنبيرغ(33). يفترض لولينغ أنّ القرآن يحتوي على أشعار تتطابق مع النَّمط الأدبيّ لـ "الأناشيد العربيّة المسيحيّة ما قبل الإسلام"(34). ولقد كانت هذه الأناشيد مُشْبَعة شديد الإشباع بمسيحانيّة الملاك (الكريستولوجية) القديمة لليهوديّة-المسيحيّة التي قد تكون الأريوسيّة هي واحدة من آخر الشواهد عليها(35). وهذه النبوءة المحمّدية الأوّليّة تكون قد حُوِّلت فجأة وكلِّيًّا من طرف الخلفاء المباشرين للنّبي(36). ولتحقيق هذه الغاية، وقع تحوير نصّ القرآن تحويرًا كاملاً(37). وبهذه الطريقة، كان لولينغ يريد، من خلال الإسلام والقرآن، دعم نظريّة علماء الدّين البروتستانت، مثل فيرنر و شويبس(38)، الذين كانوا يولون للتّيار اليهودي-المسيحي أهمّية جوهريّة في غضون القرون الأولى للمسيحيّة.

وبالرغم من أنّ البرهان الذي يقدّمه لولينغ يبدو لنا أحيانا مُفرِط في بعض جزئيّاته(39)، إلاّ أنّه يحتوي على مخزون من الحقيقة. فبمناسبة انعقاد الندوة الفكرية "الكِتاب"، كنّا قد حاولنا إظهار أنّ مجموعات الآيات الإنجيليّة في القرآن تعود إلى الدياتسارون [أو "ذياطاسارون"، أو "فردوس النصرانيّة" كما أَطْلَق عليه ناقلُه من السريانيّة إلى العربيّة الرّاهب النسطوري أبو الفرج بن الطّيب، تـ 1043 م (المترجم)] الذي كان تاتيان السرياني، مؤسِّس جماعة نسكية تُسمَّى الإنكراتيين Encratites، قد وضعه في القرن الثاني ميلادي(40). وهذا الدليل يؤُكِّد لنا انتماء محمّد لطائفة مُتعصِّبة، قريبة من المونوفيزيّة السوريّة الراديكاليّة ومن المانويّة، والتي كانت تنتظر مجيء يوم الدين [عودة المسيح يوم الحساب] في مستقبل قريب جدًّا(41).

يسمح لنا هذا بالتعرُّض لخصوصيّة السّرد القرآني. يرى لوكسنبيرغ أنّ القرآن لا يمكن أن يكون قد أُلِّف إلاّ "ككتاب طقوس (لا غير) من بين نصوص مختارة من الكتابات المقدّسة (العهدين القديم والجديد)، وليس اطلاقًا لكي يُعوِّض هذه الكتابات نفسها، أي ككتابة مُقدَّسة مُستقلّة بذاتها"(42). إلاّ أنّه يتوجّب علينا أن نَنْتَه حتّى لا نرتكب خطأً جوهريًّا يَسْهل الوقوع فيه خاصّة وأنّ القرآن يُقدِّم نفسه اليوم على أنّه وحْيٌ نهائيّ وكامل دون زيادة أو نقصان. ولكن، إذا كان القرآن الأصلي "كتاب ساعات"، فهو إذن لا يمكن أن يكون على الإطلاق كتاب قراءات طقسيّة! فهو لم يكن يحتوي على نفس الدروس الكتابيّة (سواء كانت من العهد القديم أم من العهد الجديد)، وذلك لأنّ هذه الدروس لم تكن مُرتَّلَة بالعربيّة ولكن بالسّريانيّة فيما يخصّ الإنجيل، أي الدياتسارون، لأنّنا، خلافًا لما كان يعتقد باومستارك، لسنا واثقين من وجود ترجمة عربيّة للكتاب المقدّس قبل الإسلام(43) –. هذه المُعاينة تنضاف إلى نظريّة لوكسنبيرغ وتُعزِّزها: الكتاب المقدّس الذي كانت تقرأه الجماعة التي كان ينتمي إليها محمّد كان كتابًا مكتوبًا بالسّريانيّة.

مع ذلك، فإنّ هذه اللّغة المقدَّسة كانت قليلة الوضوح وصعبة الفهم على جُلِّ أعضاء هذه الجماعة. ولهذا السبب، فبالرّغم من أنّهم كانوا يتلون آيات الكتاب المقدّس بالسّريانيّة، فإنّهم كانوا يُصلّون بالعربيّة. ونتيجة لذلك، كان لا بدّ من وجود تفاسير وشروح للمُحتوى في شكل ترتيلات (يُتغَنّى بها فرديًّا أو جَماعَةً). وكان القرآن هو الذي يُؤَدِّي هذه الوظيفة، وهكذا كان محمّد يُمارس دور المُفسِّر، دور شاعر الجماعة (سورة 37: 35-36 "إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ، وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُون"(44). كما قِيل ذلك بكلّ وضوح في السورة 75: 17-18 وحسب تفسير لوكسنبيرغ: "إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ، فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ" (يقول لوكسنبيرغ: "ما تجدر ملاحظته هنا أوّلا هو الفعل "جَمَعَ" الذي له معنى مُحدَّد في السِّياق المتعلِّق بالقرآن. وطالما أنّ "قريانة" السريانيّة-الآراميّة تُشير إلى كتاب كَنَسِي يحتوي على مقتطفات (قراءات) من الكتاب المقدّس للإستخدام الليتورجي، فإنّ كلمة "جَمَعَ" العربيّة، التي تُطابق اللّفظ السرياني "كَنَّاش" kanneš-;-، لها علاقة مباشرة بتجميع مقتطفاتٍ من الكتاب المقدّس، وفعليًّا بالمعنى الحصري لـلعبارة اللاّتينية compilavit librum (أي جَمَّعَ، قَمَّشَ كتابًا). فإذا ما أمعنّا النظر أكثر في العبارات الدّالة على القرآن التي ساقها Jacques Eugène Mannâ في معجمه Vocabulaire Chaldeén-Arabe حتّى نختار بأنفسنا العبارة التي تتماشى مع السّياق، ينتج عن ذلك أن معنى الآيتين المذكورتين أعلاه هو كالتّالي: "إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ [أي القرآن، كتاب الفصول، أو "القريانة" في معنى جمع المقتطفات من الكتاب المقدَّس] وَقُرْآنَهُ [تعليمَه]، فَإِذَا قَرَأْنَاهُ [علَّمناه] فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ [بمعنى اتّبع الطريقة التي تعلّمته بها]". وكذلك بالنّسبة للآية 19 من السورة 97: "فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُّدًّا". يقول لوكسنبيرغ: "يَسَّر تعني في الواقع "سهَّل، بسَّط". الفعل السرياني-الآرامي الذي يُقابله، والذي يمثِّل قاعدته اللَّفظية، هو فعل (paš-;-š-;-eq)، الذي يُفيد المعاني التّالية: 1- بَسَّط، سهّل، 2- شرح، علَّق على الشيء، 3- نَقَل، تَرْجَم؛ وهذا المعنى الأخير، من بين كلّ المعاني الأخرى، وفي علاقة مع "الّلغة"، يؤكّده المثال التالي: "تَرْجَمَ هذا الكتاب من اليونانيّة إلى السريانيّة paš-;-š-;-aq kṯ-;-ā-;-bā-;- hā-;-nā-;- men leš-;-š-;-ânâ yawnânâ l-suryâyâ". وبناءً على هذا فإنّ الآية السابقة يجب فهمها كالآتي: "فإنّما تَرْجَمْنَاه (أي القرآن أو النّص المُقدَّسة) بِلُغَتِكم لِتُبَشِّر به (أي القرآن أو النّص المُقدَّسة) المُتّقين".
وفي هذ الموضوع، صاغ لولينغ ملاحظة يبدو أنّه لم يُدرك مع ذلك كلّ أهمِّيتها. فالمفسّرون المسلمون الكلاسيكيون للقرآن يُميِّزن بين الآيات "المُحْكَمات" وبين الآيات "المُتَشابِهات"(46). وعقيدتهم في ذلك تستند إلى ما جاء في الآية 7 من سورة 3 (آل عمران):"هوَ الَّذي أَنْزل عَلَيْكَ الكِتابَ مِنْه آياتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتابِ وأُخَرُ مُتَشَابِهاتٌ...". في حين أنّ "مُتَشابِه" تعني، حسب لولينغ "تفسير النّبي للنّص"(48). وبالفعل، لقد أراد لوكنبيرغ، عن صواب، أن يُعطي للكلمتين "مُحْكَم" و "مُتَشابِه" معنى سرياني-آرامي، ولكنّه ظنّ أنّ "مُحْكَم" تُشير إلى نَقلٍ وَفيٍّ للنّص الأصلي – "مقاطع وفيّة (صحيحة) للنَّص الأوّلي" – في حين أنّ النصوص التي تحتوي على مَعنى "مُتَشابِه" يمكن أن تكون نصوصًا مُحرَّفَة(49). بالمقابل، وعلى ضوء ملاحظات لولينغ، فإنّنا نعتقد أنّه يجب الآن إعادة تفسير كلّ بداية السورة الثالثة (آل عمران): فــ "الكِتاب" الذي يقع الحديث عنه في بداية الآية 7: "هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ"، ليس المقصود منه القرآن(50)؛ بل الأمر يتعلّق أوّلا بكتاب طقوس يحتوي على مجموع آيات من الكتاب المُقدّس. فذلك هو الكتاب الذي يُسمَّى "مُحْكَم". لقد كان مكتوبا بالسِّريانيّة ويجب إذن تمييزه عن القرآن.
لنَتَفحّص عن قرب أكثر بداية السورة 3 هذه. قبل كلّ شيء، أوحى الله "الكِتَابَ بالْحَقّْ". هكذا، وحتّى يُصدِّق ما بين يده أنزل الله التوراة والإنجيل(51). ولكنّنا دعنا نُشدِّد منذ الآن أنّه ليس هناك أيّة إشارة، فيما سيأتي، إلى أنّ الكتابين المقدّسين كانا قد نُسِخا ووقع تعويضهما بكتاب آخر (حتّى ولو كان القرآن). ثمّ بعد ذلك، يُعطي القرآن إسما لما أنزل الله "الفرقان" – وهي كلمة فسّرها معظم المفسّرين على أنّها تسمية أخرى للقرآن(52)، أعطوها معنى "الفَصْل" (بين الحقّ والباطل)، بالرّغم من أنّ هذا المفهوم ليس له إلاّ معنى ضَحْلاً في هذا السّياق. في حين أنّ "فُرقانة" pū-;-rqânâ، كما سبق وأن لاحظ مينغانا، تعني بالسّريانية "الخلاص"؛ و pârū-;-qâ تعني "المُخَلِّص"، أي المسيح. وانطلاقًا من هذا، أليس من الأحرى أن نُفسِّر الآية، تماما في نفس منهج لوكسنبيرغ(54): بعد أن بعث رسالته (النّص الكتابي المُصدِّق)، بعث الله المُخَلِّص، يسوع المسيح. والآية تُذكِّر بمَثَل الكَرَّامين القَتَلَة: "فأَرْسل، من جديد، خَدَمًا آخَرين (...). فأَرسَل إِلَيْهِم ابْنَهُ آخِرَ الأَمْرِ"(55). ولكنّ القوم ظلّوا كافرين، وإذن سيُعاقبون(56).

ثمّ تأتي الآية 7: بعد المُخلّص (الفُرقان) في الآية 4، و"الحكيم" في الآية 6 "هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ مِنْهُ ءَايَاتٌ مُحْكَمَاتٌ". وهذا اللّفظ، "مُحكَم"، عوض أن يُتَرجِمَ الكلمة السِّريانيّة hattī-;-ṯ-;-â (57)، ألا يمكن له أن يُترجِم بكلّ بساطة لفظة pǝ-;-š-;-ī-;-ṯ-;-tâ، وهو اسم النّسخة "البَسِيطَة" للكتاب المقدّس السِّرياني؟ فيكون النّبيّ إذن قد فهم هذه اللّفظة في مفهومها الآخَر "صَادِق، مُسْتَقِيم"(58). وبالفعل، فهو يُواصل. هذه الآيات المُحكَمات "هُنَّ أُمُّ الكِتابِ"، أي هنَّ الكِتاب الأصلي(59).

فالكتاب الذي كانت تُرتِّله أمَّة محمّد لم يكن غير الكتاب المقدّس السرياني، pǝ-;-š-;-ī-;-ṯ-;-tâ. كان القرآن، بصفته جزءًا من كتاب طقوس يحتويه، كتابًا مُساعِدًا له، يُزوِّد "المُتَشابِهات" التي لا تعني أشياء "مُبْهَمَة"، كما يقترح ذلك معظم المفسّرين(60)، ولكنّها إذا كانت لم تعد تحتوي على المعنى الأصلي للنّص، فإنّها تحتوي على شيء يُشبِهه تمام الشّبه: أي على تفسير كان يقترح ترجمة معنى النّص السرياني ترجمةً وفيَّة لهؤلاء الذين كانوا غير قادرين على فهمه بأنفسِهم. فالمتشابهات يمكن مقارنتها إذن بالتُرْجومات targums، التي كان يقرأها الرَّبِّينيُّون في المعابد اليهوديّة بعد قراءة نصّ التوراة بالعبريّة، بُغية ترجمة درس لا يمكن أن يكون مفهومًا من طرف بسطاء المؤمنين بدونها(62)، هذا من غير المساس بالنّص الأصلي للكتاب المقدّس وتعويضه.

كلّ هذا يفسِّر وجود أساس سرياني لنصّ القرآن، الذي سبق وأشار إليه مينغانا، الذي استخرج من القرآن عددًا من الصِّيَغ الخّاصة باللغة السريانيّة: كلمات وتعابير(63): فمثلا، كلّ أسماء الأشخاص تقريبًا الواردة في الكتاب المقدّس جاءت في شكلها السّرياني، انطلاقًا من البشيطِّتا(64). "أُمُّ الكِتاب" كانت فعْلًا كتابًا سريانيًّا؛ والقرآن كان شرحًا له، عبارة عن مُدوَّنَةِ نصوصٍ تفسيريّة وتأَمُّليَّة مرصودة لمُصاحبَة الإستماع للتّرانيم lectio divina(65). كذلك، لقد وضع دي بريمار الإصبع على وجود مجموعات آيات قرآنيّة قصيرة رُكِّبت بعناية انطلاقا من كتابات بيْبليّة أو شبه بيبليّة، (...) عبارة عن مُرقَّعات أدبيّة بالعربيّة صالحة للقراءة اللّيتورجيّة"(66).

من بين أجيالٍ من الكَتَبَة الذين اشتغلوا على النّص القرآني لتأليفه ووضعه في شكله الحالي، كان محمّد، إذًا، هو الأوّل فيهم(67): فبصفَتِه ككاتب، كان محمّد المُفسِّر الذي يشرح نصوص الكتاب المقدّس لقَومٍ أُمِّيِّين، بمعنى أنّهم كانوا غير قادرين على التَّعرُّف بأنفسهم على الحروف الهجائية السّريانيّة. فطابع التّشظِّي، والتّشتُّت، واستعمال الإيحاء في القصص التي يشتمل عليها القرآن يؤكِّد، من جهة أخرى، حقيقة الأشياء: بالفعل، القرآن لا يروي هذه القِصص كما هي (والتي استمرَّت قراءتُها في مُؤَلَّفات كِتابيّة)، بل يقدِّم تأمُّلات مرصودة لإعطاء أمثلة بالعربيّة تُوضِّح القراءة السريانيّة.

ومن هنا، أصبحت سلسة كاملة من النصوص القرآنيّة مفهومةً تمامًا. وهذا يتعلّق بالمقاطع التي يقول فيها النّبيّ أنّه ألّف كتابه بـلِسانٍ عَرَبيٍّ مُبِين (سورة 16: 103)؛ وأيضا الآيتين التّاليتين مع شرح لوكسنبيرغ(68): "الر تِلْكَ آَيَاتُ [بمعنى الحروف= النُّسخة المكتوبة، مخطوطة] الْكِتَابِ الْمُبِينِ ["بَيَّن" في هذا السّياق السرياني الآرامي= شَرَحَ، فَسَّرَ، أي هذا شرح وتفسير للكتاب المقدّس]، إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا [= كتاب طقوس] عَرَبِيًّا [بقراءة عربيّة= مُترجَم إلى العربيّة] لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [حتّى يمكنكم فهمُه](69)" (سورة 12: 1-2). وهو يُعلِن صراحةً أنّ سفر المزامير (الزُبُر) كان من قبل يحتوي على الوحي القرآني "وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ، (...) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ، وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ، أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آَيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ" (سورة 26: 192، 195-197). وكذلك، القرآن يُميِّز بكلّ وضوح الفرقَ بين كِتابٍ خُطَّ بلغة أجنبيّة "قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا" وبين الشرح، أو بالأحرى التّرجَمَة "مُفَصَّل"(71) التي قدّمها النّبيّ فيما بعد. وخير دليل على ذلك الآية 44 من السورة 14: "وَلَوْ جَعَلْنَاهُ [أَلَّفْناهُ] قُرْآنًا [كتاب طقوس] أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ(73) آيَاتُهُ [أي: لماذا لم تُتَرْجِم لنا آياتِه؟] أَأَعْجَمِيٌّ [لماذا هذه الآيات هي بلغة أجنبيّة؟] وَعَرَبِيٌّ [وعُرْفُنا اللُّغَوي عَرَبيٌّ] قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى [هداية صحيحة huddā-;-yā-;-] وَشِفَاءٌ [أي: لِنقاء وسلامة العقيدةš-;-apyū-;-t haymā-;-ū-;-tā-;- ] (...)"(74).

في النّص الأخير الذي ذكرناه آنفا، نلاحظ سِمةً أخرى تُميِّز بشدّة خصائص القرآن اللّغويّة. الأمر يتعلّق بصيغ التَّعجُّب مثل "قُلْ". وهي من شأنها أن تقودنا على إِثر صِنْف ثاني من أصناف التراكيب القرآنيّة. ففي حين أن الصنف الأول يمثِّل نصوصا قصيرة وإيحائيّة، مرصودة لكي تُرتَّل قبل أو بعد قراءة مقاطِع من الكتاب المقدّس بهدف توضيحها، فإنّ الصنف الثاني ذو طبيعة تحريضيّة أكثر(76). وهذا يشمل تأليفات (سُور) أكثر طولا تعود بالخصوص إلى السَّنوات الأخيرة من رسالة محمّد النّبويّة – سنوات الفترة المدينيّة – تحتوي على سلسلة لا تنتهي من المُحَلَّلات والمُحَرَّمات. وهي إذ تتّفق، وبدون شكّ، مع دروس العهدين القديم والجديد، ولكنَّها بتصرُّف أكبر(77). وفي الغالب يقع تقديم هذه السّور بـ " بمزمور قصير يُترنَّم به في صيغته المشروحة"(78)، وهو يُمَثِّل ولا شكّ أناشيد القُدَّاس، ثمّ يأتي بعده الجزء الوعظي. فعوض أن تكون ابتهالات ليتورجيّة، وأناشيد تتقدَّم الدروس الكتابيّة، فإنّ هذه السور الخَطابيَّة تُظهِر بالفعل كلّ خصائص الخُطبة الوعظيّة(79)، التي تَتْبَع قراءة مقاطع معيّنَة من الكتاب المقدّس.

في الحقيقة، نحن نجد هنا تلك الفنون الشعريّة نفسها التي تُمَيِّز الشعر السرياني منذ القدّيس أفرام. وعليه يجب أنّ نُفرّق بين الأناشيد (madrâš-;-ē-;-)، التي تأتي أحيانا مع لازمة (فتُدعى حينئذ ʽ-;-ǝ-;-nnâyē-;- أو ʽ-;-ǝ-;-nnâyâtâ)، وأحيانا تأتي أيضا تَحاوُريَّة [مُرَادَّة في الكلام] (وتُدعى sagī-;-tē-;-)(80)، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، عِظات في شكل أَشْعارٍ طويلة شيئا ما أحيانًا - mêmrē-;- (81)– (مَيْمَر، جمعها مَيامِر، وهي قصيدة تُقرأ ولا تُنَشد وتكون تعليمية قصصية). كلّ هذه الأصناف كانت قد انتشرت في الأوساط الشعبيّة العربيّة ما قبل الإسلام كأهازيج شعبيّة مسيحيّة(82) ثمّ تطوّرت فيما بعد داخل التعابير المُقفَّات والموزونة [السَّجْع] الخاصَّة بالقرآن(83). فنحن نجد في القرآن كلّ أصناف الشّعر السّرياني: على سبيل المثال، هناك أُنموذج للشّكل التحاوري جدير بالملاحظة في السورة 89: 6-14(84). فقد كانت الميامِر تُوفِّر النموذج لآيات الوعظ والإنذار الأكثر طولا والتي جاءت لاحقًا. كما يبدو شبه أكيد أنّ كلّ الأناشيد التي يحتوي عليها القرآن كانت تُتْلى بِنَبَراتِ أنغام شجيَّة(85).

إنّ هذه الأناشيد المرصودة كمُقدِّمة للإستماع للقدّاس الإلهي، ولمصاحبة مجموع الآيات التي يُحدِّدها كتاب الطقوس، وكذلك الخُطب التي ينبغي عليها أن تَتْبع قراءة نفس هذه النصوص، كان تأليفها مُهِّمةً يتولّاها الكَتَبَة. فقد كانوا سَادَة هذه الأناشيد وأساتِذتها، فقد وقع تكوينهم خصِّيصًا لهذا الغرض؛ وكان من الواجب على تلاميذهم تِلاوةَ هذه الأناشيد. في كُبْرى مدارس الجماعات المسيحيّة في سوريا(86)، وبعد إكمال الدراسة التمهيديّة (التي تحتوي على موادّ النّحو، والكتابة والخطّ)، كان التلاميذ يبدؤون بتعلُّم تلاوة نصوص الكتاب المقدّس: المزامير أوّلا، ثمّ باقي العهد القديم(87)، بما في ذلك فنّ غناء الأناشيد madrâš-;-ē-;- والميامر mêmrē-;-. وكالآيات المٌغنَّاة قبل الإسلام، فإنّ الترديدات (اللّازمات) كانت تلعب دورًا أساسيًّا وذلك بحكم أنّها هي التي كانت تُحدِّد النَّغمة(88).

هذه المادّة الجوهريّة للتَّرتيل كان يُدَرِّسها أُستاذ قراءة، maqrǝ-;-yâna (89). وفنُّه يُسمَّى qǝ-;-ryân، وهي لفظ مرادف (إشتقاقيًّا) للكلمة العربيّة "قراءة"، أي قراءة القرآن.

وأخيرًا، لقد كان التلاميذ يتلقّنون تدريجيًّا علوم التفسير تحت إدارة من كان في نفس الوقت "عميد" تلك المدرسة والمشرِف على دروس علوم التفسير: الـ mǝ-;-paš-;-qânâ(أي "المُفسِّر، المُترجِم، المُؤَوِّل"، من paš-;-eq: شَرَح). وإذا كُلِّلت هذه المرحلة من التعليم بالنجاح، فإنّ التلميذ يُصبح âmū-;-râ، مبشّر الكنيسة(90).

إنّ دور النبيّ محمّد يُمكن مُقارنته تقريبا بوظيفة الـ mǝ-;-paš-;-qânâ. وهذه الوظيفة من المُمكِن تعريفها أفضل بكلمة maš-;-lǝ-;-mânū-;-tâ، التي يقابلها بالضّبط اللّفظ العربي "مُفَصَّل"(91)، لأنّهما يعنيان معًا وفي نفس الوقت "تفسير" و "ترجمة"(92). والطبري يعطي مقابل "فصَّل" كلمة "بيَّن"(93): وهكذا فإنّ العبارة(94) "كِتاب مُبين" (سورة 5: 15، سورة 12:1) و "قُرْآن مُبين" (سورة 15:1)، التي تَصِف "القرآن العربي"، تعني بالأحرى كتابًا "يُتَرْجِمُ ويُفَسِّر".

ومحمّد، بصفته "كَاتِبُ" جماعته بامتياز، وقريب من المسيحيّة السوريّة وبدون شكّ من المانويّة، كان يُنتج "مُفصَّلات" – شروح، أناشيد، تحذيرات، تأمُّلات، عِظات، وذلك على هيئة صلوات لمُصاحبة قراءة النصوص المقدّسة في البشيطِّتا والديتاسرون. في الأصل، لم تكن إذًا النصوص القرآنية مرصودة لكي تُقرَأَ كنصوص مُسترسِلة، ولكن كانت مُعَدَّة لكي تُرَتَّل بآيات مُنْفرِدة قصيرة شأنُها شأن الأناشيد، ترانيم وأنغام الّليتورجيا المسيحيّة(95)، التي تُواكِب وتفسِّر دروس الكتاب المقدّس.

ولكي يقوم محمّد بعمله الإنشائي كان في خدمته فريق من الكَـتَبَة، "سكرتاريّة"(96). وكانوا كلُّهم يعتقدون أنّهم مُلهَمون من الله، جادُّون في جعل النّص وفيًّا بأكبر قدر ممكن (مُتَشابِه= مُشَابِهٍ) لمعنى وروح النصّ (المُحكَم)، نصّ الكتاب المقدّس الأصلي(97). إنّ وجود هذه السكرتاريّة هو دليل على أنّ محمّد لم يكن بدون شكّ الأوّل ولا الوحيد الذي مارس وظيفة المُفسِّر هذه؛ وزيادة على ذلك، يبدو أنّ بعض تآليفه كانت من قبل مألوفة لآذان سامِعِيه(98). ووجود أنبياء آخرين إلى جانب محمّد هو دليل آخر يسوق في هذا الإتّجاه(99).

بعد وفاة محمّد، واصل فريق كَتَبَته عمله بكلّ بساطة. وقد أخذ جمع(100) النصوص القرآنيّة، أي مجموع الآيات المكتوبة صُحبة ترانيمها الموافِقة لها(101)، أكثر من قرن من الزمن(102). عبد الملك بن مروان (تـ 714 م) هو آخر من جمع القرآن حسب ما يقوله التّراث الإسلامي؛ وأوّل مخطوطات القرآن التي بحوزتنا يصعُب تأريخها، ولكن يبدو أنّها لا تعود إلى فترة أقدم من ذلك(103). ومع اكتشاف نسخ قديمة من القرآن في اليمن، نحن اليوم مُتَيقِّنون أنّ ترتيب السّور ترتيبًا نهائيًّا تطلّب وقتا طويلا جدًّا(104).

ولكن بسرعة، ومع وصول الخلفاء الرّاشدين إلى السلطة، أراد المسلمون إعطاء بُعْدٍ جديد لهذا المجموع المُبهَم، نوعا مّا، من النصوص اللّيتورجيّة، والذي يمثّل الشكل الذي كان عليه القرآن البدائي. وعندما أرادوا أن يُعيدوا إلى العشائر العربيّة القديمة نفوذها السّابق، حوَّلوا وِجْهة الدّين حتّى تُصبح أقلّ يهودية-مسيحيّة أو مانويّة-مسيحيّة ولتكون أقربَ إلى القليد المكِّي الوثني القديم(1005). وتزامُنًا مع الإنتاج التحريري لكَتَبَة القرآن، قام آخرون بتطوير لاهوت كان من واجبه إعطاء القرآن كيْنونتَه المُتعاليّة.

حينها فقط، وخِلسَةً، أصبح الإسلام – وهي كلمة تقابلها في السريانيّة، على نحو يُثير الإنتباه، كلمة maš-;-lǝ-;-mânū-;-tâ، وهي نفس الكلمة التي تعني في هذه اللّغة "تفسير" و "ترجمة"! – أصبح مُستقِلاًّ كدِين؛ وكذلك كتابُه، القرآن، بفضل الأيادي الخبيرة لبعض أجيالٍ من الكَتَبَة المَهَرَة، أصبح مستقِلاًّ هو الآخَر.

الهوامش
(31) في الحقيقة، هذه الفرضيّة كان قد سبق وقدّها ألفونس منغانا. وحسب بعضهم، فإنّ صيغة "فُعْلان" قد لا تكون عربيّة، الشيء الذي قد يؤكّد الأصل الأجنبي لكلمة "قرآن". وقد أنهك البعض من النُّحاة العرب كلّ جهودهم من أجل إعطائها جذرًا عربيًّا، في حين اعتقد البعض الآخر منهم أنّ كلمة "قرآن" هي كلمة إلاهيّة وبالتالي فلا يمكن أن يكون له جذر.
(32) DE PREMARE, Constitution des écritures, p. 179 -;- SFAR, Coran, p. 110 -;- GRAHAM, Earliest meaning, p. 366.
(33) E. GRAEF, Zu den christlichen Einflüssen im Koran, in ZDMG 111 – NF 36 (1961), p. 397-;- LÜ-;-LING, Die Wiederntdeckung des Propheten, p. 99-;- DE PREMARE, Constitution des écritures, p. 184 -;- LUXENBERG, Die syro-aramä-;-ische Lesart des Koran, p.111.
(34) LÜ-;-LING, Die Wiederntdeckung des Propheten, pp. 98-107.
(35) LÜ-;-LING, Die Wiederntdeckung des Propheten, pp. 60 sq.
(36) LÜ-;-LING, Die Wiederntdeckung des Propheten, p. 93.
(37) LÜ-;-LING, Die Wiederntdeckung des Propheten, pp. 94.
(38) LÜ-;-LING, Die Wiederntdeckung des Propheten, p. 102.
(39) وهكذا، فنحن لم يعد باستطاعتنا مجاراته عندما يقترح أن نرى في خصوم محمّد، مسيحيّين هِلّينيّين
(40) L’Evangile du Prophète, dans, Al-Kitab, pp. 158, 161-166.
(41) L’Evagile du Prophète, p. 158n. 18. أنظر مقالنا
(42) LUXENBERG, Die syro-aramä-;-ische Lesart des Koran, p.111, 129 -;- E. GRAEF, Christlische Einflüssen, p. 396 -;- LÜ-;-LING, Die Wiederntdeckung des Propheten, p. 99.
(43) L’Evagile du Prophète, p. 158n. 18. أنظر مقالنا
(44) C. GILLIOT, Muhammad, le Coran et les « contraintes de l’Histoire », in The Quran as text, p. 26.
(45) LUXENBERG, Die syro-aramä-;-ische Lesart des Koran, p. 129-131.
(46) LÜ-;-LING, Ü-;-ber den Ur-Qur’an, pp. 5, 62 sq.
(47) L. GARDET, Allâh: EI2, vol. 1, pp. 423 sq.
(48) LÜ-;-LING, Die Wiederntdeckung des Propheten, p. 100.
(49) LUXENBERG, Die syro-aramä-;-ische Lesart des Koran, p. 114.
(50) خلافًا لما يعتقده لوكسنبيرغ، فإنّ التمييز بين القرآن و "الكتاب"، بالرّغم من أنّه منظور إليه بصورة مختلفة، إلاّ أنّ هذا التمييز يمثّل البرهان الجوهري عند محمّد شحرور، الكتاب والقرآن، ص 51-61.
(51) SFAR, Coran, pp. 18 sq., p. 66.
(52) التّطابق بينهما مؤسَّس بالخصوص على السورة 25: 1.
(53) MINGANA, Syriac influence, p. 85 +n. 3.
(54) . يُشير لوكسنبيرغ إلى التناظر بين فرقان/فرقانة (السريانيّة) بدون أن يخرج بأي نتيجة. هناك تحليل مُتباين جدًّا لمختلف تأويلات كلمة "فرقان" قام به ر. باريت في الموسوعة الإسلاميّة.
(55) إنجيل متّ، 21: 36، أنظر أيضا يوحنّا، 3: 36: "الذي يؤمن بالإبن له حياة أبديّة، والذي لا يؤمن بالإبن لن يرى حياةً بل يمكث عليه غضبُ الرّب".
(56) إنجيل متّى، 21: 41، 43 – سورة 3: 4: "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ"
(57) LUXENBERG, Die syro-aramä-;-ische Lesart des Koran, p. 114.
(58) J. PAYNE SMITH-MARGOLIOUTH, Syriac Dictionary, Oxford 1903, p. 467: “sincere, straightforward”.
(59) GRAHAM, Earliest meaning, p. 372.
(60) B. KAZIMIRSKI, Dictionnaire arabe 2, Paris 1860, p. 1188.
(61) MINGANA, Syriac influence, p. 82.
(62) وكذلك تفاسير التقليد القبطي التي تشتمل على الترجمة العربيّة لدروس الكتاب المقدّس.
(63) MINGANA, Syriac influence, pp. 78 sq.
(64) MINGANA, Syriac influence, pp. 81-84.
(65) GRAHAM, Earliest meaning, p. 375.
(66) ونحن نعتقد، إذن، أنّه يجب إعطاء أهمّية أقلّ لمرحلة التأليف الشفوي. فالقرآن لا يحمل، حسب اعتقادنا، آثارها المُميِّزة (مثل الأغاني الهوميريّة).
(67) DE PREMARE, Fondations, pp. 278 sq.
(68) LUXENBERG, Die syro-aramä-;-ische Lesart des Koran, p. 112.
(69) LUXENBERG, Die syro-aramä-;-ische Lesart des Koran, pp. 111-113.
(70) SFAR, Coran, p. 108.
(71) LÜ-;-LING, Die Wiederntdeckung des Propheten, pp. 99 sq.
(72) LUXENBERG, Die syro-aramä-;-ische Lesart des Koran, p. 117.
(73) أقترح قراءة "فصّلت" ليس في صيغة المبني للمجهول "فُصِّلَتْ" بل مع ضمير المُخَاطَب ""فَصَّلْتَ".
(74) LUXENBERG, Die syro-aramä-;-ische Lesart des Koran, p. 116.
(75) LÜ-;-LING, Die Wiederntdeckung des Propheten, pp. 98 sq.
(76) BLACHERE, Introduction, p. 257 -;- A. NEUWIRTH, Rezitationstext, p. 101-;- LUXENBERG, Die syro-aramä-;-ische Lesart des Koran, p. 112 n. 131, p. 131 n. 160.
(77) A. NEUWIRTH, Rezitationstext, pp. 89 sq.
(78) A. NEUWIRTH, Rezitationstext, p. 95.
(79) A. NEUWIRTH, Rezitationstext, p. 97.
(80) H. HUSMANN, Kirchenmusik, pp. 113 sq.
(81) C. DETLEF G. MÜ-;-LLER, Predigt, p. 299.
(82) LÜ-;-LING, Die Wiederntdeckung des Propheten, p. 104.
(83) BLACHERE, Introduction, p. 257 -;- LÜ-;-LING, Ü-;-ber den Ur-Qur’an, p. 149-;- WANSBROUGH, Qur’anic Studies, pp. 1-32.
(84) LÜ-;-LING, Die Wiederntdeckung des Propheten, pp. 104-105.
(85) LÜ-;-LING, Ü-;-ber den Ur-Qur’an, p. 149.
(86) بفضل قواعد تضبط تنظيمها وقع الإحتفاظ بها، فإنّنا نمتلك معلومات جيّدة شيئا مّا عن تركيبة مدرسة نصيبين ذائعة الصّيت.
(87) A. VÖ-;-Ö-;-BUS, History of the school of Nisibis, 1965, p. 13.
(88) A. VÖ-;-Ö-;-BUS, History, p. 103-;- LÜ-;-LING, Ü-;-ber den Ur-Qur’an, p. 156.
(89) A. VÖ-;-Ö-;-BUS, History, p. 10 n. 4, p. 12 n. 2, pp. 64, 100, 102.
(90) A. VÖ-;-Ö-;-BUS, History, p. 10.
(91) أنظر الهامش رقم 71.
(92) A. VÖ-;-Ö-;-BUS, History, p. 124 -;- LUXENBERG, Die syro-aramä-;-ische Lesart des Koran, p. 117.
(93) LUXENBERG, ibidim.
(94) أنظر الهامش رقم 68
(95) E. GRAEF, Christlische Einflüssen, p. 397,
(96) أنظر أعلاه، الهامش 18.
(97) SFAR, Coran, pp. 99, 103.
(98) C. GILLIOT, Contraintes de l’Histoire, p. 26.
(99) DE PREMARE, Fondations, pp. 124sq.
(100) CASANOVA, Mohammed, p. 162 -;- MINGANA, The Transmission of the Kur’an, pp. 39 sq.-;- MOTZKI, Collection, pp. 8-10.
(101) WANSBROUGH, Qur’anic Studies, pp. 43-47.
(102) WANSBROUGH, Qur’anic Studies, p. 73-;- MOTZKI, Collection, pp. 28 sq.
(103) DE PREMARE, Fondations, pp. 297-300.
(104) PUIN, Qur’an manu-script-s in San’a, pp. 110 sq.
(105) هذا ما نودّ الإحتفاظ به من فرضيّة لولينغ الثالثة, المصدر السابق، ص 10.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الدليل على الفرق بين التوراة والانجيل
عبد الله اغونان ( 2014 / 8 / 1 - 10:43 )

معجم التوراة والانجيل والقران في أصله واحد لأنه اصلا من عند الله.والقران نفسه يعترف بأن الدين -الاسلام-بمعنى الاعتراف بالله الواحد وطاعته من عند الله.مع تنصيصه
على تحريف دلالته وعقيدته في التوراة والانجيل
اثبتوا لنا أن المصطلحات الدينية بهذه المفاهيم كانت قبل اليهودية والمسيحية
من حيث المحتوى فالله والصلاة والزكاة والصوم والجنة والنار ليست هي هي في الكتب
الثلاث
كيف يدعي المدعون ويزعم الزاعمون أن القران تأسس على عقائد اليهودية والمسيحية
وبينها كل هذا الفرق.فالله في الاسلام واحد أحد لم يلد ولم يولد وهو في التوراة كمل وصف يتميز بصفات بشرية وفي الانجيل له ابن وهذا الابن اله مثله
أما عن كتابة القران فهو الكتاب الذي يحفظ حتى قبل كتابته وهناك من عرفوا بحفظه وكتابته وهم من شهد لهم الرسول بحفظه وهم من اختارهم عثمان في تدوينه. وهو الكتاب المقدس الوحيد الذي ادعى أنه من عند الله ويؤكده متنه في أمر الله للرسول بالتبليغ - قل - لم تقول-قولوا - لاتقولوا...وفيه توجيه بل لوم للرسول عما يجب أن يفعله
أو ما أخطأ فيه.وهو الكتاب الوحيد الذي نزل بلغته المعاصرة بل هو سبب تطور هذه اللغة
شبهات تم الرد عليها


2 - تصحيح عنوان التعليق - الدليل على الفرق بين القران
عبد الله اغونان ( 2014 / 8 / 1 - 11:29 )

صيغة العنوان هي كما يلي

الدليل على الفرق بين القران والتوراة والانجيل

فمعذرة




3 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 8 / 1 - 12:43 )
تم التعليق في خانة الفيس بوك , تحت مُعرّف (أبو بدر الراوي) , و السب : سعة مساحة الكتابة .


4 - القرآن وكَتَبَتُه
شاكر شكور ( 2014 / 8 / 1 - 19:35 )
حقا هذه المقالة مفيدة جدا للباحثين عن الحقيقة ، نشكر جهودك القيمّة استاذ ناصر في ترجمة هذه المقالة الى اللغة العربية ، الى الآن كلمة (مشلمنوتا) التي تعني الأسلام في اللغة السريانة يستعملها الناطقين بالسريانية ومفردها مشلمانا وتعني مسلم ، ايضا كلمة فرقان وفرقويو تعني الخلاص بالسريانية ، حورالعين الذي ينتحر المتشددون الأسلاميون لأجلهم اصلها في السريانة (حورو عينو) وكلمة حورو في السريانية تعني الأبيض وعينو تعني عين ماء وترجمها محمد الى نساء الجنة لأعطاء مكرمة مغرية لجيشه حتى يقتل الإنسان اخوه الإنسان لأجل وهم اوجده بذكاء ومكر ، .... يتبع رجاءً


5 - تابع
شاكر شكور ( 2014 / 8 / 1 - 19:41 )
مما لا شك فيه ان القرآن لا يحتوي فقط طقوس لنصوص مختارة من الكتابات المقدّسة (العهدين القديم والجديد) بل قام محمد او من جاء من بعده بإضافة نصوص اخرى عليه كالنصوص الشفهية (خارجة عن التوراة) التي كانت متداولة بين عامة اليهود والتي كانت تسمى بأساطير اليهود والتي قام بجمعها العالم اليهودي لويس جنزبيرك كتراث شعبي وفي الآونة الأخيرة ترجمها المترجم المصري حسن حمدي السماحي الى العربية وتبين بأن القرآن قد اخذ الكثير من هذه النصوص الشعبية غير المعترف بها حتى من قبل اليهود كقصة سليمان وقصة يوسف المحورة مثلا ، كما اضيف على القرآن الأصلي السرياني احكام جرت في المدينة وهي فترة حكم تشبه قرارات مجلس قيادة الثورة التي يطيلها الناسخ والمنسوخ حيث تتغيرالقرارات وفق المستجدات والأحداث اليومية ، تحياتي للأستاذ الفاضل ناصر بن رجب


6 - اصل القرأن
كامل حرب ( 2014 / 8 / 2 - 01:20 )
الشكر والتقدير للسيد الكاتب الكريم ,نعم سيدى انا الان اعلم لماذا عندما كنت اقرأ القرأن اجد كلمات ليس لها معنى او كلمات غامضه والان يتضح ان القرأن كله مستمد من اللغه السريانيه ,هنا وضحت الصوره ولماذا كان كل كلام القرأن صعب على الفهم ,انا اعتبر مقالك هذا مثل الزلزال ,حقيقه انا اشعر بالشفقه على المسلمين لانهم كانوا يعتقدوا فى ديانه مزيفه طوال الالف وخمسمائه عام الاخيره ,اخيرا حقيقه القرأن ظهرت واتفضح مافيه من اساطير وخرافات تمكنت تماما من العقول العربيه مما يدعو للاسف


7 - تعليق على مقالة القران وكتبته
سعيد العليطي ( 2014 / 8 / 2 - 03:16 )
في البداية انا اشك في ان الكتب المقدسة بما فيها القران هي من تاليف شخص واحد، وانما في الغالب تكون من تاليف جماعي وعلى مراحل طويلة. وثانيا فيما يتعلق بان القران من الرسول، فمع الاسف ليس هناك اي مخطوط يثبت هذا الزعم. ثالثا القران ظهر في نهاية القرن الاول الهجري بقرار من السلطة السياسية الاموية. رابعا غالبا الانبياء لا يتركون كتبا او مؤلفات وانما يقتصر عملهم على الدعوة.

اخر الافلام

.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها


.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الدكتور قطب سانو يوضح في سؤال مباشر أسباب فوضى الدعاوى في ال


.. تعمير- هل العمارة الإسلامية تصميم محدد أم مفهوم؟ .. المعماري




.. تعمير- معماري/ عصام صفي الدين يوضح متى ظهر وازدهر فن العمارة