الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنا إنسان

مالك الكاتب

2014 / 8 / 2
الادب والفن


يدعون ان الجدالَ علمٌ وفلسفةٌ ,ويحسبون ان الثقافةَ فيما يدعون ,ولا ارى حواراتهم الا ميتة , ولا ادعي الحق فيما اقول ,والى الان لم نربأ بأنفسِنا لمستوى الحوار والاختلاف بسلام ,ما اجمل ان نتحاور كحبيبين بنظرات العيون لا اكثر ,وبهمسات الشفاه لا اكثر ,لعمق الحب فيما بيننا نحن بني الانسان ,ما اجمل ان ارى نفسي ابتسم ولا ادعي الحق فيما اقول ,ما اجمل ذلك ,لكن هل انا احلم او ماذا ؟؟
في لحظة من لحظات التاريخ ,ادرك الاوربيون ان الانسان هو القيمة العليا التي من اجلها يجب ان تؤسس الحياة , وترسم بالوان مفعمة بالحرية والكرامة واحترام حقوق الانسان وفق مبادئ انسانية سامية , وبهذا الادراك كان التطور والنماء على مختلف الاصعدة والمستويات , واخذت الاكتشافات الاوربية تفتح مضاجع الابواب ,هذه الاكتشافات التي غيرت وجه العالم الارضي , والتي اعادت للحياة الاوربية وهج النور , وتسارعت لديهم وتيرة التنمية الاقتصادية والثقافية والفكرية ,ومن ثم التنمية البشرية التي تعنى ببناء الانسان ككائن فريد .
ربما يكون الغرب قد دمر القاعدة الاساسية بحروب شتى قامت هنا وهناك وبفترات مختلفة من التاريخ الحديث ,امتدت بظلالها لساحات دروبه او احرقت بلدان اخرى في قارات مختلفة ,لكن هذه الحروب سرعان ما تنتهي لتحل محلها مساحات سلام واسعة ,لانها بالاساس كانت قائمة على مصالح واهية ووهمية وواهمة , وعلى مناطق النفوذ والسيطرة ,واثبات الذات على حساب الاخرين ,لكنها بعكس الحروب والصراعات الطائفية " حروبنا " ,هذه الحروب المبنية على الكراهية الدينة والتطرف العقائدي ,والا ما بالك بالمواطن الاوربي الذي يسافر القارة من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب والى الشرق والى الغرب ببطاقة سفر عادية وربما بقطارٍ واحد وبرحلة واحدة ,دون ادنى حاجز او صعوبة تمنعه التنقل عبر اطراف بلده الكبير .
وكذلك يمكننا ان ننظر ونرى ما للدول الاوربية وللغرب عموماً من مساهمة كبيرة , في تقدم المسيرة البشرية ,وكل ما نستعمله اليوم من تقنيات وتكنلوجيا ومقومات الحياة العصرية (والكمبيوتر الذي اكتب على ازراره الان ) ,كان نتاج امم وشعوب تصارعت فيما بينها لقرون بسبب الاختلافات العقائدية والطائفية والفكرية والاقتصادية ثم عاد اليها رشدها حين اقتنعت بان تدمير الذات وقتل الاخر وتكفيره هو ابدا ليس الحل ,وليس هو اداة الوصول للاهداف المبتغاة , ليس ابدا هو ما جاءت من اجله كل الاديان السماوية التي كانوا يتقاتلون على تفسير ما جاء فيها (كحروب البروتستانت والكاثوليك وغيرها ...)
ربما يقول البعض ,بان هذه المبادئ الانسانية والقيم المعنوية هي بالاساس ما جاءت به الاديان السماوية جميعها ,وهذا بعكس المادية الاوربية والحضارة القائمة من وراء ذلك .
نعم ربما معك حق يا صديقي ,لكن اين انت مما تدعي من تعاليم دينية ,متى تعرف هذه المبادئ الانسانيه ,متى تفهم وتعي هذا الدين الذي تدعي التمسك به ,متى تعرف ان قتل الاخر وتكفيره ليس من تعاليم الله في شيء ,متى تدرك ان هذه الخزعبلات ولمائم القوالب الميتة ليس مما يريده ربك الذي تدعي عبادته ,متى ومتى ومتى .......؟؟؟؟
أما حروب الطوائف الاسلامية – التي لازالت تعصر دماء المسلم وتسكر بنبيذه حتى تسكعت الارض بعليائها – فهي تقوم على اسباب واهية ,لكن المشكلة انها تتخذ ثوبها الديني المقدس الذي ترتدية وتقاتل ,لذلك هي مستمرة منذ الجيل الاول الى ما شاء الله .......
وانا بصراحة لا اريد ان اناقش هذه الاسباب ,لعلة في داخلي ,ولله في خلقه شؤون !!
اما اريد قوله هو ان الحل الناجع الذي يداعب اوراق مفكرتي بنقاط حروفه دائماً , يتمحور حول العودة للذات , لجوهر وجود الانسان , للوسيلة التي يمكن من خلالها ان يمارس الانسان انسانيته الكاملة ,نعم انسانيته الكاملة بوصفه " إنسان" ,وهي ليست ما نراه بافكار المتدينين الذين يدعون القيم العليا ولا لدى وعاظ السلاطين وسلاطينهم ولا لدى اصحاب الابراج العاجية ,وهي ليست فيما يدعية ويطلقه المتعلمنون ولا ذاك الذي يدعيه اصحاب مذهب الالحاد ,هي ليست على الاطلاق ما تشبعت به حياتنا وتصرفاتنا وما نقوم به كل يوم , وما تعلمناه في مناهجنا التعليمية التي تحفل مع الاسف باشكال متعددة من التطرف الديني والفكري والعقائدي وثقافة إلغاء الاخر وربما قتله وتصفيته بطريقة شرعية (حيلة على الله ).
لذلك كان علينا ان نعترف ,ولا نبقى كالذي يمسك جرحة حتى يموت ويحسبه كبرياء ,وهذا الاعتراف الصعب ليس تعذيبا للذات ,ولا هو هروب من القوقعة البشرية المنملة ,ولا هو انجرار فوق ابسطة الريح ,ولا هو سير بعينين معصوبتين خلف هذا وذاك , بقدر ما هو محاولة للبحث عن افق لحل محنة وجود الانسان واشكاليات هذا الوجود ,وصناعة ذاتية (من الداخل الى الخارج) لماهية هذا الانسان , وإيجاد ادوات ومعطيات برهانٍ لحلِ معضلة التطرف التي احاطت بكل تفاصيل حياتنا ,وهو صوت داخلي ينبع من الروح ويمكن لنا سماعة بكل وضوح ,وهو محاولة للبحث عن سلام مفقود ضاع وسط ضجيج الحروب العقائدية والفكرية وحتى الثقافية والتي ما زالت تطغى على منطقتنا العربية والاسلامية والشرق اوسطية , والحروب والتطرف والقتالات بتلذذ وسادية , والتي أدت الى تحويل العداء الى عداء بيني يلغي كل التحديات التي يفرضها الاعداء الحقيقيون لنا , لكن هذا الصوت الانساني الذي فقد منذ الازل هو البديل, والرسالة العالمية هي ما نريد ,وهي من نحيا لاجله .
وبالنهاية انا انسان "انسان" وخليفة , وهذا ما يجب ان اقول .
ولنا تفصيل ..........








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع