الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مختارات شعرية

عدنان محسن

2014 / 8 / 12
الادب والفن


مختارات شعرية
الصمت
أطول قصيدة كتبتها لحد الآن!
الكلام :
أريد لسانا بطولي
وعينا بحجم الفلاه
لكي أقول لكم
ما لا تقول القصيدة
وأريكم
ما لا يراه الإله.
أبجدية الأخطاء:
في الزمان الخطأ
في المكان الخطأ
ولدتُ
ومن زمان إلى زمان
من مكان إلى آخر
قطعت حياتي كلّها مشيا على الأخطاء.
بطاقة شخصية :
قد أكون أنا الذي ألقى بأخطائه الشائعة
على مرمى حجر من حياته
ثمّ صافحها بحرارة بالغة
مضى عليها
أكثر من أربعين حولا
من مختلف الأحوال.
وربّما
كنت أنا الذي أوصلوه إلى سوق المدينة
على عكازين بهيئة كوابيسه المزمنة
وقالوا له
هناك... في آخر الرصيف
ثمّة أوهام صالحة للاستعمال
ومقاعد شاغرة لمن أوصلوه
وما وصلوه.
ولعلني كنت أنا الذي في كلّ ليلة
يرى أصغريه:
لسانه وقلبه
يتبادلان النظرات معه
مثل
Ménage à trois
وقد أكون أنا الغريق الملقى
على حافة النهر
فكلّ شيء يدلّ عليّ
الماء بين الأصابع
القميص الذي كان يلبسني
وانتظار الذي لا يجيء.
الآن
عندما يقيم المساء حفلة للغياب
ويمضي الآخرون
خطواتهم موشومة بإنتظارات فسيحة
سأعود إلى نفسي
مشيا على الآن :
الأقدام
أنصب فخا لأحلامي.
الآن
أترك وجهي في خزانة الغرفة
أو في سلّة المهملات
أغمض عيني
لعلني يوما أراني
الآن
أكتب تاريخ العالم في سطرين
أكسر وزن القصيدة
ولغيرك أقرأ أشعاري
الآن
ما أوحش هذه الآن .
خبر عراقي:
( اليوم أجلست العراق على ركبتي فوجدته مرّا )
سأستعين برامبو
ولن أقبل بغيره
كي القي القبض على ظلي
لعلّي
أمسك تلك الدمعة التي ولدت معي
ذات وطن
وظلّت تُردد في المنافي:
يا توأمي
أنت الآهل بي
وأنا أهلٌ لك
فكن جديرا بهذا البكاء
ودع لأخ الجهالة كلّ هذا النعيم
وما يشاء وما لا يشاء
فالموت خبر عراقي
يُعلن عنه في حينه
في أي حين.
العراقي الحزين:
تأخرت كثيرا !
وصرت أسابق ظلي
فارتطمت كلّ الشوارع في قدمي
ودارت حول رأسي العواصف
وأوشكت الريح على المثول بين يدي
ولأنّي
لستُ أكثر مِن مَنْ يريدُ الوصول إلى نفسه
مشيا على أطرافه الأربعة
رفعت على رؤوس الأشهاد صمتي
وأعلنت بدء النهاية من أول السطر
ولأنّي
لستُ أكثر من غريق
أغوته المياه على نفسها
فأبتنى له بيتا في الغرق
لكنّهم أعابوا عليه الانتساب إلى الماء
إلى التشابه في ما تبقى من الممكن
ولأنّي
لستُ أكثر من هذا
أمام المقصلة
بيد اصفق للجميع
وبالأخرى
أرفع نخبا للعدم.
مرثية جان دمّو:
ومن عجائب روحي بيني وبينها
ما بين الفكرة والعبارة
كلّما اتسعت هذه الشوارع في قدمي
كلّما ضاقت بي الدنيا
وكلّما صرت أجري خلف أسمالي
وأعني الذاكرة
حتى صرتُ أقرب من شبيهي إليّ.
يا شبيهي
يا أبانا الذي في الشوارع
سأكتبُ اسمك على عثرة
فإذا ارتطمت بها الذاكرة
بنيتي بيتي عند مفترق التشابه
موعدا للحنين
فهذا أوان الخروج على مدن
لا تليق بأسمالنا
وهذا أوان الخروج على زمن
تُسفح فيه المصائر
وتخجل منه الأسئلة.
يا أبانا الذي في الشوارع
نحن أبناء وهم
رمتنا الحياة على قيدها
فأتقنا لعبة الموت
وصرنا نفاوضها بما لم يقله الضجر
الأرض حانتنا
ومربط خيلنا الدنيا
والشوارع حبلنا السري
وكلّ ما لم تقله الأرصفة.
يا أبانا الذي في الشوارع
نحن أبناء المفازة
أبناء موت واحد
نحن أبناء العراق.
عودة:
أعود..
وفي وجهي فرحة من يقول:
تركت ورائي الليل
يطارده النهار بالحجارةِ
جئتكم
كي أقود الهواء
قبل أن يسترد أنفاسَه الغبارُ
في يدي باقة عمر
وكلّ هذا الكلام.
إصحاح الخوف:
لكَ أن تضع الليل في قنينة
وتشرب نفسك حتى الثمالة
لكَ الآن ما لا تشاء
أنت الذي لا تبحث عن شيء
ستسأل عن كسرة خبز
تتدلى من رغيف جراحك.
الفأس في رأسك تعلن عصيان المتبقي من دمك
وراء الذي لا تراه
كنت انتزعت جدارا لمبكاك
تباريت في الريح
تواصلت في مَيْمَنة البقاء
وكنت للمستحيل ميسرة
وعطر ولادة.
والبحر من وراء ظهرك لا يُلبي نداء النخيل
أنت الأخير الآخر المتأخر
أنت الوحيد
الواحد
المتوحد
أنت الذي لا تطلب شيئا
ستُطالب بالباقي من دمك.
وها أنت الآن
تبحث عن صِنوك في مملكة غادره الرب
تكتب إصحاح مخاوفك
قد ترشي الحوت بماء الوطن المغلوب
وتقطع دربا تسلكها الأشباح
قد تفرح..
قد تبكي
أو يُضحكَ منكَ
أنت المسكون الساكن في أرصفة
تستوطن بين مساكنها الأيام.
تحولات:
إذ تتثاءب عند الضفة المهجورة أقدامي
أحلامي البطرة
أتذكر أنّي الخاسر أشيائي
أنّي الآن ..
بعضٌ مما كنتُ
فإذا جنَّ الليلُ وجاء الصبحُ
أنظرُ في المرآة أراني
لا أشبه من صرتُ.
أثر :
ما كان لهذا النور
أن يختفي في يدي
ولا لهذا الحنين
أن يضيء وجوههم
لولا يقيني
بأنّ الأرض دارت
حول حزني
دورتين.

مزايا الرماد :
أعرف أنّي نسيت في مدن النار
مزايا الرماد
أنّ النخل شبيهي
والنهر آخر القادمين
وأنّي انتظرت فوات الأوان
كي أنقل للماء
سرّ المياه
وللرمل
ما لا تشتهيه الرياح.

امرأة من هناك :
الليلة
وبعد منتصف الأرق
وبينما بلغ الغياب سن الرشد
كنت أرى في ما يرى النائم في نومه
امرأة من هناك
هي الآن أمامي
بعباءتها المترامية الأطراف
برائحة التبغ وسعال الفقراء
بأغاني الطفولة
وقد سبقتها إليّ الحشرجة
بوجهها المحاصر من كل الجهات
بالحزن هذا ما تبقى من التركة
بالبقاء المشكلة
كأنها كانت بقربي نائمة
لكنها بعد أن يئست من مجيء الخبز والأبناء
ركبت غيظها ثمّ ماتت جائعة.
تفردات :
وحدها الأرض
لا تكيل المديح لأرجائها
وحده الشك يلبس أردية يقينه
وحدها الأسماء لا تتشابه
وحدها الضجة ترتقي أرصفة في الرأس
وحدها النجمة تسخر من طغيان لياليها
وحده الهواء يتدلى من ذاكرة الطير
وحده الغصن يتفاقم في أرخبيل الشجرة
وحده العمر يلقي الطفولة في جمرة أوقاته
وحده الحلم لا يُجيد البقاء
وحدها الحكمة تغفو في سرير خرافتها
وحده الجرح نديم دمه
وحده الدم لا فائض فيه
وحدك الآن معي
وحيدين ...
العالم يجري فوقنا
ولا نراه.
الطفولة :
وتحتشد الطفولة قبيل هطول الليل
وعلى مرأى القابلة
على مرأى من الحواس
في مرايا نسي الأمس نفسه فيها
على بضع خطوات من فوات الأوان
في الكلام الذي يسقط سهوا
هي الطفولة
مستنقع الضوء وعثرتي الناصعة
بيت وجهي الذي شيدتّه الطلاسم
أقاليم حبي الذي أراه
ولا يراني
قلة حيلتي الشامخة
مأواي الأخير
وحقول أسئلتي الفادحة.
امتحان الحضور :
في امتحان الحضور
كان عليّ أن أقود الكلام
حيث لا تكسر شوكته الأسئلة
وأطرق أبواب الرياح
كي أُعيد الاعتبار إلى العاصفة
كان عليّ
أن أمسك هذا العالم من أذنيه
وأحاصره بعلامتين فارقتين
ما أفسده الدهر
وما أفسدته بجدارة نفسي.
في
امتحان
الحضور
كان عليّ أن أموت
في كلّ لحظة مرتين
وأبقى دوما بينهم
ولا أحد يعرف كيف.
ممتلكات :
لي
في كلّ حانة عائلة
وقصائد يكتبها الجميع
كلٌّ حسب حزنه
وكلٌّ حسب عادته.
لي
في كلّ زهرة آثار من أصابعها
وبقايا رائحة
لامرأة بين يديها خمس قارات تنام.
لي
في كل طريق ما يشبه هذه الخطوة
وعثرات للآن لا أعرف تحديد مواضعها
وفي كل مكان
لي
موعد أنساه
على مسافة دمعة واحدة من فوات الأوان.
الأصحاب :
الأول :
في تلك الليلة
لم يُؤذن لي أحد
لكنّي أتيتُ
بوجه ليس لغيري
وبآلامي التي لم تكن يوما عاقلة
كي أقول الذي لا يُقال
ثمّ أمضي وحيدا
بما لم تقترفه يداي.
في تلك الليلة
وقفتُ على مشارف نفسي
وبأسلاك ليست شائكة
رسمتُ حدودي.
الثاني :
في كلّ مكان
وأينما ضاقت بي الدنيا
أراه قريبا من مرايا بصائرهم
وعلى مرأى البصر
يبحث في ملامحي التي نسيتها سهوا في يديه
عن علامة فارقة ليرشو فيها الغير
في كلّ زمان
وبينما تترجل أخطائي عن عرشها الجوال
أراه قريبا يتجول في أيامي.
الثالث :
أحب الوجوه لديّ
تلك التي لا تعرف للآن
توثيق مصادر دمعتها
وأحب الأصحاب
من كان له أخطاء
تقبل القسمة على أكثر من أثنين.
الرابع : آدم حاتم
كعادته
يخرج الليلُ من جيبه
باتجاه الدروب التي تؤدي
إلى ما لا يُرام
وكعادتها
تتنزه الطرقات دوما
على بعد ثلاث عثرات من قدميه.
الخامس :
نحن ولدنا
من صرخة واحدة
ثمّ افترقنا على هيئة دمعتين
في دنيا الله الواسعة
لسوانا.
نص الحصار :
في قلبي فزعٌ واحد
واحد لا غير
أن تتعثر في لثّة أمي
كِسرة خبز
وعلى مرأى الغير.
طريقان :
في الطريق إلى نفسي
بينما تزدحم الروحُ بالروحِ
وتمشي القصائد عارية القدمين
لا أحد
يجمع شمل المساء بشملي
لا شيء
يحل وثاق الظهيرة
لا شيء..
لا شيء..
سوى صرخة ضلّت طريقها إلى شفتي
فأطلقت أنفاسها الأخيرة
على مسافة دمعة واحدة
مما لا يُقال.
وفي الطريق إلى مأواي الأخير
سأجدُ طفولتي وقد سبقتني بقليل إليه
واقفة على ساق واحدة
كأنّها تقول:
أيها الميت منذ القدم
آن الأوان كي تطلق طلقة الرحمة عليّ
وتفتح صفحة جديدة
ليس فيها من الأخطاء
إلا المعمول به
والمتعارف عليه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: تكريمي من الرئيس السيسي عن


.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: نفسي ألعب دور فتاة




.. كل يوم - دوري في جمال الحريم تعب أعصابي .. والمخرجة قعدتلي ع


.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: بنتي اتعرض عليها ب




.. كل يوم-دينا فؤاد لخالد أبو بكر: أنا ست مصرية عندي بنت-ومش تح