الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صراع الالهة في سماء مدينة الموصل!!!

يوحنا بيداويد

2014 / 8 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


صراع الالهة في سماء مدينة الموصل!!!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن- استراليا
13 اب 2014.

لا يشك اي شخص عاقل بأن ما جرى في مدينة الموصل واقضيتها هو امر يشبه ما يحصل في افلام الخيال العلمي في هذه الايام، ولو سألت اي شخص عراقي قبل غزو الداعشيين لمدينة الموصل، عن الطريقة التي حصل هذا الهجوم الهمجي ، وعن هوية الناس الذين فرضوا وجودهم وشريعهتم المستمدة من قانون الغاب على مدينة الموصل لجن جنونه بحديثك. لكن اليوم مدينة الموصل التاريخية تحت سيطرة هؤلاء رجال الذين يدعون انفسهم جنود داعش او الدولة الاسلامية.

اسئلة كثيرة ومهمة يجب ان يطرحها كل شخص على نفسه. لماذا ظهر الداعشيون بهذه القوة وفي الموصل بالذات؟ و هل حقا هناك اله له شريعة بالصيغة التي تفرضها هذه الملة او المجموعة البشرية؟ وهل فعلا هناك فكر حي في عقول مجموعة بشرية من هذا النموذج؟.

ان هذه الاسئلة ربما كانت محور حديث الاعلام العالمي خلال هذا الشهرين الماضيين، ان اية اجوبة لها بالتاكيد يجب ان تكون مبني على اراء الفلسفية والمنطق العلمي، و علوم الاديان، والعلوم العصرية الحديثة.

من ناحية موقف الفكر الفسلفي، اليوم اصبح واضحا جدا ، ان المعرفة الانسانية ليست مطلقة، بل محددة و تتأثر بالبيئة وثقافة المجتمع والوعي الذي يمتلكه الانسان المفكر اي كل انسان في بيئته. والحقيقة المطلقة قد لا نصل اليها ابدا على قول العالم والفيلسوف البريطاني المعوق ستيفن هوكن.

من شهادة الفلاسفة القدماء حول هذا الموضوع نستشهد هنا ما قال الفيلسوف الاغريقي اكسنوفانس في القرن السادس قبل الميلاد حينما سمع الناس تؤمن بالآلهة الوثنية المنتشرة في حينها في المجتمع الاغريقي إنها الهة خالدة : " نعم ، فإذا كان للثيران او الاسود ايادي، وكان لها القابلية للرسم بها اشكال كما يستطيع الانسان ان يفعل، فالحصن كانت ترسم شكل الهتها حصان، والثيران مثل الثيران، وكل واحد كان يرسم الله مثل شكل جسمه" وفي مكان اخر يقول:" الاثيوبيون كان يرسمون اللهم اسود اللون معقوف الانف"(1)

فما يقولونه الداعشيون او يفرضونن على الناس هو شيء من هراء او خيال بل فراغ، لان امكانيتهم الفكرية لا زالت مستمدة من الغرائز الجنسية ونرجسية الشعوب القبائل في عصور الحجرية تعودت على العيش في صحراء جزيرة العربية التي لا ترغب اي قبلية اخرى تشاركها في الوجود. لهذا تؤمن بشريعة الغاب و تطبق مقولة الفلسفية حتى وان كنت لا تؤمن بها: " إن لم تكن ذئبا اكلتك الذئاب"

فالله الذي لا يرحم مخلوقاته، ولا يهتم بها، وليست في ناموسه علاقة المحبة والتناغم والانسجام هو اله فوضي، اله فاشل بل ناقص وغير كامل على حد قول افلاطون. هو اله ظالم، لانه كيف يخلق مخلوقاته، ثم يقوم يتعذيبها بل هذا الاله مصاب بالكابة النفسية قد ينتحر في اي دقيقة!!!.

ان الاله الذي يترك الانسان ان يقتل اخيه الانسان باسمه لانه لا يعبده او يعظمه، بعكس عكس المنطق والمقولات الفلسفية التي اوجدتها الخبرة الانسانية عبر ثلاثين الف سنة الاخيرة من وجوده، هو اله منافي للعقلانية ، لا وجود له في الحقيقة ولا يمكن يتصوره الانسان، انما هو كاحد الاله التي تكلم عنها الفيلسوف الاغريقي اكسنوفانس موجود مثل الهة الاساطير القديمة.

نعم يبدو هناك صراع بين الالهة القديمة والجديدة في سماء مدينة الموصل الازلية، وقد نجد الاله مردوخ ، الاله العظيم لمدينة بابل الكلدانيةالقديمة ، قد ينبعث من جديد و يقود ثورة ضد الغزاة واللهم، ويشترك معه الاله تموزي وخطيبته الجميلة عشتار التي لا تعرف الرحمة على الغزاة.
............
1- المصدر: S.E.Forest, Jr, Basic Teaching of the Great Philosophers, p. 103








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحيه طيبه
احمد ( 2014 / 8 / 13 - 10:01 )
شكرا على المقال الجميل ..
نعم مع بالغ الاسف فمديني الموصل انتهت بدخول هؤلاء الرعاع ..
واما بالنسبه لصراع الاله فانا معك بكل كلمه قلتها ونحن كشباب نتمي لمختلف قوميات الموصل كان ومايزال نقاشنا من الاله الذي سينتصر .. وهل يجوز لنا العوده الى الالهه القديمه اله بلاد اشور لان حسب المفهموم الاسلامي والمسيحي فان الله يجب ان يحرس الطرفين هناك ويرعى مصالح الناس ولكن عبث يبدو انه في غيبوبه طويله لما يحدث من جرائم على يد الداعشين ..
تحيه للكاتب والقرأء الاعزاء


2 - صباح الخير لجميع البشر الطيبين
حازم الحر ( 2014 / 8 / 13 - 10:04 )
نعم اخي يوحنا .. وكيف نصلي لأله يطلب قرابين من دماء الابرياء ليبارك ويجزي القتلة بجنة ونعيم !! .. داعش كانت موجودة منذ اكثر من الف وثلاث مئة سنة وستبقى وتكبر وتستبد وتقتل ما لو يقف العالم المتحضر بوجهها .... سوأل جنرال امريكي قرأ القرآن اكثر من مرة بعد احداث سبتمبر 11 عن رايه فقال كلمتين ((( يجب أن نكون مستعدين


3 - الفوز لاله تموز!!
يوحنا بيداويد ( 2014 / 8 / 13 - 13:26 )

الاخ العزيز احمد
حقيقة انا اتمنى ان ينتصر على اله الداعشيين الاله العراقي الشاب المعروف بجماله وفقره، الراعي تموزي الذي اجبر الالهة عشتار ان تنزل الى اعماق الهاوية لابعاثه من الاموات من جديد

الاخ حازم الحر
ليست في يدنا اية حيلة غير فك بصر الناس الى الحقيقة التي هي بعض الاله هي من صنع الانسان وبعض الاخر يتكلم الانسان بلسانها عنوة والقليل تحمل القيم والمباديء الخيرية للانسانية في هذه الايام.


4 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 8 / 14 - 00:47 )
الإرهاب المسيحي المقدس :
النص الأول : (وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُل وَامْرَأَةٍ، مِنْ طِفْل وَشَيْخٍ، حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ) .
السؤال : هل يرى القُراء الكرام (طفل) و (حد السيف)؟ .
النص الثاني : (فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ، وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً، طِفْلاً وَرَضِيعًا، بَقَرًا وَغَنَمًا، جَمَلاً وَحِمَارًا) .
السؤال : هل يرى القُراء الكرام (اضرب) و (اقتل) و (طفلاً)؟ .
الإجرام في حق (الأطفال) و (النساء) و (الشيوخ) و حتى (الحيوانات) مربوط بالمسيحيه إرتباط وثيق .


5 - اية ديانة تقدس وتحترم الحياة
يوحنا بيداويد ( 2014 / 8 / 14 - 08:45 )
اخي عبد اللخ خلف
بربك هل وجدت جيش تقوده كنيسة ما و تقوم بغزو لشعوب مسالمة مثل التي كانت تعيش حول مدينة الموصل او اية منطقة او دولة وتفعل ما تقوله بحد السيف.

لماذا الكذب والتلفيق.
هل وجدت في اقوال المسيح ولو مرة واحدة ستخدم او يدعوا لاستخدام العنف الى حد القتل؟
اخي عبد الله المسالة المهمة للبشرية اليوم، اية ديانة تتلائم ان يعيش سبعة مليارات بشرية. ، بالتناغم والانسجام
اية ديانة تحترم المراة وتعتبرها انسان كامل وليست من الممتلكات؟ وانت تعرف التكملة.
انا لا ادافع عن المسيحية لانني مسيحي. واذا تبحث في مقالاتي في هذا الموقع وغيره، ستجد انني غير ملزم الا بشيء واحد هو تقديس الحياة واحترامها. وستجد لي الكثير من الانتقادات على المفكرين واللاهوتيين ورجال الكنيسة لان احيانا كي لايقعون في نفس الخطا ويعتبرون معرفته مطلقــــــــــــــــــــــــــــــــة كما يفعل الداعشيون الذين لا اتمنى ان تكون احد اتباعهم وحتى متأثر بهم.


6 - الأديان نفاق وأوهام الطبقة الحاكمة
حميد كركوكي {صيادي} ( 2014 / 8 / 14 - 13:06 )
الطبقة الرأسمالية تحتاج إلى مخدر الدين للإنتاج والتوزيع الطبقي كما يشاؤن وبعد نجاح الغرب وفي رأسها أمريكا في أفغانستان وبمساعدة الإسلام الوهابي السعودي الإنسانية تراجعت إلى الخلف 300 سنة وأما العرب والمسلمين رجعوا1300 سنة
الموصل الآن تعيش أيام الغزو العباسي للخليفة المعتصم(غضب)❊-;- الذي قتل سكان المنطقة بلا هوادة مستعملا جيشا من مرتزقة المغول{آق قوينلو وقرة قوينلو} كانت بداية تأريخ أسود تعريب وأسلمة الأزدين الزرادشتية. بعد ذلك هنلك 72 فرمانا بأمحاء هذه الأقلية الزرادشتية من قبل آل عثمان.عجيب أمرهم لم ينتهوا رغم كل ذلك. لا أعتقد داعش يمحوهم لأن “الشيطان- يحميهم لأنه ملكة الطاوس العاصي من الله وهو ثائر من دكتاتورية الله المجحفة الغادرة.!
❊-;-غضب: غضب الله عليه ولعنته.


7 - يوحنا بيداويد
عبد الله خلف ( 2014 / 8 / 14 - 13:32 )
أولاً : جرائم و إرهاب المسيحيين في افريقيا الوسطى (جرائم مُعاصره) :
https://www.youtube.com/results?search_query=جرائم+و+إرهاب+المسيحيين+في+افريقيا+الوسطى

ثانياً : سؤال : هل (يهوّه) هو (يسوع) في إعتقادك؟... إن كانت إجابتك بـ(نعم) , و هذا مؤكد , فيجب أن يُحاكم (يسوع) .

اخر الافلام

.. تأبين قتلى -وورلد سنترال كيتشن- في كاتدرائية واشنطن


.. تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!




.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي




.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال