الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ننتصر على عناصر الدولة الاسلامية ولكن لن ننتصر على فكرهم !

حسن الطيب

2014 / 8 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


" عسكرياً " سينتصر العراق بمساعدة طائرات اوباما على تنظيم الدولة الاسلامية مهما طال الوقت ومهما كانت جرائمهم القذرة . ولكن ماذا بعد هذا الانتصار هل من سياسة عقلانية لها رؤية عميقة تنتشل البلاد من ازمات مجنونة مصطنعة سياسياً ؟
السؤال هل نستطيع ان ننتصر على داعش " فكرياً " ؟
اذا كنا نبحث عن حلول طويلة الامد علينا أن نحدث نهضة فكرية تهدف الى تحرير الفرد وغرس الوعي و زعزعة اليقينيات وازالة كل ما هو لا يتلاءم مع العصر وإفرازاته وكل التراكمات السوداوية التي تركتها الانظمة الشمولية بعقول البسطاء .
بتقديري لن نستطيع انهاء التنظيمات الجهادية مالم نقتل مبرراتها ، ومبررات هذه التنظيمات الوحشية تتعلق بجانبين ( الدين والسياسة )
من الناحية الدينية : من الضروري جدا ان يكون هناك وحدة للخطاب الاسلامي ( الشيعي _ السني) قائم على قراءة وفهم معاصر وعقلاني للدين لا يتعارض مع العصر وشروط حياة الفرد وحقه في الحياة والعيش بحرية وكرامة ، القراءة الجديدة للدين ترتكز على عنصري التسامح والسلام بدلاً من التكفير والقتل حتى تجفف منابع التطرف والانخراط مع هذه المجاميع الجهادية الوحشية لا يمكن ان ننتصر على داعش ونحن نؤمن هناك كفار ومنافقين وليس من حق الاخر النقد والتفكير والتحليل واختيار عقيدته .
الهند مثلاً طبقت الديمثراطية وعملت من مبدأ التوفيق لا الانتصار . بما يعني كل الافكار تقريبية نسبية مع الحقيقة لايوجد دين يمثل الحقيقة كاملة ! هكذا خرجت الهند بالرغم من التخلف واللامية والجهل . لذا يجب ان نتوقف عن الرقص تحت اسطوانة مخروشة " الاسلام محيط بكل شيء وصالح لكل زمان ومكان " واتباعه في الجنة ومنتقديه في النار ووو ! هذه العقلية يجب ان تغادر وتنطلق نحو ركب الحضارة والحداثة والتطور.
من الناحية السياسية : من واجبات السلطة انتهاج الخطاب العقلاني وسياسة الاحتواء والعمل على تنظم حياة الفرد والارتقاء به واحداث نهضة شاملة ثقافية واجتماعية واقتصادية من خلال اقرار القوانين التي تساهم بترسيخ مبادئ العدالة الاجتماعية و الاعتراف بالديمقراطية والتداول السلمي للسلطة ،ووضع فلسفة تربوية صحيحة قائمة على اعمال العقل وترسيخ الهوية الوطنية والانسانية وتكريس ثقافة الحقوق والواجبات والتشجيع على الابداع والبحث العلمي) بدلاً من ترسيخ الثقافة الماضوية والاهتمام بانتصارات وفاتحين ومعارك لا ناقة لنا بها ولا جمل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في 


.. دعوات أميركية للجوء إلى -الحرس الوطني- للتصدي للاحتجاجات الط




.. صحة غزة: استشهاد 51 فلسطينيا وإصابة 75 خلال 24 ساعة


.. مظاهرات في العاصمة اليمنية صنعاء تضامناً مع الفلسطينيين في غ




.. 5 شهداء بينهم طفلان بقصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي السعو