الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تربط الجرباء حول صحيحة

البدراني الموصلي

2014 / 8 / 23
كتابات ساخرة


لا تربط الجرباءَ حول صحيحةٍ
لا تربط الجرباء حول صحيحة ...... خوفا على تلك الصحيحةِ تجربُ
وعلى افتراض ان المربوطة أصلا هي صحيحة لم يخالطها جرب او مرض من اي لون بعد ان ثبت بالدليل القاطع ان التي يراد ربطها جرباء بوضوح , قبيحة المنظر , ومخيفة لأنها مصابة بوباءٍ معدٍ سريع الانتشار وسيصيب كل من يقترب منها .
وقد كان العرب في ( الجاهلية !!! ) اكثر صدقا ونزاهة من مسلمي اليوم , بل من جميع قادة مسلمي اليوم , فهل يستطيع أيُّ معممٍ او مدعٍ التدينَ والتقوى ان يعترف بالصراحة الفطرية التي تعامل بها الشاعر المسكون بالموبقات والمحرمات طرفة بن العبد , عندما اعترف بكل أريحية بأنه لا يستحي ان يكون منبوذا من قومه لما يرتكبه من موبقات ومحرمات فقال :
( الى ان تحامتني العشيرةُ كلُها ...... وأُفردتُ افرادَ البعيرِ المعبّدِ )
علما بأنه كان من فرسان عشيرته وله في النوازل من الامور ما يفخر به ويفخر به قومه ايضا
وكيف يفرد البعير المعبد ؟؟ , لقد كان يُطلى بالقار الذي استعمله العرب ( منذ الجاهلية !!! ) لكي , اولا , يوقف زحف الجرب من المناطق المصابة الى الاجزاء التي ما تزال سليمة , وثانيا لكي يكون واضحا للجميع ان عليهم ان يبعدوا أبلهم وباقي أنعامهم عنه أذا أرادوا لها السلامة .وقد كان الطلاء والأِفراد نافعين في كثير من الأحيان وقد تسترد الناقة والبعير المريض عافيتيهما ونادرا ما يقضي عليهما المرض .وكانت بقية القطعان تسلم وتنعم بالصحة والعافية .
الذي استفزني لكتابة هذه الجنجلوتية في اعلاه , هو كلمة السيد رئيس الوزراء المنتهية ولايته والذي لا يفهم ان انتهاء ولايته يعني انتهاء صلاحيته ( Been expired ) , فقد وقف امام منصته الاسبوعية وفي موعده المحدد من يوم الاربعاء الماضي , وكأنه ما يزال الآمر الناهي في هذا البلد .
والذي زلزلني وهزني , أمران , اولهما ان دولته لم يشعر حتى هذه اللحظة انه يستحق ان يطلى بالقار وان يفرد عن القطيع , تفاديا ان يصاب القطيع كله بما اصابه ( والقطيع مؤهل ان يكون حاضنة للوباء وهو بالتأكيد يعاني من نقص المناعة الاصلية وليست المكتسبة لكثرة ما أرهقته أيديولوجيات تغييب العقل) , فدولته قد انتشر الوباء على جميع اجزاء جسمه واتخذ اشكالا والوانا متعددة , فمنها الاقتصادي والمجتمعي والتربوي والخدماتي وليس اخرها الامني الذي لا يرتجى له شفاء , وثاني الامرين ان باقي رعاة القطيع ظهروا , سهوا او عمدا , اكثر غباءا من كبيرهم , حتى انهم لم يشاهدوا بأبصارهم وبصائرهم ما آلت اليه حاله , واهملوا – سهوا او عمدا – ان يطلوه بالقار لكي لا يسبب العدوى لبقية انعامهم التي يقودونها ويعتاشون عليها ويعيشون بمنتهى الترف والبذخ من درها من حليب وصوف ووبر , وتنوعت ضروع الدر فصارت لا تعد ولا تحصى .
لقد كنا ننتظر , تماشيا مع صراخ الجميع , التغيير , التغيير , التغيير , ان نرى ما يمكن ان نشم منه رائحة التغيير , وان كنا لا نعرف مواصفات تلك الرائحة , فقد اختفت عن انوفنا منذ ان اغتال الفاشست ثورة عبد الكريم قاسم وحتى يومنا هذا .
لقد زعقت الكتل السياسية جميعها بدون استثناء , وصرخت المرجعية الدينية بأعلى مكبرات صوت لها , وانتدب المثقفون والمفكرون بشتى تلاوينهم انفسهم للصراخ ايضا , التغيير والتغيير والتغيير , وفي الحقيقة ان بعضهم كان يذر رمادا في عيوننا , وكأن الجميع كانوا يهمسون في آذان سكان القبور .
لقد توجّه المنتهية صلاحيته الى المكلف الجديد بالنصيحة الخالصة التي لا يريد منها سوى وجه الله تعالى , بأن يفعل كذا , ويصنع كذا , لأن في هذا صلاح الامة , وان يتجنب كذا وكذا , لأن فيهما فساد الامة .
لو كان لمثل هذه النصيحة وزن خردلة لكنا صدقنا وآمنا , بل انها لاتساوي عفطة في أست عنز , وهل انا حاقد او متجنٍ على احدهما , الناصح او المنصوح , او كليهما ,؟؟؟ كلا , واقولها بكل ثقة , فالناصح الذي استنفذ ولايتين من عمر الدستور وثمانية اعوام من اعمارنا جميعا , وجرد بعضنا من وطنه وبعضا كبيرا من بيوته واراضيه وبعضا كبيرا ايضا حتى من ثيابه الا ما يستر جلده , لو كان اهلا لها لما جرى ما جرى , ولو كان حصيفا لأدرك انه ليس اهلا لها حتى انه تشبث بأذيال الخديعة والتزييف ليستهلك من عمر الدستور ولاية ثالثة ومن اعمارنا ما تبقى لنا ولو كان اوراق توت نستر بها عوراتنا .
لقد استفزني ظهوره وهزني حتى النخاع , ولو سفسط مثل كل اطلالاته وطلعاته , لكنا اودعنا سفسطته المكان الذي تستحقه – حاوية المهملات - بل توجه الى من توجهت انظار الجميع اليه , بالنصيحة والمشورة , وخوفنا ان يصدق المنصوح تلك النصيحة وان يعمل بها او بجزء منها , وهو في الحقيقة لا يختلف في نوازعه واهدافه عن ناصحه , فهما كما قال الكثيرون من رحم واحد , بغض النظر عن ان هذا مسلح بالماجستير الفلانية وهذا مسلح بالدكتوراه الفلتانية , فالاثنان في نظري من طينة واحدة , ولن تحول الدكتوراه بالألكترون من جامعة مانشستر حاملها الذي يعتز بالباذنجانة الموسومة على جبينه الى موسى وعصاه فيلقيها لتلقف ما كان الذين قبله يأفكون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع