الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ناجي العلي / لو غاب او تغيّبَ !!! من يمسك الريشة والقلم !!!

محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)

2014 / 8 / 29
القضية الفلسطينية


مَنْ يمسكُ الريشةَ بعدك والقلمَ ؟ ومَن الذي يصلُ الدربَ لو انقطعَ ، ويتقدمُ ركبَ الفقراءِ في زُحمة الحياةِ ، وغيابِ القائدِ وتغييب الوعي ؟ والعراةُ الحفاةُ ، من لهم وقد غادرتَ مكرَهاً في ليل بهيم ؟ وماذا لهم وثياب الحسَك أخذتْ منهم العافية ؟ ومن دليلُهم في اسفارهم الاَ نهائية حين تختفي الانجمُ ! وتضيع العلاماتُ ؟ وتُخلطُ الاوراقُ ؟ ويَصمَ الظلامُ ؟ ويغيبُ القمرُ ؟ مَن الذي يصرخ عالياً وبكل قوةٍ بصوتهم رسوماً والواناً هي امضىَ واوجعُ من الرصاصِ وأقتلُ ؟ وصدى دويّه دائمٌ ! من يُلوّنُ بالقلمِ والفرشاةِ بعدك ايها المبدعُ حياتهم ؟ ويرسمُ ضحكاتهم قمراً في ليلِ التائهين في عتمة ليالي الجوعِ والبردِ والتشردِ ؟ مَن لاطفالِ الفقراءِ بعدكِ من صديقٍ يرسُم اوجاعهم وآمالهم وطموحاتهم .
حين نتحدث عن الفراغ الذي نخافُ ، بعد أي رحيلٍ مفاجيءٍ ! او تغييبٍ ! تعوزنا الخبرة وينقصنا النطق والمنطق ، فكيف نسدّ ثغرة لا يمكن ردَمُها بشيء او تعويضها بمُعوّضٍ ، فالنكهةُ ليست هي النكهةُ التي تعوَدْنا عليها وتفتّحتْ اعيننا عليها وشكلت بواكير وعيّنا . حين مشينا في الوعي وفي اللاوعي نقلدها .
بعد الذي جرى صارتِ الالوانُ جميعاً رماديةً , حتى لونُ الحياةِ الزاهرُ المخضرُّ صار باهتاً . وخفَّ زِحامُ الفقراءِ على ورقِ الرصيف ، فقد غاب الناطقُ الرسميُ بلسانهم .
انفضَّ المتحلقون على صحفِ الارصفة وتعرَّى الشارعُ من مخلوقاته ، فالمتحدثُ عن خباياهم والمنسلّ الى ارواحهم وقلوبهم خلل الثياب ! والقارئ ما في ضمائرهم ، والنافذ الى اعماقهم والغائر فيها حتى القاع من غير مشرط او مبضع او حاجة لخلع الثياب غادرهم دون القاء تحية الوداع وحتى دون ان يعلن موعدا لعودته .
نحن في عالمٍ تحكمه الذئاب ولا نملك سوى ترتيلة نتوسل بها بعد كل هزيمة وحزن
يُضيمنا أن الله لا بد وان يعوضنا وان رحم الامة ليس عاقراً سينجب لا بد يوماً ناجي العلي آخر.
((
من هو ناجي العلي
---------------
ناجي سليم حسين العلي ، الملقب بضمير الثورة ، من مواليد قرية الشجرة عام 1936 وهي قرية تقع بين الناصرة و طبريا في الجليل الشمالي من فلسطين .
يقال إنها أعطيت هذا الاسم ، لأن السيد المسيح عليه السلام ، استظل فيء شجرة في أرضها .
شرد من فلسطين عام 1948 ، نزح وعائلته مع أهل القرية باتجاه لبنان ( بنت جبيل) وهو من أسرة فقيرة تعمل في الزراعة والأرض ، لجأ إلى مخيم عين الحلوة جنوب شرق مدينة صيدا - لبنان حيث سكن وعائلته بالقرب من بستان أبو جميل قرب الجميزة منطقة " عرب الغوير" وكان يقضي أوقاتاً طويلة في مقهى أبو مازن (محمد كريم – من بلدة صفورية ) .
وكانت حياة ناجي العلي في المخيم عبارة عن عيش يومي في الذل. فأحدث ذلك صحوة فكرية مبكرة لديه، عرف انه وشعبه ، كانا ضحايا مؤامرة دنيئة دبرتها بريطانيا وفرنسا ، بالتحالف والتنسيق مع الحركة الصهيونية العالمية .
درس ناجي العلي في مدرسة " اتحاد الكنائس المسيحية " حتى حصوله على شهادة " السرتفيكا" اللبنانية ، ولما تعذر عليه متابعة الدراسة ، اتجه للعمل في البساتين وعمل في قطف الأكي دنيا والحمضيات والزيتون (مع الوكيل سعيد الصالح أبو صالح ) لكن بعد مدة ، ذهب إلى طرابلس – القبة ومعه صديقة محمد نصر شقيق زوجته (لاحقاً ) ليتعلم صنعة في المدرسة المهنية التابعة للرهبان البيض .
تعلم سنتين هناك ، ثم غادر بعد ذلك إلى بيروت حيث عمل في ورش صناعية عدة ، نصب خيمة قديمة (من الخيم التي كانت توزعها وكالة الغوث ) في حرش مخيم شاتيلا ، وعاش في حياة تقشف .
1957 سافر إلى السعودية بعدما حصل على دبلوم الميكانيكا وأقام فيها سنتين ، كان يشتغل ويرسم أثناء أوقات فراغه ، ثم عاد بعد ذلك إلى لبنان .
1959 حاول أن ينتمي إلى حركة القوميين العرب ، لأنه وخلال سنة واحدة ، أبعد أربع مرات عن التنظيم ، بسبب عدم انضباطه في العمل الحزبي .
1960 - 1961 أصدر نشرة سياسية بخط اليد مع بعض رفاقه في حركة القوميين العرب تدعى " الصرخة " .
1960 دخل الأكاديمية اللبنانية للرسم ( أليكسي بطرس) لمدة سنة ، إلا أنه ونتيجة ملاحقته من قبل الشرطة اللبنانية ، لم يداوم إلا شهراً أو نحو ذلك ، وما تبقى من العام الدراسي أمضاه في ضيافة سجون الثكنات اللبنانية ، حيث ( .. أصبح حنظلة زبوناً دائماً لمعظم السجون ، تارة يضعونه في سجن المخيم ، وأخرى ينقلونه إلى السجن الأثري في المدينة القريبة (سجن القلعة في صيدا – القشلة ) ، وإذا ما ضخموا له التهمة فإنهم كانوا ينقلونه إلى سجن العاصمة أو المناطق الأخرى . بعد ذلك ، ذهب إلى مدينة صور ودرس الرسم في الكلية الجعفرية لمدة ثلاث سنوات .
1963 سافر إلى الكويت وعمل في مجلة الطليعة الكويتية رساماً ومخرجاً ومحرراً صحافياً ، وكان هدفه أن يجمع المال ليدرس الفن في القاهرة أو في إيطاليا .
ترك الكويت مرات عدة وعاد إليها .
1968 عمل في جريدة السياسة الكويتية لغاية العام 1975 .
مع بداية العام 1974 عمل في جريدة السفير ، وقد استمر فيها حتى العام 1983 .
1979 انتخب رئيس رابطة الكاريكاتير العرب .
عام 1982 اعتقل في صيدا من قبل العدو الإسرائيلي وأطلق سراحه حيث إنهم أخطأوا التعرف إلى شخصيته .
1983 بعد أن ضاق به أهل البيت ذرعاً ، ترك بيروت متوجهاً إلى الكويت (طُرد من بيروت )، حيث عمل في جريدة القبس الكويتية وبقي فيها حتى أكتوبر 1985 .
1985 بعد أن ضاق به أهل البيت ذرعاً ، ترك الكويت وتوجه إلى لندن حيث عمل في" القبس" الدولية(طُرد من الكويت ).
شاركت رسوم ناجي العلي في عشرات المعارض العربية والدولية .
أصدر ثلاثة كتب في الأعوام (1976 ، 1983 ، 1985) ضمت مجموعة من رسوماته المختارة .
كان يتهيأ لإصدار كتاب رابع لكن الرصاص الغادر حال دون ذلك .
حصلت أعماله على الجوائز الأولى في معرضي الكاريكاتير للفنانين العرب أقيما في دمشق في سنتي 1979 و 1980 م .
عضو الأمانة العامة لاتحاد الكتاب والصحافيين الفلسطينيين . لكن هذا الاتحاد لم يصدر حتى بيان نعي للشهيد .
نشر اكثر من 10 آلاف لوحة كاريكاتورية طيلة حياته الفنية ، عدا عن المحظورات التي مازالت حبيسة الأدراج ، ماكان يسبب له تعباً حقيقياً .
اختارته صحيفة "اساهي " اليابانية كواحد من بين أشهر عشرة رسامي كاريكاتير في العالم .
متزوج من السيدة وداد صالح نصر من بلدة صفورية – فلسطين وله أربعة أبناء:
خالد ، أسامه ، ليال وجودي.
اغتيل في لندن يوم 22 / 7 / 1987 وتوفي 29/ 8/ 1987 م .
8/ 2/ 1988 وصف الاتحاد الدولي لناشري الصحف في باريس ناجي العلي ، بأنه واحد من أعظم رسامي الكاريكاتير منذ نهاية القرن الثامن عشر ، ومنحه جائزة " قلم الحرية الذهبي" وسلمت الجائزة في إيطاليا إلى زوجته وابنه خالد ، علماً بأن ناجي العلي هو أول صحافي ورسام عربي ينال هذه الجائزة . ))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في 


.. دعوات أميركية للجوء إلى -الحرس الوطني- للتصدي للاحتجاجات الط




.. صحة غزة: استشهاد 51 فلسطينيا وإصابة 75 خلال 24 ساعة


.. مظاهرات في العاصمة اليمنية صنعاء تضامناً مع الفلسطينيين في غ




.. 5 شهداء بينهم طفلان بقصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي السعو