الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اذا حان وقتها ، ستدكُ عروشٌ ويُداس طغاةٌ !!!

محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)

2014 / 8 / 30
القضية الفلسطينية


لا أدري كيف يستطيع المرء أن يقاوم بريق المال وسلطته عليه ، ونحن نعيش ضمن مجتمعات يمتهن الكثير فيها حرفة واحدة ، أجادوها عبر تلك المراحل والحقب التي مرّتْ سوداء حتى تفننوا في الصنعة ، وبزّوا سواهم -;- الا وهي صناعة الاصنام . لكن المفارقة في كلّ هذا السياق -;- ليس عرض المصنوع منها للبيع في السوق الداخلية او التصدير ، انما المفارقة تكمن في عبادتها واداء الطقوس المطلوبة التي ترافق العبادة ، فهي كالصلاة من وجهة نظر المؤمن فرض بتركه يكون الفرد مسلماً بالهوية والأسم فقط ، ودعوة الاخرين ليس للمشاركة في تلك الطقوس والاشتراك في ألوان الاداء ، وانما للترويج لها كمن يروّج لبضاعة كاسدة في اسواق النخاسة على مستوى الاعلام المقروء والمسموع والمرئي وتقديم تلك الدمى والاصنام برداء المنقذ وجلبابه فهو يحمل الخلاص في ثناياه لما لحق بالوطن والأمة من ويلات ودمار وخراب ، يحدث كل هذا الضجيج ويجري الاعداد له في مطابخ من يتاجر بالضمير ويهدر كرامتَهُ من أجل حفنة مالٍ او منصبٍ أو جاه . تباع ذمم وتشرى ضمائر ويبقى السؤال الذي تتعدد الأجابات فيه وتحار الرؤى احياناً كثيرة ، مِن أين تأتي لنا القدرة وفي ظل هذا العفن الفاضح والمفضوح والفساد الذي طال كل شيء وأفسدَ كلّ شيء وعمّ كلّ شيء أن نقول للقائد الرمز عندما خان -;- أنت خائن !!! وعميل !!! ولو أننا قلناها له وصرَخنا بها في وجهه لكنّا بخير ؟ وهل يعني القول : أننا سنكون بخير ، فالخارطة السياسية التي رُسمت للمنطقة مسبقاً لا تُبشر بخير وليست سوى نذيرَ شؤمٍ . فما يحدث في سوريا اليوم وفي العراق والسودان وليبيا واليمن ولبنان والقائمة تطول ما هي إلا نماذج لأصنام وظلفيات وجدت مناخاً ملائماً عرضت نفسها على انها الذي يعوّل عليه فركبت الموجة وتسلقت الى هرم السلطة وبالت على جمهورها لأنها تستمد بقاءها وديمومتها عبر طبقة الحرفيين صانعي الاصنام .
نحن لسنا طلاب حرب ولا دعاة قتل وسلخ وتخريب ، بقدر ما ندعو لأحقاق الحقوق وانصاف الضحايا ، وفتح كوّة في جدار العُزلة والظلمة ليعبر منها خيط الشمس ونفحة الهواء التي لا بدّ منها للديمومة .
نحمل في قلوبنا وارواحنا الحبّ والمحبة والسلام للعالم وعاشقيه وان دفعنا أرواحنا ودماءنا ثمناً باهضاً لأجله ، فهو الواحة الغنّاء ونهر السعادة التي يقسمها فوق رؤوس محبيه وينثرها لدى اقدامهم ، لكننا وبكل اصرار نرفض سلام الذلّ والاستسلام والعبودية . السلام الذي يجلب العار للشعوب ، ويحني رقاب أبنائها فليس خلاص الشعوب من ورطتها برصاصة في جبهة المتفلسف داعية قبول سلام الذلّ ، والارض تحبل وتقيء الحمل فلاسفة في الدهاء والمكر ، جلدتهم عصيّة حتى على الرصاص يملكون القدرة لتعبيد الطرقات والدروب لتمر عجلة الاستسلام من دون عثرة ومطبات . اقولها وبملء صوتي وإن بَحَّ لن يعم الخير في اوطاننا ، وان نزعت جلدة من سرق الثورة وعاث بالاوطان فساداً ، ولن ينتصر الخير ويتراجع الذلّ والقهر وينتهي القمع ، وتعمّ الفرحة الساحات وتنتشر الخضرة وبساتين الورد ، وينطلق الصغار بفرح دون خوف عليهم في ألعابهم ما دام في الوطن سماسرة سياسةٍ ودلاّلون وثوّارُ في العلب الليلية ونعامات قدام الساسة والكل ذليل امام الحذاء الاجنبي .
إنّ ساعة الحساب اذا حانت واطلّت برأسها لن تكفي القمامة ولا تسع الارض بما رحبت اشلاء ونفايات تجار السياسة وكلَّ دَعِيٍّ يقايض العشرين بالسبعين عن ثمن رهيب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن ينهي زيارته إلى الصين، هل من صفقة صينية أمريكية حول ا


.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا




.. انقلاب سيارة وزير الأمن الإسرائيلي بن غفير ونقله إلى المستشف


.. موسكو تؤكد استعدادها لتوسيع تعاونها العسكري مع إيران




.. عملية معقدة داخل المستشفى الميداني الإماراتي في رفح وثقها مو