الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزة بعد العدوان (المشهد السياسي يتكرر في كل كيان)

حسن عماشا

2014 / 9 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


كانه كتب على الشعب الفلسطيني ان ينقطع نسل القادة الثوريين المؤمنين بتحريرها من البحر الى النهر منذ ثورة العام 1936 بقيادة عز الدين القسام. رغم التضحيات العظيمة التي قدمها هذا الشعب ولا زال. لا تتحقق النتائج المرجوة منها بسبب طبيعة القيادات المساومة التي تعاقبت على قيادته منذ ذاك التاريخ والى يومنا هذا.
وحتى في لبنان احد كيانات الطوق للكيان الصهيوني الاستعماري الاستيطاني محكومة المقاومة فيه بالمجال السياسي أن تخضع للمساومة والتسويات تحت سقف الحدود المرسومة من قبل الاستعمار. بعيدا عن السرديات التاريخية والاخفاقات الكبيرة والصغيرة من "النكبة" الى "النكسة" الى "أيلول الأسود"، الى الاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982.
وبعيدا ايضا عن الانتصارات العظيمة التي طبعت هذا التاريخ من معركة الكرامة، و"حرب تشرين – اكتوبر" 1973، والانتصار الذي زلزل كيان العدو في العام 2000.
كانت الشعوب العربية: خصوصا الشعب العربي الفلسطيني منها وشعوب كيانات الطوق تدفع ضريبة الهزيمة والنصر على حد سواء دون كلل او ملل وتتعلق بكل أمل يتمظهر بأي قيادة ترفع شعار تحرير فلسطين وما بخلت يوما في تقديم اعظم التضحيات مهما بلغ اجرام العدو وجبروته في تدمير البشر والحجر. وجسد هذا الشعب الفلسطيني اعلى نماذج الارادة في الحياة والتمسك بالأرض. (في اليوم 16 من العدوان الأخير على غزة وحيث كان قد بلغ عدد الشهداء الف شهيد. سجل منذ بداية العدوان خمسة آلاف مولود جديد في غزة وحدها.
لقد دفعت الصراعات الداخلية في الوطن العربي العديد من الناس الى الهجرة سواء من المواطن الأصلية سواء باتجاه مناطق واقاليم داخل الوطن العربي او باتجاه العالم الغربي خلف البحار اكثر مما تسببت فيه الحروب مع الاستعمار بشكل مباشر الا في حالة الشعب الفلسطيني حيث ان ارضه تمثل مركز الاستيطان الاستعماري الصهيوني.
ان الأمة العربية استسلمت للتقسيم الاستعماري من خلال تركيبها السياسي الاجتماعي وارتضت الهيمنة والتحكم في سيرورة تطورها المرسومة بما يخدم مصالح الاستعمار سواء في سيطرته ونهبه لمواردها او في توجيه مسارات انتظامها وطرق عيشها بما يلبي متطلبات السوق الاستعماري. وليس هذا وحسب، بل ان الاستعمار نفسه هو من يرسم خطوط التناحر السياسي والصراع على السلطة في بلداننا لتكون تحت سقف الدور المناط في السلطات لخدمة مصالح الاستعمار سواء لجهة التشريع او لجهة السياسات الاقتصادية والاجتماعية.
الا ان ما يواجه الشعب الفلسطيني فضلا عن كل هذا هو انه مهدد بالاقتلاع والنفي بأبشع الصور كشكل اعلى من اشكال الاستغلال.
بمعزل عن نوايا أية قيادة فلسطينية او عربية ومدى استعدادها للنضال والتضحية ستبقى محكومة بالتسويات وتحت السقوف المرسومة ما دامت تلتزم الحدود الكيانية وتخضع للرؤى والخيارات التي يسمح بها الاستعمار ولا انفكاك لها من هذه المعضلة الا من خلال العمل على استراتيجية تحررية شاملة قد تتقدم فيها ضرب مصالح الاستعمار المتمثلة في نهبه لمواردنا على تحرير الارض ولا تكون خطوط التماس والمواجهة محكومة بما يرسمه الاستعمار. ان السيطرة الغير مباشرة للاستعمار عبر ادوات من نسيجنا الاجتماعي لهي اخطر على مستقبل تحرر الأمة من الاحتلال المباشر والخضوع الى ما يسمى خصوصيات كيانية هو خضوع مسبق لسقف الصراع . وهذا المعضلة لا سبيل في الخروج منها الا عبر سياسات واضحة بعيدة عن الهيمنة من قبل شريحة كيانية على شريحة اخرى تكون في مركز الهيمنة الاستعمارية. ان مشروعا وطنيا تحرريا شاملا يهدف: فضلا عن تحرير الارض والسيطرة على مواردنا الى بناء اقتصاديات وطنية وانمائية نملك كل مقوماتها على مستوى الدولة المركزية الموحدة والتي تؤمن التكامل والتكافؤ بين مختلف قوى مجتمعاتنا العربية لبناء الدولة المدنية الوطنية.
فلا سبيل غير ذلك الى التحرر وكل ما هو دونه لا يعد الا اجترار للدمار والصراعات الداخلية وعدم الاستقرار والارتقاء في كل مجالات الحياة أي كان العقائد والشعارات التي تستند اليها او تستظلها حركة سياسية في هذه الامة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلة الجزيرة ترصد مخرجات اجتماع مجلس الحرب الإسرائيلي


.. غالانت: إسرائيل تتعامل مع عدد من البدائل كي يتمكن سكان الشما




.. صوتوا ضده واتهموه بالتجسس.. مشرعون أميركيون يحتفظون بحسابات


.. حصانة الرؤساء السابقين أمام المحكمة العليا الأميركية وترقب ك




.. انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض