الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجبهة الشعبيّة : إرادة حياة و بناء المستقبل

سفيان بوزيد
طالب باحث في علوم الاعلامية اختصاص هندسة المعلومات و البرمجيات

(Soufiene Bouzid)

2014 / 9 / 1
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


استهلال : يقول نجمة المناضلين " السود " مارتن لوثر كينغ :
" يجب أن نتعلمّ كيف نعيش معا كإخوة ، أو أننّا سنهلك معا كالحمقى " ،
( ما تعنيني هذه المقولة انيّ اتحدث عن شعبي الباسل الذي انهكه الفقر و الجهل و المغالطات و ليس عن خونة او لصوص او قتلة ادعوهم للتعايش معي فلا انا منهم و لا هم منّي )

لربمّا هي من اكثر المقولات المضيئة التي قيمتّها تلخصّ الأبعاد الزمنيّة التي نعيشها في خضم تداخل الطريق و حوافّه المليئة بالشوك و الحجارة المذببّة و انّه لأفق لحرب انتخابية طاحنة منقسمة بين صفيّن متضاديّن و انّها لوحدة بين الإيجابي و السلبي بفعل القوة المتبادلة بينها كما تقول المادية ، انّ اليقين بوضعنا لعديد المتغيّرات و المعادلات انّ هذه الانتخابات ستعيش على وقع آلات كلاب الحراسة من النظام المتداعي الذي استعاد عافيته و أضحى مكونّا أساسي في الحياة السياسية رغم انّه لم يخسر الكثير من المواقع اثناء الثورة و في مسارها الى حدّ اليوم ، فاحتفظ بمَأْبَنَتِهِ و لصوصهِ و جلاّديه و بأجهزته القهريّة القمعيّة مٌعنونة : إستعادة هيبة الدولة و لسنا هنا نتحدث عن "هيبة دولة " بمعنى بناء دولة تسيّر بإقتصاد وطني يقوم على تعصير الفلاحة ، الصناعات الثقيلة ، التطوير التكنولوجي أو منظومة تعليميّة بحثيّة و مطبقّة أو الحق الثقافي الملتزم تجاه حقوق الإنسان و التربية على الجلدِ و البأسِ و الصمود ، لا و عليّ الشرف ليس هذا ! إنّهم يقصدون هيبة لصوص و بوليس و المأبنة أمام الشعب ، أوَ لم يقول قمرُ الشهداء غسّان كنفاني : "يسرقون رغيف خُبزِك ثم يُعطونك منه كِسرة خُبز، ثم يطلبون منك أن تشكر كرمهم " . . .
حصان طروادة ، و إدارة التوحشّ : النداء و النهضة
انّ اليقين ، كلّ اليقين أنّ القذارة السيّاسيّة سنعيشها ، فهذا العالم يعيش منذ الأزل على كينونة أساسيّة هي ساديّة المال لا يهمّ من أين أتى او كيف ... فلا تستغرب انّ سربت معلومة ما ، ان حزب ماَ له حظوظ وافرة ان يحكم البلد بأنّ مصدر تمويله لحملته أتت من تجارة الأسلحة بليبيا ، أو من بيع أعضاء البشر لضحايا السوريين او من تهريب المخدرات التي يديرها احد رجال الاعمال "التونسيين" . . . و لكَ أيضا قد تصبح كافراَ و زنديق لأنّك لن تصوّت لحزب "إسلامي" يبشّر ب"الخلافة السادسة" و "الاقتصاد الإسلامي" و بـ"أربع زوجات" و بـ"غلمان و جواري" و كذا من لا يستمدّ سلفه من الوهابيّة و القاعدة و داعش و النهضة و التحرير ، قد تحصل عمليّات إغتيال طبعا لن يموت اللاوطنيّون أو الخونة أو أبناء المخابرات و وكلاء الشركات الاستعماريّة او ممثلوّا قبائل الخليج في تونس من البتروريال ...فستسال دماء ابناء الزيتون ، و أحفاد حملة بنادق 16 ، و أبناء المقاومة و الحركة النسويّة و النقابيّة و العامل التونسي وصولا ...لشكري بلعيد و الإبراهمي و المفتي ... لا تحزن ان سمعت هذا فقد مهدتّ إليك قليلا قد لا نتمنّى حصول هذا ، لكن حياتنا لا تسير بالتمنيّ ...
انّ وسائل الاعلام ستنخرط في هذه الحرب التي نحن على مشارفها فلن تسمع حديثا ممنهجا على استراتجية التشغيل ، أو البناء الفعّال لمؤسسات الدولة ، أو القطع من المركزّية و التعويل على الإدارة المحليّة فببساطة ستعمل على الالهاء أي تشتيت ذهن الرأي العام عن القضايا الحقيقية التي تهمهّ ، و تمسّه مباشرة في فعل حياته اليوميّة ، أي البثّ المباشر و المركزّ على المعلومات التافهة و لنا في ذلك تجارب لا حصر لها : الضجةّ حول فيلم برسبوليس الذي بثته قناة نسمة و فيلم "لا ربي لا سيدي" لنادية الفاني ، و اسْتٌّغلّ ذلك من قبل الجالية الخليّجية ممثّلة في جماعة النهضة أساسا : انّ هؤلاء ما يبشّر بيه العلمانيون و اليساريون الملحدون من خراب لأخلاق المجتمع و تونس حضارة الاسلام سيضاف اليها موضوع الارهاب و التفجيرات و الاغتيالات و الحرب الأهلية مع اقتراحات للحلول و هي محاور جديد سيكون له صدى واسعا لدى الناس حتّى يرضى الناخبون بقوانين قد تزيد من الحدّ من حريتّهم التي هي أصلا لديهم محدودة ، قد تحضر اجتماعا معا لحزب سياسي وهمي في الحقيقة لا قاعدة له سوى عدد من الساديّين و ستثار عاطفتك بدل التحليل : فمثلا ستسمع قريبا : اننّا سنخلق 500 الف موطن شغل ، الخبزة بـ 100 مليم ، النقل بمعلوم رمزي ، صحراء تطاوين ستصبح في عهدنا منطقة خضراء في هذه اللحظة لن تسأل كيف سيحصل ذلك ؟ أو ماهي المنهجيّة التي سيعتمدها الحزب لتحقيق هذه الأهداف ؟ فقد العب على العاطفة لانّها ستقضي على التحليل المنطقي و على الفكر ، و في هذا ستعمل على تحسين الرداءة اذ ستجد من الجلاد و الهمجي و اللصّ رائعا في حين يصبح المناضل و المقاتل و الوطني و المجاهد " كافرا" او "انّه متطرف" ...
و لهذا كانت الجبهة الشعبية :
منذ الاعلان عنها في 7 اكتوبر 2012 الاّ و كانت ذاك الغائب الحاضر لدى الكثيرين ، كان الجميع يتحدث عن ضرورة الوحدة التاريخية ، جمع كافة القوى المناضلة في خندق واحد لإنقاذ المشروع الثوري ، التاريخي للشعب ، منذ النقاشات التي جمعت بين كافة ممثلي الاحزاب السياسيّة المنضوية في المشروع الجبهاوي الاّ و اندلعت ضدهم الهجومات المعاكسة تحت قيادة الرجعية التجمعية النهضاوية ، لم تمض ست اشهر و بعد على التأسيس الاّ و افاق الشعب على جريمة اغتيال سياسي ، ضد الرفيق شكري بلعيد ، امام بيته و أعين النّاس و في وضح النهار اهتزت البلاد ، و لم تكن القوة السياسية لقيادة الجبهة الشعبية ذات تأثير كبير لتمهدّ لانتفاضة شعبية واسعة مع الازمة الاقتصادية التي يعيشها التونسيين ، ستّ أشهر اخرى ، يغتال الحاج الابراهمي ، أسد واجه الطبقة المتعصبّة من القوميين الذي خدموا توجهات النهضة اكثر من أي شيء ، خونّ الحاج من الداخل ، و انشق عن حزبه ليؤسس مع رفاقه المشروع الجبهاوي ، الحاج اغتيل بالرصاص و امام منزله ... مع هذا بقيت الجبهة موحّدة ، زادتها الحاضنة الشعبية التفافا حول برنامجها الوطني ، كما لا يمكن المرور دون ذكر ما قدمته الجبهة الشعبية من قواعدها الى قيادتها في المساهمة الفعلية و البناءة لاسقاط حركة النهضة و اخراجها دون ان تحقق الاخيرة أي مكسب سياسي يذكر بل و اضحت موضع اتهام و جدل حول دورها في التسويق و الترويج للارهاب ، السرقات للمال العام و الفساد الاخلاقي الذي يعيشه بعض المنتمين اليها على غرار فضيحة الشيراتون غايت لعبد السلام بوشلاكة ، و لكن تجدر الاشارة الاّ ان الجبهة الشعبية بتحالفها مع الاتحاد من اجل تونس اثار فيضا من المقالات حول التحالف مع التجمعيين رغم ان نداء تونس كان يمثلّ طرفا سياسيا لا اكثر و لا اقل في الاتحاد ، و اتهمت الجبهة آنذاك بالخيانة و مهادنة التجمعيين و لم يفهموا ان الدولة بقيادة جماعة النهضة هي من لم تحاسب بل قايضتهم بالمال "اما معي او انّك في السجن" واصلت المسيرة و كان الجميع من المتربصين شرّا و الحاملين ايّاه في طباعهم الذئبيّة ينتظرون انهيارها ... لزال المتربصون و بعد نجاح الجبهة الشعبية في تجاوز النقاشات الساخنة حول رؤساء قائماتها و بين شدّ و جذب و وجود منطق لزال نعاني من ترسباته هو التعصبّ امّا كل شيء لي او لا شيء لأحد ، الاّ ان الجبهة نجحت نجاحا باهرا في ردّ الاعداء على اعقابهم كما انها منحت مجالا واسعا لكافة مناضليها من القواعد انطلاقا الى الهياكل الوسطى و العليا ليتناقشوا بوعي و بعصبية تارة و اخرى بالانسحاب و طورا بالحجةّ و الدليل المبين ، بذلك ارتقت الجبهة الى وحدة المرحلة الأخيرة : المشاركة الفعلية ، على كافة الأبعاد ، و في كلّ شبر من على هذه الأرض ، من اجل تجسيد أحلام الفقراء ، الانتقام لدم شكري و الابراهمي و المفتي من قاتليه ، اعادة الحقّ للمتسببين في الثورة من شهداء و جرحى ، التمهيد للاشتراكية عبر بناء الؤسسات الاقتصادية و المالية للبلاد ، التنمية المتوازنة بين الجهات مع ضخّ منسوب من الاستثمارات اعلى من الجهات التي نالت حقّها و لو نسبيّا ...
انا لا ادعوكم للتصويت العاطفي للجبهة الشعبية ، لانكم تحبون الهمامي او انكم اوفياء لشكري بلعيد او الابراهمي ، لا و الف لا انا ادعوكم لقراءة برنامج الجبهة الشعبية ، و فهم الاهداف التي من الممكن ان تحققها جبهة المعطلين و الشباب و الفقراء ، لأنّ الجبهة لا تحتاج للعاطفة على اعتبار ان العاطفة لا تدوم ، نريدها منكم قناعات بها ، ان تكوني جاهزين للدفاع لآخر لحظة عنها و لو كلفّكم ذلك ما كلفّكم ، لا بد ّ من التضحية و البناء و العمل ... أستحضر مقولة لجدّي رحمه الله :"لا توجد دولة تبني شعبا ، يوجد فقط شعب يُوجِدُ دولته " ... الجبهة ليس لها من المال الاّ مال الشرف و العفّة و ماهي سادية تهوى قطع الرؤوس و الأيادي كما يفعل مجرموا المتأسلمين من جماعات الخراب و الارهاب لانها هي الحياة و هم الموت ، الجبهة الشعبيّة لا تفاوض على السيادة ، على الكرامة ، او صفقات الاستعمار ، لانّها من هذه الأرض و ستعاد اليها و هل رأيتم نخلا يموت قعودا ؟ الجبهة لا تعقد جلسات الخمر الفاخرة لدى رجال المال الفاسد لتبيّض وجوههم مقابل حفنة من المال او تسميهم على رأس قائماتها ... لا و الف لا ... الجبهة الشعبية تتعامل بالندّ مع سفارات دول العالم القويّ و تتعامل بأخوة مع بلدان تتشترك معنا في الهموم و الطموح و العدالة و الاشتراكية . . . هذه هي جبهتكم ، يا شعبي . . .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي


.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ


.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا




.. ما المطلوب لانتزاع قانون أسرة ديموقراطي في المغرب؟