الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألجنس وعنف اللغة عند العرب

غالب المسعودي
(Galb Masudi)

2014 / 9 / 3
الادب والفن


ألجنس وعنف اللغة عند العرب
د.غالب المسعودي
جاء في كتاب الجنس عند العرب ج3 بلاغات النساء (لابن طيفور), قال كان نسوة في الجاهلية ,إ حدى عشر إمرأة قعدن فتذاكرن ازواجهن, فذم خمس ومدح ست ,ومن ذمهن اخترت ما قالته الثانية في ذم زوجها:
زوجي عياياء, طبقاء كل داء له داء ,شحك أوفلك أو جمع كلالك ,لااريد أن أشرح معاني هذه الكلمات, وسأتناول الثانية عندما مدحت زوجها, قالت زوجي ألمس مس أرنب ,والريح ريح زرنب ,أغلبه والناس يغلب, وهنا نجد أن هذه اللغة غاية في التعقيد حتى لدارس اللغة العربية ,وتحمل كثيرا من العنف بين طياتها, ومن آليات العنف الغموض, رغم أن غرضها هو المدح أو الذم وهي اغراض يجب ان تكون واضحة للمتلقي, والعنف كمصطلح يعني ممارسة اقصى قدر من القوة على الاخر لجعله يستسلم دون مقاومة, ويتخذ العنف اشكالا, ومنه ما يمارس أحيانا على مستوى اللغة, ويبدأ من إستعمال المفردة الشاذة ,او ضعيفة الاستعمال, أو إستعمال الكلمات ذات الدلالة اللغوية المأولة تأويلا إفتراضيا, و يكون بعيدا كل البعدعن المعنى الصوري للمفردة.
يشكل الجنس عند العرب قبل الاسلام وبعده الشغل الشاغل لاهتماماتهم الثقافية ,وقرضت له الاشعار, وكتبت فيه القراطيس وتصدى له الشيوخ ,والسؤال المطروح لماذا هذا الهوس بالجنس ,هل هو الحرمان من النساء...؟ بسبب الغزوات المتكررة بين القبائل, أم الظروف الطبيعية والجغرافية الصعبة لسكان الصحاري ,و نجد أن الجنس يأخذ منحيين عند العرب, يتصفان بالهوس وهما شدة التحفظ ,او الاباحة حد الانحلال كما هو معروف عن
أسواق ألجواري وذوات اليمين وذوات الرايات ,وللاغراض جنسية وحسب ,ولتحليل أي ظاهرة إجتماعية أو ثقافية, لابد من البحث عن الدوافع وفي ظاهرة الجنس و العنف اللغوي نجد مجموعة من العوامل منهاالاقتصادي,و منها العرف الاخلاقي- اجتماعي وبعضها موروث اسطوري ,وعندما لاتتضح الصورة المعالجة وفق معايير علمية, تتحول الى بدائية حضارية بعضها منحدرة من عصر الصيد, تتخذ من العنف اللغوي وسيلة لاقناع الآخر, وفرض واقع حال مناقض لعصره, ولكل عصرمرت به البشرية ميزات, فعصر الصيد يمتاز بالتعاونية المشاعية ,وممارسة السحر الرمزي والعبادات قمرية, إنها رحلة صيد يقضي فيها الانسان يومه كحيوان مفترس, يمارس حياته كما يمارسها الحيوان له نزواته الجنسية اليومية, وفي الفجر رباح, لكن الانسان عندما اكتشف الزراعة اصبح للحلم وقت وللخيال دور وغدى ألتامل وألتخيل ديدنه ,وأول الاشياء الخاضعة للتامل والقريبة من العقل والحواس, هي لذة الجسد,إن لجسد الانثى هالة تشبه دورة زراعة البذرة في باطن الارض, وكانت هذه الفترة التي سيطرت انتشرت بها عبادة الالهة الام,و لما تراكم فائض الانتاج هيمن ألالاه ألاب, وهذه لغة جنسانية إتخذت من العنف وسيلة , وذلك عندما حلمت ألام ان ألالاه ارتفع الى السماء, وصفقت له الكواكب فرحة بانتصاراته, وهي ترى المقذوفات تتناثر من رأسه,

, وبعد هذا التحول لن تستطيع الانثى ان تسترد سلطتها لانها هي التي ضيعتها, بروكعها للنظام البطرياركي, اما عند العرب ولما كانوا ورثي خليط غير متجانس من حضارات الرعي والصيد والزراعة تحولت عندهم اللغة الى عنف, بسبب عدم الاستقرار المكاني وطبيعة الاقتصاد السائد, وهو الذي أطاح بالجسد الانثوي واعتبر عورة ,وقبرت وهي في المهد خوفا من العار, فالرجل العربي ينظر للمرأة من خلال عينين مركزتين على عضوه الذكري, فهي فاكهة مشتهاة عندما تتوافق مع رغباته الجنسية ,وهي سبية ملغاة عندما تقاوم رغباته يمارس معها كل انواع العنف, من الجسدي الى العنف اللغوي لانه يرى ان الانثى قد استسلمت عندما بدأت تستجيب الى اشاراته المنتشية نحو السماء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أقرب أصدقاء صلاح السعدني.. شجرة خوخ تطرح على قبر الفنان أبو


.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب




.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث