الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يمكن إدراج مقياس الأمازيغية في مقررات جامعات بلدان شمال أفريقيا ؟

الشهيد كسيلة

2014 / 9 / 7
التربية والتعليم والبحث العلمي


اللغة الأمازيغية هي اللغة التاريخية للجزائر ومنطقة شمال أفريقيا ولكم أن تتصوروا حضرات القراء ما ذا يحدث إلى عهد غير بعيد لمن يصرح بمثل هذه الحقيقة في الأوساط المسماة زورا "أوساط أكاديمية" هنا في بلدان شمال أفريقيا فمنذ أن خط لنا "مؤدلجون" مناهج التعليم الابتدائي والثانوي والجامعي عشية الحصول على الاستقلال وقرروا إقصاء اللغة التاريخية للجزائر تحولت هذه اللغة المهمشة إلى شُبْهة وألصقت بها كل النعوت البعض يستهجنها ويهينها ويهين من يتلفظ بكلمة منها أما الكل فمتفق على أنها لهجة لا قيمة لها وتسأل عن ما هية اللهجة فلا يجيبك أحد بجواب علمي ... بل بجيبك الجميع بجواب منحاز ومؤدلج أو أنها لغة غير مكتوبة (مع انها كانت مكتوبة والآثار تشهد على ذلك) والكثير لا يدري ان كل اللغات كانت لهجات غير مكتوبة قبل تقعيدها ومعْيَرتها .... وأن كل لهجة لها لغة أمّ مشتقة منها... ولا يدري هؤلاء أن ما يسمونه اليوم باللهجات الأمازيغية هي لهجات مشتقة من لغة أمّ واحدة هي اللغة الليبية.
إذن إنْ كانت الامازيغية لهجة فاللهجة مشتقة من لغة ... وعادة ما تكون اللهجة غير مقيدة بقواعد النحو والصرف كما اللغات الدارجة في العالم العربي المشتقة من لغة قريش ... لنسأل ما هي اللغة التي اشتقت منها الأمازيغية ؟ لا أحد يجيب ...
إن كان هذا هو تفكير العامة الخاضعة لخطاب فقهاء ظلوا على امتداد القرون يروجون ولا يزالون للغة الجنة حتى اعتبر اجدادنا أنّ التداول بالعربية جزء من الدين فاستعربوا وأورثونا هذا اللهجة التي نحتوها من العربية وأحدثوا بذلك قطيعة بيننا وبين لغة أسلافنا إلا أنّ قسما منا لا يزال يحافظ على اللغة التاريخية للجزائر ويتداول بها في يومياته دون أن يقطع الصلة بدينه وتراثه وليس كما حدث في بلدان مستعربة أخرى مثل مصر التي فقدت لغتها التاريخية فلم يبق لها وجود سوى في الأرشيف وبعض الأديرة.
إلى هنا نصل إلى بيت القصيد وهو الخسارة التي تلحق بالتاريخ والعلوم المتصلة به في ظل عدم إدراج الأمازيغية في المناهج والمقررات التعليمية في أقسام التاريخ والآثار على الخصوص فقد كان لزاما إقرار مقياس في شعب التاريخ والآثار مخصص لتدريس مبادئ أساسية في اللغة الأمازيغية تماما كما تدرّس اللغات الأخرى على غرار اللاتينية والإغريقية والفرعونية والسريانية والفارسية ... في جامعات البلدان العربية .
وفي هذا المجال بالذات نؤكّد أن أستاذ التاريخ المغاربي القديم والوسيط على الخصوص سيظل منقوص التكوين بقدر جهله للغة الأمازيغية التي يجد مئات الكلمات منها كأسماء أعلام شخصية وجغرافية ولا يدرك مدلولها ولا ينطقها النطق السليم ، وللحقيقة فإنّ الدولة الجزائرية في سياستها وفي دساتيرها تدعم الهوية الوطنية وتعمل على ترسيخ اللحمة الوطنية ومن حق كل الجزائريين أن يكونوا على صلة بتراثهم وتاريخهم غير أن الإشكال في بعض القوى التقليدية المتشددة وكذا بعض المتمذهبين بأيديولوجيات وافدة وهم يختفون وراء شعارات وطنية وبعضهم يتموقع في مفاصل الدولة ودواليبها وخاصة في الجامعات ويستغل نفوذه لعرقلة أيّ محاولة جادّة وواعدة، غير أن سيل الحداثة والديمقراطية سيجرف الجميع وسيزداد الجيل الجديد ايمانا بوحدته الوطنية بتصالحه مع تاريخه فلا إقصاء للعربية ولا للامازيغية ولا للغات الحية ولا تفاضل بينها والمعيار هو خدمة الوطن بكل اللغات والوسائل الممكنة... وفي الأخير أتمنى على أساتذة أقسام التاريخ أن يفعّلوا مقترح إقرار مقياس الأمازيغية في مقررات التاريخ والآثار لحاجة التخصص له وفي ذلك خدمة جليلة للبحث العلمي الموضوعي الرصين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا حياة لمن تنادي
كريمو ( 2014 / 12 / 3 - 01:54 )
انظر يا استاذ لا احد اهتم بما كتبت هنا اين هم هؤلاء الامازيغ الذين تناضل من اجلهم يفترض ان نجد هنا عشرات التعاليق المؤيدة اهذه الصيحة التي تدوي هنالكن بكل اسف كانها صيحة في واد
اين انتم ايها الامازيغ المستعربون
لا احد يرد

اخر الافلام

.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي


.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات الميدانية في قطاع غزة


.. الجيش الإسرائيلي يكثف هجماته على مخيمات وسط غزة ويستهدف مبنى




.. اعتداء عنيف من الشرطة الأمريكية على طالب متضامن مع غزة بجامع