الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القيم في المجتمعات الغربية والشرقية

حسين عوض

2014 / 9 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


القيم هي من صلب الأفعال البشرية, وان القرارات السياسية توجب الاختيار من بين العديد من الأهداف القيمة, لذا نجد أن اهتمام المواطن في المجتمعات الغربية يتجه نحو السلام ونحو حماية البيئة ونحو حماية الحريات, وكذلك محاربة ارتفاع الاسعار... الخ. كل هذه الاهتمامات تضع الدول الغربية أمام استحقاق تلبية هذه المطالب لدى الناس, ومقابل ذلك يتفاعل المواطن الغربي مع تقديم واجباته باتجاه الدولة, ولكن المفكر الأمريكي المعروف نعوم تشومسكي يقول في كتابه (القوة والإرهاب جذورهما في عمق الثقافة الأمريكية) وكتاب (الربح على حساب الشعوب)حيث يفند من خلالهما بعض الممارسات والانحرافات والتجاوزات لكل القيم الديمقراطية والإنسانية, تحت زيف مظلة العدالة وحقوق الانسان والأمن والاستقرارومحاربة الإرهاب...الخ.
نلاحظ ان اهتمام الشعوب الأوروبية من حيث القيم يتضح بشكل مباشر من خلال القضايا الأساسية والسياسية المادية, ومن بعد تأمين المتطلبات المادية يتم البحث عن القيم الأسمى التي ترتبط بالقضايا الغير مادية كالحركات بكافة انواعها والسلام والأمن والاستقراروالمحافظة على البيئة, وقيمة الحاجيات في المجتمع الغربي تتسم اهميتها من خلال تلبية الحاجات الحياتية اولا, وينطلق نظام القيم في المجتمعات الغربية باعتبارها حقوق لا يمكن التنازل عنها ضمنتها الأحزاب السياسية والتزمت بها وشرعتها السلطة منطلقين بذلك من مقررات ومبادىء حقوق الانسان, وفي المجتمعات الغربية يتمتع المواطن بالحقوق السياسية والاجتماعية, وتقوم الأحزاب والمنظمات بمراقبة تمتع المواطن بحقوقه الديمقراطية, ويتم ذلك من خلال مراقبة الانتخابات البرلمانية والاهتمام بتحسين اوضاع المواطن المادية.
أما بالنسبة لنظام القيم في الدول الشرقية لم تحظى بالاهتمام والأولوية, وسبب ذلك يعود لطبيعة النظام السياسي الذي يصنع السياسة العامة والقرارات, كما أن اهتمام النظام يتمركز حول تحقيق مكاسب وانجازات تطيل عمر الحزب الحاكم, على صعيد الواقع العملي نجد أن الواجبات هي اكثر من الحقوق في المجتمعات الشرقية, وبالتحديد في العالم العربي ويعني ذلك أن على المواطن الخضوع لسياسة السلطة الحاكمة, وعملية اكتساب الحقوق المشروعة يترتب عليها المطالبة بالثمن وهذا مخل بحقوق الانسان.
يمارس على الشعوب العربية اكثر من سبعة عقود القمع والظلم والاضطهاد, ويتم تسييس القضاء وحرمان المواطن من حريته وحقوقه في العيش بكرامة كما أن الدلائل المتوفرة حول الأحزاب والمنظمات في العالم العربي ليست بعيدة في سياساتها وممارساتها عن سلطة النظام التي حولت المعارضة إلى معارضة مدجنة ومعارضة هاربة, والدلائل واضحة من خلال ما جرى على امتداد السنوات الثلاث الأخيرة, وموقف النظام الرسمي العربي من العدوان الصهيوني على غزة دليل على أن الشعوب العربية محكومة من قبل مافيات مستأجرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهداء وجرحى إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في مخيم النصيرا


.. الشرطة الأمريكية تعتقل طلبة معتصمين في جامعة ولاية أريزونا ت




.. جيك سوليفان: هناك جهودا جديدة للمضي قدما في محادثات وقف إطلا


.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي




.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة