الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أكيد فيه حاجة غلط ... بس ليها حل

خالد الكيلاني

2014 / 9 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


اسمحوا لي اليوم أن أكتب لكم بالعامية ، فأنا أكتب لكم ورأسي تكاد تنفجر بعيد ساعات قليلة من التفجير الإرهابي الذي حدث أمام مبنى وزارة الخارجية وراح ضحيته – كما يحدث كل يوم – أرواح بريئة طاهرة.
فالمفروض يا سادة إن وزارة الخارجية هي أهم وزارة سيادية في البلد ... وزارة بيدخلها كل وزير خارجية بييجي مصر - وده بيحصل كل يوم تقريباً - ده غير وزرا تانيين وسفرا ل 148 دولة موجودة سفاراتهم في مصر ومسئولين من كل بلد في العالم ... لأ وإيه ولازقة في أهم مبنى في مصر على الإطلاق هو مبنى الإذاعة والتليفزيون الحكومي ... ومعلوماتي إن مبنى التليفزيون لوحده عليه أكتر من 300 كاميرا بها عدسات تصور حتى عدة كيلومترات وفيه قطاع أمن يعمل به الآلاف وحرس جمهوري يحمي المداخل والمخارج واستوديوهات التنفيذ والبرج ... وكمان سور وزارة الخارجية به عشرات من كاميرات المراقبة .
مش بس كده ده احنا عندنا كلام واضح ومحدد وموثق عن حرق مصر وتحويلها لبحر من الدماء ، ووعد بتوقف الإرهاب في اللحظة التي يعود فيها الخائن محمد مرسي لحكم مصر ، والكلام ده اتنفذ بالفعل من الإرهابيين على مدى أكتر من 443 يوم ... غيرشي بقى تحديات دولية وعربية ، ودول تنفق مليارات الدولارات على حرق مصر ، ودول مسخرة ألة إعلامية جهنمية للتحريض ضد بلدنا 24 ساعة في اليوم ، ودول وجماعات وميليشيات بتهددنا من الجنوب والشرق والغرب ، ودول لا تنكر عدائها لينا ، ودول لا تنكر انها عاوزة تفتت مصر ، وحكومات العالم الغربي كله اللي بتحط كل التنظيمات الإرهابية اللي عملتها جماعة الإخوان على قائمة الإرهاب وما تحطش جماعة الإخوان نفسها ، وتسيب قادتها المطلوبين في جرائم إرهاب وقتل وتحريض كده عيني عينك يسافروا ليها في 24 ساعة ويعيشوا في أي دولة لو مواطن مصري مش اخواني مهما كان قدره طلب يروحها ينتظر 3 شهور عشان التأشيرة وممكن ما ياخدهاش .
حد عاقل بقى يفهمني إزاي في وسط كل ده محدش ياخد لباله من عبوة تتحط وتنفجر في أهم مكان في مصر ؟!!! يبقى أكيد فيه حاجة غلط
طب إيه الحل ؟ من غير ما تروحوا بعيد وتدوروا على طريقة لمقاومة الإرهاب
المسألة واضحة جداً ... الإرهاب مش شوية عيال مرتزقة مُضَلَلَين بيزرعوا عبوة ناسفة هنا ولا هناك ويفجروها من بعيد ويجروا زي الفيران ... ولا شوية إرهابيين بيزرعوا قنبلة في مبنى ولا مصفحة للجيش والشرطة ... ولا شوية مرتزقة غدارين يختطفون مجموعة من الجنود عائدين في أجازة أو انتهت فترة خدمتهم وفي الحالتين لا يحملون سلاحاً ويقيدوهم من الخلف ويقتلوهم وهم عُزل كما يفعل الجبناء .
هذا النوع من الحرب لا نستطيع هزيمته ولا حتى في 40 سنة ... لأنها لو كانت حرباً شريفة كان يمكن أن ننتصر فيها حتى على دول عظمى كما فعلنا في تاريخنا الحديث ... ولكنها حرب فيها طرف خسيس جبان غادر حقير لا يستطيع أن يواجه من يعتبره عدوه وجهاً لوجه ، ولكنه يطعنك من الخلف دون أن تراه كما يفعل الخونة الجبناء .
الإرهاب الحقيقي يا سادة هو هذا المُناخ الملوث الذي أنبت هؤلاء الإرهابيين ... الإرهابيين الحقيقيين يا سادة هم الظهير الشعبي الذي يدافع عن هؤلاء القتلة الغادرين في المساجد والمقاهي والميكروباس والتوكتوك وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وفي قنوات الإفك والتضليل التي تدخل كل بيت .
كيف يمكن القضاء على هؤلاء الإرهابيين - وهم بالملايين - الذين يشكلون ظهيراً شعبياً لمجموعة من المرتزقة والخونة الذين يقتلوننا من الخلف كل يوم - وهم بالعشرات - ؟ ، وكيف يمكن القضاء على هذا المُناخ الذي أنبت لنا هؤلاء الملايين الذين يكرهون الوطن ويدينون بدين لم تعرفه الحضارة المصرية طوال تاريخها ، وتحت كل الأديان ... فلم يكن لدينا هؤلاء عندما كنا نعبد الفرعون الإله ، ولا عندما أمنا بالإله الواحد ، ولا عندما أمنا بالمسيحية ... ولا عندما أمنا بالإسلام وطوال 14 قرناً
إذاً المُناخ الذي فُرض على مصر طوال 40 عاماُ والذي أفرز هذا الظهير الشعبي الذي يؤيد ويحمي ويتستر على عشرات من الإرهابيين هو الإرهاب الحقيقي ... هذا المُناخ يتمثل في الثقافة ، والتعليم ، والإعلام ، والخطاب الديني ، وكل هذا تحت عنوان واحد هو الدور المغلوط للدين في المجتمع ، والتسويد عن عمد لنمط معين من الفهم المغلوط للدين طوال كل تلك السنوات ... إذاً الإرهاب الحقيقي يا سادة هو في الثقافة السائدة ونظام التعليم وفي المساجد وفي الشوارع وفي الميكروباس والتوكتوك ... الإرهاب الحقيقي في ميكروفونات تنعق ليل نهار - ليس في المساجد فقط ولكنها في المدارس وفي كل مكان - بدين جديد لا علاقة له بالدين الذي أُنزل على محمد (صلعم) وعرفناه منذ أكثر من 1400 سنة ... الإرهاب الحقيقي في هذا الفهم المغلوط للدين وكل ما يتبعه من مظاهر في المساجد والشوارع ، وكل ما يرمز إليه من ميكروفونات ونقاب ولحي وجلاليب وحجاب ، وكل هذه العشوائية في الفكر والثقافة والسلوك والفساد والاستبداد التي نما وسطها هذا النوع من الفهم .
بدلاً من أن تضيعوا وقتكم يا سادة في محاربة عشرات القتلة المأجورين ... حاربوا الإرهاب الحقيقي ... وبكل صرامة وحسم ودون خوف أو تردد .
وتحيا مصر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلام جميل
هانى شاكر ( 2014 / 9 / 22 - 06:05 )

كلام جميل
_____

مقال جميل يصف ألوضع ألمأسوى ألذى أنحدرت إليه مصر

عيبه ألوحيد ؟ ... ألكذبة ألكبيرة إياها !

مصر تعرضت للدمار ألكامل عدة مرات .. منذ ألغزو ألعربى ألأسلامى ... و آخرها كان فى نهاية ألقرن ألثامن عشر .. عندما خيم ألقحط و ألدمار على ألبلاد

فقولكم (( إذاً الإرهاب الحقيقي يا سادة هو في الثقافة السائدة ونظام التعليم وفي المساجد وفي الشوارع وفي الميكروباس والتوكتوك ... الإرهاب الحقيقي في ميكروفونات تنعق ليل نهار - ليس في المساجد فقط ولكنها في المدارس وفي كل مكان - بدين جديد لا علاقة له بالدين الذي أُنزل على محمد (صلعم) وعرفناه منذ أكثر من 1400 سنة )) ... هو تدليس فج

الدين الذي أُنزل على محمد (صلعم) وعرفناه منذ أكثر من 1400 سنة ... هو أبو و أم ألأزهر .. و ألسلفية .. و ألأخوان ... و ألقاعدة .. و داعش .. وهو سبب ألدمار و ألأرهاب و ألخراب فى مصر .. و اركان ألدنيا ألأربع

كفى أستخفاف بعقول ألقراء ..


....


2 - من أقوال ألأمام مالك
هانى شاكر ( 2014 / 9 / 22 - 06:18 )

من أقوال ألأمام مالك
____________

(( القضاء على الإرهاب الإسلامي من القاعدة إلى داعش وأخواتها لا يمكن أن يكون إلاّ برمي القرآن وكتب السيرة والحديث والفقه وتخاريف الشّيوخ ورمي الشّيوخ أنفسهم في القمامة وتجريم قراءة تلك الكتب وهدم المساجد التي تعتبر أكبر آلات تفريخ للإرهاب... القضاء على الإرهاب لا يمكن أن يكون إلاّ بالقضاء على أسبابه وأسسه. ))

من مقالة ألأستاذ مالك بارودى فى عدد أليوم من ألحوار ألمتمدن !

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=433844

.....

اخر الافلام

.. مخاوف من استخدامه كـ-سلاح حرب-.. أول كلب آلي في العالم ينفث


.. تراجع شعبية حماس لدى سكان غزة والضفة الغربية.. صحيفة فايننشا




.. نشاط دبلوماسي مصري مكثف في ظل تراجع الدور القطري في الوساطة


.. كيف يمكن توصيف واقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة؟




.. زيلنسكي يشكر أمير دولة قطر على الوساطة الناجحة بين روسيا وأو