الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جمال عبدالناصر ... الأفكار الغائبة

فاضل عباس
(Fadhel Abbas Mahdi)

2014 / 9 / 28
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


تشكّل الطوابير البشرية المصرية والعربية التى تزور ضريح الزعيم جمال عبدالناصر كل عام استفتاءً مباشراً للنهج السياسي والاقتصادي الذي تطالب به الجماهير العربية، ففي الذكري الرابعة والأربعين لرحيل الزعيم جمال عبدالناصر، تعاني الأمّة العربية من عثرات سياسية غير مسبوقة وتحوّلات كبيرة تأتي هذه الذكري في ظل ثوابت صنعتها ثورات الربيع العربي التى رفعت صور الزعيم جمال عبدالناصر من البحرين إلى مصر ليكون هذا القائد محل إجماع شعبي عربي رغم محاولات جماعة الأخوان المسلمين تشويه صورته وسط الجماهير العربية. إنّ هذا الحضور الدائم لجمال عبدالناصر في مجمل الفعاليات العربية من المحيط إلى الخليج يؤكّد من جديد شرعية الأفكار والمعتقدات والنهج الذي سلكه جمال عبدالناصر بل تكاد تكون استفتاء عربي واسع كانت نتائجه الترحيب بخطط ومواقف رسخّها جمال عبدالناصر.
لذلك اليوم لا يستطيع أي إنسان متّزن أن يتجاهل هذا الحضور لجمال عبدالناصر في كل هذه التظاهرات العربية وهذه الصور التى ترفع دائما عندما تكون هناك حاجة عربية وشعبية للكرامة والحرية والعدالة والاستقلال فناصر أصبح رمزا لكل هذه القيم والمفاهيم التى يشتاق لها الشارع العربي مند رحيله في 28 سبتمبر 1970. وشكل حضور جمال عبدالناصر حاجات ضرورية للشعب العربي نتيجة الأفكار التى شكّلت في مجملها ضرورة للشعب العربي وهي في نفس الوقت انقاذ للإنسان العربي من حالة الضياع والتخبط إلى الحضور والمشاركة في صياغة الموقف العام فيما يتعلق بمصير الأمّة أو بتحديد التوجهات الدولية وخارطة العالم، لذلك فإن النهج الإشتراكي والقرار العربي المستقل شكّلا عاملين بارزين لنهضة الأمّة العربية واحتضنها الشارع العربي.
وعليه فإنّ جمال عبدالناصر كما أنّه أيقظ ورسّخ فكرة المقاومة والكرامة في الشعب العربي هو أيضا شكّل حضوره رمزا للفقراء والبسطاء بتحقيقه للعدالة الاجتماعية وهم الذين يتجمعون في ذكرى وفاته أو ميلاده عند قبره في منطقة كوبري القبّة بمصر في كل عام هذه الأفكار التى تطالب بها الجماهير هي غائبة عن السلطة الرسمية العربية وعن التنفيذ ولكنها حاضرة في الوجدان الغربي وتُجدد في كل عام بذكرى رحيله.
ويكاد يكون القرار المصري والعربي المستقل الذي تبناه جمال عبدالناصر شكّل حجر الزاوية في تشكيل السياسات الاقتصادية والاجتماعية الأخرى، فالقرار المستقل الذي تبناه جمال عبدالناصر أعطى دفعا لتبني سياسات اقتصادية قائمة على تحقيق العدالة الاجتماعية وأوقف سيطرة الأجانب على الاقتصاد المصري الذي كان سائدا كما أوقف الاستغلال والهدر الاقتصادي لرجال الأعمال وزيادة الفقر وحقق نمّوا اقتصاديا استطاع من خلاله ترسيخ فكرة الاقتصاد الوطني البعيد عن استغلال المؤسسات الاقتصادية الدولية كالبنك الدولي والتى هي في ظاهرها اقتصادية ولكن باطنها ذراع سياسي للولايات المتحدة وحلف الناتو تستخدم كورقة ضغط لفتح الأسواق المحلّية لصالح اقتصاد هذه الدول الكبرى وخلق اقتصادات مشوّهه تابعة لها، ينتج عنها لاحقا تبعية سياسية، وشكّلت هذه القضايا المنطلقات الأساسية لقيام ثورات الربيع العربي والتى تبنت شعار في مصر "عيش – حرية- عدالة اجتماعية" ويكاد يكون الشعار واحد بصيغ مختلفه في كل ثورات الربيع العربي، وهو ما يشكّل بالأساس مرجعية أفكار ناصر لثورات الربيع العربي من المحيط إلى الخليج، إلى جانب ما تحقق للمراة المصرية والذي انعكس لاحقا على المرأة العربية من شراكة اجتماعية ومساواة والتى تراجعت كثيرا في الفترة الأخيرة نتيجة هيمنة الجماعات التكفيرية على المجتماعات المحلية الصغيرة عبر المساعدات وما يسمونها الأعمال الخيرية.
اليوم يعاني الشعب العربي من ذات المشاكل القائمة سابقا من التى واجهها جمال عبدالناصر في القرن الماضي من هيمنه اقتصادية غربية، وهيمنة أمريكية وإسرئيلية سياسية، والجديد هو تزايد التطرف الديني الذي حاول استغلال بعض الثورات العربية لتنفيذ أجندة خاصه ببعض الجماعات الدينية كالأخوان المسلمين وما قاموا به في سوريا ومصر من تخريب، بالاضافة الى غياب الوعي العربي بدرجة مخيفة حتى اصبحت الولايات المتحدة صديق للانظمة والمعارضة في بعض الدول وهو ما حذر منه جمال عبدالناصر عندما قال "إذا رأيتم أمريكا راضية عنى فاعلموا إنى أسير فى الطريق الخطأ"، بإلاضافة إلى تناقض المشروع السياسي والاقتصادي والاجتماعي التى عبّرت عنه الجماهير في ثوراتها مع التوجه الأمريكي الاستعماري الإمبريالي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عبد الناصر وخراب مصر
ياسين المصري ( 2014 / 9 / 29 - 01:56 )
يا أستاذ فاضل
بدأ خراب مصر وانحطاط المنطقة برمتها مع اعتلاء عبد الناصر الحكم في مصر بعد انقلاب عسكري أسود وظهور النفط الأسود في بلاد العربان .
عبد الناصر كان عسكري فاشل ونقل الفشل هو وعصابته إلى كل مرافق الحياة في مصر ألا تدري بفكاهة الثقافة الشعبية المصري التي فسرت حلمه بـ -أنك خربتها وقعدت على تلها يا ...... يابن الـ ....-
إن ما تعانيه مصر الآن هو نتاج أفعال عبد الناصر وعصابته
عزيزي الأستاذ فاضل أرجو أن تقرأ مقالات الأستاذ الكبير طلعت رضوان على هذا الموقع لتعرف من هو عبد الناصر وعصابته وماذا فعلوا في مصر
مع أطيب تحياتي


2 - ثلاثة خيبات امل.
سعيد العليطي ( 2014 / 10 / 4 - 04:34 )
جاء عبد الناصر عبر انقلابه المعروف من اجل ثلاثة اهداف وهي: اولا من اجل طرد القوات البريطانية من مساحة كانت تحتلها في الاسماعيلية تقدر ب 30 كيلومتر مربع، ونجح، لكن عندما توفي عام 1970 يا عيني كانت اسرائيل تحتل 60 الف كيلومتر مربع من ارض مصر. ثانيا: جاء على ظهر جواده الابيض من اجل استرجاع قناة السويس، والتي كانت مصر تحصل منها على 7 في المائة فقط من المداخيل، لكن يا عيني عندما توفي كانت القناة خرابة ينعق فيها البوم ومداخيل مصر منها 0 مليم. ثالثا من اجل بناء جيش قوي، وبالمقارنة فعندما وصل الى الحكم كانت مصر تنفق سنويا 5 مليون جنيه على الدفاع، وقواتها في قطاع غزة، لكن عندما مات كانت البلاد تنفق 40 في المائة من ناتجها القومي والقوات الاسرائيلية على بعد خطوات من القاهرة.

اخر الافلام

.. مصر تعلن طرح وحدات سكنية في -رفح الجديدة-| #مراسلو_سكاي


.. طلاب جامعة نورث إيسترن الأمريكية يبدأون اعتصاما مفتوحا تضامن




.. وقفة لتأبين الصحفيين الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل


.. رجل في إسبانيا تنمو رموشه بطريقة غريبة




.. البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمقا