الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفرق بين السب والوصف

محمد الحداد

2014 / 10 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



في تعليق لاحداهن على مقال فاطمة ناعوت والمذبحة قالت ما نصه :
النبي أدم اللي بيرد عليها بيوصف الناس بالرعاع الهمج وبيعايب على الرعاع الهمج انهم شتموها وهو ليس أقل منهم أدبا وتربية وقلة عقل..لاتنه عن خلق وتفعل مثله عار عليك إن فعلت عظيم مثلكم مثل المتأسلمين كلكم خراف لأفكاركم تمأمون بها ولكن هذا أقصى اليمين وذاك أقصى اليسار..في فمي ماء كثير. انتهى النقل.
أجيب ابنة آدم بالتالي:
السب والشتم هو ما قمت به بتعلقيك أعلاه، وحيث أنك قلت بتعليق سبقه التالي:
دي بتسمي نفسها اعتذرت وهي بتدعي علينا اننا نفسنا وعقلنا مش صافي وقولناها ما لم تقل ولم نفهم السياق الأدبي
يا حجة انا واحدة من الناس دارسة لغة وادب واللي انتي قلتيه من اول التويتة الاولى لحد بيان التوضيح هو قلة الادب بعينها سواء منك او من المعلقين عليكي فلم تكوني أفضل منهم حيث شتموكي بالبلدي وانتي شتمتيهم بالفصحى فبئس الكاتبة والمتلقين

فبما أنك دارسة لغة وأدب، كان من الواجب عليك التفريق بين السب والشتم من جهة والصفة من جهة أخرى.
وبالرغم من أني أحمل شهادة عليا في اختصاص علمي غير مرتبط باللغة وآدابها، وإن درجتي كانت فقط 59 بالمئة بمادة اللغة العربية، إلا أني سأحاول أن أشرح لك رغم عدم إلتزامك بالخلق الحميد.
فالصفة تصف حال الموصوف، وهي حالة ملازمة للموصوف لا تفترق عنه، فعندما تقولين هذه امرأة جميلة، فأنت تعنين أن الجمال صفة لتلك المرأة، وأنها ملازمة لها.
بينما السب والشتم هو باستخدام كلمات بذيئة غير ملازمة و لا موائمة للموصوف.
فلو قلت هذه المرأة بنت كلب، فهذا لا يعني ان الكلب هو أباها البيولوجي بالمعنى الحرفي للكلمة، ولكنك بتوصيفك ذاك عبرتي عن مشاعرك تجاهها، وهو شعورك واحساسك أنت، و لآ يمت لها أو للواقع بصلة، وهي ليست صفة خاصة و ملازمة لتلك المرأة.

والآن آتي للكلمات التي أزعجتك بمقالي المذكور أعلاه.
التيار الديني طاغي عندكم في مصر، والتدين السطحي الذي يركض وراء كل تكفيري كبير وخطير، لأنه غير واع، يهرول فيه الرعاع والهمج وراء أي رجل يدعي الفقه بالدين، وهو لم يقرأ سوى بضع كتب تعد بالأصابع، فههنا موضع الخطر.
فكلمة الرعاع تعني سفالة المجتمع، حيث جاء في لسان العرب التالي:
ورَعاعُ الناس: سُقّاطُهم وسَفِلَتُهم.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَن المَوسم يَجمع رَعاع الناس أَي غَوْغاءهم وسُقّاطَهم وأَخلاطَهم، الواحد رَعاعة؛ ومنه حديث عثمان، رضي الله عنه، حين تَنَكَّرَ له الناس: إِن هؤلاء النفررَعاع غَثَرةٌ.
وفي حديث علي، رضي الله عنه: وسائر الناسِ هَمَجٌ رَعاعٌ؛ قال أَبو منصور: قرأْت بخط شمر والرُّعاعُ كالزجاج من الناس، وهم الرُّذال الضُّعفاء، وهم الذين إِذا فَزِعوا طاروا؛ قال أَبو العَمَيْثَل: ويقال للنعامة رَعاعة لأَنها أَبداً كأَنها مَنْخوبة فَزعةٌ.
ومنه تجدين أني أصف الناس التي اهتزت بسرعة وفزعت لكلمة فاطمة، وهم من أراذل الناس، وهم كالنعامة بفزعها.
فبالنتيجة أنا أصف ناس معينة وليس كل الناس لتصرفهم الهمجي، أما همج فجاء فيها التالي:
هَمَجَتِ الإِبلُ من الماء تَهْمُجُ هَمْجاً، وهي هامِجةٌ: شربت منه فاشتكت عنه؛ وهي إِبِلٌ هَوامِجٌ.
والهَمَجُ جمع هَمَجَةٍ، وهي ذباب صغير كالبعوض يسقط على وجوه الغنم والحُمُرِ وأَعينها.
وفي حديث عليّ، رضي الله تعالى عنه: سبحان من أَدْمَجَ قوائم الذَّرَّة والهَمَجَةِ؛ وهي واحدة الهمج ذبابٌ صغير يسقط على وجوه الإِبل والغنم والحمير وأَعينها؛ وقيل: الهَمَجُ صغار الدواب. الليث: الهَمَجُ كلُّ دُودٍ يَنْفَقِئُ عن ذباب أَو بَعُوض، ويقال لرُذالَة الناس: هَمَجٌ؛ وقال ابن الأَعرابي: والهَمَجُ البَعُوضُ والذباب.
والهَمَجُ، في كلام العرب: أَصله البعوض، الواحدة هَمَجة، ثم يقال لرذال الناس: هَمَجٌ هامِجٌ؛ قال ابن خالويه: الهَمَجُ الجوع، وبه سمِّي البعوض لأَنه إِذا جاع عاش، وإِذا شبع مات.
والهَمَجُ الجوعُ.
وهَمَجَ إِذا جاع؛ قال الراجز: قد هَلَكَتْ جارَتُنا من الهَمَجْ، وإِن تَجُعْ تأْكلْ عَتُوداً أَو بَذَجْ والهَمَجُ: الرَّعاعُ من الناس؛ وقيل: هم الأَخلاط، وقيل: هم الهَمَلُ الذين لا نِظَامَ لهم.
وكل شيء ترك بعضه يَموجُ في بعض، فهو هامجٌ.
وقالوا: هَمَجٌ هامِجٌ، فإِما أَن يكون على ذلك، وإِما أَن يكون على المبالغة؛ قال الحارثُ بن حِلِّزَةَ: يَتْرُكُ ما رَقَّحَ من عَيْشِه، يَعِيثُ فيه هَمَجٌ هامِجُ وقولهم: هَمَجٌ هامِجٌ، توكيد له كقولك: لَيْلٌ لائِلٌ.
ويقال للرَّعاع من الناس الحَمْقَى: إِنما هم هَمَجٌ هامِج؛ وقول أَبي مُحْرِز المُحارِبي: قد هلكت جارتنا من الهَمَج قالوا: سُوءُ التدبير في المعاش؛ وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: وسائرُ الناسِ هَمَجٌرَعاعٌ؛ شَبَّه عليٌّ، عليه السلام، رَعاعَ الناس بالبعوض.
والهَمَجُ رُذالُ الناس.
ويقال لأُشابَة الناس الذين لا عقول لهم ولا مُرُوءَةَ: هَمَجٌ هامج.
وقومٌ هَمَجٌ: لا خير فيه؛ قال حميد بن ثور: هَمِيجٌ تَعَلَّلَ عن خادِلٍ، نَتِيجُ ثلاثٍ، بَغِيضُ الثَّرَى يعني الولد نتيج ثلاث بغيض.
ورجل هَمَجٌ وهَمَجة: أَحمق، والأُنثى بالهاء لا غير، وجمعُ الهَمَج أَهْماجٌ؛ قال رؤبة: في مُرْشِقاتٍ لَسْنَ بالأَهْماج أَبو سعيد: الهَمَجةُ من الناس الأَحمق الذي لا يتماسك، والهَمَجُ: جمع الهَمَجة.
والهَمَجة الشاة المهزولة؛ وقول أَبي ذؤيب: كأَنَّ ابْنةَ السَّهْمِيِّ، يَومَ لقِيتُها مُوَشَّحَةً بالطُّرَّتَيْنِ، هَمِيجُ قالوا: ظبيةٌ ذُعِرَتْ من الهَمَج.
ويقال للنعجة إِذا هَرِمَتْ: هَمَجَةٌ وعَشَمةٌ.
فتجدين أني عنيت أنهم يتزاحمون كالذباب، وهذا ما حدث مع موضوع فاطمة، حيث تجمع أراذل الناس وتهافتوا على الرد الغير مؤدب والغير لائق وكأنهم الذباب الصغير المتساقط والمتجمع على عيون الخيل.
فبالنتيجة أنا أصف حالة وقع بها بعض الناس، ولا يقع بمثل هذا المحظور إلا كل رعاع همجي.

محمد الحداد
07 . 10 . 2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السب واللعن
ياسين المصري ( 2014 / 10 / 7 - 15:16 )
يأ أستاذ محمد
السب واللعن والشتيمة من شيم المتأسليمين ، فالنبي نفسه سب وشتم ولعن كما قالت زوجته الأثيرة عائشة وأن شتائمه ستكون حسنات للمشتومين يوم القيامة ، ألم تقرأ هذا في كتب التراث؟
والكثيرون من مشايخ الفضائيات يبدأون حديثهم دائما بقوله : لم أبعث شتاما ولا لعانا (حديث)
ثم بعد برهة يبدأون هم في السب والشتم واللعن تأسيا به
إن السب والشتم واللعن من شيم المتأسلمين أليس كذلك؟؟
مع أطيب تحياتي


2 - كلامك صحيح
محمد الحداد ( 2014 / 10 / 7 - 16:26 )
استاذ ياسين المحترم
تحية طيبة
كلامك صحيح مئة بالمئة
وهذه مشكلة كبيرة جدا في كل مجتمعاتنا الناطقة بالعربية
فبدل ابداء الرأي المعارض والمختلف
وتوضيح ما وقع به الكاتب أو المعلق من خطأ
نراه يسب ويلعن ويشتم ويهدد
وبذا يضع اللاعن والشاتم حاجز بينه وبين الفكرة المراد إيصالها
قد يحطأ الكاتب
وهذا ما يحدث مرارا
ولكن لا يكون التصحيح بالسب واللعن
فكلنا نتعلم من بعضنا
ولا استطيع أن أتعلم شئ من السباب
تحياتي لك
مع خالص شكري


3 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 10 / 8 - 02:36 )
المدعو | ياسين المصري , هل تعلم أن (يسوع) كان يشتم و يلعن؟... تابع :
- (يا أولاد الأفاعي) [متى 12: 34] .
- (أيها الحيّات أولاد الأفاعي) [متى 23: 33] .
- (جيل شرير وفاسق) [متى 12: 39] .
- (أيها الجهال والعميان) [متى 23: 17] .
- (يا أغبياء) [لوقا 11: 40] .
أنظر الرابط :
أخلاق (يسوع الناصري بن بانديرا) :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=423838

اخر الافلام

.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في


.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج




.. 101-Al-Baqarah


.. 93- Al-Baqarah




.. 94- Al-Baqarah