الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحلف المشؤم والطبق المسموم

ابراهيم الخزعلي
(Ibrahim Al khazaly)

2014 / 10 / 11
مواضيع وابحاث سياسية







الحلف المشؤم والطبق المسموم


نحن نعرف وعلى يقين ، والكل يعرف ، وقد قلنا ذلك تكرارا ومرارا ، ونبقى نقولها ونكررها لمن فيه صمم ، و ليس ما نكرره الغاية منه للحشو الكلامي بل العكس من ذلك للتوكيد ، ان القاعدة ومشتقاتها هي من بنات خبث ومؤامرات الماسونية العالمية ، وصناعة أمريكا وتعليب بريطانيا .

وكما أسلفنا القول في اعترافات هيلاري كلينتون وما صرحت به ( أن امريكا هي التي صنعت القاعدة كقوة مسلحة تحمل فكرا متطرفا لمواجهة الأتحاد السوفيتي في أفغانستان أنذاك ) وقبلها أسسوا حركة الأخوان المسلمين لصد الفكر الشيوعي والأشتراكي في العالم العربي والأسلامي ، وذلك بدعم حسن البنا ، والوثائق تثبت ذلك بكل وضوح ، وباعتراف شخصيات كانت تعمل في هذا التنظيم ، ومن ثم انشقت عنه ( الأخوان المسلمين ) .
هذه المقدمة السريعة تذكرنا بمقولة الصحفي ( يونس صالح خلف الجبوري) الملقب يونس بحري ، ومقولته الشهيرة التي يتداولها العراقيون : (إذا تقاتلت سمكتان في البحر ، فالسبب بريطانيا ) . وفي الحقيقة والواقع ان المسألة هي كذلك ، وبديهية للقاصي والداني ان المؤامرات التي تحاك ضد الشعوب الآمنة والمتطلعة لغد أفضل ، وراءها تحالفات قوى الشر والبغي والهيمنة ، في السر والعلن ، وتأريخ الجرائم التي ارتكبتها تلك القوى الشريرة والأستعمارية ، لا تُعد ولا تُحصى ، إبتدأت لكي لا تنتهي ! وبين حين وآخر تخرج هذه القوى الشريرة وعلى رأسها امريكا ، طبق جديد لمأدبة دم جديدة ، ولو استعرضنا تأريخ هذه المنظومة ( بريطانيا ، فرنسا ، اسبانيا ، ايطاليا ، البرتغال ، المانيا ، و امريكا التي إنضوت كل تلك الدول تحت قيادتها ، والسبب الذي لا شك فيه انها جميعا لا تستطيع العيش وبناء كيانها وتطورها وقوتها ، من دون الهيمنة على خيرات شعوب العالم الذي يمتلك كل الموارد الطبيعية . ولو اردنا سرد تايخ كل دولة من هذه الدول على حدة ، سنحتاج الى مجلدات ، ولكنا نكتفي بالأشارة ، لأن اسماءها تدل عليها . فعندما يكون مثل هذا التاريخ الحافل بالدموية والأجرام بحق الأنسانية ، يضعناامام تساؤل :هل من المعقول والممكن تصديق ما يدعوه اليوم بتحالفهم ضد قوى الشر والأرهاب التي هي من صناعتهم ؟
فالطبخة الجديدة التي يقدموها اليوم لمأدبة دم جديدة في العراق وسوريا مغلفة بعدة علامات إستفهام مريبة ...
فالسؤال الأول هو لماذا إختارت قوى التحالف تقديم طبقها الجديد تحت ما يسمى ( محاربة داعش ) في هذا الوقت بالذات ، بعد إستلام العبادي رئاسة الحكومة العراقية الجديدة ، والتي لم يشهد العالم تأييدابهذا الحجم ، لا في التاريخ القديم ولا الحديث ؟
فداعش التي بدأت جرائمها في سوريا الشقيقة ، في الوقت الذي تحالفت كل قوى العدوان الآثم لأسقاط دولة ذات سيادة ، ودعم ادواتها في داخل سوريا وخارجها ومن بين تلك الأدوات داعش وأخواتها ، لا لشئ ، إلا لأن سوريا لم ترضخ لأرادتهم ومخططاتهم في سبيل إنهاء القضية الفلسطينية ، وكذلك خطيئتها الأخرى هي علاقتها الوثيقة مع الجمهورية الأسلامية الأيرانية ودعم المقاومة اللبنانية والفلسطينية معا .
وكذلك علامة إستفهام أخرى مريبة وهي لماذا دعمت قوى التحالف داعش والنصرة والقاعدة ماديا وولوجستيا في ارهابها في سوريا أنذاك ؟
هل انها كانت حمامة سلام بيضاء ، فانقلبت بين عشية وضحاها ، بطفرة وراثية الى وحش مفترس ؟
فلماذا لم يقدم التحالف المشؤم طبقه المسموم عندما غزت داعش مدينة الموصل في عهد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ؟
هل ان قوى التحالف وأضافرها الوسخة ( السعودية وقطر وتركيا ) كانت نائمة كما الخلايا النائمة ؟
وهل حقا ان هذا التحالف الدولي إستيقظ ضميره ومشاعره الأنسانية لبشاعة جرائم داعش ؟ أم ان هذه الدول المتحالفة قامت باعداد الطبخة ، تداركا لطبخة اسقطتها روسيا الأتحادية والصين ، كانت مهيئة لأسقاط النظام السوري ؟
واذا كانت امريكا بالذات جادة بالقضاء على داعش وتخليص العراق من شره ، فلماذا لم تف بوعودها في تسليم العراق ما تم شراؤه من طائرات ومعدات عسكرية ، لا في عهد المالكي ولا في عهد العبادي الذي صفقوا وبكل حرارة له ؟ مع العلم ان روسيا هي اول من دعم العراق بالسلاح ، جوا وبرا ، ومن دون اتفاقات او عقود مسبقة كما هي مع السيدة امريكا.
ولماذا هذه التصريحات المتناقضة بين حين وآخر من قبل امريكا بعدم وجود خطة متكاملة في ضرب داعش ؟ ومن ثم يليه تصريح آخر هو
ان الحرب على داعش يحتاج الى فترة طويلة الأمد ! ومن ثم يصرح أوباما اننا نحارب داعش من اجل حماية مصالحنا .
وهل ان حملة التحالف الدولي المبالغ فيها ضد داعش ، التي اسستها البارحة وتضربها اليوم ، هل ان هذه الحرب على داعش هي من ضمن المخطط الأمريكي في رسم شرق أوسط جديد ، أم بالضد منه ؟
وما هو موقف التحالف المشؤم وطبقه المسموم من النظام السوري بقيادة الدكتور بشار الأسد ، وكذلك موقفه من الحكومة العراقية التي تقف بالضد من اسقاط النظام السوري ، باعتباره يشكل خطرا على أمن العراق ؟
وما هو السر من عدم دعوة روسيا وايران الى هذا الحلف ، في حين تدعى السعودية وقطر وتركيا الداعمات للأرهاب ماديا وبشريا ولوجستيا ؟
أليس من الأفضل دعوة ايران وروسيا اللتان ترفضان فكرة الأرهاب وعصاباته ؟ وهل من المنطق ان يعقد مؤتمر محاربة الأرهاب في بؤرة الأرهاب وراعيته ( السعودية) ؟ وهذا الذي نقوله ليس من عند جيوبنا وتجنيا عليها ، وانما هو تصريح السيدة الموقرة امريكا في اكثر من مرة .
فاذا كانت هذه الدول المجاورة الراعية للأرهاب قد غيرت رأيها حقا وانضمت الى قوى التحالف الدولي ( ما حدا مما بدا ) ؟
اليس هناك اكثر من شك بهذا التغير المفاجئ ؟
اليس هناك قرار دولي في ابعاد المالكي عن رئاسة الحكومة العراقية ؟
ألم يكن ابعاده هو عقوبة له لعدم إنخراطه في مسلسل التآمر الدولي ضد سوريا ؟ وبنفس الوتيرة التي عوقب بها الرئيس الروسي بوتين الذي وقف مع النظام السوري ودعمه والوقوف بالضد من الهجوم الجوي المدبر لأسقاط الحكومة السورية الشرعية ، فابتدعت مشكلة اوكراينيا كعقوبة لبوتين والحصار الأقتصادي ؟ وماذا تعني ارسال فرق تدريب من المانيا الى كردستان العراق ، ولم ترسل الى الحكومة العراقية المركزية في بغداد ؟
هل ان قيادة الجيش العراقي في شمال العراق ام في بغداد ؟
ماالسر وراء هذا الأنفجار الغير مسبوق (للغيرة والشهامة) من قبل التحالف الدولي المتمثلة بطبختهم الجديدة لمأدبة الدم الجديدة ؟
وهل ان مقاسات ثوب الأرهاب الداعشي تختلف عن مقاسات ثوب الأرهاب الصهيوني ، وما يرتكبوه من جرائم بحق شعب فلسطين الأعزل منذ 1948 ولحد الآن وعلى أيدي أكبر ارهابيي تل أبيب وعلى مرأى ومسمع من العالم وبوضح النهار ؟
فكل هذه الأسئلة وهناك أسئلة كثيرة يطرحها المحللون السياسيون ومن المنطق السياسي ، ومن عمق الوجدان الأنساني ...
فهل هناك من اجوبة واضحة ؟
فكل الأسئلة المطروحة تشير لنا ان القادم اعظم .


الدكتور ابراهيم الخزعلي
11/10/2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ظل التحول الرقمي العالمي.. أي مستقبل للكتب الإلكترونية في


.. صناعة الأزياء.. ما تأثير -الموضة السريعة- على البيئة؟




.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا


.. تصاعد ملحوظ في وتيرة العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل




.. اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة الخليل لتأمين اقتحامات