الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بكل موضوعية ... دعونا نحب وطننا

رشيد عوبدة

2014 / 10 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


"العطر يبقى دائما في اليد التي تعطي الورد "
جلال الدين الرومي

نخبنا السياسية الفاشلة لم تعد لها القدرة على الحوار و الاقناع، فباتت تلجأ الى سلوكات الانسان البدائي، الذي نلتمس له العذر، لأن الآليات اللغوية لم تكن تسعفه حينها، كما أن قدراته العقلية لم تصل آنذاك الى درجة النضج الكافي الذي يمكن معه للعقل ان يحضر محل العنف .
و بالرجوع الى مجموعة من المؤشرات التي سبق لي أن أفردت لها مقالا، كنت حينها قد عنونته ب :" ما معنى ان تكون بلطجيا"، ليتم التهجم مجددا على شخصي المتواضع لأني عبرت عن موقفي لا اقل و لا اكثر، سعيت مجددا الى الرد بمقالة عنونتها ب: " اتهامات و ردود : للتاريخ مكانين لا ثالث لهما "، الامر الذي لم يرق البعض، و حينما انتصرت لشرعية المنظمة النقابية التي أنتمي لها منذ تأسيسها ودافعت عن وحدتها في وجه المنشقين، و فتحنا ــــ نحن جماعة من المناضلين الفيدراليين ــــ نقاشا سعينا فيه الى الابتعاد عن التغرير و الاغراء، أقنعنا من خلاله مجموعة من المناضلين : منهم القيادي المسؤول الذي كان يسعى الى تصحيح اوضاع المنظمة بسلاسة، و منهم المقصي بتواطؤ محبوك برداءة موميائية من المساهمة و المشاركة ...و لان لغتنا لم تكن مرمزة للحد الذي تتماهى فيه مع الركاكة أوصلنا الخطاب وابلغنا المراد لكل ذي سمع و استيعاب سليمين ..
و لأن بعضا من نخبنا كانت تختلس النظر للديمقراطية دون أن تجرؤ يوما على مضاجعتها بشكل شرعي ، تجنذ هؤلاء مطبلين الى أن جيلا كجيلنا لا يمكنه بأي حال من الأحوال إلا ان يؤسسوا لمشاريع مستبدين جدد، و كأنهم من فرط خبرتهم خبرونا و عرفوا خبايانا، و لأننا رفضنا الذل بشهادة الكل وعبرنا عن رفضنا لثقافة الانقياد الاعمى منذ زمان، و لأن الطرف المتعجرف و المغرور لا يدرك من سمات الناس غير مظاهرهم الخارجية، فتراه أحيانا يعيب على الناس انتفاخ بطونهم ( ولست ادري من يقصد بالضبط لان منتفخي البطون كثير منهم يشاركه أو شاركه ساعة حديث أو أمره بتنفيذ وعيد..)، بل تراه أحيانا يعيب على رئيس الحكومة تعاطيه ل"قاموس الطبيعة و الخرافة"، عندما يتحدث عن "التماسيح" و "العفاريت"، ليضيف هو الى "قاموس الحشرات " لفظة " بوصيحة" ...لهذا كله اثرنا أن تكون اللغة التي توصف عادة بأنها مصدر سوء الفهم واضحة إذ نتحدث، مفهومة اذ نعبر، و ليست كما يصفها البعض لعبة نداعبها كما تداعب حلمات الثدي...
لقد لجأ البعض الى سلوكات البلطجة للاعتداء على حرمات مناضلي الفيدرالية الديمقراطية للشغل بمدينة أسفي، و يا ليت السلوكات البدائية كانت صادرة عن أهل الدار فنصمت مواراة لسوأتنا، بل الأدهى و الأمر، الذي لن يغفره التاريخ لأي كافر به، أن يتم الاستعانة بخدمات "فتوات" و "شبيحة" من خارج الاقليم، لتكسير الأبواب و اتلاف الإحترام...ولأن من تربى في كنف العقل و الحوار و التمدن تأبى نفسه الطيبة أن ينجر الى الرد على البلطجة بمثلها، و لأن المواطن الأصيل، الذي طالما حلم بدولة الحق و القانون، وجد نفسه مجبرا على الاحتماء خلفه حتى لا يقال أن اللجوء إلى القانون جبن وأن الإحتماء به خيانة، فهل يمكن لمرتزق ان ينفذ عملا دون ان يكون موجها...؟؟
إلا أن بعض أصحاب النفوس المسلوبة و السليبة، تسعى دوما لأن تحول الخسارة إلى ربح مثلما أنها تستثمر الربح لتكريس نخوتها و عجرفتها و مباهاتها ... اعتبرت هذه النفوس أن اللجوء للقانون خيانة لدم الشهداء و خصوصا عمر و سخرية من البديل المنتظر ...
لهؤلاء و بصريح العبارة و للتاريخ و للوطن نقول ... المهدي و عمر ماتا من اجل الوطن ومن أجل أن يسود القانون، ...و لو سمحت الفرصة ـــ (و يا ليتها) ـــ للعودة للحياة لتبرآ منكم و لتأسفا على أن ذكراهما لازال يقتات عليها القمل و الجراد و البعوض...
لهؤلاء نقول إن مناضلي آسفي ليسوا قطعانا يجرهم أي أحد مهما علا شأنه أو سفل... و أن الممارسات العاقة التي تعيقون بها الكاتب الشرعي للمنظمة السيد عبد الرحمان العزوزي لا تشرف ادنى منخرط فبالأحرى من يواكب مجريات الامور عن قرب،
لهؤلاء نوجه دعوة للخجل لأن الحياء من الإيمان و التنكر طبع اللئام، ومدينتنا الصغيرة /الكبيرة أخبارها لا يحجبها ضباب و لا تصدها ابواب...،
لهؤلاء ننصح حذار ومكر التاريخ ، لان هذا الأخير ليس دائما صناعة بشرية بل معمل لصناعة البشر،
لهؤلاء نصرح أننا نلح عليكم ان تتقوا الله في هذا الوطن و الا تجعلوا المغاربة يكرهون السياسة والسياسيين، و علموهم حب الوطن ، و بدل ان تعلموهم رفع شارات النصر في وجه بعضهم البعض دعونا نعلمهم أن يرفعوها في وجه الظلم ...
لكم يا سادة يا كبار نبتهل بان تتركونا نحب الوطن بعقلية الالفية الثالثة، لأننا مستعدون بلا مزايدات ان نجعله نورا لأعيننا، و نغما لآذاننا، و سماء لأحلامنا، و بياضا لسوادنا، و محبوبة نحبها حد الهيام...
و لأننا لسنا مرضى او حقودين ندعو الله ان يهيدكم الى رشدكم و ان يزيل الغشاوة من اعينكم و ان يعافي صمم اذانكم ، الا هل بلغت اللهم فاشهد..
بقلم : رشيد عوبدة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م


.. شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول




.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم