الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لاديني لاتقليدي

عبدالرزاق تركي

2014 / 10 / 17
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


تبدو مجتمعاتنا مجتمعات دينية في الظاهر ومع ان الدين هو السمة الغالبة لها الاانه عادة مايختلط بمجموعة من الاعراف والتقاليد الاجتماعية والتي ترتكز على الدين لاثباتها فاحيانا يختلط كل من الدين والعرف للتأكيدعلى نمط معين من انماط التعامل الحياتي مع مجموعة المستجدات حوله غير ان الملاحظ ان غالبية هذا التعامل هو تعامل استاتيكي ثابث لاياخذ بنظر الاعتبار ماتفرزه المدنية والحضارة من تعاملات واذا ماتعارض كل من الدين والعرف حول ظاهرة معينة فستكون الغلبة في اغلب الاحوال للعرف باعتباره يمثل التأصل القبلي اي قبل الديني في تكوين هذا العرف وفي معظم الاحوال ماتكون الغلبة للعصبية الخاصة بالعرف وهناك الكثير من الاختلافات والالتقاءات بين العرف والدين غيران جانب الاختلاف مايكون الاكبر عموما ومع ذالك لايمكن اعتبار الدين الدستور الذي ينهل منه العرف فهناك الكثير من التقاليد التي لاتمت للدين بصلة وانما هي سلسلة من الموروثات الاجتماعية المتواترة والتي تم نقلها من جيل الى جيل وهي على مابها من عيوب فانها بالنسبة لمجتمعاتها مقبولة ان عدد غير قليل منها يعود الى عصر ماقبل ظهور الدين في منطقة ذالك المجتمع وكلما قلة ثقافة المجتمع كلما ازداد توسعا في ممارسة ذالك العرف و كلما قلت سلطتي الدولة والقانون كلما زادت ممارساتها على نطاق اوسع باعتبارها القانون الرديف بل ان الدولة في بعض الاحيان تدفع ابنائها لممارسة ذالك العرف كنوع من التنفيس عن قدم قدرتها على الضبط وكثيرا ماتواجه الدولة تحديات كثيرة عند محاولتها ردع اوصد مجموعة من التقاليد الخاطئة والممارسة والتي تصل احيانا الى حد التمرد ضدها يدعو كل من الدين والعرف ضاهريا الى السمو الاخلاقي عن طريق التمسك بمثاليات معينة تأتي يمكن تلخيصها بالوصايا السبعة التي هي في الحقيقة متشابهه في كل الاديان والتي يمكن ان نطلق عليها تسمية مثاليات كلاسيكية وبالطبع ليس هذا تقليل لها بل للتأكيدات التاريخية والمستمرة لها مع ملاحظة ان الدين وحده ليس من يدعو بمفرده الى مثاليات اخلاقية فالى جانبة يوجد الفلسلفة والاجتماع والقانون الا انه يعتبر احد اهم مصادرها غير ان التعارض يبدو واضحا كذالك على سبيل المثال فان غالبية الاديان تدعو الى عدم اخذ الفرد بجريرة غيره مع ان العرف يرى اشراك شخص لم يذنب في ذنب شخص اخر امرا مباحا ولامبرر لهذا الاشراك سوى صلة القرابة التي غالبا ماتكون من الدرجة الاولى بين المذنب واللامذنب الذي يذهب ضحيته في احيان كثيرة بينما يبقى المذنب الاصلي طليقا بما فعلة كذالك يدعو الدين الى عدم الاسراف والتبذيرفي جميع النواحي بينما نرى العادات الاجتماعية القائمة على العرف تجعل من التبذير والاسراف صورة بارزة لتبيان فخرها ويشمل هذا جميع النواحي سواء في المأكل او الملبس او المأوى وغيرها كذالك فان الدين يدعو مثلا الى الصفح عند القوة فيما نجد ان العرف السائد هو ضرورة مواجهة الشيء بالشيء واحيانا اقسى من ممايستحق وهناك امثلة اخرى عديدة يستطيع القارئ ذكرها ملخص القول اننا مع كل مانحاول اثباته من سير مزور نحو المدنية وليس الحضارة لاختلاف المعنى بين المسمين نجد ان مجتمعاتنا في الغالب اسيرة لتناقضاتها فهي وان كانت تدعي انها مجتمعات دينية فهي ليست كذالك فعليا كما انها ليست مجتمعات مدنية ايضا انها خليط غير متجانس من كل شيء واذا ماستمر الحال هكذا وهو مانتوقعة سنجد مجتمعاتنا في النهاية كما البداية بدوي في لباس مدني ومدني بعقل بدوي انه ببساطة كالذي يصعد الليموزين في الصحراء او كالذي يركب الجمل في قلب باريس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل