الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو فهم افضل لاسباب تخلفنا - الجزء الاول

فهد احمد ابو شمعه

2014 / 10 / 22
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


شهدت الحقبة التاريخية الممتدة من عام 750 م الى حوالي 1100 م عصرا ذهبيا في تاريخ العرب والمسلمين حيث حمل العرب خلال هذه الحقبة مشعل الريادة والتقدم في مختلف العلوم والمعارف الانسانية من فلسفة وطب ورياضيات وفلك وادب وغيرها , وارسوا بعض اهم الاسس للعلوم الحديثة , و كانت لهم اليد الطولى في ذلك , فيرجع الفضل لابن خلدون في وضع اسس علم الاجتماع كذلك كان لجابر ابن حيان فضل كبير في تطور علم الكيمياء والرازي وابن سينا في علوم الطب والفلسفة وابن رشد الفيلسوف العربي الكبير الذي كان له اثرا واضحا على فلسفة وفلاسفة اوروبا والفارابي والادريسي والخوارزمي وغيرهم الكثير ممن تركو اثارا هامه في الطب والفلك والرياضيات والفلسفة .. ودعونا هنا نركز قليلا على الفلسفة والتي عمل وبرع وابدع فيها الكثير من علماء العرب بالاضافه الى اختصاصاتهم الاصلية الاخرى كالطب والرياضيات والفلك امثال ابن سينا والرازي والكندي وغيرهم فازدهرت الفلسفة بشكل خاص في هذه الحقبة التي نتحدث عنها بسبب توفر بيئة مناسبه وفضاء واسع من الحرية , اذ لايمكن للفلسفة ان تنشط وان تزدهر الا بتوفر هذا الشرط , ولان الفلسفة هي اساس المعرفة والعلم فقد تطورت وازدهرت بازدهارها كافة المعارف والعلوم في تلك الفترة الذهبي من تاريخ العرب , جعلتنا في مقدمة الامم وكانت بغداد عاصمة الدوله العباسية هي عاصمة ومنارة الثقافه والادب والعلم على مستوى العالم ككل , بينما كانت اوروبا في ذلك الوقت غارقة في الانحطاط والجهل والتخلف والنزاعات الدينية والطائفية التي استنزفت كل طاقاتها .
مع نهاية القرن العاشر الميلادي بدأ التراجع التدريجي الذي استمر حتى يومنا هذا الذي وصلنا فية الى قاع سحيق من الانحطاط والتخلف في كل المجالات وانتهت تلك الحقبة من التاريخ بلا رجعة ونحن اليوم كعرب مازلنا ننظر اليها بعين الحسره
ولكن كيف حدث ذلك التراجع ولماذا ؟
رغم اختلاف الاراء حول اسباب هذا التراجع الا ان هناك الكثير منها يجمع على ان لذلك اسباب دينية وفقهية ويشيرون باصبع الاتهام الى الامام ابو حامد الغزالي الذي عاش في اواخر القرن العاشر الميلادي والذي افتى ضمنا بحرمانية الفلسفة حين الف كتابه الشهير - تهافت الفلاسفة - وشن فيه هجوما عنيفا على المنطق وعلى الفكر العقلاني وعلى الفلسفه والفلاسفة متهما اياهم بالتهافت والتناقض في افكارهم وبالزندقه ووصل الامر الى الدعوه لقتلهم وكون ان الامام الغزالي كان حجة في الدين عند اهل زمانه وكان يلقب بمفتي الامة وامام ائمة الدين , فقد كان لفتواه ولآرائه تلك صدى كبير بين الناس , وفي المؤسسه الحاكمه التي وجدت نفسها ملزمة بالاخذ بآراء مفتي الامة وامام ائمة الدين , ادى ذلك في المحصلة الى تراجع الفكر العقلاني والى انحسار الفلسفة وتراجع دورها الهام والحيوي في البناء الحضاري , وكونها اساسا للمعرفه والعلم فقد تراجعت بتراجعها كل المعارف والعلوم التي كانت مزدهرة ابان تلك الفترة ,
ربما ان هناك بعض المغالاه في تحميل المسؤولية كاملة لشخص ابو حامد الغزالي عن اسباب الانحطاط والتخلف الذي اصاب الامه ... ربما
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دعوات دولية لحماس لإطلاق سراح الرهائن والحركة تشترط وقف الحر


.. بيان مشترك يدعو إلى الإفراج الفوري عن المحتجزين في قطاع غزة.




.. غزيون يبحثون عن الأمان والراحة على شاطئ دير البلح وسط الحرب


.. صحيفة إسرائيلية: اقتراح وقف إطلاق النار يستجيب لمطالب حماس ب




.. البنتاغون: بدأنا بناء رصيف بحري في غزة لتوفير المساعدات