الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سؤال وموضوع مهم: هل الثقافة العربية الإسلامية قابلة للتطور؟

نبيل علي صالح

2014 / 10 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


الإسلام والعقيدة الدينية (والثقافة وكل القيم والمعاني التي أنتجتها ثقافته) ليس هو المسؤول الجذري والاساسي عن الأوضاع والمآلات السلبية التي عاشها ويعيشها العربي والمسلمون، خاصة على صعيد تدهور عمل الدولة العربية، وتقويض أسس استقرارها..

وفي وضعنا العربي المتفجر حالياً حيث يغيب المفهوم الحقيقي التطبيقي لمعنى وماهية الدولة، هناك أمران في غاية الأهمية على هذا الصعيد هما من ساهم في عملية تقويض أسس الدولة العربية الحديثة:
الأول: البيئة القائمة المعاشة...
حيث مناخات العمل وأساليب التطبيق، ومجمل السياسات واستراتيجيات العمل التي تم ويتم تنفيذها من قبل النخب المهيمنة القائمة (صاحبة المصلحة في بقاء الأمور على ما هي عليه من ثبات واستقرار وموات وفوات تاريخي)، لا تلقي بالاً (يعني: لا تهتم البتة) بشيء اسمه: الحقوق، أي حقوق الفرد.. ولا تعرف معنى عملياً لأخلاقيات المواطنة المتساوية، ولا تهتم أيضاً بحكم القانون، ولا بأولوية الحرية وسيادة الفرد على ذاته ونفسه.
الثاني: السياسات والمخططات الدولية..
حيث العبث بمقدرات وتوازنات المنطقة العربية من قبل الدول العظمى والمحاور الدولية الكبرى على مدار أكثر من خمسة عقود مضت.. مما حرم أبناء هذه المنطقة التي هي منطقة الأديان والرسالات والتوارخ والثقافات القديمة، من بناء دول آمنة ومستقرة، ومنعهم من الوصول إلى بناء تفاهماتٍ ومشتركات وقناعات شبه واحدة، تعزز الاستقرار والسلام بين شعوبه ودوله. وكل فترة من الزمن –حيث اللا استقرار هو القانون الحاكم- تندلع الحروب والصراعات الأهلية، نتيجة التوازنات الهشة القائمة.. مما يكلف المنطقة مزيداً من الضحايا والأموال وهدر الثروات.. وهذا سببه الأساسي حالة الفوضى وعدم الحسم التاريخي.

ولا تقولوا لي بأن موضوعة الحسم هي موضعة تاريخية حيث أن ثقافتنا ماضوية عتيقة غير قابلة للتطور أو التعديل، وأن إنساننا (الذي تتحكم فيه ثقافة النص التاريخي) لا يحمل في داخله بذور ونويات التطور والانفتاح على الحياة والعصر، خاصة وأنه يعيش في قلب هذا التطور العلمي والتقني..
أنا أقول بأن كل الثقافات البشرية حتى تلك التي وصفت يوماً ما بالهمجية والبربرية هي ثقافات قابلة للتعديل والتطور، وإلا لما وصل العقل البشري إلى ما وصل إليه من تقدم وتطور مذهل على كل الصعد والمستويات (حيث هذه الحضارة العلمية التقنية الراهنة التي نعيشها)، بل كان بقي في الكهف والمغاور، وعاش على الزراعة والصيد والافتراس..
لاحظوا أوروبا كيف كانت وعلى أي حال متطور مذهل أصبحت.. فهل نسينا حروبها الأهلية البربرية التي كلفتهم ملايين الضحايا والأبرياء؟ ثم لاحقاً بنوا تفاهمات سياسية واجتماعية، فقامت الدول على أسس عقلانية صحيحة .. بمعنى أنه من عمق تلك النظم الاجتماعية القرسطوية القديمة انبثقت وتفجرت قيم ومعاني السياسة العقلانية القائمة على حكم القانون وحق الفرد وسيادته بدلاً عن حكم الراعي والرعية.. وارتقى الناس في تفكيرهم ووعيهم، وتنظيم شؤونهم إلى مستوى مفهوم الدولة والقانون وأخلاق الحرية واحترام الفردية. بعيداً عن الأشكال الجماعوية للتنظيم الديني الطائفي، أو العشائري، أي ما نسميه، في العلوم الاجتماعية، بالأشكال الأهلية والعرفية والعصبيات التقليدية، التي تنتج نفسها بنفسها، من دون تفكير ولا تغيير.

الإنسان بطبعه الذاتي (حيث العقل البدئي) محب للاستكشاف والاستطلاع ومعرفة كل ما حديث وجديد.. وكل الثقافات الكبرى والصغرى التي أنتجها هذا العقل (الذي كان بربرياً وهمجياً يوماً ما في سلوكه ومعاني حياته) هي بالضرورة ثقافات قابلة للتطور، والانفتاح، والقراءات المتجددة، واستيعاب الأفكار والمعاني والقيم الجديدة لأية حضارة قائمة.. فكل البشر ينتمون إلى أرومة جنسية واحدة، وكل البشر يمتلكون نفس الخصائص الخلوية والنووية الذاتية التي كشفتها اكتشافات علوم الهندسية الوراثية.. وأن البيئة كموضوع هي من تحدد وتؤثر على طرق وأساليب العمل والوعي والسلوك، وليس الإنسان نفسه كذات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما يسمى بالاديان غير قابلة للتطور
ملحد ( 2014 / 10 / 24 - 12:04 )

ما يسمى بالاديان جميعها بلا استثناء غير قابلة للتطور ومصيرها الضمور ثم التبخر واخيرا الاختفاء كليا......
ان ما يسمى بالاديان هي من اسوأ واتعس ما انتجته البشرية وهي نقطة سوداء قاحلة ووصمة عار في جبين تاريخ تطور الانسانية


2 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 10 / 24 - 12:24 )
سؤال : ماذا فعل ملاحدة العرب و المسيحيين العرب من إنجازات؟... لا شيء!... كل الذي يعملونه , هو :
- كأس شاي .
- رأس معسل .
- الجلوس امام شاشة الكمبيوتر .

اخر الافلام

.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في 


.. دعوات أميركية للجوء إلى -الحرس الوطني- للتصدي للاحتجاجات الط




.. صحة غزة: استشهاد 51 فلسطينيا وإصابة 75 خلال 24 ساعة


.. مظاهرات في العاصمة اليمنية صنعاء تضامناً مع الفلسطينيين في غ




.. 5 شهداء بينهم طفلان بقصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي السعو