الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البيشمركة في كوباني .. مُلاحظات

امين يونس

2014 / 10 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


التغطية الإعلامية مُنقطعة النظير ، التي رافقتْ تحرك قُوّة من البيشمركة من أربيل ، قوامها 150 فرداً ، معهم ما قيلَ أنه " سلاحٌ ثقيل " ، وتوجهها علناً نحو الحدود مع تركيا ، ومن ثم الى الحدود السورية ، للدفاع عن كوباني .. يستدعي بعض المُلاحظات :
* بدءاً .. لم يكُنْ من الممكن القيام بهذه الخطوة ، لولا وجود ( توافُق ) أقليمي ودولي ، حولها . وبالذات تنسيق أمريكي / تُركي . فمن أجل إخراج تُركيا من المَطَب الُمُحرِج ، بعد إنفضاح تواطئها مع داعِش .. فأن الولايات المتحدة الأمريكية ، بإعتبارها زعيمة حلف الأطلسي ( نصحتْ ) حليفتها تُركيا ، بالمُشاركة في الجُهد الدولي في مُحاربة ما يُسّمى دولة الخلافة الإسلامية ، لاسيما بعد خروج مُظاهرات في معظم دول العالم الغربي ، مُناهضة لداعش ومُؤيدة ل كوباني . وبالفعل رضختْ تركيا " شكلياً " للضغوطات . فأعلنتْ الحكومة وقوفها ضد إرهاب داعش [ لكنها ، أوضحَتْ بِجلاء بأنها تعتبر حزب العمال الكردستاني إرهابياً كما داعش ! ] .
* في أقليم كردستان العراق ، ومنذ بدء الهجمة الكبيرة من قِبَل داعش ، على كانتون " كوباني " في سوريا ، ومُحاصرتها من ثلاث جهات .. تزايدتْ المُظاهرات والإعتصامات الشعبية ، الداعية الى مُساندة المقاومة الباسلة في كوباني .. بل تحولَتْ مسألة كوباني ، الى ساحةٍ للمُزايدات الحزبية والدعاية ، لاسيما بين الإتحاد الوطني والحزب الديمقراطي .
وكما في كُل شأنٍ آخَر ، فلقد كانتْ إيران وتُركيا والولايات المتحدة الأمريكية ، حاضرة بِقُوة في المشهَد . فتمَ ترتيب لقاءات الأحزاب السورية الكردية في دهوك " من أجل إيجاد أرضية مُشتركة بينها وتوحيد صفوفها " برعايةٍ مباشرة من رئيس الأقليم السيد مسعود البارزاني . ولكني أعتقد ، بأن الهدف الأبعد ، كانَ إقناع " صالح مُسلم " زعيم حزب الإتحاد الديمقراطي السوري ، الذي يقود كانتون كوباني ، بالإبتعاد عن نهج حزب العمال الكردستاني ، مُقابِل توفير دعمٍ دولي واسع له ، وإشراكهِ في " اللعبة " ! . حيث جرتْ مُحادثات بين مُسلم ووفدٍ أمريكي في دهوك ، لم يُعلَنْ عن فحواها ونتائجها .
على أية حال .. هنالك كما يبدو ، ما يَشبه الإتفاق الضمني ، بين الأطراف الفاعلة : إيران / تركيا / الولايات المتحدة .. على إطلاق يد إيران في طوزخورماتو وجلولاء ومُحيط كركوك ، من خلال الميليشيات الشيعية المسلحة ولا سّيما بدر .. مُقابل إستمرار النفوذ التركي في مناطق حدودها مع العراق وسوريا ، بالتنسيق مع البيشمركة ، بشرط تحجيم حزب العمال الكردستاني ، وفرض شروط قاسية على حزب الإتحاد الديمقراطي ، من اجل فك الحصار عن كوباني وكسر كماشة داعش .
* لا أؤمن بالمُعجزات كثيراً .. لهذا لا أصّدِق بأن تركيا بّدلتْ سياستها ، رأساً على عقب ، بين ليلةٍ وضُحاها . بحيث تُوافِق ببساطة ، ان تتوجه قوة من البيشمركة بسلاحٍ ثقيل ، من الأقليم عبر تركيا ، الى كوباني للدفاع عنها ضد داعش ! . تُركيا التي قتلتْ خلال الأسابيع الثلاثة الماضية فقط ، أربعين من مواطنيها الكُرد ، أثناء مُظاهراتهم الحاشدة المُؤيدة لكوباني والمنددة بالسياسة التركية الداعمة لداعش .. تُركيا التي أعلنتْ مؤخراً ، انها تعتبر الإرهاب الأخطر ، هو حزب العمال ، ضاربة بعرض الحائط خارطة الطريق السلمية لحل القضية الكردية . تُركيا التي جهزتْ قوةً من " الجيش السوري الحُر " ، تشوبها الكثير من الشكوك ، لعبور الحدود والدخول الى كوباني [ للدفاع عنها ] ، قبل دخول قوة البيشمركة .
* رغم العدد المحدود من البيشمركة ( 150 ) ، الذين توجهوا من الأقليم الى كوباني .. فأن التوديع الشعبي الكبير ، على طول الطريق البالغ ستمئة كيلومتر ، وكذلك المُظاهرات العارمة في المدن التركية الكردية ، الهاتفة للبيشمركة .. أوضحتْ بِجلاء ، تعطُش الشارع الكُردي في كُل مكان ، الى وحدة الكُرد وإصطفافهم جنباً الى جنب . ان الوعي ( الشعبي ) الكردي ، أثبتَ أنه أرقى وأرفع ، من مهاترات الأحزاب وتنافساتها العقيمة .
* أرى ان نكون واقعيين ، ولا ننجَر كثيراً وراء العاطفة . ان قوة البيشمركة البالغة 150 ، هي قوة رمزية .. وان [ ثُقل ] أسلحتها ، رمزي أيضاً . أولاً ، لو كُنّا بهذه المقدرة التي صّورتها بعض وسائل الإعلام ، لحّررنا المُدن والبلدات التي ما زالت تحت سيطرة الفاشية الداعشية ، هُنا .. مثل سنجار وبعشيقة وبحزاني والحويجة وجلولاء . ثانياً ، ما هي الأسلحة " الثقيلة " التي عندنا ، والتي تتفوق على تلك التي عند داعش ، والتي إستولتْ عليها من الجيش السوري والعراقي ؟ .. لا أظن ان الولايات المتحدة والغرب ، خلال الثلاثة أشهر الماضية ، قدمتْ للأقليم أسلحةً بالكمية والنوعية ، التي نستطيع بها ، تقديم عونٍ فعلي ومُؤثِر لكوباني .
* أعتقد بأنه على البيشمركة الذاهبين الى كوباني ، أن يكونوا في مُنتهى الحيطةِ والحذر .. ليسَ من العدو الداعشي الفاشي فقط .. بل أيضاً من الألاعيب التي يُمارسها والمطبات التي يحفرها .. مَنْ هو من المُفتَرَض ان يكون صديقاً وحليفاً ! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إحراج كوباني
آكو كركوكي ( 2014 / 10 / 30 - 17:49 )
كوباني وضعت جميع الإطراف تحت ضغط شعبي
فكان المخرج هو إرسال هذه القوة الرمزية
وفوائدها هو حفظ ماء وجه جميع الأطراف من تركيا وأمريكا والمجتمع الدولي والأحزاب الحاكمة في جنوب كوردستان
من الناحية المعنوية ولأجل الحرب النفسية والدعائية ضد داعش تمثل إرسال هذه القوة فائدة لابأس بها.
في المقابل فإن هجوم داعش على كوباني حقق لتركيا والبارتي ماكانتا تريدانه من إشراكهم في حكم غرب كوردستان وسحب اليبكة للجبهة المضادة لِبشار
القوة هذه لو تعرضت لأي ضربة من قبل داعش أو تركيا سيكون بمثابة كارثة على المستوى المعنوي
تحياتي


2 - الحرب الوديــــــــة مع دولة الخلافة
كنعان شماس ( 2014 / 10 / 30 - 21:21 )
تحية ايها الامين تحليلاتك دائما فيها الواقعية والجراءة والصدق ...الواقع هناك احتمالات كثيرة في الحروب الوديـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة الحديثة والذكي هو من يقلب الحرب الوديــــــــــــــــة الى الحرب الحقيقية في الوقت المناسب فمثلا يمكن القول كان بقي فقط ان يقال في هذا الصخب الاعلامي عدد ونوع القذائف التي مع المئة والخمسين من البيشمركة؟؟؟ لياخذ العدو حذره وطز بالمفاجئة طالما هي حرب وديـــــــــــــــــة لكن من جانب اخر ايضا يمكن بهذا العدد في الحرب الحديثة ليس فقط تحرير الموصل وانما اخلائها بالكامل من الســــــكان تحية ايها الامين

اخر الافلام

.. احتجاجات الطلبة في فرنسا ضد حرب غزة: هل تتسع رقعتها؟| المسائ


.. الرصيف البحري الأميركي المؤقت في غزة.. هل يغير من الواقع الإ




.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحكم في مستقبل الفورمولا؟ | #سك


.. خلافات صينية أميركية في ملفات عديدة وشائكة.. واتفاق على استم




.. جهود مكثفة لتجنب معركة رفح والتوصل لاتفاق هدنة وتبادل.. فهل