الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة أولية في انتفاضة الإستقلال بالصحراء الغربية

لوالي سلامة

2005 / 8 / 27
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


لا شك أن دراسة الحركية الإجتماعية ( الإنتفاضات) تثير الكثير من الإشكالات الأساسية ، بالنظر الى أن أغلب المقتربات المعتمدة تتجاوز صيغة التقني التبسيطي لتتماهى مع سياق مفاهيمي أعم وأشمل يؤسس لإشكالية الموضوعية، ، ولتجاوز هذه الإشكالية أشار "ماكس فيبر" في كتابه" رجل العلم ورجل السياسة" الى الحياد القيمي غير أن هذا النظام من التحليل يثير الكثير من الإشكاليات المعرفية ، اكثر مما يعمل على تجاوزها وبناءا عليه يصبح التساؤل مشروعا ، هل تحيز الباحث الى قضايا تحرر الشعوب والديموقراطية والحداثة وحقوق الإنسان يعد"عنصرية اجتماعية" على حد تعبيربياجي أ م ان هذا المنحى لايتنافى مع الحياد العلمي . في عملنا هذا انطلقنا من مسلمة مفادها ان الحياد الفيبيري على الرغم من أهميته إلا أنه يبقى مستعصيا خصوصا وأن مفاهيم علم ليست محايدة مادامت في غالبيتها مستنبطة من اللغة السياسية التي هي ايديولوجية وترتكز في مجملها على نظرة أخلاقية للمجتمع ، تقابل بين الخير والشر ، العدل والظلم والحقيقة والبهتان. انطلاقا من هذه الخلفية النظرية لايسعنا إلا أن نسائل حركية ألانتفاضة الأخيرة في المدن المحتلة من الصحراء الغربية من خلال الوقوف على سياقاتها ،مكوناتها ، أبعادها السياسة ووظائفها ضمن السياق العام الذي يؤطر الفعل التاريخي للحركة الوطنية الصحراوية بمعنى هل تشكل انتفاضة الإستقلال ضمن زخمها الإجتماعي وسياقها السياسي المحلي والدولي الآلية الضرورية والفعالة لتحقيق إرادة الشعب الصحراوي في الاستقلال أي هل تشكل بديلا للآليات التي أعتمدت لإدارة وتدبير الصراع القائم في الصحراء الغربية، أم أن هذه التسمية هي صيغة ايديوليجية ودعائية مشروعة تمنح نفسا سياسيا وايديولوجيا للمشروع الوطني الصحراوي؟ وهل يمكن القول وبدون مخاطرة نظرية أن الشروط القائمة في الجزء المحتل من الصحراء الغربية كفيلة بتوفير مستلزمات ادارة وتدبير النزاع من الداخل أم ان التعلق بهذا الخيار يعكس سذاجة سياسية غير قادرة على قراءة المعطيات الفعلية لواقع الاحتلال؟ أي هل تشكل ألإنتفاضة خيارا استراتيجيا تعويضيا أم مجرد آلية تكميلية ضمن استراتيجية شمولية ومندمجة تستهدف الإستفادة من كافة الخيارات التي تتيحها المواجهة مع النظام المغربي؟ولماذا الآن؟ بمعنى مالذي عرفته الصحراء الغربية من مستجدات حتى تتأجج الإنتفاضة بحمولاتها السياسية ودلالاتها الرمزية وعمقها التأسيسي لفعل نضالي يدمج وبقوة الأراضي المحتلة كرقم صعب وخيار عقلاني لإدارة الصراع؟ ألا تشكل ألانتفاضة مجرد حركة إرتدادية لواقع الإنحباسات التي يشهدها النظام السياسي المغربي؟ وهل هي حركةو اعية ، هادفة ؟ واعية بشروط تحركها واكراهاتها وتحدياتها والتضحيات التي يتعين عليها بذلها سياسيا وبشريا أم أنها مجرد حركة عفوية ،مغامرة تستمد منطقها من واقع اللحظة وألإحباطات المراكمة ومنطق الاسترخاء الذي يهيمن ويؤطر عمل الهيئة الأممية في الصحراء الغربية؟ .
1 المغرب وأسئلة ألأزمة المعممة: ظل الحقل السياسي المغربي محكوم بمجموعة من الثوابت، عملت الملكية على تكربسها كآلية لتعميق مشروعيتها من خلال إعادة توزيع الإقتصاد الرمزي و تجديد وهيكلة المجال السياسي والديني، بشكل يضمن هيمنتها عليهما والتحكم في مواردهما. ولاشك أن المقولات التي تأسست عليها الايديولوجية الملكية قد أثبتت فاعليتها في تحديد القبول ، الأساس المبدئي لكل مشروعية. ولعل أهمها مقولة" إمارة المؤمنين" و"الظرف ألإجماعي" و"براديغم الأمة الإسلامية"، و"هيمنة المتوحد ألأيديولوجي" . بالإضافة الى ذلك تمكن النظام الملكي من بنية تمثلية، ثقافية وسلطوية يطلق عليها المخزن الذي يعتبر"طريقة للعمل في السياسة(2) و"نظاما قديما غير بنياته وقدراته إلا أنه احتفظ بحمولته الرمزية " (3) و"مايميز مقولة المخزن هو عدم قابليته للحصر وذلك بالنظر الى أنه ينفذ الى المجتمع في جوانبه الأكثر حميمية وأنه في ذات الوقت داخله وفوقه، فهو يعمل على تمثيل المجتمع عضويا ويرغب في أن يظل فوق الإنفلاتات والتناقضات التي تخترقه"(4) ولاشك أن هذه الايديولوجية قد بلغت مرحلة الإشباع ولم تعد تؤدي وظائفها الإيديولوجية، خصوصا في حمولتها المؤسسة للمشروعية الملكية وذلك بالنظر الى مجموعة من العوامل لعل أهمها انتقال مركز الثقل الديموغرافي الى المدن مما أثر على التحالفات التي نسجها المخزن مع المجال القروي ونسيجه الاجتماعي ، الدعامة ألأساسية للملكية وعلى خلفية العجز هذه طورت الملكية مع محمد السادس خطابا شيزوفرينيا يتغدى من مقولات المواطنة والحداثة والملكية المواطنة والديموقراطية وحقوق الإنسان. إلا أن هذه الاستراتيجية التعويضية ظلت عاجزة عن توفير شروط القبول، البنية ألاستقبالية لكل مشروعية ، بالنظر الى غياب إراة سياسية لعقلنة الملكية وتحديد وظائفها ضمن النسق السياسي المغربي، وضعف النخب السياسية وتهافتها على التقرب من مركز توزيع الثروة و مخزنة المجتمع المدني. كل هذه العوامل أفرغت الدولة المغربية ضمن سقف تطورها الحالي من أية حمولة أخلاقية وحولتها الى مجرد مافيا دولتية تتصارع على قيادتها لوبيات تتغدى من الريع السياسي والإقتصادي الذي توفره مرافق الدولة(برلمان،حكومة، قضاء، إدارة) ،من خلال تنشيط شبكات الزبونية والقرابة ، مما يعمق الولاءات والإرتهانات الفردية والجماعية ويكرس ثقافة الخضوع. أعتقد أنه ضمن هذا الإطار يتعين قراءة التصريحات ألأخيرة لنادية ياسين والرسالة الجد الدبلوماسية التي وجهها الصحفي أبو بكر الجامعي الى الملك محمد السادس. والجدير بالذكر أن عملية الدمج والإستقطاب لبعض ضحايا سنوات الرصاص لم تساعد على المدى البعيد من ترميم المشروعية الملكية المتآكلة ، وذلك بالنظر الى المقاومة التي أبدتها بعض الجمعيات المغربية لحقوق الإنسان والموقف المشرف الذي وقفته النخب الصحراوية من خلال مذكرتها الشهيرة التي اظهرت الطابع السياسوي ل"هيئة الإنصاف والمصالحة" والتي لاتترجم اقتناعا بالطي النهائي لملف الإنتهاكات الجسيمة لحقوق ألإنسان بقدر ماهي ورقة سياسية واحتياطا أعتبر استراتيجيا لتغدية المخزن رمزيا. ومما عمق أزمة النظام الوضعية الكارثية للإقتصاد المغربي والتي طالت كافة قطاعاته حبث ارتفع معدل البطالة خلال سنة 2005 بنسة كبيرة خصوصا في القطاع الصناعي والفلاحي ، كما تم تسجيل انخفاض في فرص الشغل وفقد قطاع النسيج 95.000 منصب شغل ومن المنتظر أن ينضاف الى هذا العدد، من هنا الى نهاية السنة 60.000 منصب شغل . وذلك بالنظر الى الأزمة التي أثارها نهاية العمل بنظام الحصص في مجال الآلياف المتعددة. وفي نهاية أبريل الماضي سجل المغرب ارتفاعا في عجز الميزان التجاري بلغ 30٪ ساهم في ذلك ارتفاع فاتورة الطاقة حبث وصلت الى 64 مليار درهم في مقابل 55مليار درهم خلال الفصل الأول من السنة الحالية، وعلى مستوى مؤشر التنمية يحتل المغرب المرتبة 125 وفق التقرير الأخير لبرنامج الأمم المتحدة للتنمية
لاشك أن الوقوف على الأزمة المعممة للنظام المغربي لم يكن اعتباطيا بل استهدفنا من خلاله مسائلة انتفاضة الإستقلال ،أي الا تشكل هذه الأخيرة مجرد رد أنفعالي وهزة ارتدادية ، في مواجهة حالة الانحباس التي يعرفها المغرب، وبالتالي تتماثل مع انتفاضات شهدتها المدن المغربية في نفس الفترة، وأقصد هنا انتفاضة الريف وأحداث مدينة سيدي أفني؟ أم أن الفعل التاريخي لإنتفاضة الإستقلال يستقي منطقه ومرجعياته من الشرعية والمشروعية الوطنية التي يفرضها العمل الوطني الصحراوي، بمعزل عن الرهانات التي تحكم القرار السياسي والفاعلين السياسيين بالمغرب؟ لاشك ان المتمعن في المشروع الوطني الصحراوي سيكتشف أن هذا الأخير يبقى محكوما بسيرورة تاريخية وقوانين ذاتية، تؤسس لبنية منعزلة عن ألإكراهات الظرفية والبنيوية أو الإنفتاحات السياسية المراقبة للنظام السياسي المغربي،أي أن له منطقه الخاص وإكراهاته وتحدياته ورهاناته ودينامياته الذاتية
.
2 - انتفاضة ألاستقلال : الامتداد الطبيعي للمشروع الوطني الصحراوي: بالنظر الى المعطيات المتوفرة، ومن خلال أغلب ماكتب حول انتفاضة الإستقلال،يظهر أنها انفجرت على اثر نقل المعتقل السياسي الصحراوي سيد أحمد هدي الكينان الى أحد السجون المغربية، بعد أن اقدم على خطوات جريئة ، شكلت سابقة في التعامل مع سلطات الإحتلال ، حيث طالب بالتخلي عن "الجنسية المغربية" التي يحملها مكرها كباقي الصحراويين الرازحين تحت الاحتلال، ضدا على قناعاتهم السياسية . وأعتقد أن ماعبر عنه يتماشى بشكل مطلق مع المواثيق الدولية والمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان، حيث لايتعين ارغام مواطن على حمل جنسية لاتتلائم مع تمثلاته وومعتقداته . إلا أن هذه السابقة أثارت سلطات ألإحتلال المغربي وقلبت كافة حساباتها، خصوصا وأنها لم تكن عملا معزولا بل جائت في ظل حالة من المد والزخم النضالي والوطني الذي تشهده الأراضي المحتلة من الصحراء الغربيةا ، وبعد أن فشلت كافة ألأساليب المعتمدة من طرفها لثنيه عن إرادته الشرعية لجأت الى نهج الترحيل وهي أوالية عقابية اختزلها واستبطنها المخزن عبر تاريخه السياسي في مواجهة كافة أصحاب الضمائر الحرة. والجدير بالذكر أنه إذا كانت هذه الواقعة قد شكلت الشرارة الأولى ضمن الفعل التاريخي لإنتفاضة الإستقلال ، الا أن هذه الأخيرة تشكل امتدادا طبيعيا وتراكما تاريخيا لتجربة سياسية وإنسانية غنية ، عتيدة ومريرة بلورها الشعب الصحراوي و شملت كافة أشكال النضال ، من التنظيمات السرية والأعمال التضامنية والتكافلية مع عوائل الشهداء والمختطفين ، والإستقبالات الرائعة للمعتقلين في المدن المحتلة من الصحراء الغربية، وتوزيع المنشورات ورفع الأعلام الوطنية وحلقات النقاش السياسي في الجامعات المغربية والثانويات وداخل الأسر و التي شكلت وبحق آلية فعالة للتنشئة السياسية ، من خلال التعريف بنضال الشعب الصحراوي و ملاحمه البطولية ، ألأمر الذي منح ألأجيال التي لم تعايش بدايات الثورة ومراحل الكفاح المسلح مناعة ووقاية ضد السموم الدعائية التي تبثها القنوات ألإيديولوجية للمخزن. ينضاف الى ذلك العمل الحقوقي الذي شكل آلية فعالة لإدارة المعركة السياسية من خلال فضح و كشف الجرائم الإنسانية التي ترتكبها سلطات ألإحتلال المغربي. وفي نفس المنحى تذهب الإنتفاضات الرائعة للشعب الصحراوي سواء تلك المجهضدة ( 1987،1992،1994) او انتفاضة 1999المجيدة . من هنا يتحتم القول أن انتفاضة ألإستقلال هي امتداد طبيعي لحركة نضالية تاريخية ، أسس لها الشعب الصحراوي في الأراضي المحتلة وعمل على صقلها وبلورتها وصيانة مكتسباتها والتعايش مع إ كراهاتها ، كما أنها تجربة مريرة ومأساوية دفع فيها الشعب الصحراوي مئات الشهداء وآلاف المختطفين ومئات المحاكمات الصورية . بالإضافة الى التعذيب والممارسات الحاطة من الكرامة وسياسات التجويع وقطع ألأرزاق والإعدامات خارج المساطر القضائية والعنصرية وحرب الإبادة الثقافية. وكلما اشتد عنف الدولة المغربية وجبروتها ضد الشعب الصحراوي في الأراضي المحتلة إلا وطور اشكال جديدة للصمود وملاحم تاريخية تثبت بشكل لايقبل الجدل مدى عظامة هدا الشعب ومدى اصراره على انتزاع حقوقه كاملة غير منقوصة بقيادة طليعته الثورية الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب. وبناءا عليه يمكن القول أن انتفاضة ألإستقلال لم تكن حركة معزولة ويائسة بقدر ماهي امتداد طبيعي لفعل نضالي متحرك في أدواته ثابت في مبادءه ومنسجم ومتناغم مع الثوابت التي تحكم المشروع الوطني الصحراوي.
3- في ألإقتصاد الإجتماعي لإنتفاضة الإستقلال :لاشك أن أية مقاربة للدينامية ألإجتماعية التي تمثلها الإنتفاضات والمظاهرات وحركات العصيان المدني ، تظهر أولا وقبل كل شئ طابعها الحضري ، بالإضافة الى إفرازها قبليا أو بعديا لنواة قيادية تعمل على تدبير الصراع وتسطير هوامش التحرك والأهداف ألآنية والمستقبلية وشروط التفاوض والتكلفة السياسية والبشرية التي يتعين بذلها من خلال قراءة علمية لموازين القوى . في الغالب تتمتع هذه النواة القيادية بخاصية الكاريزماتية التي تمنحها القدرة على تعبئة الجموع واستقطاب الإطارات التي تكفل الزخم وألإستمرارية للعمل النضالي والتماهي المطلق بين الخطاب والمتلقي ، وبناءا عليه يصبح من الضروري مسائلة انتفاضة الإستقلال هل توفرت لها هذه النواة الطليعية التي تؤسس لغائيتها وشروطها أم أن السلوك الثقافي للإنسان الصحراوي المسكون بالنزعة المساواتية الإطلاقية (Il est Egalitariste et non seulement égalitaire (
قد حال دون تواجدها . لاشك أن هذه الخلاصة الأخيرة تبقى قائمة في حدود معينة ، إلا أنها لاتجيب على كافة عناصر الإشكالية ، خصوصا أن الفعل النضالي الذي أسست له ألإنتفاضة يتغدى من مرجعيات تاريخية حاضرة رمزيا وبشكل مكثف ضمن المخيال الإجتماعي والسياسي للشعب الصحراوي ، لعل أهمها الحمولة الرمزية للقائد البطل الوالي مصطفى السيد والفقيد بصيري والقيادة الحالية للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ، وبالنظر الى اكراهات التواصل بالإضافة الى الإشكاليات التي يثيرها العمل الوطني الداخلي في الأراضي المحتلة، ظهرت قيادات رمزية محلية ،هي في أغلبها من الجيل الثالث للثورة الصحراوية، اكتسبت شرعية ومشروعية تاريخية نضالية ، أسست لها التجارب المريرة والمأساوية التي مرت منها وتردداتها الإضطرارية على العديد من السجون ومراكز الإعتقال السري ومخافر الشرطة المغربية بالصحراء الغربية والمغرب كما تحظى بدعم ومساندة شعبية كبيرين. ويمكن اعتبارها وبدون مبالغة في مقام القيادات التاريخية ، التي أفرزتها مسيرة النضال الصحراوي ،إلا أن الجديد في إشتغالها يتمثل في مقارعتها للإحتلال إنطلاقا من الأراضي المحتلة ومراكمتها لتجربة كبيرة في الصمود والعطاء، مكنها من ذلك معرفتها الجيدة للسياسية المغربية الإستعمارية ووعيها بالإستراتيجيات المخزنية وأبعادها التدميرية للهوية والذاكرة الصحراوية،.و قدرتها وحنكتها الساسية في التعاطي مع بعض القوى الجادة ضمن المجتمع المدني المغربي و القوى السياسية المغربية المتعاطفة مع قضية الشعب الصحراوي، سواء في حمولتها السياسية أو الحقوقية .بالإضافة الى العلاقات التي نسجتها مع بعض الأقلام الشريفة في الصحافة المغربية المستقلة .
وضمن القيادات الرمزية المحلية يمكن ألإشارة إلى المناضل المهجر محمد الشيخ المتوكل والمناضل الرمز علي سالم التامك والنومرية ابراهيم ومفخرة الشعب الصحراوي المناضلة أمينتو حيدار والعربي مسعود وليدري الحسين وحماد حماد .....الخ بالإضافة الى شخصيات وطنية تعمل في الظل وتعتبر احتياطا بشريا استراتيجيا لإدارة وتدبير النزاع وضمان ديمومته واستمراريته . والملاحظ أن اغلب القيادات الرمزية المحلية وباستثناءات قليلة كانت غائبة فعليا عن انتفاضة الإستقلال لظروف إضطرارية مثل حالة محمد الشيخ المتوكل المهجر قسريا إلى مدينة الدارالبيضاء المغربية وعلي سالم التامك بالنظر الى أجندته وانشغالاته الحقوقية في أوروبا ومع ذلك فقد كانت حاضرة بعطاءاتها ونضالها وصمودها ضمن المخيال الإجتماعي والسياسي للشرائح الإجتماعية، التي أججت فعل ألإنتفاضة. كما أن هذه الأخيرة ومن خلال الشعارات التي رفعتها كانت تتماثل دلاليا ورمزيا مع الخطاب الذي طورته القيادات الرمزية المحلية وعلى مدى سنوات ، وأسست له ضمن الهوامش التي انتزعتها بنضالها وحضورها داخل الصحافة المغربية. ولاشك أن المتمعن في كرونولوجيا هذا الخطاب سيكتشف بأن القيادات الرمزية المحلية تعاملت بشكل ذكي مع أواليات تصريف الخطاب ضمن مجال معادي تتخلله الشوفينية والعنصرية أفقيا وعموديا اتجاه كل ماهو صحراوي. وأعتقد ان الشعب الصحراوي سيبقى ذاكرا للقيادات الرمزية المحلية دورها الطلائعي وتضحياتها الكبيرة واستماتاتها في الدفاع عن مبادئ 20 ماي الخالدة. .
والجدير بالذكر أن اغلب المقالات الصحفية المغربية بالإضافة إلى الخطابات الرسمية، قد حاولت إختزال انتفاضة الإستقلال في فعل " أقلية مارقة خارجة عن الجماعة" الى غير ذلك من التعبيرات الجوفاء والممخزنة . وهنا لابد من التذكير أن أغلب الدراسات التي تصدت لدراسة الحركات الإحتجاجية ( انتفاضات ، ، حركات العصيان المدني والمظاهرات الطلابية والنقابية ) قد اظهرت حالة التردد والامتناع عن المشاركة وفسرت ذلك بجموعة من العوامل الموضوعية منها العنف القمع المسلط على الجماهير وشيوع الخوف من الإنتقام وسيادة ثقافة الخضوع ،بالإضافة الى ودوافع ذاتية حيث أن فعل المشاركة في الحركات الإحتجاجية يتطلب شجاعة كبيرة وجرأة غير عادية قد لاتتوفر للكثير من ألأفراد خصوصا في ظل أنظمة استبدادية ، أسست عبر تاريخها لإستراتيجيات إخضاعية . وبناءا عليه لايمكن ان أزعم أن كافة المواطنين الصحراويين قد شاركوا في انتفاضة ألإستقلال بشكل مباشر ، ولكن الغالبية العظمى قد سجلت حضورها عبر مؤازرتها للمنتفضين ، خصوصا من خلال توفير المأوى في حي معطى الله ( جنين الصحراء الغربية) أو الدعم المعنوي ، ومؤازرة عائلات المعتقلين السياسيين الصحراويين ، والتضامن مع ضحايا التعذيب وإفشال بعض محاولات ألإختطاف ، والإتصال ببعض وسائل الإعلام المغربية والدولية خصوصا الفضائيات وتسريب المعلومات لبعض المنظمات الدولية الحقوقية وسفارات الدول الغربية. وبناءا عليه يكف فعل الإنتفاضة عن أن يصبح اختزالا للحضور ميدانيا في الساحات وألأزقة والشوارع والأحياء .ليتماثل مع حالة شعورية وطنية شمولية ،أسست لها أغلب الشرائح الإجتماعية في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية.
وبشكل عام وتماشيا مع خصائص الحركات ألإحتجاجية عرفت إنتفاضة الإستقلال مشاركة وحضورا فعليا للشرائح الإجتماعية الشابة والمتراوحة أعمارها مابين 16 و30 سنة و التي أثبتت وبالملموس فشل المخططات المخزنية التدجينية ، الهادفة الى إ جتثات الوطنية والهوية الصحراوية وعزل ثورة 20 ماي عن محيطها البشري والطبيعي. وظلت المرأة الصحراوية مفخرة الشعب الصحراوي وفية لمشاركتها التي دشنتها مع انطلاق الثورة سنة 1973، حيث ظلت متواجدة في كل محطات النضال والصمود وبناءا عليه عرفت ا انتفاضة الإستقلال مشاركة كبيرة للعنصر النسوي ومن مختلف الشرائح العمرية الأمر الذي يؤكد الدور الفعال للمراة الصحراوية في المعركة التحريرية، كما يمكن أن ندرج ضمن الإقتصاد السوسيولوجي لإنتفاضة الإستقلال الحضور النسبي للأطفال، ليس لأن المنتفضين قد جعلوا منهم دروعا بشرية كما إدعت الأبواق الرخيصة للمخزن، ولكن لسبب بسيط يتمثل في أن فعل الإنتفاضة يقع ضمن مجال عام أي شوارع وأزقة وساحات، وبالنظر إلى غياب بنيات ترفبيهية في المناطق المحتلة فأغلب الأطفال الصحراويين يقضون معظم أوقاتهم في اللعب في ألأزقة والشوارع ، ولقد شكلوا هؤلاء شكلوا عبئا اضافيا للمنتفضين حيث بذلوا جهدا كبيرا لحمايتهم من الآلة القمعية المخزنية خصوصا بعد قيام عناصرها باستعمال السيارات لدهس المواطنين الصحرويين العزل. .
4انتفاضةالإستقلال وتيمات الخطاب السياسي المغربي:الإقصاء العنصرية الاستئصال،اللآتسامح والكراهية
لاشك أن ماطبع أغلب الكتابات الصحفية المغربية والخطابات الرسمية والندوات الصحفية والبرامج التلفزية التي تطرقت الى انتفاضة الإستقلال هو شيوع اللاتسامح والكراهية ومنطق الإقصاء والدعوة للإستئصال والتبريرات المتهافتة لإرهاب الدولة المغربية وانتعاش التطرف والعنصرية في التعامل مع الأفكار والهوية الساسية والثقافية الصحراوية، في محاولة تسهدف اغتيال العقل والمنطق ، من خلال شطحات شوفينية وعمليات تجييش للقطيع والخطابات المعممة للقداسة .الأمر الذي يعبر بشكل واضح عن فكر سياسي مريض ، وعقل سياسي يراوح مكانه، مصاب بعجز بنيوي جعله قاصرا عن النفاذ الى جوهر وأبعاد انتفاضة الإستقلال ودروسها التاريخية . وعوض إعمال العقل انغمس الخطاب السياسي المغربي في نوبات هستيرية وإتهامية في هذا ألإتجاه اوذاك والنفخ في خطاب المؤامرة و"التوسعية الجزائرية" و"الأيادي الخارجية " و"الحنين ألإستعماري الإسباني". والاستعانة بالمعجم الإيديولوجي القيمي الذي لايتجاوز هو الآخر سقف خطاب المؤامرة والتلويح بالإجماعات الوهمية أو تلك المتآكلة و المحصل عليها بلغة الحديد والنار .كل هذا اسس لإغتيال العقل النقدي، وأرسى دعائم فكر شوفيني أحادي. وبناءا عليه جائت الخلاصات عقيمة من قبيل أن انتفاضة الإستقلال هي نتاج للمقاربة الأمنية التي سادت خلال سنوات الرصاص في الصحراء الغربية، مع العلم أن تقليد الإنتفاضات الذي طبع مسار الإحتلالين الإسباني والمغربي قد ارتبط وتلازم عضويا وبنيويا مع الرغبة في الاستقلال، بغض النظر عن المقاربات التي ابدعتها قوى الإحتلال في التعاطي مع الشعب الصحراوي في الأراضي المحتلة . من هنا يغدو هذا الخطاب تبريريا ، ولايرقى الى مستوى العلمية وهو نوع من الإجتهاد المغلوط لأن قضية الصحراء هي ببساطة قضية تصفية إستعمار وقضية شعب تواق للحرية ،لايضيرها في شئ لاعودة سنوات الرصاص ولا تحول النظام المغربي الى دولة ديموقراطية على غرار الأنظمة السياسية الإسكندنافية. والجدير بالذكر أن هذا النظام من التحليل المغلوط غالبا ماتلوكه عناصر هامشية ومنهزمة ضمن اليسار المغربي الموحد و المنتمية سابقا لمنظمة العمل الديموقراطي وتسعى لإيجاد موقع قدم ضمن اللعبة السياسية المغربية والتقرب من مصادر القرار للحصول على نصيبها من نظام المكافآت.
و وذهبت بعض الطروحات المبجلة ل" العهد الديموقراطي لمحمد السادس" إلى أن انتفاضة الإستقلال هي نتاج طبيعي لفعل أقلية استفادت من "مناخ الديموقراطية" والمساحات التي يتيحها" ألإنتقال الديموقراطي " ولاشك أن هذه اللغة الإيديولوجية تبقى قاصرة عن الإحاطة بالفعل والقوانين التاريخية لحركية الشعوب، وتتناسى أن كل الانتفاضات التي عرفها المغرب بالذات في الدار البيضاء سنة 1965و1981 ومراكش1984 وفاس سنة 1991 قد تمت في ظل حالات الاستثاء الضمنية او العلنية وسيادة القهر والاختطافات والإغتيالات وبالتالي لاترتبط لامن بعيد أو من قريب ب"الإنتقال الديموقراطي "و"مناخ الإنفتاح السياسي " كما أن هذه التيمات في عمقها وجوهرها قد تعبر عن أي شئ الا الواقع الحالي للنسق السياسي المغربي المغلق والقائم على الراتبيات السياسية والدينية ومركزة السلطة في يد الملك ومن خلاله مربعه الملكي ، وهيمنة الفصل19 على الوثيقة الدستورية المغربية، وثقل البروتوكولات التيوقراطية ،من قبيل تقبيل الأيادي في القرن 21، وغياب أواليات للمسائلة السياسية للقائمين على السلطة السياسية والإقتصادية ،إن مايحتاج اليه المغاربة في الوقت الحالي هو التخلص من نرجسيتهم و التوقف عن المبالغة في النفخ في الذات و التحلي بالغقلانية والتسامح اتجاه شعوب المنطقة والوعي برهانات القصر الملكي التي لاتخدم لا الإستقرار ولا التنمية في المنطقة المغاربية . . في ظل الجوقة المخزنية التي صاحبت إنتفاضة ألإستقلال انطلقت مجموعة من الأقلام المأجورة في تبخيس الهوية الثقافية والشخصية الصحراوية حيث شكلت هذه الأخيرة وفي أغلب الكتابات المغربية مرادفا للريع والإبتزاز والإرتزاق والخيانة وثقافة الإمتيازات وكأن الصحراويين هم الذين يسيطرون على دواليب المؤسسات الإدارية والمالية وألإعلامية وألإقتصادية والتعليمية في المغرب مع العلم أن أغلبهم يتماثل مع سكان احزمة الفقر في المغرب ، ولاشك أن هذه الأبواق المخزنية المأجورة إما ينقصها الإلمام بواقع البؤس المعمم في الصحراء الغربية ، والإستراتيجية المخزنية التمييزية/ الإخضاعية والإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان من طمر الأحياء في المقابرالجماعية والرمي بهم من الطائرات والإختفاءات القسرية .... الخ أو أن قيادتها لحملة عنصرية تستهدف فقط خلق بنية استقبالية ، تأطيرية وتبريرية للجرائم المغربية التي ارتكبت خلال ا نتفاضة الإستقلال والتي تمثلت في العديد من الإختطافات والإعتقالات وتعذيب النساء والأطفا ل والمحاكمات الصورية . اعتقد من جهتي ان الهم الأساسي الذي تحكم في الجوقة المخزنية هو مباركة وتبرير الجرائم المغربية المرتكبة في الصحراء الغربية .
وضمن هذه المقاربة ألإستئصالية والعنصرية يندرج "بيان المواطنة" اللااخلاقي والمشرعن للجريمة، ومقالات " أجوردوي لوماروك" و "ماروك إبدو" و"الأحداث المغربية"..... الخ والتي ذهب بعضها الى المطالبة بطردالوطنيين الصحرواويين الى مخيمات اللجوء جنوب غرب الجزائر. والجدير بالذكر ان ألآلة ألإعلامية للمغرب قد عرفت ارتباكا كبيرا في تعاطيها مع انتفاضة الإستقلال خصوصا أن هذه ألأخيرة قد شكلت صفعة قوية للإيديولوجية المخزنية" الإجماعية " ولخطابات "البيعة" و"الحقوق التاريخية" و"ااصحراويين المغاربة" حيث تخلت مكرهة ، في بعض الأحيان عن هذه التيمات وألاستعاضة عنها يثنائية إرتباكية تتمثل في الوحدويون/ الإنفصاليون وهي أكذوبة أخرجها المخزن لترميم خطابه الإيديولوجي المتآكل وأسس لها من خلال تنظيم مظاهرة مضادة حشد لها العديد من المستوطنين امام نزل "نكجير"، وهذه الثنائية هي امتداد طبيعي للمعجم القيمي الإيديولوجي والذي يقابل بين الخير والشر والمقدس والمدنس مع أن الجدة فيه تتمثل في التراجع عن مقولة الإجماع والتي اصبحت عاجزة وبعنف الواقع ووضوحه والشهادات الحية التي بثتها القنوات الدولية عن التعبير عن الحالة الإيديولوجية التي أسس لها المخزن نظريا منذ 1975. وبناءا عليه يصبح التساؤل مشروعا عن مدى قدرة انتفاضة الإستقلال في د فع النظام المغربي على تكييف ومراجعة وعائه الإيديولوجي خصوصا أن مقولات "الإجماع" و" البيعة = ألأسطورة" و"الوحدة الترابية" لم تعد تؤدي وظائفها ألإيديولوجية وغير مقنعة سياسيا وديبلوماسيا وخالية من اية دلالة رمزية وذلك بالنظر الى الحمولة السياسية المكثفة لإنتفاضة الإستقلال والتي تماثلت وتماهت مع حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والحق في الإستقلال وطرد الإحتلال الى غير رجعة وبناء الدولة الوطنيةالصحراوية.
في التداعيات السياسية لإنتفاضة الإستقلال:5
. الإنتفاضة تبقى عملا سياسيا له اكراهاته وشروطه وأبعاده وغاياته، تأثيراته الفعلية أو المحتملة على موازين القوى محليا وجهويا ودوليا. ومن خلال قراءة أولية لانتفاضة الإستقلال يظهر أن من بين منجزاتها التجاوز الفعلي لسيكولوجيا متخمة بالفوبيا، أسست لها سنوات القمع والإرهاب والحصارات الأمنية والسياسية والعسكرية والإعلامية . بالإضافة الى دورها الأساسي في ترسيخ الوطنية الصحراوية كوحدة اندماجية واعية وتمثلية. وفي هذا الإطارشهدنا تعبئة شاملة وعفوية لكافة أفراد الشعب الصحراوي في الأراضي المحتلة ومخيمات العزة والكرامة والجاليات في الديارألأروبية والأمريكية والعربية. وبالنظر الى زخم انتفاضة الإستقلال وشعاراتها و الأعمال البطولية التي لازمتها فقد شكلت مجالا رحبا و مفتوحا للتشئة السياسية للناشئة الصحرواية وربطها بالمشروع الوطني الصحراوي وبواجب النضال من أجل طرد الغزاة من أرض الصحراء الغربية. واظهرت إنتفاضة الإسقلال كذلك خطأ الحسابات التي بنى عليها النظام المغربي استراتيجيته الإستعمارية حيث أثبتت وبالملموس ان الزمن وخلافا لما كان يعتقد هو في صالح القضية الوطنية الصحراوية ، وبالتالي فإن الإنتفاضة ستعرف حركة تصاعدية وستكون نتائجها مزلزلة، خصوصا إذا لم ينصع المغرب الى الشرعية الدولية. ومن بين النتائج السياسة لإنتفاضة الإستقلال دورها في خلخلة عمل الأمم المتحدة من خلال إقدام أمينها العام على تعيين ممثله الخاص في الصحراء الغربية . كما ساهمت في تسليط الضوء على الإنتهاكات الجسيمة المقترفة من طرف النظام المغربي وهو ماأبرزته العديد من المنظمات الدولية والشخصيات البرلمانية وتنطيمات المجتمع المدني في أوروبا وأمريكا وأستراليا والصحافة الدولية وبناءا عليه تمكنت قضيتنا من كسب العديد من المساندين و وأصدقاء جدد للقضية الصحراوية وإحتلالها مكانة محورية ضمن المجال ألإعلامي العالمي. . وختاما يمكن القول ان انتفاضة الإستقلال في الصحراء الغربية شكات مؤشرا واضحا لبنية التماثل القائم بين النظام الملكي المغربي الغازي والإحتلال الإسرائيلي في فلسطين ونظام الأبارتايد البائد في جنوب افريقيا أسس لذلك بشاعة الجرائم المرتكبة والإستهتار بالشرعية الدولية والتعنت وأللآأخلاقية السياسية وعدم احترام ارادة الشعوب في تقرير مصيرها والإستقلال والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية وأغتيا ل أحلام الشعوب في العيش بسلام . ومع ذلك فإن قدر الشعوب هو الإنتصار وتحقيق إرادتها وماضاع حق ورائه مطالب. .
هوامش
-1Extrait du Bulletin n°1 de la bibliothèque des Emeutes, texte 1991
2- Cherifi ( Rachida) : Le mekhzen politique au Maroc , hier et aujourd’hui, éd Afrique Orient, 1988 P13.
3-op cite, P14
4- بن علي (إدريس) : الدولة وعملية إعادة انتاج الإجتماعي بالمغرب ( حالة القطاع العمومي) ، ضمن كتاب " في جدلية الدولة والمجتمع بالمغرب " مؤلف جماعي ، دار افريقيا الشرق، الطبعة الثانية 1994 ص215








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف بدت دمشق بعد عشر سنواتٍ من الفراق؟


.. النجمة #هيا_كرزون تختار شكل ومواصفات رجل أحلامها #ترند #اكسب




.. ما الذي يخطط إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي في اليمن ؟


.. تركيا تهدد قسد: التفكيك أو مواجهة عملية عسكرية وشيكة | #التا




.. مقاتل من القسام يوجه رسالة إلى قوات جيش الاحتلال