الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسلمون الجدد - 3

هشام آدم

2014 / 11 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في هذا الجزء سوف أتطرق إلى قضية الناسخ والمنسوخ في القرآن، باعتباره المُدخل المناسب لمُناقشة مسألة العقوبات البشعة في الإسلام والتي يدعي المُسلمون الجدد أنها ليست من الإسلام، وأنا هنا أقصد عقوبة رجم الزاني والزانية المحصنين وعقوبة قتل المرتد، ويحتج المُسلمون الجدد بأنَّ هاتين العقوبتين غير موجدتين في القرآن، وقد رأينا كيف أنَّهم يؤولون الآيات القرآنية ظنيَّة الدلالة أو المُتشابهة، ويُحيِّدون الآيات قطعية الدلالة أو المُحكمة بحبسها في سياقها التاريخي. من خلال نقاشاتي وقراءاتي توصلتُ إلى أنَّ رفض هؤلاء الجدد للناسخ والمنسوخ في القرآن مُتأتٍ من استبعادهم لفكرة أن الله يُمكن أن يتراجع في قراراته، فهم يستبعدون أن يُشرِّع الله أمرًا ثم يتراجع عنه، فيُلغي التشريع أو يُغيِّره مرَّة أخرى، ويرون في ذلك انتقاصًا من صفة الألوهية، وسوف نناقش هذه المسألة، ولكن قبل ذلك دعونا نستعرض الآيات التي تتناول موضوع النسخ في القرآن؛ فالقرآن أورد في أكثر من موضع قضية النسخ بشكل شديد الوضوح، والآيات التي تناولت هذا الموضوع، هي على النحو التالي:
{ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير}
{وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون}

بالتأكيد لن نذكر الأحاديث والمرويات التي تُؤكد ثبوت النسخ في القرآن، وسوف نكتفي بهاتين الآيتين الواضحتين والصريحتين، مع علمنا التام بأنَّهم يلجأون إلى تأويل القرآن لكي يتوافق مع الصورة الذهنيَّة التي يرغبون في تثبيتها. ويعتمد المسلمون الجدد في إنكارهم للنسخ في القرآن على تأويل كلمة {آية} على أنها لا تعني فقط الآية التدوينية أو الآية القرآنية؛ وإنما قد تأتي بمعانٍ أُخرى، كأن يكون المقصود منها الآية الكونية، كما في آية: {وجعلنا الليل والنهار آيتين} أو قد تأتي بمعنى المعجزة، كما في قوله: {ويا قوم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله} أو بمعنى الأمارة والبيِّنة، كما في قوله: {وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت} والأدلة كثيرة جدًا من القرآن، ولكن سوف نكتفي بهذا القدر. ونقول إنَّ هذه الحجة صحيحة ظاهرًا وفاسدة باطنًا؛ فصحيح أنَّ كلمة (آية) لا تأتي دائمًا بمعنى الآية التدوينية أو الآية القرآنية، وأنها تأتي بمعانٍ أُخرى مختلفة، وهذا أمر طبيعي؛ ففي اللغة العربية (كما في لغاتٍ أخرى) ثمَّة خاصية يُقال لها "الترادف – Synonymy" والترادف يعني أن تحتمل اللفظة الواحدة أكثر من معنى، فعلى سبيل المثال، كلمة (ضَرَبَ) في اللغة العربية لها أكثر من معنىً واحد:
أ‌ ) { واهجروهن في المضاجع واضربوهن} أي الضرب المعروف
ب‌) {لا يستطيعون ضربًا في الأرض} أي السفر
ت‌) {ضرب الله مثلًا عبدًا مملوكًا لا يقدر على شيء} أي إعطاء الأمثلة

وهكذا نرى أنَّ اللفظ الواحد قد يكون له أكثر من معنىً، وهذا أمر لا يُجادل فيه إلا جاهل باللغة، ولكننا لا نفهم معنى اللفظ إلا من سياق الجملة نفسها، ومن الجهل أن نأخذ معنى اللفظ في الجملة (ت)، ونُلزم به معنى اللفظ في الجملة (أ) مثلًا، وهذا هو فساد حجة المُسلمين الجدد، أنهم يؤولون معنى كلمة (آية) على غير ما يُمكن أن يُفهم من سياق الجملة، وجُل محاولاتهم لإعادة التأويل تعتمد في أساسها على التلاعب بمسألة المترادفات هذه، فما معنى أن يُبِّدل الله معجزة مكان معجزة أو يُنسها؟ أو ما معنى أن يُبِّدل الله علامة مكان علامة أو يُنسها؟ أو ما معنى أن يُبدِّل الله آية كونية مكان آية كونها أو يُنسها؟ إنَّه وبقليلٍ من المنطق سنجد أنَّ استخدام المعاني المُترادفة الأخرى يجعل الجُملة بلا معنى، ولنؤكد على ذلك، دعونا نستبدل كلمة (آية) بأحد معانيها المذكورة، لنعرف ما إذا كان المعنى سوف يستقيم أم لا:
{ما ننسخ من شمس ولا قمر أو ننسهما نأت بخير منهما أو مثلهما ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير}
{ما ننسخ من علامةٍ أو بيِّنةٍ أو ننسهما نأت بخير منهما أو مثلهما ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير}
{ما ننسخ من معجزةٍ أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير}

وهكذا نرى أنَّ استبدالنا للفظ بالمعنى الذي يقترحه المسلمون الجدد يجعل الجُملة لا معنىً لها على الإطلاق، غير أنَّنا نجد في القرآن آيةً أُخرى أكثر وضوحًا في إثبات النسخ، فنقرأ: {يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب} وهي آية لا تحتمل التأويل، فهنا لم يأت ذكر كلمة (آية) حتى تُأوَّل على أي معنىً من المعاني. الغريب في أمر المسلمين الجدد أنهم رغم رفضهم للنسخ بحجة أنه ليس من المعقول أو المقبول أن ينسخ الله كلامًا أو حُكمًا بعد أن أنزله؛ إلا أنهم في الوقت ذاته يؤمنون بوقوع النسخ في الشرائع السابقة، ويُؤمنون أنَّ الله أنزل التوراة والإنجيل، ثم نسخهما بالقرآن، فكيف آمن هؤلاء بأنَّ الله نسخ تشريعاته السابقة بتشريعات جديدة كليًا؟ علمًا بأنَّ تلك التشريعات منها ما هو غير موجود في الإسلام أصلًا؟ فهل غيَّر الله رأيه مثلًا؟ وكعادتهم فهم لا يعتمدون منهجًا موضوعيًا يُمكن له أن يصمد في التطبيق على كل الوجوه. فإذا كانت فكرتهم عن الله أنه من المستحيل أن يُغيِّر رأيه وحكمه وتشريعه، فكان يجب أن يرفضوا أيضًا وقوع النسخ بين الشرائع الأخرى، لأنَّ تلك الشرائع هي من الله أيضًا، ولكن لأنَّ نسخ الشرائع يصب في مصلحة الفكرة القائلة بعلو الإسلام وهيمنته على بقية الأديان السابقة؛ لذا أصبح فكرة مقبولة؛ بل ومنطقية، ولمَّا كان النسخ في التشريعات داخل الدين الواحد كانت فكرة غير مقبولة ولا منطقية(!)

وأخيرًا فإنَّ النسخ، رغم ما به من طعن في الذات الإلهية، إلا أنَّها ضرورية لحل إشكاليات التناقض الواضحة في القرآن، فلو لم يكن هنالك نسخ في القرآن فإن المسلمين الجدد سيكونون أمام ورطة كبيرة جدًا إزاء الآيات التي تبدو متعارضة ومتضاربة، كالتعارض الذي نجده في قوله {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ} فهذه الآية فيها حكم بإلزام الميت بترك وصية قبل موته، ونحن نعرف أنَّه لا وصية في الإسلام، لأنَّ القرآن جاء بآية المواريث، وحدد الكيفية التي يتم بها اقتسام الثروة التي يتركها الميت، ولم يدع ذلك للميت نفسه، خوفًا من أن يجور على أحد، فكيف يُمكن التوفيق بين آية الوصية وآية المواريث؟ وكذلك نجد التعارض بين آية {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته } وآية {فاتقوا الله ما استطعتم} فما هو الواجب فعله على المسلم أن يتق الله حق التقوى أم أن يجتهد في التقوى ما استطاع؟ وكذلك التعارض بين آية {إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا} والآية التي تليها {الآن خفف الله عنكم وعلم أنَّ فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله} فكيف سوف يوفق المسلمون الجدد بين هاتين الآيتين المتعارضتين بشكل واضح؛ لاسيما مع وجود عبارة {الآن خفف الله عنكم}، وماذا عن التعارض بين قوله {لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك} وبين قوله: {يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين} فهل لا يرى المسلمون الجدد أي تعارض بين هاتين الآيتين؟ وهنالك آيات أخرى كثيرة تتعارض مع بعضها البعض، ولا يُمكن حل إشكال التعارض إلا عبر القول بالناسخ والمنسوخ، وعلى كلٍ فاستبعاد المسلمين الجدد أن يُغيِّر الله رأيه بعد صدوره، هو حكم ذاتي لا يُمكن الاعتماد عليه، لأنهم لا يملكون دليلًا على هذا الاستبعاد، فمن أين عرف هؤلاء أنَّ الله لا يتراجع في رأيه أو في حكمه؟ إلا أن يكون صورة ذهنية عندهم عن الله، والله لا يُعرف بالهوى أو بالحدس والبداهة وإنما يُعرف بما يُخبر به أنبياؤه ورسله، وما جاءوا به من كتب منزلة منه.

وقبل أن أختم هذه الجزء من المقال، دعوني أناقش فكرة (قتل المرتد)، حيث يرفض المسلمون الجدد أن تكون للمرتد عقوبة دنيوية، ويرفضون قتل المرتد بحجة أنه يتعارض مع صريح القرآن، كما في آية {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر}، وكذلك: {لكم دينكم ولي دين} وكذلك {لا إكراه في الدين} فيحتجون بهذه الآيات وغيرها مما يدل ظاهرًا على أنَّ "الله" لم يُحدد أي عقوبة لمن ترك الدين، ويزعمون أنَّ عقوبة المرتد هي عقوبة آخروية بدليل {ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون} وكذلك قوله {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا لَّمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً}، كما يعتمد المسلمون الجدد في ذلك على أنّ قتل المرتد ليس من الحدود الشرعية؛ لأنه إن كان كذلك لكان لزامًا ورود نص قرآني عليه، وسوف أحاول فيما يلي الرد على هذه المزاعم بشيء من الإيجاز منعًا للإطالة.

دعوني أبدأ بالآيتين الأخيرتين؛ إذ توردان الردَّة بشكل واضح، دون أن توردا أي عقوبة دنيوية عليها، فهل بالفعل يُمكن اعتماد هاتين الآيتين كحجة قاطعة؟ الواقع أنَّ عدم إيراد العقوبة الدنيوية في الآية ليس دليلًا على أنه لا توجد عقوبة دنيوية، وإلا لكانت الآية {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا*يُضَاعَفْ لَهُ العَذَابُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} دليلًا على أنه لا حد لقاتل النقس والزاني، ولكن الواقع والمعلوم غير ذلك، لأنَّه لا أحد بإمكانه إنكار وجود حد للقاتل والزاني؛ وما يهمني هنا أولًا إثبات أنَّ عدم ورود عقوبة دنيوية في آيةٍ ما لا يعني أنه لا توجد عقوبة، وقد يقول قائل: "إننا قد عرفنا عقوبة القاتل والزاني بآياتٍ في مواضع أخرى." وهذا ما سوف أوضحه لاحقًا، فقط اسمحوا لي أن ننتهي من الحجج الصغيرة التي تضع العراقيل أمام الفهم الصحيح لمُجمل الآيات.

أمَّا حجتهم بأنَّ قتل المرتد ليس من (الحدود)، فإننا إن نظرنا إلى مُجمل الآيات التي أوردت عبارة (حدود الله) سوف نكتشف أنَّ المقصود لا يُحيل إلى العقوبات الدنيوية لارتكاب جرائم شرعية؛ بل إنَّ كل الآيات التي احتوت أو ذكرت هذه العبارة جاءت بمعنى (شرع الله) أو (الأوامر والنواهي) بصورة عامة، وفيما يلي سرد تفصيلي لهذه الآيات على النحو التالي:
• {أحل لكم ليلة الصيام الرفث الى نسائكم هن لباس لكم وانتم لباس لهن علم الله انكم كنتم تختانون انفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالان باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر ثم اتموا الصيام الى الليل ولا تباشروهن وانتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله اياته للناس لعلهم يتقون} الآية هنا تتكلم عن أحكام الصيام وحدود الله المراد منها هنا التعاليم والأحكام المتعلقة بالصيام، وليس للأمر علاقة بالعقوبات.
• {الطلاق مرتان فامساك بمعروف او تسريح باحسان ولا يحل لكم ان تاخذوا مما اتيتموهن شيئا الا ان يخافا الا يقيما حدود الله فان خفتم الا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فاولئك هم الظالمون} الآية هنا تتناول أحكام الطلاق، وحدود الله المقصود منها هنا أحكام الله في الطلاق، ولا علاقة لها بالعقوبات أيضًا.
• {فان طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره فان طلقها فلا جناح عليهما ان يتراجعا ان ظنا ان يقيما حدود الله وتلك حدود الله يبينها لقوم يعلمون} هذه الآية أيضًا تتناول أحكام الطلاق.
• {وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُواْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ * تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم} هذه الآية تتناول أحكام الميراث والمواريث، ولا علاقة لها بالعقوبات لا من قريب ولا من بعيد.
• {التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الامرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين} الآية هنا تتكلم عن تعاليم الله وشرائعه وفرائضه من صلاة وصيام وزكاة وما إلى ذلك، ولا علاقة لها أيضًا بالعقوبات.
• {فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل ان يتماسا فمن لم يستطع فاطعام ستين مسكينا ذلك لتؤمنوا بالله ورسوله وتلك حدود الله وللكافرين عذاب اليم} هذه الآية تتكلم عن أحكام الصوم، وأيضًا لا علاقة لها العقوبات.
• {يا ايها النبي اذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن واحصوا العدة واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن الا ان ياتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك امرا} هذه الآية أيضًا تتكلَّم عن أحكام الطلاق، ولا علاقة لها بالعقوبات.

من خلال ما سبق رأينا كيف أنَّ (حدود الله) المقصود منها حسب القرآن لا يعني أحكام العقوبات على الجرائم المنصوص عليها في القرآن، وإنما كل ما ورد عليه نص بعقوبةٍ فهو يعتبر حسب (الفقه الإسلامي) حدًا، وهذا هو قوام تعريف الحد في الفقه الإسلامي وتعني: (العقوبة المقدرة شرعًا في حق من حقوق الله أو من حقوق العباد)، وسوف نأتي لاحقًا على ذكر ما جاء في القرآن من عقاب على المرتد في الدنيا وليس في الآخر فقط، ولكن يتبقى أمامنا إيضاح المقصود من بقية الآيات التي جئنا على ذكرها من التي يعتمد عليها المسلمون الجدد في إنكار قتل المرتد، ومنها على سبيل المثال، قوله {لكم دينكم ولي دين} هذه الآية من سورة (الكافرون) وهي سورة مكيَّة نزلت في مناسبة محددة، وهي أنَّ مشركي قريش اقترحوا على محمد رسول الإسلام أن يعبد أصنامهم شهرًا، ويعبدوا إلهه شهرًا (حسب كتب السيرة وكتب التفسير)، فنزلت هذه الآية، ولكننا نعلم جميعًا أنَّ محمدًا عند دخوله إلى مكة فاتحًا لها، قام بهدم وتحطيم الأصنام التي كانت قريش تعبدها، دون وضع اعتبار لهذه الآية؛ وبالطبع فإنَّ المسلمين الجدد لا يقرأون هذه الآية في سياقها التاريخي، كما يفعلون مع آيات أخرى؛ فإذا كان الرسول نفسه لم يلتزم بهذه الآية فهل يُريدون أن يُلزمونا نحن بها؟ إن عدم التزام الرسول بهذه الآية لهي دلالة قاطعة على نسخ الآية بآية السيف كما أجمع علماء وفقهاء الإسلام على مر العصور؛ طبعًا باستثناء المسلمين الجدد(!) وربما يعتمد البعض على عدم وجود عقوبة للمرتد بآية {لا إكراه في الدين} ويقولون إنَّه لا يُمكن أن يُكره شخص على الاستمرار في الإسلام، والآية واضح جدًا أنها تعني عدم الإكراه على دخول الإسلام وليس على عدم الإكراه في الاستمرار فيه، فإذا قلنا (على سبيل المثال): "لا إكراه في الزواج" فما الذي قد يُفهم من هذه الجملة؟ هل أنه لا يجوز التزويج بالإكراه أم عدم جواز الاستمرار في الزواج بالإكراه؟ وحتَّى وإن صح عقلًا عدم إمكانية الاستمرار في الزواج بالإكراه، إلا أنَّ الجملة تُحدد الإكراه في التزويج وليس في الاستمرار.

وأخيرًا؛ هل ورد أي ذكر لأيِّ عقوبة للمرتد في القرآن؟ إنني أدعو المسلمين الجدد أن يقرأوا هذه الآية: {وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْرًا لَّهُمْ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ} وأن يقولوا لنا: "ما المقصود بالعذاب الأليم الذي سوف يلحق المرتدين الذين كفروا بعد إسلامهم (في الدنيا)؟" هذه الآية توضح وبشكل قاطع أنَّ للمرتد عقوبة (عذابًا أليمًا) في الدنيا قبل الآخرة؛ فإن قالوا إنَّ العذاب لا يعني القتل، على اعتبار أنَّ القتل ليس عذابًا، قلنا لهم: "اقرأوا الآية القرآنية {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ}" فكيف لا يكون القتل عذابًا؟ وإذا عرفنا أنَّ السنة النبوية هي تفصيل وتطبيق لما أوجزه القرآن؛ بحيث تكون السنة النبوية هي الجانب التطبيق للنظرية الإسلام المتمثلة بالقرآن، أفلا تكون أحاديث قتل المرتد متسقة مع هذه الآية؟ كما قد تتسق مع هذه الآية أيضًا {ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق} لاسيما إذا عرفنا أنَّ الأحاديث الواردة فيمن تحل دماؤهم هي أحاديث صحيحة لا يُمكن الطعن بها أبدًا كحديث: "لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، إلا بإحدى ثلاث: الثيّب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة" وهو حديث اتفق البخاري ومسلم على تصحيحه وتخريجه. عمومًا أكتفي بهذا القدر من المقال، ولنا عودة أخرى لمناقشة المزيد، وللغوص عميقًا في دهاليز وأخبية عقول المسلمين الجدد؛ لنعرف إلى أيِّ مدىً هم غير متسقين مع نصوصهم وتراثهم الديني، رغم حسن نواياهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق1
عبد الله خلف ( 2014 / 11 / 26 - 15:56 )
أولاً : النسخ ثابت , تابع :
- شبهة الناسخ و المنسوخ :
http://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=435
- شبهة الناسخ و المنسوخ في القرآن :
http://arrodoud.blogspot.com/2011/12/blog-post_829.html
- الناسخ و المنسوخ :
http://www.burhanukum.com/article1095.html

يتبع


2 - تعليق2
عبد الله خلف ( 2014 / 11 / 26 - 15:57 )
ثانياً : (الشريعة الإسلامية) مُعترف بها في الـ(القضاء الدولي) :
يقرر (مارسيل أ. بويسارد) في دراسة مستقلة , أن أصول (القانون الدولي الحديث) مستمدة بالأساس من (دواوين الفقه الإسلامي).
كما أن تشريع (نابليون) مُستمد من (الفقه المالكي).
كما تم الاعتراف بـ(الشريعة الإسلامية) ؛ كمصدر عالمي للتشريع و القانون في عدد من المؤتمرات الدولية العلمية منذ عام ( 1932م) منها:
1- القانون المقارن الدولي في (لاھاي) عام 1932م.
2- مؤتمر (لاھاي) المنعقد في عام 1937م.
3- مؤتمر القانون المقارن في (لاھاي) 1938م.
4- المؤتمر الدولي عام 1945م بـ(واشنطن).
5- شعبة الحقوق بالمجمع الدولي للقانون المقارن 1951م بـ(باريس).
و قد صدرت عن ھذه المؤتمرة قرارات ھامة ھي :
- اعتبار التشريع الإسلامي مصدرًا رابعًا لمقارنة الشرائع.
- الشريعة الإسلامية قائمة بذاتھا لا تمت إلى القانون الروماني أو إلى أي شريعة أخرى.
- صلاحية الفقه الإسلامي لجميع الأزمنة و الأمكنة.
- تمثيل الشريعة الإسلامية في القضاء الدولي و محكمة العدل الدولية.


3 - طلب.
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2014 / 11 / 27 - 05:02 )
لقد حفظت عن ظهر غيب تعليقاتك يا الاخ عبد الله خلف لكثرة تكراراها بنفس النمط ولم اجد له راي خاص بك في النقاش الا ما دون في الروابط وهو نوع من الايهام وتضييع الوقت لذى اقول يا اح عبد الله ائت برايك وناقش ولا تكن كمن قيل فيهم من باب السخرية:
اذا قالت حذام فصدقوها *** فنعم القول ما قالت حذام
واذا لم تستطيع النقاش فدع من يكتبون تحت الروابط المشار اليها ياتون هنا ويناقشون لتعم الفائدة لانهم غير ممنوعين. هل ستلبي طلبي كي استفيد من النقاش واحكم عقلي واستنتج من هو الاصوب؟؟.
شكرا لك.


4 - فوضي العقل الفقير 1
محمد البدري ( 2014 / 11 / 27 - 10:02 )
المدقق في نصوص العرب بعيدا عن القداسة المزعومة يكتشف مدي الاستخدام المفرط للغة بكل ما بها من كثرة الالاعيب، وسببه عجز عقولهم في القدرة علي ترتيب معاني ودلالات متماسكة فكريا من اجل دستور للحياة عندهم. ففي الناسخ والمنسوخ العوبة للافلات من خطأ تم ارتكابه. وتلقي التهمة علي الشيطان حيث يلقي في امنية واضع تشريعاتهم، -وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ - الحج 52. هكذا تم الغاء كتب بكاملها لا نعرف مصير اصحابها (اهل الكتاب) عنده؟ وفي نفس الوقت يعود ليؤكد صدقية ما انزل،-نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ- -آل عمران 3. ثم يقول - وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَٰ-;-لِكَ ۚ-;- وَمَا أُولَٰ-;-ئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ، إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ- المائدة 43.


5 - فوضي العقل الفقير 2
محمد البدري ( 2014 / 11 / 27 - 10:03 )
أما في والاحكام الشرعية أو الحدود العقابية فالنموذج الاكثر فداحة هو الطلقة الثالثة لامرأة إذا اراد زوجها استعادتها فعليه ان ياتي برجل غريب يضاجعها ويتذوق عسيلتها قبل عودتها اليه.
تلك نماذج ضئيلة مما يريد البدو العرب اخضاع العالم له. تحية للاستاذ هشام وتقدير من القلب له.


6 - حسناً , يا فهد .
عبد الله خلف ( 2014 / 11 / 27 - 14:39 )
تفضل و ناقشني , و لكن , هل ستقتنع؟... الذي أعرفه هو أن أتباع (يسوع) لا يقتنعون بأي شيء! .


7 - جواب الى الاخ عبد الله خلف!
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2014 / 11 / 27 - 15:18 )
اولا انا ادعوك ان ترد على هذه النقاط المذكورة في هذا المقال بدون استشهاد بمواقع تحمل افكار غيرك او قل لمن يكتبون هناك ان ياتوا هنا للنقاش. اما دعوتك لي لاناقشك في ماذا تريدني ان اناقشك؟؟. انا اعرف مسبقا ان لا جدوى في النقاش لانك ستحيلني على نفس المواقع للاستشهاد ومن المعلوم يا اخي من شب على شيء شاب عليه. ورحم الله المعري :
لو قال سيد غضا بعثت بملة ** من عند ربي قال بعضهم نعم.
ولعلمك انني لست من اتباع يسوع الناصري ولكن للحق والحقيقة ان اتباع يسوع الناصري هم اسيادك واسياد اسيادك ولا هم لما استطعت ان توصل صوتك الى هنا ولكنت قابعا في الخيام وراكبا للبعير وعجبي ممن لا يساوون صفرا على اليسار اصبحوا يدعون انهم سادة الامم. رحم الله امرأ عرف قدر نفسه.


8 - فهد!
عبد الله خلف ( 2014 / 11 / 27 - 23:25 )
حسناً , بما أنك لا تريد مناقشتي , فما فائدة تعليقك الأول , نحن نقول (نؤمن بالنسخ) , و وضعنا روابط ترد على (شبه النسخ) , ثم بيّنا الاعتراف الدولي بالشريعة الإسلامية .
يعني : لم نتجاوز صلب المقال .

تقول : ان (أتباع يسوع بن بانديرا) هم أسياد العالم؟!... ما هذا يا رجل؟... الغرب كفر بالمسيحية الوثنية اللاعقلية , تابع :
فتاة مسيحية تهدم الدين المسيحي وتقضى عليه‬-;- :
https://www.youtube.com/watch?v=2w0n_ZF9S8g

يعني : المسيحية لا قيمة لها في معقلها , ثم تأتي بكل العجائب , و تقول (أسياد)؟!... يا رجل , اترك تطرفك المسيحي ؛ و كن عقلانياً .


9 - وتبقى شريعة حقوق الانسان المسطرة والميزان
كنعان شماس ( 2014 / 11 / 27 - 23:29 )
تحية يا استاذ هشام ادم مقال في منتهى القوة وتحية الى قلمك الرشـــــيق ... كل هذه الحقائق الدامغــــة يعرفها عقلاء المسلمين ويخافون التصريح بها الواقع الاسلام عقيدة حربيـــــــة ولولا حماية الحكومات للاسلام لكان قد انتهى من زمان . تصور من يرفض الصوم يضعوه في الســــــــجن ومن يهرب منه يقتلوه تماما كما اي مافيـــــــا . باختصار المسطرة والميزان التي لاغش فيها هي شريعة حقوق الانسان اي شريعة تتناشــــــــــز مع هذه الشريعة عليها ان ترفع الرايـــــة البيضاء قبل ان تنتهي فوق خازوق او تحت مقصلة هذه الشريعة العادلة شريعة حقوق الانسان المسطرة والميزان الذي يعترف العالم المتمـــــــدن . في دولة اسرائيل من يطبق شرائع واخلاقيات التوراة يضعوه في السجن باعتباره خبــــــــل وخطر على الناس ومن الحكمة اخذ الدرس منهم فهم حكماء ويعرفون عواقب واهوال التناطــــح مع هذه المسطرة والميزان بحجة طرهــــــــــات الشرائع المنزلة السماوية او قلقات لغويــــــة تحيـــــــــــــــــة


10 - الأخ عبد الله خلف
هشام آدم ( 2014 / 11 / 27 - 23:34 )
أظنكَ لم تقرأ المقال أصلًا. المقال يقر بالناسخ والمنسوخ في القرآن، فلم تكن لك حاجة بإرفاد المقال بأدلة وقوع النسخ لأنَّ المقال يرد على من أنكر النسخ. ثم تقول إن الغرب المسيحي قد كفر بالمسيحية الوثنية في عقر دارها، وأراكَ تتناسى ازدياد حالات الإلحاد والتنصير في بلدكَ السعودية، أم أنك ترى بعينٍ واحدة فقط؟ وأراكَ تتكلم عن إقرار الشريعة الإسلامية كمصدر للتشريع في عدد من الدول الغربية، فمتى وأين حدث ذلك؟ لقد ناقش البرلمان البريطاني قضية تطبيق الشريعة الإسلامية عندما طالب المسلمون في بريطانيا بذلك، وتم رفض ذلك بقوة. فأين هي الشريعة الإسلامية في الغرب؟ أين تطبيق الحدود في الغرب حتى تتكلم عن إقرار القوانين الوضعية باعتماد الشريعة الإسلامية كمصدر للتشريع؟ أعتقد أنك تتكلم بما لا تعرف وتنقل دون وعي أو تمحيص .. الدول الإسلامية لا تطبق الشريعة الإسلامية ناهيكَ عن الدول الغربية العلمانية التي نالت حريتها من سلطة الدين بشق الأنفس لتأتي أنتَ اليوم وتدعي بأن الغرب أقر الشريعة الإسلامية كمصدر للتشريع؟


11 - لكل داء دواء الا الحماقه!
عامر سليم ( 2014 / 11 / 28 - 00:38 )
الى الاخ فهد
اترك عبد الله فالحماقه اعيت من يداويها وهناك مثل عراقي بنطبق على كل من يهذي ويكرر هذيانه بلا معنى يقول ( عوفه هذا ط.... ...... يسولفله ) أي ان سوالفه ليس لها قيمه!!
تحياتي الكبيره لك وللكاتب هشام


12 - مشكلة
ماجدة منصور ( 2014 / 11 / 28 - 04:10 )
المشكلة هنا...ما هي الآيات التي علينا أن نصدقها و ما هي الآيات التي علينا أن لا نصدقها!!!!0
هل نصدق الشيئ و نقيضه؟؟؟
أليس هذا الجنون بعينه؟؟؟أم يا ترى قمة العقل أن تصدق الشيئ و نقيضه في الوقت عينه!!0
احترامي


13 - ثوره المعلومات
كامل حرب ( 2014 / 11 / 28 - 06:13 )
ثوره المعلومات سوف يكون لها شأن كبير فى القضاء على الاسلام وخزعبلاته وكوارثه

اخر الافلام

.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية


.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-




.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها


.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الدكتور قطب سانو يوضح في سؤال مباشر أسباب فوضى الدعاوى في ال