الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثلاثة شعراء بضيافة بيت الشعر لمدينة بواتيه

رابحة مجيد الناشئ

2014 / 11 / 26
الادب والفن



Trois poètes sont les hôtes de la maison de la poésie de Poitiers

في اطار برنامجه لشهر اكتوبر/تشرين الأول ، استضاف بيت الشعر لمدينة بواتيه الفرنسية- ثلاثة شعراء : إيف-جاك بوين، جاك موران، كلود فيرسيه :
Yves –Jacques Bouin, Jacques Morin, Claude Vercey

ابتدأت الأمسية بقراءات شعرية للشاعر والممثل الهزلي إيف جاك بوين.ولد هذا الشاعر في عام- 1951 في مدينة ديجون الفرنسية، لكنه امضى سبعة وعشرين عاماً في باريس يعمل في مسارحها كممثل هزلي، ويعود له الفضل بإنشاء ”مشاهد تمثيلية شعرية“، وبتكوين جمعية تدافع عن الشعر تحت عنوان - جمعية صوت الكلمات :
.La voix des mots

يكتب الآن عموداً في مجلة شعرية - دَشارج - بعنوان اصوات آتية من مكاناتٍ أُخَر :
Des voix venues d’ailleurs

يدعو ايف جاك بوين الى قراءة الشعر بصوتٍ عالٍ، وفي رَدهِ على تساؤل بهذا الصدد قال : ‹‹ احبُ صوت الكلمات ورنينها ومعانيها...›› .

قرأ الشاعر العديد من قصائده، اخترنا أن نترجمَ لكم منها هذه القصيدة :

ها هُنا الغياب
L’absence est là

بوابة ضيقة
مَن يدخل في صمتٍ منذ الآن
يُلازمُ غُرف الرغبة الفارغة
الظمأ رسوله الأمين
الفضاء يتيم
ذكرى صراخ لمستَبِد
المستدعى أمامها دون اسم
ذاهباً دون ان يجتاز العتبة
راجعاً لا ينتظر استقبالاً
لا حب ولا مكافئة
لا ينتظر يداً تمتد من جديد
او تطلُّعاً يفتتحُ بهِ النهار
لا ينتظر ابتسامة ولا جسد
الكلمة لوحدها تشير اليها
وتغذي واقعها
ليسَ غير الجوع والعطش
طير تانتال بكبدٍ مُلتَهَم
يحاول النسيان
ليسَ إلا تنازلاً لشهوةٍ ساذجةٍ للخضوع
التفكيرُ فيها يستدعيها اضعافاً مُضاعفة
يوسع كتابها المثقوب
الكرسي فارغ والصحن زائد
ليسَ لهما إلا معنىً واحد
للإسراف لا شيءَ ناقص، لا سيما
الغياب.
 -;-
ثمَ جاءَ دور الشاعر جاك موران.

ان جاك موران ليسَ شاعراً فحسب، بل مؤَرخاً ورئيساً لتحرير مجلة مَعنيَّة بالشعر والشعراء ” دَشارج “ -
Décharge

بدأ جاك موران بالحديث عن الشعر المعاصر واصفاً الشعر بالمِشعَل الذي يُضيء الوجود. ثمَ تحدثَ عن قوة الشعر الذي يعيش فيهِ منذ سِن المراهقة. وتحدثَ كذلكَ عن تجربتهِ الشخصية وكيفَ كانَ للشعر في حياتهِ جانباً علاجياً أفعلَ منَ الدواء.

قرأَ الشاعر بعض القصائد من مجاميعهِ الشعرية المتعددة اخترنا ان نترجم البعض منها:

J’écris à vide

أكتبُ في فراغ
ذلكَ الذي تعود اليهِ هذهِ الكلمات
سيكون آخرَ مَن يقرأها
إذا قرأها في يومٍ ما

اسمح لنفسي أن اقولَ في هذا التَصنُّع

الرسائل تعود الواحدة بعدَ الأخرى
أُمثِلُ جميع الأدوار
ليسَ بعيداً عن الضغينة
قرون من الكراهية

يتحدث جاك موران في شعرهِ عن عالم حقيقي بما فيهِ من فرقةٍ وغيابٍ وَإقصاء وهجران وَفاقة مؤلِمَة، وحيث تكون اللامبالاة قاتلة وتكون الكلمات عاجزة :

Je ne sais plus trop quoi -dir-e

لا أعرف ما يجب قوله
مُحبطاً، بمفترقِ طرقٍ مَسدودة
ضعيف إرادة اكثر من اي وقت
في نهاية الشفاه تذوي الكلمات
نجوم معتمة
لا شيءَ يأتي لِصدع الحدود
وَإزالة المسافات
أجنبيٌ وَكارهٌ للأجانب
أحدهما مقابل الآخر

على حافة الشفاه تَتصوبَن الكلمات
لا يخرج شيئاً غير ضوضاء مخنوقة

نصوص الشاعر قصيرة، وبعضها ليسَ أكثر من سطرين أو ثلاثة.

يطرح الشاعر في قصائده أحداث الساعة، كإغلاق مصنع، صراخ في مدينة حمص، موت رجل بدونَ مأوى، امرأة في حقيبة البرقع...وليسَ من المستغرب ان نجد تكراراً للنسيان وفقدان القدرة على الكلام في الكثير من نصوصهِ الشعرية :

Au bout du labyrinthe

في نهاية متاهة
الطريق المسدود
في نهاية النفق
الهاوية

لا خروج منها
لا من إشارة
ولا من رقم

هل يوجد رمز للصمت ؟
كيفَ السبيل لترجمة صفحة بيضاء
بل فارغة
بكل اللغات

وأخيراً جاءَ دور الشاعر والناقد والممثل المسرحي كلود فيرسيه .وهو من مواليد سنة 1943 في مدينة ديجون الفرنسية. له ديوان شعر مشهور بعنوان – أدراجي:
.Mes escaliers

في هذا الديوان يصف الشاعر الاستخدام الرشيد للدرج ويمدح فضائله، وكيف يرتقيه الإنسان وماذا يرى حين ينظر الى الأسفل وهوَ في أعلى الدرج....كل ذلكَ باسلوب فكاهي جميل. اخترنا مقطعاً من هذه القصيدة :

À-;- différents degrés

بدرجات متفاوتة
تكون الأدراج ميزان عادِل
كل واحد بقدمهِ يصعد
وَبيَدِهِ يتقدَم
لكُلٍ حسب وَسائله
والذي يعلو
على اقتناع بأنه عن قريب
سنراهُ هابطاً
الى مستوى شائع
مستعيداً مكانه فوق الرصيف
على بعد خطوة من المجاري
حاذقٌ في الأحاديث
لا حاجة لاستخدام أصابعه
مُتَخوفاً من صعود الدرج
خَشية من العودة .

يستخدِم هذا الشاعر اسلوب الفكاهة في التحدث عن الانشغالات الاجتماعية، فهوَ يُظهِر بأنَ الماسِكينَ بأعلى السلَّم، لا يرغبونَ في أن ينضَّم اليهم أولئكَ الذينَ لا يمكنهم صعود الدرجات ، أو الذينَ لم تتح لهم الفرصة لصعودها. وينتهي الكتاب بسردٍ واقعي وَحالم في نفس الوقت، يصف فيه الشاعر أحد المحبين الذي كان عليهِ التغلب على عقبات أحد السلالم وَمن ثمَ اجتياز بوابة ضيقة من اجل الالتحاق بحبيبتهِ ” آن “.

كانت الامسية ممتعة وتفاعل معها الجمهور بحرارة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع