الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا الزمان؟

مفيد بدر عبدالله

2014 / 11 / 29
الادب والفن



منذ ما يقارب العامين ونيف وأنا أكتب موضوعات في صحف متعددة ومتنوعة، الاشهر الستة الاولى كانت كافية لمنحي ثقة كبيرة بقدرات قلمي، لكني ما أن فكرت في النشر على صحيفة الزمان، التي طالما منيت نفسي أن أكون أحد كتابها، عادة المخاوف تلازمني من جديد وبقوة وكأني اكتب للمرة الاولى، قلمي عاجز عن قول اي شيء ويستجدي من لغة الضاد الحروف شعور غريب ، بحثت كثيرا بداخلي عن سبب هذه الرهبة، وجدت أن مخاوفي لربما منطقية جدا ولم تأت من فراغ، فصحيفة بهذا الثقل والانتشار لابد أن تكون لها مهابة تتناسب وحجمهما، والمهابة الكبرى تتأتى من قراءها، فأكثرهم ينتمون لجيل مثقف وذواق يعرف معنى الكلمة ويقدس المفردة الجميلة ، كثير منهم سبعيني المزاج والذوق، هذا الجيل الذي أكن له جل الاحترام والهيبة، له صورة راسخة في مخيلتي بالأسود والابيض، مرتبطة بموضة (الزلف والجارلس)، السائدة آنذاك، جيل ترك لنا ارثا ثقافيا كبيرا، ولا يختلف أثنان بانه جيلا تسلق سلم الابداع بخطى واثقة، جيل لا يعرف رياءً ولا كذباً بالقدر الذي صرنا نعرف، ذواق، له آذان اطربها صوت أم كلثوم وعبدالحليم، وآخرون من الرائعين الملتزمين، يعشقون الجمال والحياة، يتأملون الصباح وهم ينصتون لصوت زقزقة العصافير الممتزجة بصوت فيروز العذب، جيل أقل ما يوصف بانه "بجيل المحترمين"، عاصروا عمالقة الادب وأسسوا لنهضة فكرية، حتى عجزت عن حمل ما كتبوا رفوف المكتبات، حين أكتب للزمان ينتابني أحساس بأني أخاطب هؤلاء، لذا أجد نفسي مضطرا لانتقاء كل ما هو جميل، من العبارات أروعها و من الصور أحلاها، وحين أعجز يوما عن هذا، يقينا سأبحث عن مكان أخر غير "صحيفة الزمان" .
تطل علينا صباح كل يوم مثل شمس دافئة تنشر خيوطها الذهبية القادرة على إنارة الطرق الموحشة، أشعتها قادرة على النفاذ للعقول، فتزيدها معرفة وعلما، قوية لا تأبه بقول القائلين، ولا غيرة الحاسدين والفاشلين، فاستحقت أن تكون منبرا للأغلبية الصامتة، وتحكي قضايا الناس. وتحاكي العقول الناضجة، وحين أتصفحها، القي بكل أعبائي وهمومي جانبا، وأوجه كل حواسي نحو ما أنثرت، واشعرت، وأبدعت الانامل، متعة الكلمات وروعة المعان، وما يضفي لجمالها جمالا روعة التصميم، ينم عن ذوق رفيع ومواكبة للتطورات التقنية حتى ضاهت كبريات الصحف العالمية. أحببتها واحبتني، وصرت أحملها معي عند كل منتأى، وأتأملها بروعة ما تخط أنامل عبدالمجيد، عبدالسلام من افتتاحيات، وما يصمم كمال مصطفى ورفاقه الاخرين، وما تجيده قريحة كتابها الكبار.
كان محق ودقيق صديقي مصطفى، الموزع الرئيسي للصحف في محافظة البصرة حين قال لي يوما: "ما دمت تكتب في صحيفة الزمان لا تكترث لأي صفحة ينشر فيها منتوجك، فالصحيفة رصينة ومن الصحف المقروءة من صفحتها الاولى حتى الاخيرة"، واليوم أكدت لي الايام بأنه لم يقل الا الحقيقة، فعلى الرغم من كثر عدد صفحاتها الا أني لا أمل قراءتها لا أنا ولا أصدقائي المقربين، وما كان هذا ليكون لولا أن لها تأثير قوي في الحياة السياسية والاجتماعية، كما أن لها القدرة على التناغم مع ميول ورغبات شريحة واسعة من القراء، وما يزيدها قوة تحرر كتابها من سطوة الادارة التي تنتهجها بعض الادارات، فبعض الصحف وللأسف الشديدة تبدو واضحة سطوة ادارتها وتمولها، حتى أنها تنغلق على كتاب اللون الواحد، ولا تستند الى قراءة دقيقة للظروف الموضوعية، وهذ يثير عدة تساؤلات في مخيلة القراء، ويبدد كثير من ثقتهم فيها، و يصيبه بصدمة اليأس والخذلان، فانفتاح الزمان على عدد كبير من الكتاب بمعيار الكفاءة فحسب حالة صحية، فهم على اختلاف توجهاتهم وأهوائهم قادرين على أثراء الافكار واضافة أشياء جديدة، ومن خلال تجربتي معها وجدت انها تؤمن بالرأي والرأي الاخر، لذا أستطيع القول :" ما أكتبه لها أكون واثقا من نشره فيها ما دام يتوافق مع المعايير المهنية والاخلاقية بغض النظر عن اتجاهه الفكري، حتى لو تقاطع ما فيه مع رؤى رؤساء تحريرها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع