الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هذا ليس من الإسلام ! (1)

زاغروس آمدي
(Zagros Amedie)

2015 / 1 / 14
الارهاب, الحرب والسلام


منذ أن بدأت الموجة الإسلامية بالظهور بقوة، بما فيها طبعاً الفرق والجماعات الأصولية، بتنا نسمع كثيرا من فضلاء الشيوخ وأكابرهم ورجال الدين والفقهاء والمفتين والكثير من الدارسين العلمانيين للإسلام، وقادة بعض الدول العظمى والصغرى كالسيد باراك حسين أوباما، الذي وصف أعمال داعش بالوحشية والبربرية واللإنسانية.والسيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا الذي وصف السلوك الداعشي بالإيديولوجية السامة.
الآن دعونا نسمع أوباما ماذا يقول عن داعش: "إن داعش ليست "إسلامية" ويتابع فيقول:
" فإن هؤلاء الإرهابيين يمارسون قسوة ليس لها نظير. فهم يعدمون الأسرى لديهم وهم يفتكون بالأطفال. وهم يستعبدون ويغتصبون النساء، ويجبرونهن على الزواج، كما أنهم هدّدوا أقلية دينية بالإبادة. وفي أعمالهم الوحشية قضوا على صحفييْن أميركييْن: جيم فولي وستيفن سوتلوف."
يبدو أن السيد أوباما لم يقرأ القرآن مع أنه مترجم وبوضوح تام الى معظم لغات العالم الحية. ففي سورة التوبة وردت هذه الآية (والتي تكررت حرفياً في سورة التحريم وهذا التكرار في القرآن شيء عادي، لأنه نزل منجماً أي متفرقاً على مدار 23 سنة، فلابد من ورود التكرار):
"يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ۚ-;- وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ-;- وَبِئْسَ الْمَصِيرُ"
جاء في معاجم اللغة العربية: غَلُظَ الرَّجُلُ : كَانَ فَظّاً شَدِيداً ذَا قَسَاوَةٍ وَغِلْظَةٍ،غَلْظة : قساوة وشِدّة، والشراسة والقسوة من مردفات الغلظة. إذن فإن السيد أوباوا غير دقيق في وصفه بداعش بأنها ليست إسلامية بسبب قسوة أعضاء هذه الجماعة أو الدولة التي لم يعترف بها أحد.
ومن القسوة إلى إعدام الأسرى. لنقرأ الآية التالية وقد نزلت بأسرى بدر من القرشيين:
"فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّىٰ-;- إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّىٰ-;- تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا"
يقول القرطبي في تفسيره لهذه الآية:
وقال : " فضرب الرقاب " ولم يقل فاقتلوهم -;- لأن في العبارة بضرب الرقاب من الغلظة والشدة ما ليس في لفظ القتل , لما فيه من تصوير القتل بأشنع صوره , وهو حز العنق وإطارة العضو الذي هو رأس البدن وعلوه وأوجه أعضائه .حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ أي أكثرتم القتل، فَشُدُّوا الْوَثَاقَ أي إذا أسرتموهم".
إذن الإكثار في القتل مفضل على الأسر، ويبدو أن الدواعش المتعطشين للدم لم يشبعوا بعد من القتل حتى يلجؤوا إلى الأسر.ثم أنهم حذوا حُذوَ رسولهم عندما ضرب رقاب بعض الأسرى من الكفار، كان من بينهم عدوه اللدود الرحالة والمطلع النضر بن الحارث بن كلدة الذي كان يصف قرأن محمد بأساطير الأولين. ويذكر الباحث أحمد القاضي أن هذا الرجل النضر بن الحارث بن كلدة كان مثقف عصره في قريش طاف بلاد الروم والفرس ونجران وتعلم علومها وعرف اساطيرها وقصصها وتاريخها..يقول ابن هشام في سيرته انه قد قدم الحيرة ، وتعلم بها أحاديث ملوك الفرس ، وأحاديث رستم واسبنديار، ويقول المستشرق البريطاني الكبير ديفيد صمويل مرجليوث في كتابه: محمد ونهوض الاسلام انه أي ابن الحارث اشترى كتب اليونان والفرس وعرب الحيرة واطلع عليها.
نعود ألى أبناء العم سام ورئيسهم الحالي الذي يصف الدواعش بأنهم من غير المسلمين لأنهم يقتلون الأطفال، ولكنه أي الرئيس الأمريكي لم يقرأ حديث نبي الإسلام بأن قتل الأطفال أثناء الغزو مباح "لأنهم منهم" أي لأنهم أبناء الكفار.
ثم يصف اوباما الدواعش بأنهم يستعبدون ويغتصبون النساء، ويجبرونهن على الزواج. أقول للسيد أوباما بأن لايظهر نفسه بهذه السذاجة، وليستشر خبيرا بالإسلام على الأقل قبل أن يتحدث عن الإسلام، فرسول العرب محمد بن عبدالله جعل استعباد الرجال والنساء والأطفال وأغتصاب النساء المسبيات ركنا أساسياً من أركان الجهاد، عدا عن كون هذا العمل المهين عادة من عادات العرب ما قبل الإسلام والكثير من الأقوام الأخرى، فقد عزز "الصادق الأمين" هذه العادات السيئة بآيات بينات من رب العرش المكين المهيمن والمنتقم الله جلّ وعلا، بل وأفرد العزيز الرحيم سورة الأنفال لتنظيم شؤون الغنائم، ومن الآيات التي شرعنت ما يجهله أوباما من نهب وسلب وسبي وإستعباد هاتين الآيتين:
"وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ"، "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ". وملكات اليمين هن النساء اللواتي تم الإستيلاء عليهن باليمين أي باليد اليمنى الحاملة للسيف.
إذن ما يفعله الدواعش ليس جديداً وإنما هم ينتهجون نهج رسولهم الكريم فيما يخص قواعد الغزو الإسلامي المحمدي.

يتابع السيد أوباما حديثة عن لا إسلامية داعش بسبب تهديدهم لأقلية دينية بالإبادة ، وربما يقصد اليزيديين. وكأن هذا جديد على الإسلام، فتاريخ الإسلام من زمن محمد وإلى الآن مفعم بمثل هذه التهديات بل وأحياناً إبادة قبائل كاملة من الأقليات الدينية كما حدث مع قبيلة قريظة اليهودية، حين أشرف يتيم قريش بنفسه على ضرب رقاب كل رجال هذه القبيلة وكانوا 700 مائة رجل كما ذكرت أغلب المصادر الإسلامية، وأسترقق نساءها وأطفالها ووزعهم على أصحابه، حتى يذكر أن أصجابه رفضوا العجائز، فجاء عثمان بن عفان وقبل بالعجائز أن تكنّ من حصته، لعلمه ما تخفي العجائز من مال وذهب.

ويتحدث اليزيديين عن عشرات حملات الإبادة التي تعرضوا لها من قبل القادة والخلفاء المسلمين، كما أن تهديد وقتل أقباط مصر بالقتل والإبادة كان على قدم وساق في فترات كثيرة من التاريخ وإلى الآن.

أما بخصوص جز الرؤوس الآدمية في التاريخ الإسلامي فحدث ولا حرج، فقد بدأ به نبي الإسلام وصار سنة للخلفاء وللمسلمين، ويصف الشيخ القرضاوي إغتيال محمد "المصطفي على خلق الله أجمعين" للشعراء والشخصيات المؤثرة من اليهود والكفار، في كتابه "المجتمع المسلم الذي ننشده" ذلك بقوله: "والمحاربة باللسان في باب الدين ، قد تكون أنكى من المحاربة باليد ، ولذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يقتل من كان يحاربه باللسان".
في الجزء 2 سأكتب حول الإيدولوجية السامة لداعش كما سماها كاميرون، وهل فعلا أمثال أوباما وكاميرون لايعرفون حقيقة الإسلام، أم يعروفون ولكن يتجاهلون لمأرب غامضة؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2015 / 1 / 14 - 00:28 )
براءة (القرآن - الإسلام) من الإرهاب :
• الرد على شبهة آيات القتال في القرآن :
http://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=48678
• براءة سورة التوبة من تهمة السيف – الجزء الأول:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=396687
• براءة سورة التوبة من تهمة السيف – الجزء الثاني:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=397188
• براءة سورة التوبة من تهمة السيف – الجزء الثالث:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=401287
• الرد على مقال الارهاب الاسلامي :
http://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=25956


2 - نعم هذا ليس من الاسلام !
اّيار ( 2015 / 1 / 14 - 11:43 )
والمقصود به ايها الاستاذ الكاتب زاغروس اّميدي هو الاسلام المّكي وليس الاسلام المديني ..

اخر الافلام

.. استشهاد فلسطينيين اثنين برصاص الاحتلال غرب جنين بالضفة الغرب


.. إدارة جامعة جورج واشنطن الأمريكية تهدد بفض الاعتصام المؤيد ل




.. صحيفة تلغراف: الهجوم على رفح سيضغط على حماس لكنه لن يقضي علي


.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية




.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس