الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في أن الإرهاب ابن شرعي للإسلام

خلف علي الخلف

2015 / 1 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كما يحدث مع كل عمل إرهابي يقوم به مسلمون حول العالم، أثار العمل الإرهابي ضد صحيفة شارلي إيبدو الساخرة في فرنسا، موجات جدلٍ إرتدادية في أوساط المسلمين أنفسهم، والموجة التي تسبق الجميع عادة هي الموجة التي يركبها تلاميذ "المحقق كونان"، الذين يكتشفون دون عناء يذكر، أن هذا فعل مخابرات محترفة. وحسب تشابكات كل عمل إرهابي يتم اختيار المخابرات التي تنسب له، وعلى رأسها بالطبع السي أي إيه والموساد. وهؤلاء لديهم قاعدة أزلية "نحن لا نقوم بالشر، الشر صناعة الآخرين وهم المستفيدون منه".

وتنتشر موجة أخرى تذكِّر بمذابح المسيحية في العصور المظلمة، ومحاكم التفتيش، والحربين العالميتين الأولى والثانية، وحرب الهوتو والتوتسي، التي لم يقم بها مسلمون بالطبع. ويرفع "المذكِّرون" الشعار التي رفعته السعودية عقب أحداث 11 سبتمبر، "الإرهاب لا دين له" وعليه فلا يجب التركيز على دين الإرهابيين، أو حتى الإشارة له، هم إرهابيون فقط بغض النظر عن دينهم.

وهؤلاء يتجاهلون بروية وهدوء وراحة ضمير، أن هدف العمل الإرهابي الإسلامي، التقرب إلى الله عبر طاعته وتنفيذ أوامره ، ويفقد دلالته ومغزاه عندما تنزع صفة "الإسلامي" لأن مسبباته قادمة من النص الإسلامي ذاته.

الموجة الثالثة التي تواكب تغطية الحدث الإرهابي، هم دعاة الإسلام الـ "كول"، الذين يرفعون شعاراً محبباً لهم، "هؤلاء لا يمثلون الإسلام"، ويجادلون في أن الإسلام دين تسامح وسلام وإخاء، ولا ينقصهم آيات وأحاديث تبرهن على إسلامهم المتسامح والمهادن. الآيات التي كتبت عندما كان الإسلام ضعيفاً ومضطراً لمهادنة محيطه. لكنهم يتجاهلون عن عمدٍ أنه انقلب عليها و"نسخها" عندما دالت دولته في "يثرب" وأصبح لديه أتباع ومقاتلون يغزون ويسبون القوافل ويقتلون الأسرى.

هؤلاء يغرقون في شبر جدل، مع الإسلام الفصيح والآيات البينات، التي تحض على قتال العدو وقتله، وشحطه ومحقه وسحله وتقطيع أوصاله. وعدو المسلمين الواضح بالإضافة للشيطان هم الكفار، الذين يجب مجاهدتهم بالسيف حتى يدخلوا في الإسلام أو يعطوا الجزية وهم صاغرون.

الموجة الرابعة، هي موجة علماء النفس والإجتماع، الذين لديهم خارطة واضحة لسلوك الشعوب والأمم والجماعات وردات فعلها تجاه المحن، ويستعرضون عادة "بعمق" جرائم البشرية بحق المسلمين منذ عهد ثمود وحتى عهد النملة التي قتلتها قوات التحالف في حربها على "الدولة الإسلامية"، ولابد من محطة لهؤلاء عند أمريكا وربيبتها إسرائيل المسؤولتان مسؤولية مباشرة وعميقة عن تحويل المسلمين إلى خزان لا ينضب للإرهاب.

وهؤلاء يبررون العمل الإرهابي، ويؤيدونه ضمناً، لكنهم ولأسباب متداخلة وشخصية أحياناً تتعلق بمكان عملهم، لا يجاهرون بدعمهم لهذا الإرهاب بوضوح، ويرفعون شعار لتتذوق فرنسا أو أمريكا أو أي دولة أخرى جزاء ما اقترفته. ويشتمون كل من يتعاطف مع ضحايا الإرهاب، تحت شعار "أين كان العالم عندما كنا نذبح" وتنويعاته المختلفة. وهؤلاء لايجيبون لماذا لم تعتمد أمم كثيرة الإرهاب كوسيلة تعويض عن الأزمة "النفسية" الجماعية التي رزحت تحتها في فترة من الفترات، بسبب تعرضها للظلم أوالقتل أوالحروب والاستعمار من الغرب أو الشرق أو الوسط.

الموجة الخامسة هي الموجة الفصيحة. موجة القابضين على دينهم كجمرة من نار، الذين أخبر عنهم الرسول محمد ومدحهم، وجعل مثواهم االأخير الجنة، بغض النظر عن مكان عيشهم في الدنيا؛ هؤلاء يكبّرون لأي عمل إرهابي ضد "الكفار" ويهلِّلون له ويحتفلون به ويوزعون الحلوى تحت شعار "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ..."، لايجاملون ولا يتحدثون عن التسامح والإخاء، بل عن القصاص العادل وتطبيق شرع الله والجهاد لإعلاء كلمته. ولا يزعجهم القول أن الإسلام دين إرهاب بنصه، فهم لديهم أدلة مسندة لايرقى إليها الشك من القرآن والأحاديث القدسية والصحيحة، يبارك فيها الله "الإسلامي" هذا العمل ويحض عليه، بل إنه وعد عباده "الإرهابيين" بجنة وسعها السموات والأرض وجواري وغلمان وحور عين وأنهار من الخمر.

أدلة هؤلاء من داخل النص. بينما دعاة الإسلام "الكول" والموجات الأخرى يفتشون في حواشي وسياقات خارج النص. ولهذا عندما قام بن لادن عبر أتباعه بـ"غزوة مانهاتن" لم يجرؤ "فقيه" إسلامي "مستقل" على إخراجه من ملة الإسلام، بل أقصى ما ذهبوا إليه أنه أخطأ وله أجر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحيه طيبه
احمد ( 2015 / 1 / 15 - 12:26 )
شكرا عزيزي الكاتب
مقال جميل


2 - مقال واقعى
مجدي محمدى ( 2015 / 1 / 15 - 14:30 )
مقال واقعى


3 - تعليق
عبد الله خلف ( 2015 / 1 / 15 - 16:17 )
تم التعليق في خانة الفيس بوك , و السبب : سعة مساحة الكتابة .


4 - الطرف الاخر المستفز بدعوى حرية التعبير؟
عبد الله اغونان ( 2015 / 1 / 15 - 18:28 )

السخرية الفجة والاستهزاء بالمقدسات واهانة الرموز الدينية

أليس لها في نظرك اعتبار؟

مشكلة حرية التعبير غامضة وتكيل بمكيالين

شارلي ايبدو سبق أن عزمت على انتقاد اليهود ثم اعتذرت

سبق أنرفعت دعوى ضد شارل ايبدو لكن حرية السخرية والاهانة فوق كل اعتبار


5 - شعار القرن.
احمد حسن البغدادي ( 2015 / 1 / 16 - 02:10 )
ان شعار القرن الحادي والعشرين هو:

كلما قالو لي مسلماً تلمست مسدسي.

هذا الشعار قاله هتلر، حين قال:
كلما قالوا لي مثقفاً تلمست مسدسي،

لكنه شعار صحيح حين نستخدمه مع المسلمين.

فان اشرف المسلمين، هو ذلك المنافق الذي يبرر الاٍرهاب بحق غير المسلمين،

لذلك، لايمكن ان تكون مسلماً، بغير ان تكون ارهابي أصلاً،

فالاسلام والارهاب، وجهان لعملة واحدة.

تحياتي....


6 - شعار القرن.
احمد حسن البغدادي ( 2015 / 1 / 16 - 02:10 )
ان شعار القرن الحادي والعشرين هو:

كلما قالو لي مسلماً تلمست مسدسي.

هذا الشعار قاله هتلر، حين قال:
كلما قالوا لي مثقفاً تلمست مسدسي،

لكنه شعار صحيح حين نستخدمه مع المسلمين.

فان اشرف المسلمين، هو ذلك المنافق الذي يبرر الاٍرهاب بحق غير المسلمين،

لذلك، لايمكن ان تكون مسلماً، بغير ان تكون ارهابي أصلاً،

فالاسلام والارهاب، وجهان لعملة واحدة.

تحياتي....

اخر الافلام

.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية


.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-




.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها


.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الدكتور قطب سانو يوضح في سؤال مباشر أسباب فوضى الدعاوى في ال