الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصعود اللامتناهي في شعر عباس ريسان ( دهشة العطور ) وخطوات نحو الجمال

احسان العسكري

2015 / 2 / 7
الادب والفن


الصعود اللامتناهي في شعر عباس ريسان
( دهشة العطور ) وخطوات نحو الجمال


"أتوضأُ بما تبقى، من رذاذِ مشيتكِ
أحاورُ النسماتِ .
النسمات التي اغترفتْ
من وجنتيكِ،
لذة الجواب
أقولُ : متى يغتالُكِ الحنينُ؟
لمَ لا تطلقينَ سراحَ الأمنيات
وتشرقين ؟ "
*حين يصلي شاعر ما ستكون سجدته طويلة بقصر حلمه على مصائب الحياة المريضة الجاحدة . الا ان شاعرنا هنا يصلي صلاته مستبدلاً قنوته المؤقت بسؤال لها عسى ان تجيبه بإطلاق سراح ما يتمناه بتصرف فهو ربيب الحنين الفراتي الذي لم يجده حين ازف زمن التشفي بعبرة الآسرين . وتبقى للجواب لذة معقدة لا يحل معضلتها الا سؤاله الأخير وهذه المرة بلا نطق ان بصمة توضع على خد الحبيبة الغائبة التي لم يلقَ منها الا نسمات امتزجت بعبق الذكرى وقليل من رائحة الفراق وكثير من الألم وهو يراقب رذاذ مسير تلك الذكرى التي ما انفكت تسابق الم فراقه المستضيء بالتشفي.
ان الشاعر عباس ريسان ابن بيئته تلك البيئة الحنونة فهو يتنفس الناصرية بشهيقه ويخرج سوق الشيوخ بزفيره ويعاود استنشاقه ويتصبب عطشا لأماني الرحيل عن شيء يشبه الوطن لكن الوجهة لم تتضح لخطى قلبه المثقل بالوجع ويبقى الجواب الازلي مبهما للشاعر ولسواه , من انا ؟
" هكذا اشعرُ ، بنشوة ٍ ،
كلما سمعتُ عطرَ امرأة ٍ،
يمرُّ من امامي،
ياما لجمتُ النبضَ،
وروضتُ الرموشَ،
ونتفتُ ريشَ لهفتي،
يا انتِ كيف استجابتْ لكِ الغيومُ ؟
كيف ارتميتِ على صفحاتِ قلبي ؟
كيف؟ "
*وتعود التساؤلات في نص عباس ريسان من جديد بعد ان راى ان قلبه تعلق بشيء جميل ربما لم يعلم ما هو بعد او عرفه فاستشاط غضباً على ماضٍ لم تكن فيه فكانت الغيوم ملقى دعاءه المستجاب وهو يتوجه الى السماء مروضا رمشيه بقليل من النبض ولكن تحت سيطرته فهو فارس التألق في سما الحياة فحين يمر امامه طيف لاهب لايجد نفسه الا ماطراً القا وسعادة لايدركها غيره في وطن الحزن العذري فنشوته حال (سماع) عطر امرأة اقوى من حاسة الشم عند غير الشعراء فهم وحدهم يسمعون دبيب النبض في صدور غيرهم ,
ان الشاعر عباس ريسان في قصيدته هذه اوجد فضاءا خصباً رحباً خاصا به نقل اليه بتصرف وتجرد روح العاشق وانتقالات المتالم فتراه متأرجحاً بين نجوى الابتسام وتألم الغياب لكن حضور الحبيبة اجبره على القول :
" سأرتـّل ُ على شفتيكِ
سورة الوردِ
علّكِ تشعرينَ بإيماني
وتُصلّينَ شمتينِ قربة ً
لما هو آت "
*انا اعذر هذا الشاعر على هذه التراتيل الحزينة فهو المؤمن المغيب والامام الهامشي تركوه وانصرفوا لانهم لا يجيدون لغة الورد وهو بانشغاله بعشقه السرمدي لم يملك الوقت ليشتغل ترجماناً في محيط اصم لايجيد الا لغة التمجيد ولايفعل الا التهديد ولا يؤمن الا بالوعيد
قربانا كان جحوده لهم لأنه آمن بمستقبله مع ما اكتشف من انتقالة وشيكة نحو بر الايمان وتركهم في امانهم المزعوم وانصرف وهو (يدوزن ماتبقى) له من حكاية مع الشوق عازفا :
" قدري أن أتلظى
بين الصرخةِ والصمتِ
واكونُ كقبرٍ
يتآكلُ من كلّ رحيل "
*وقدرنا الجميل ايها الشاعر المبدع ان تغرسنا في متاهات حزنك وتمضي لنزاول الحيرة في ما كنت تشعر به مع تقديرنا البائن لمكانتك في نفس الهوى السومري ايها السومري بامتياز . عباس ريسان شاعر صاعد الى اللانهاية فهو يتقدم بخطى راسخة وثابتة نحو قدره الجميل الذي ربما لم يكتفِ للآن من شرف معاودة التخلي عنه ولا هو منتهٍ اليه والحلم يتبعه كطائرٍ خرج للتو من قفصه حين اعلان المشيب التسلل لحريته








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع