الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وين أهل الرَحم واليرحم المسكينْ!!

سامي الحجاج

2015 / 2 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


كثيراً ما تتردد على مسامعنا هذه العبارة، في المساجد والمستشفيات ومحطات تعبئة الوقود والأسواق والمحلات وفي تقاطعات الطرق!! في كل مكان تقريباً،ولا تقتصر على شريحة معينة في المجتمع ألا ما رحم ربي من الوجهاء وأصحاب النفوذ والأموال والمقربين من السماسرة أصحاب اليد الطولى في تهيئة وتسهيل وتنفيذ كل ما يحتاجه المرء في حياته اليومية،الأغلبية الغالبة تجده في كل أو جزء من مجالات الحياة يستجدي الأنسانية والعطف والرحمة!! هذه العبارة أو هذا النداء الأنساني أنما يدل على خواءٌ مفجع يعيشه مجتمعنا وإلى ما آلت إليه الأمور من التدهور والخسة والدناءة وسوء أدارة الدولة.هنا أدلي بأعتراف خاص قد يرضي البعض و قد يغضب الأخر هو-;-انني عشت في فنلندا أكثر من عقد ونصف من الزمن ولم أسمع صدى لهذه العبارة....ولم أرى أثر لهذه الظاهرة.!!
هنا الأنسانية أستطاعت التخلص من مأساويةَ العنف ومن تأزمها التاريخي والأجتماعي والأقتصادي والسياسي وبسطت رحمتها على الجميع،فأصبحت كالشمس المشرقة تبعث النور والدفء والحنان لكل من تحتها بلا أسثناء،وليس ثمة حاجة لأستجداء أمر ما...
السؤال المهم الذي يطرح نفسه هنا هو: لماذا؟؟؟
هل الفنلندين يعيشون في كوكب المريخ ونحن نعيش في كوكب البطيخ!؟
هل هؤلاء بشر من نوع خاص ونحن من نوع أخر ..؟
هل هم عباقرة ونحن أغبياء؟
هل هم متحضرون ونحن متوحشون ؟
هل هم ملائكة ونحن شياطين ؟
هل هم طيبون ونحن خبيثون ؟
هل هم متسامحون ونحن متعصبون ؟
هل هم محبون ونحن حاقدون ؟
أم ماذا ؟
كل الأسئلة مشروعة لمن يتوخى ويتجرأ للوصول إلى الحقيقة!!
كما ان الحقيقة التي لا ينبغي تجاهلها هم أكثر تحضراً ،وحين يتحرر الأنسان من أغلال العبودية والجهل والتخلف سيكون أكثر عبقرية وأكثر طيبة وأقرب للملائكة من الشياطين وأكثر تسامحاً ومحبة،، ولكن كل الحقيقة لا تكمن بهذا.!!
كنت ذات مرة واقفاَ في الطابور أنتظر دوري في مختبر التحليلات المرضية لأجراء بعض الفحوصات الطبية ولفت أنتباهي من يقف بعدي في الطابور هي أحدى الطبيبات التي تعمل في نفس المشفى وتقع غرفتها بجوار المختبر...ليس في الأمر غرابة،وعلى الرغم ان الطب مهنة أنسانية نبيلةٌ وان الكوادر الطبية هنا يمثلون النموذج الأفضل في تطبيق القانون، مع ذلك وضعو تحت الرقابة الدقيقة من قبل الدولة وأجهزتها المختصة،والدولة تسهر وتعمل بكل جد وأمانة واخلاص لأداء و تنفيذ القوانين والأجراءات الطبية وتتولى الشرطة الأشراف المباشر عليهم من خلال أجهزة التسجيل ومتابعة المعلومات في حواسيبهم ولا تقتصر مهمة الشرطة على هذا بل تتعداه الى أبعد من ذلك...
كل ما تقرره الدولة وما قررته يُنفذ والأهم من ذلك ان الدولة تراقب الأداء وأليات تنفيذه،ومن لا ينفذ القوانين سيُكتشف بسهولة ويسر وسَيقع تحت طائلة الحساب وسيعرض نفسه لخسائر فادحة لا تُعوض.
كل هذه الحقائق ينبغي أن تؤخذ في نظرالأعتبار للمتنفذين في الدولة حتى لو كانت مجرد رؤية أو أمنية لمن ليس له باع مع الأختصاصيين
يُذكر ان صحفي أجنبي جاء إلى قرية فصادف قروياً، وكان هذا القروي كلما سأله الصحفي يجيب بأجوبة سليمة ومتينة، عن كلّ سؤال يطرحه عليه، بعد ذلك قال: من أين علمت كلّ هذا؟ فقال: (بما أنّنا لم ندرس فأخذنا نفكّر)، هذا الكلام مليء بالمعاني: أن من يتعلّم ينقل علمه، ولكني أفكّر والفكر أفضل من التعلّم بكثير في أغلب الأحيان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات الطلبة في فرنسا ضد حرب غزة: هل تتسع رقعتها؟| المسائ


.. الرصيف البحري الأميركي المؤقت في غزة.. هل يغير من الواقع الإ




.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحكم في مستقبل الفورمولا؟ | #سك


.. خلافات صينية أميركية في ملفات عديدة وشائكة.. واتفاق على استم




.. جهود مكثفة لتجنب معركة رفح والتوصل لاتفاق هدنة وتبادل.. فهل