الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تموز ومعظلة قدوم العسكر للسلطة (2-5) دفاعاً عن تموز

عقيل الناصري

2015 / 3 / 9
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات



- الدور التاريخي لأخصائي العنف المادي:
إن التباين في وجهات النظر نحو الظواهر، وبخاصة الاجتماعية وبالاخص الجذرية منها تحديداً، اي تلك ذات البعد التغييري العميق، مسألة طبيعية، طالما أن الفرد يعبر في موقفه من الظواهر عن مضمون قدرتها في تحقيق مصالحه ( المادية والمعنوية) الانية أو/و المستقبلية والتي تعبر بدورها عن نظرته الفلسفية العامة للحياة برمتها. كذلك أن تحليل الظواهر يجب ان لا يقترن في النقل الحرفي والتطبيق الآلي لتجارب الآخرين دون تغيير شكلها ومضمونها حسب الظرف الحسي للبلد، لأنه ما يفيد في زمان لا يفيد في زمان آخر طالما ان الامم تختلف في خصائصها من بلد لآخر، كما تختلف المراحل في البلد الواحد من مرحلة لآخرى.. وهذا يمثل موقفا ثابتاً عند المقارنة والتحليل.
توضح لنا تاريخية السلطة والحكم في منطقة الشرق الأوسط بإسرها، باعتبارها المنطلق للحضارات الاولى، التي عنى بها علم التاريخ ، تلك العلاقة الجدلية المتبادلة بين رجل الدولة المستند على الحق الإلهي ، والماهية الأرأسية لدور مؤسسة قوى العنف المنظم على تعددية مسمياتها وعلى وفق الظرف التاريخي الذي مر به اي بلد من بلدان المنطقة. أي ان هذه المؤسسة لعبت دورا كبيرا في التاثير على قرارات الملك بخاصة عندما تتوسع مساحة الدولة ويزداد تمركز وتركز سلطاتها، منذ بواكير وعي الذات ( الجمعية والفردية) ومن ثم الحضارات الأولى وتكوين السلطة وإستقرارها لاحقا فيما اصطلح عليه مفهوم (الدولة) ، ومن بعدها أزدادت أهمية قوى العنف المنظم في التاثير على القرار المركزي للسلطة المركزية، سواءً في تبلورها كسلطة طبقية أو/و في كونها ذات تأثير جغرافي محدود .. كسلطة العشيرة.
تشير "... النصوص السومرية ومخلفات أثرية عن الجيش والسلاح في عصر فجر السلالات حيث لدولة المدينة قوة محاربة تتمثل في الرجال القادرين على حمل السلاح ... وتؤكد الدلائل التاريخية أن الجيش النظامي الدائم لم يظهر إلا في وقت لاحق من العصر الاشوري الحديث على وجه الدقة... "، وتطور الآمر في العصر البابلي القديم (2006- 1595 ق. م.) حيث بدأت ملامح حضارة بابل متشخصة في الملك والعسكري حمورابي ( 1792-1750 ق. م.) الذي أولى الجيش عناية خاصة . ولذا تكونت السلطة آنذاك من ثلاثة قوى : البيت الملكي ؛ الكهنة؛ والجيش. مثلث الحكم هذا مَلَكَ مصالح مشتركة وهي في الوقت نفسه متناقضة في الشكليات ومتفقة في الماهيات، لذا جرى نوع من التنسيق بين هذه المؤسسات الحاكمة بغية تحقيق المصالح المشتركة التي قُننت وكُبحت نزاعتهم الانوية . لكن تم إيلاء الاهتمام الخاص بقوى العنف المادي إذ " ... كان الملوك البابليون يوزعون الأراضي عادةً على منتسبي الجيش فتكون فيما بعد إرثاً لأولادهم... ". وقد نظمت هذه العلاقة الثنائية بين البيت الملكي والجيش بقانون ينظم ماهياتها وقد سنه حمورابي تحت مصطلح { الذهاب في حملة الملك} .
وهكذا أخذت تتطور هذه العلاقة منذ ذلك التاريخ وأخذت ابعادها التطورية بقدر سعة تطور الدولة ذاتها وما رافقها من مفاهيم في مضمونها، والاهم التطور في الجانب المادي ( للسلاح) لقوى العنف وأساليب عملها ونظرياتها، من منظورات فلسفية متباينة. ومنذ القرن التاسع عشر بدأت الدراسات الخاصة بمؤسسة العنف المادي المنظم ( الجيوش) تتجه نحو تحليل الابعاد الاجتماعية للضباط ومنشئهم الطبقي والتغيرات التي تصيبهم في سياق الارتقاء الوظيفي.. وقد اختص بها وتطورها علم الاجتماع العسكري الذي انبثق منذ عقود قليلة ماضية .
وتاسيساً على ما تقدم ، فقد اصبح ضباط المؤسسة العسكرية نمطاً أجتماعياً متميزا :
- يضم أعضاء يجمعهم كيان مهني محدد منغلق؛
- ذو وظيفة احترافية شديدة التمييز في المعرفة العلمية التخصصية ؛
- ذات مسؤولية خاصة أوكل لها واجب أراسي محدد؛
- يخلق هذا النمط احساساً مشترك بوحدة العضوية ووعي الذات المهنية.
ومن هذا المنطلق تلعب، حالياً، المؤسسة العسكرية ، وبخاصة في البلدان النامية، دوراً كبيراً في الحياة السياسية والاجتصادية، ويستنبط هذا الدور بالاساس ، من طبيعية وماهية خصائص البنية الطبقية السائدة في هذه البلدان، حيث يترجح الوزنين النوعي والنسبي للقوى والفئات البينية والوسطى. ومن هنا نلاحظ أن المؤسسة العسكرية وقواها، وبخاصة الضباط وبالاخص المراتب العليا، تتمتع بإستقلالية( نسبية) عن الطبقات الاجتماعية .. لذا تمكنت هذه المؤسسة في هذه البلدان من فرض ذاتها بالقوة وهي تعي دور هذه القوة واهميتها في تثبيت ذاتها ومكانتها في البنية السياسية للسلطة. هذا الوضع أَهلَ ضباط المؤسسة إلى انتزاع السلطة من الطبقات والفئات الاجتماعية المدنية، غير المتبلورة بالاساس، في عالم الاطراف النامية.. وعندها فأن خروجهم من السلطة يصبح عسيرا ، على وفق النضال السلمي الانتخابي .. ولا يتم إلا بارغامهم عن التخلي عن الحكم بواسطة انقلاب مضاد، حتى لو حكموا بالوجوه المدنية كما هو الحال في الانقلاب الاول عام 1936 في العراق.
لقد اوضحت الكثير من التجارب الانقلابية في العالم النامي ، أن تدخل الضباط في شؤون السلطة يكون بدرجات متفاوتة ، تبدأ بممارسة الضغوط السياسية، مرورا بالتلويح بالانقلابية، وتنتهي بالانقلاب والسيطرة على الحكم وهذا يتوقف، باعتقادنا على عدة عوامل مترابطة جدلياً منها:
ماهية الانماط الاقتصادية السائدة وطبيعة التركيبة الاجتماعية؛ مدى كثافة تطور مؤسسات الدولة وحضورها المجتمعي وعمق مركزيتها؛ عمق وكثافة شيوع منظمات المجتمع المدني كحلقة وسيطة بين الدولة والناس؛ مكانة الدولة الجيوسياسي ؛ تاريخية نشوء المؤسسة العسكرية ذاتها وكثافة قدرتها المادية والنوعية؛ درجة الارتباط بالمجتمع .. وغيرها من العوامل المتوقفة على البعد المادي للظرف المحسوس لكل بلد.
هذه الظرف ذات البعد التاريخي لدول المنطقة، هيأ للمؤسسة العسكرية وضباطها، وبخاصة ذوي الرتب العليا فيها، ضمن ظروف معينة، لتصبح قوة اجتماعية / سياسية مستقلة نسبيا وبخاصة في المجتمعات الانتقالية .. مما اوحى، في الوقت نفسه، لضباط هذه المؤسسة الادعاء بأن لهم دورا تاريخيا في سياق إدارة الصراع الاجتماعي والدفاع عن البلد من العدوان الخارجي وكذلك باعتبار أن الجيش هو أداة حماية إلى الدولة/ الامة.. وبالتالي فإن وجودهم بالسلطة له ما يبرره تاريخيا وعملياً.. بل الاكثر من ذلك اوحوا لذاتهم كما لو انهم يمثلون اداة لوحدة المجتمع وبالتالي فإدارتهم للحكم تمثل { مسلكاً طبيعياً وتاريخيا } أو { مساراً طبيعياً} في التطور السياسي في العصر الحديث. بل والاكثر من ذلك أعتبروا هذا المسار بمثابة { ضرورة تاريخية}.
يمثل الرئيس عبد الناصر صاحب البرنامج التطبيقي لنظرية {المسلك الطبيعي } الأول في بلادنا العربية ، التي أناطت بالضباط الدور التاريخي باعتبارهم طليعة ثورية للعالم العربي. "... وفي كتابه فلسفة الثورة يوضح أنه بعد فشل ثورة 1919 ، كان الموقف السائد هو الذي فرض على الجيش أن يكون وحده القوة القادرة على العمل. كان الموقف يتطلب أن تقوم قوة يقرّب ما بين أفرادها إطار واحد، يبعد عنهم ، إلى حد ما صراع الأفراد والطبقات .. وان تكون هذه القوة من صميم الشعب .. وأن يكون في إستطاعة أفرادها أن يثق بعضهم ببعض.. وأن يكون في يدهم من عناصر القوة المادية ما يكفل لهم عملا سريعا حاسما.. ولم تكن هذه الشروط تنطبق إلا على الجيش ... ".
وعلى ذات المنوال وبنفس الروح.. يكرر البيان رقم واحد في تشرين الثاني/نوفمبر 1958 لإبراهيم عبود في السودان هذه النظرية عندما يشير بكل وضوح إلى دور المؤسسة العسكرية والأمنية بقوله: "... ونتيجة لذلك ومن المسلك الطبيعي أن ينهض جيش البلاد ورجال الأمن لإيقاف هذه الفوضى ووضع حد نهائي لها... ".
أما في العراق .. فبالنسبة للبيان الأول لانقلاب 1936 الذي ألقته الطائرات على بغداد صباح 29 تشرين الأول فتتضح هذه الحالة بصورة جلية لقد جاء في البيان: "... لقد نفذ صبر الجيش المؤلف من ابنائكم على الحالة التي تعانون منها من جراء اهتمام الحكومة الحاضرة... انكم ستعاضدون قواد الجيش ورؤساءه في ذلك وستؤيدونه بكل ما أوتيتم من قوة ... إذ ربما يضطر الجيش بكل أسف إلى اتخاذ تدابير فعالة لا يمكن خلالها اجتناب الضرار بمن لا يلبي الدعوة المخلصة ماديا وأدبياً... ". من تحللينا للنص اعلاه فسوف يصفعنا غرور قيادته والمضخم لذاتها والكاشفه عن ذلك البعد الخفي لمنطلقها المهنوي .. عندما اعتبر الضباط أنفسهم كمنقذين مخلصين من الحالة المزرية . صحيح أن قادة الانقلاب انطلقوا من واقع صراع مصالح النخبة السياسية وتلاعبها بمصائر الناس والوطن.. لكنهم لم يستطعوا من تغيير الحالة إلى نهايتها المنطقية ،أي تغييرا فوقيا تم بموجبه تبديل نخبة الحكم بأخرى. لذا انكفؤا على ذاتهم ، وسار على هذا الدرب الاتقلابي كل الانقلابات الستة التي تلت هذا الانقلاب ولغاية 1941 .
وفي الوقت نفسه هذا ما يمكن تلمسه ووعي مضمونه ، إلى حد ما، في ثورة 14 تموز ودور الجيش في التغيير السياسي، حيث نرى إن البيان الأول للثورة ( بيان تأسيس الجمهورية) عكس إلى حد ما فكرة { المسلك الطبيعي أو الدور التاريخي } للضباط، إن كان مقصودا أو غير مقصود، فأكد الفكرة المنطلقة من أن حكم العسكر في الوقت الراهن في دول المنطقة، ما هو إلا استمرار تاريخي للحقب الزمنية المنصرمة ، وبخاصة بعد أن نظروا إلى ذاتهم المضخمة باعتبارهم { حملة مشروع نهضوي وتنموي} وهذا ما تجسد في البدء بمصر الناصرية.
لقد اشار وجسده البيان الاول لثورة تموز هذه النظرية عندما اشار بصورة مكثفة إلى: "... بعد الاتكال على الله ومؤازرة المخلصين من أبناء الشعب والقوات الوطنية المسلحة أقدمنا على تحرير الوطن العزيز من سيطرة الطغمة الفاسدة التي نصبها الاستعمار لحكم الشعب والتلاعب بمقدراته لمصلحتهم في سبيل المنافع الشخخصية... إن الجيش هو منكم وإليكم وقد قام بما تريدون وأزال الطبقة الباغية التي استهترت بحقوق الشعب فما عليكم إلا أن تؤازروه " . رغم أن سياسة قاسم على امتداد فترة حكمه ، قد ابتعد عن مضمون هذه الفكرة .. وهذا الاستنتاج مشتق من المضمون الاجتصادي السياسي لغائية الثورة وما تحقق فعلا. كما أنه تنازل إلى حد ما عن { الدور التاريخي} للضباط عندما كان يكرر ويشير إلى دور الانتفاضات الشعبية باعتبارها ارهاصات للتغيير الجذري والاعتراف بقوى الشعب الحية ومساهمتها في انضاج فكرة التغيير. وهذا ما ميز الخطاب القاسمي عن الكثير من ضباط الانقلابات .
كما كرر الزعيم قاسم ذات الفكرة في العديد من خطبه وتصريحاته وبخاصة في العامين الأولين من الثورة فيقول في احداها: بأن الجيش "... لو لم يقم بهذه الثورة لما استطاع إخواننا خارج الجيش انتزاع حقوقهم بالطرق السلمية ، إذ أنهم كانوا قد اخضعوا وغلبوا على أمرهم

الهوامش:
11- وزارة الدفاع ، تاريخ القوات العراقية المسلحة، ج.1، ص.62، ط.1 بغداد 1986.
12- د. إيفلين كلينكال-براندت، رحلة إلى بابل القديمة ـ ت. زهدي الداوودي، صص 50-75، دار الجليل ، دمشق 1984.
13 - راجع للمزيد حول القانون ، تاريخ القوات العراقية، ص. 77 ، مصدر سابق.
14- الفئات البينية: هي تلك العناصر ما قبل البرولتارية وشبه البرولتارية والباعة والحرفيين وصغار ارباب العمل .. أي الفئات الدنيا من سكان المدن التي تشغل المكانة الوسطى بين الطبقتين الأكثر حداثة ( البرجوازية والطبقة العاملة).
الفئات الوسطى: ينسب لهذه الفئة كل من الضباط والمستخدمين الاداريين وأصحاب المهن والطلبة.. اي انها عبارة عن خليط غير متجانس من المجموعات المهنية متناقضة في بعض الحالات وتتأرجح بين مختلف المصالح والقوى الاجتماعية ، وهذا ما يكثر ويتوضح في البلدان النامية . أما في البلدان الرأسمالية المتطورة ، فقد تطور هذا المفهوم ليضم، وبخاصة أصحاب المهن الناجمة عن التقدم العلمي والتقني التي تتطلب تأهيلاً علمياً منهم المدراء الاجراء، التقنيون، العاملين في الإدارة الوسطى، وكذلك المشتغلون بالمال والتأمين والتجارة والمعلوماتية .
15 - من النادر جداً رؤية الانسجام بين الأصل الاجتماعي القديم الذي أنطلق منه الضابط نحو الجيش ، وبين منظومة علاقاته مع الواقع الجديد المتحقق في سياق الخدمة والارتقاء الوظيفي داخل المؤسسة، فتفرض العلاقات الجديدة نفسها على السلوكية التفسية والاجتماعية للضابط نتيجة المسؤولية المناطة به والمشاركة في ادارة المؤسسة ذات الطبيعة الخاصة. كما أن طبيعة الحياة داخل الثكنة ومستلزماتها من حيث : التراتيبية ودقتها؛ الانضباط وصرامته؛ الأوامر وإلزامية التنفيذ والطاعة غير القابلة الى الاعتراض.. تؤدي إلى التغيير في الذاتية الفردية على المستويين النفسي والاجتماعي، بل وحتى الفكري.
16- يميز الكاتب فؤاد اسحاق الخوري بين اربعة جيوش على وفق معيار درجة الارتباط بالمجتمع وهي: النموذج القومي الذي يصبو إلى اقامة دولة قومية ضمن الحدود التي يعمل فيها؛ النموذج التحرري الذي يتبلور من خلال الكفاح لنيل الاستقلال؛ النموذج الفئوي المسيطر عليه من الاقليات؛ واخيرا النموذج القبلي الذي يسيطر عليه التنظيمات والعصبيات العشائرية..." العسكر والحكم في البلدان العربية، الساقي ، لندن 1990.
17 - من الناحية التاريخية للانقلابية العسكرية فإن انقلاب بكر صدقي يعتبر اول انقلاب عسكري في المشرق العربي، ليس في المنطقة إذ سبقه انقلاب كل من :كمال اتاتورك في تركيا وقبله شاه إيران،. كما ان الفكرة الانقلابية بعد الحرب العالمية الثانية ادخلتها الولايات المتحدة الامريكية بدءً من سوريا منذ نهاية الاربعينيات ومن ثم مصر في 1952.
18- إليعازر بعيري، الجيش، ص. 8 مصدر سابق. ويذكر ذات المصدر في ص.9، فرضيات هذه النظرية المتمثلة ب: "... 1- يعيش العالم العربي حالة شديدة من التخلف وأزمة انتقال لا يمكن تخطيها إلا عن طريق التغيير الثورة للبناء الاجتماعي والنظام السياسي؛ 2- ليس هناك قوة قادرة على إحداث التغيير المطلوب ، باستثناء ضباط الجيش؛ 3- الضباط لديهم القدرة على التاثير في هذا التغيير...". لاجدال في صحة الفرضية الأولى، وحتى الثانية كما نرى، فإنها تكتسب ذاتها من كون ان قوى التغيير همت : الجماهير والجيش.. لذا فتعجز الجماهير عن حدوث التغيير المطلوب وهذا مرتبط بجملة عوامل.. لذا خلت الساحة لقوى الجيش لما تملكه من قوة مادية.. لكن يجب النظر الى هذه الفرضية كواقع مادي وليس تبريرا للسلطات الدكتاتوريات. أما الفرضية الثالثة فأني اشك في قدرتها على تحقيق ذاتها و برامجها إلا بصورة جزئية وهذا يعتمد علة قدرة الضباط على قراءة الواقع المادي بصورة موضوعية.. وهذا ما يمكن تلمسه في العراق المعاصر فلا الانقلابات الأولى منذ 1936-1941، كلها قد فشلت في احداث التغيير المطلوب ومنذ انقلاب 1963 وما تلاه من انقلابات هي الاخرى لم تحقق إلا العجز والفشب في نقل العراق الى المستوى المطلوب. الاستثناء الوحيد هو التغيير الجذري في 14 تموز. . حيث نقل العراق الى سكة الحداثة واحدث اختزال فيالمرحلة الانتقالية.

19- إليعازر بعيري ، ص. 7،المصدر السابق.
20- للمزيد راجع للمؤلف، عبد الكريم قاسم من ماهيات السيرة ، ج.1، ص. 347 وما بعها، دار الحصاد، دمشق 2006.
21- تميز الانقلاب بعدة مزايا منها: منطلقه عراقوي وليس عروبوي؛ كان يضم ثلاث نخب غير متكافئة هي ضباط طموحين وبعض من نخبة الحكم( حكمت سليمان ) ومتشبعون بالفكرة الاصلاحية وبالافكار البرلمانية (جماعة الاهالي ومحمد جعفر ابو التمن)؛ كما أن الانقلاب هو حركة غير مكتملة الجذرية ولا تمس النظام السياسي الملكي قدر كونها انها ارادت الخروج من وصاية البعثة العسكرية البريطانية.
21 - لقد اعقب انقلاب بكر صدقي (1936) ستة انقلابات عسكرية ( 5 منها مستترة والسادس مكشوف) وهي : انقلاب أمين العمري - عزيز ياملكي في 11آب 1937؛ حركة الزعماء السبعة (حسين فوزي، أمين العمري، عزيز ياملكي، والعقداء الأربعة: صلاح الدين الصباغ، محمد سلمان، فهمي سعيد وكامل شبيب) في 24 كانون أول 1938؛ حركة الزعماء السبعة في 5 آب 1939؛حركة العقداء الأربعة في 21 شباط 1940؛ حركة العقداء الأربعة في 2مايس 1941.
22 - راجع نص البيان في كتابنا : عبد الكريم قاسم من ماهيات السيرة/ 14 تموز الثورة الثرية، ص.347، دار الحصاد ، دمشق 2009.
23- اليعازر بعيري ، ص. 8. مصدر سابق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشيف عمر.. طريقة أشهى ا?كلات يوم الجمعة من كبسة ومندي وبريا


.. المغرب.. تطبيق -المعقول- للزواج يثير جدلا واسعا




.. حزب الله ينفي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بالقضاء على نصف


.. بودكاست بداية الحكاية: قصة التوقيت الصيفي وحب الحشرات




.. وزارة الدفاع الأميركية تعلن بدء تشييد رصيف بحري قبالة قطاع غ