الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قتلتك الكيمياء و ليس الله

الطيب عبد السلام
باحث و إعلامي

(Altaib Abdsalam)

2015 / 3 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قبل الخوض في هذا المقال ينبغي علي التأكيد بأنه ليس لدي اي نية في اقحام الحقائق العلمية في اي امور فكرية او فلسفية تأملية قابلة للتصويب و التخطيئة في اي وقتَ! لكن ولأن تأملاتي و العلم منطلقان اساساً من مبداء النسبية فأنني اجد نفسي مرتاحاً للاستدلال بالحقائق العلمية غرض اضاءة المقترحات الفلسفية.
لعصور طويلة ظلت قضية الموت هي فزاعة الاديان الكبرى و حديثها الملح حول انه بأمكانها تقديم ضمانات ماورائية سخية لاتباعها!! في حين وقف العلم و بالتالي النظريات الفلسفية العقلانية موقف المتفرج الصامت الا مبالي في احيان عدة و الرافض لاجابات الاديان لكن من دون تقديم تفسيرات بديلة تطمئين حشوداً من الناظرين بشئ من القبول الى النهج العقلاني و المستعدين للانخراط فيه متى ما قدمت لهم اجابات منطقية حول حقيقة الموت!!
اولاً لا بد من القول بأن صمت العلم ازاء حقيقة الموت هو صمت نعزوه لعظمة و مصداقية العلم ازاء ما يعرف و ما يزعم!! لكن هذا الصمت لن ينفي حقيقة الموت و لن ينفي ربما وجود حيوات بديلة تحدث للروح.
لكن ما يعنينا التكلم عنه في هذا المقال هو الجسد لا الروح و التي و أن تقاصر وعينا عن ملاحقتها فاننا نؤكد ان وعي الدين و رجاله افدح قصوراً منا و اسواء و ما اساطيرهم وحكاياهم تلك الا من قبيل الخيال المحض.
ان التفاحة التي تشتهيها تشتهيك!! بهذه العبارة اللطيفة اخوض في شرح تأملاتي حول ظاهرة الموت!!
لوقتٍ طويل ظل الانسان يظن انه سيد هذا العالم و ان العالم مسخر لخدمته هو فحسب!! يأخذ منه و لا يعطيه
تنبت له الارض ليأكل!! تزهر له الازهار ليتنفسها و يستمتع بعطرها!! تولد الحملان له ليأكل لحمها!! اي انه مستهلك وحسب للطبيعة من دون ان تستفيد هي منه في شئ!!
فندت العلوم الحديثة هذا الامر و اثبتت بأن الانسان ليس اكثر من عنصر في دورة الحياة الكيميائية و تفاعلاتها التبادلية المستمرة!! و انه مجرد حلقة من سلسلتها الغذائية.
بمعنى ان الارض هي معمل كيميائي كبير!! وسيط تفاعله الاساسي هو الماء!! و بهذه الفكرة يسقط الانسان عن عرشه الفخم الاوحد ليتحول الى عنصر ضروري الوجود لتغذية الكائنات الاخرى!!
فلولا اسهامه في عجن الفاكهة و اللحوم في معدته لما تمكنت التربة و بالتالي نباتات التربة من الاستفادة من هذه العصارة الحاشدة بالمواد العضوية المغذية للتربة!! و لولا حدوث الموت لما تمكنت الطبيعة من استرجاع ما منحته اياه من اوكسجين طيلة حياته!! ولما تمكنت البشرية نفسها من الاستمرار!! و كلما كانت العمليات الكيميائية اكثر نشاطاً و تفاعلاً كلما ادى ذلك لاستهلاك جسد الكائن و بالتالي حدوث عملية الموت بعد توقف الاعضاء عن تمكنها من مواصلة العمل لانتهاء عمرها الافتراضي.
لو اننا احضرنا دراجة و سيارة ثم قمنا باستهلاكهما في الحياة الطبيعة لوجدنا ان عمر السيارة الافتراضي هو الاقصر!! لأنها تستهلك و تستدعي الكثير من التفاعلات و العمليات الكيميائية على عكس الدراجة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في العراق تؤكد أن الرعب آتٍ إ


.. ناشط أميركي يهودي يعلن إسلامه خلال مظاهرة داعمة لـ فلسطين في




.. 91-Al-baqarah


.. آلاف اليهود يؤدون صلوات تلمودية عند حائط البراق في عيد الفصح




.. الطفلة المعجزة -صابرين الروح- تلتحق بعائلتها التي قتلها القص