الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مع ...منقذ المختطفات الايزيديات

سناء طباني

2015 / 3 / 16
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة


حوار مع ...منقذ المختطفات الايزيديات
سناء طباني
تبقى الأحاسيس الإنسانية التي تحملها الأمهات هي من أروع المشاعر وأنبلها، لما لها من صدق في التعبير،ودموع الأم السنجارية حملت تلك الأحاسيس وطافت بها العالم اجمع لتحدثهم عن تلك المأساة التي ألمت بالبيت السنجاري، ولم يكن تأثيرها على الغرباء فقط بل لامست قلوب السنجاريين أنفسهم، ليهبوا لمساعدة تلك الأم المنكوبة، فمنهم من توجه لجبل سنجار ليقاتل داعش، ومنهم من تبرع بالمال والممتلكات ليسد حاجة المستضعفين والفقراء من النازحين، وآخرين كان قرارهم إعادة جزء مما فقدته تلك الأم وأي جزء هو الذي يعيدوه؟ إنهم فتياتها اللاتي اختطفن من قبل عصابات داعش أثناء دخولهم إلى قضاء سنجار في 3-8-2014 واللاتي قدر عددهن بالألف، وهؤلاء هم بالتأكيد من لا تنقصهم الشجاعة .
كان لاسم أبو شجاع الدنايي(اوصمان درويش حسن أغا دنايي) صدى على صفحات التواصل الاجتماعي كأحد الذين ساهموا بإنقاذ المختطفات الايزيديات وإيصالهم إلى ذويهم، كعمل إنساني، ورد اعتبار للفتيات الضحايا، للمزيد حول هذا الموضوع كان لنا معه هذا الحوار:-

_ ما هي الأسباب التي كانت وراء اختيارك لهذا العمل الصعب؟
إن انتماءي الشنكالي جعلني احد المطلعين على حجم الكارثة التي أصابتنا من قتل وتشريد واختطاف، بالإضافة لرؤية معانات أمهاتنا وأخواتنا وهن بيد عناصر التنظيم المتطرف لتمر أشهر عدة دون أن نجد من يسد الفراغ ويتطوع لإنقاذهن، كان لا بد من التحرك للقيام بهذا العمل وتجاوز أي خطورة تنجم عنه.

_ما موقف الأسرة من اختيارك هذا؟
لم يكن للأسرة موقفا سلبي من اختياري لهذا العمل، فأهل شنكال معروفين بشجاعتهم، وأيضا أنا لست بأفضل من الأطفال والنساء الذين هم ألان بيد عناصر التنظيم المتطرف، لقد قام جدي (بشار إسماعيل أغا) سابقا بإعادة الأسرى الايزيديين لدى الدولة العثمانية أيام غزو عمر وهبي باشا لقضاء شنكال.

_ لماذا لم تتوجه للقتال في جبل سنجار؟
بعد احتلال شنكال توجهت إلى الجبل للقتال لأيام عدة، ولكن وجدت إن تواجدنا هناك هو للدفاع فقط وليس للهجوم، بالإضافة إلى وجود نوع من الحساسية العشائرية والحزبية...كما قلت لنفسي إن قتلتُ الداعشي فهو يحلم بذلك لأنه سيدخل الجنة وبفكرهم إن قُتلوا أو انتصروا فهم المنتصرين،ولكن إنقاذ ناجية من أيدي عناصر التنظيم المتطرف يعيد الحياة لها ولأسرتها. أكن كل الاحترام للعم (قاسم ششو) أبو خالد ولكل من معه في الجبل الشامخ.

_ ما عدد الناجيات اللاتي تم إنقاذهن من قبلك؟
لقد بلغ العدد أكثر من تسعين فردا من النساء والأطفال لتكون إحداهن امرأة طاعنة في السن لا تقوى على السير، قام احدهم بشرائها ليجبرها على تغيير ديانتها عله بذلك يضمن دخوله للجنة......
_لكل ناجية قصة ولكن ما القصة التي أثرت عليك؟
إنها قصة تلك الفتاة الايزيدية اليافعة التي قام سبعة من أعضاء تنظيم داعش بالاعتداء عليها جنسيا أمام أنظار شقيقتها من ذوي الاحتياجات الخاصة والتي بدورها لم تتمكن من إنقاذها وهي تئن بين أيديهم...

_هل يثمن المجتمع عملك هذا؟
لا انتظر التثمين فعملي طوعي إنساني، وهو لإعادة شرفنا وكرامتنا امن أيدي مغول العصر، ما يسعدني حقا هو عودة المختطفات جميعا إلى أسرهن، أتقدم بالشكر لكل من يثمن عملي.

_ما موقف الأسرة السنجارية من الفتيات الناجيات؟
إن الأسرة هي من تتواصل معنا لإعادة فتياتها المخطوفات فهل يعقل أن لا تتقبل عودتهن؟ما لمسته هو رحابة الصدر من قبلهم وتقديمهم المساعدة الممكنة للناجية لتتجاوز هذه المرحلة الصعبة (مرحلة العودة للأسرة والمجتمع) وحسب إمكانيات تلك الأسرة والتي غالبا ما تكون متواضعة.

_هل تؤيد الهجرة للمرأة الايزيدية الناجية من الاختطاف؟
اعتقد إن من الصعوبة لها العودة لحياتها الطبيعية ثانية بعد الأحداث الأليمة التي مرت بها تلك الإنسانة، فقدت الكثير، وعانت من الكثير ولا يزال أمامها أيضا الكثير لتتجاوز هذه المرحلة، وقد أبدت ألمانيا استعدادها لاستقبال الناجيات لذلك يكون من الأفضل الهجرة للناجية من الاختطاف فحتما ستجد هناك الرعاية الصحية اللازمة والعلاج النفسي المناسب.

_ ما تم تنفيذه من أعمال لإنقاذ المختطفات هل كان بدعم ومجهود شخصي؟
ليس دائما أكون من ضمن المجموعة المنفذة لتحرير المختطفات، ولكني دائما المخطط لذلك، أما بالنسبة للدعم المادي فرئاسة حكومة الإقليم تتكفل بتقديم المساعدات المالية.

_هل وجدت روح التعاون من غير أبناء الديانة الايزيدية؟
اجل هنالك العديد منهم يقدمون المساعدة والدعم ويتعاطفون إنسانيا مع قضايا المختطفات، وكان لأحدهم موقف لا ينسى فصديقي ورفيق دربي فقد حياته من اجل إنقاذ أسرة ايزيدية مختطفة وهو من أبناء الديانة الإسلامية لا اعتقد إن ما قدمه هذا الإنسان من تضحية يقدر بثمن.

_كلمات للأب السنجاري الذي عادت ابنته وفي أحشاءها طفل من داعش؟
أتمنى أن يتقبل الوضع ويحاول معالجته بعد أن خصصت لجان طبية لمساعدة مثل هذه الحالات، انه أمر صعب لأسرة تعيش في مجتمع شرقي عشائري وتواجه مثل هذه الحالة، لكن الفتاة لا ذنب لها بالأمر بل هي المتضررة الأولى من ذلك، بإمكان الأب أن يكون القدوة لأسرته لتتجاوز الناجية هذا الوضع الحساس .

_ما أصعب القول إني مختطفة لدى داعش... وما الكلمات التي تقولها ناجية عادت لأسرتها؟...
الناجية(هناء)تم إنقاذنا أنا وشقيقتي بمساعدة (أبو شجاع الدنايي) أتقدم له بالشكر الجزيل فهو من أعادنا للحياة مرة أخرى.
الناجية(حكيمة) كنت برفقة مختطفات ستة في الرقة نتمنى الموت كل ساعة وكل يوم بمساعدة (أبو شجاع الدنايي )تم إنقاذنا وعودتنا لأسرنا كلمات الشكر قليلة بحقه، وما فعله لأجلنا تعجز عن وصفه الكلمات، فبفضله عدنا إلى أسرنا ثانية.

الخاتمة:-
أتساءل لماذا المرأة السنجارية وحدها من مرت بهذه الأحداث؟
و لماذا لم يتم التحرك الفعلي من قبل الآخرين لإنقاذهن؟
ليبقى الاعتماد على مجهود فردي نقدر شجاعته، لكنه لا يفي بحجم الكارثة التي لحقت بقضاء سنجار فأعداد المختطفات بآلاف وأعداد الناجيات (بالعمل الطوعي) بالمئات
كم نحتاج من السنين لإنقاذ الجميع؟!...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لوحة الرحلة الأخيرة


.. -الإشهارات تسيء وتهمش دور المرأة المغربية-




.. -هدف الدولة التركية نقل صراعاتها الداخلية إلى مناطقنا-


.. ريماس مقدمي عضوة في جمعية تفاؤل




.. نورس ناصري عضوة في الجمعية