الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضد الحرب.. ولكن!

ناصر ثابت

2015 / 3 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


ضد الحرب، ولكن!
بقلم: ناصر ثابت

أنا ضدُّ الحرب. لأن الحربَ وقودُها الناسُ والحجارة. لكن السياسة لا تكون هكذا. أنا لستُ سياسياً. غير أنني أعرف، وهذا مما لا شك فيه، أنه لا يوجد دولة في العالم يمكنها أن تقبل بسيطرة عدوها على حدودها.
العداء بين السعودية وإيران معروف وقديم. ربما يكون طائفياً، أو ربما يكون سياسياً، وربما يكون غير ذلك، لكنه موجود، ولا نستطيع أن ننكره.
لذلك، فلا مفر من تفهم أن تتخوف السعودية من سيطرة الحوثيين على اليمن، خاصة بالطريقة العسكرية وبأسلوب الميليشيات الذي كانوا يستعملونه ضد الرئيس الشرعي المنتخب.
كنا رأينا السعودية وبقية دول الخليج ترعى الحوار بين الفرقاء اليمنيين. لكننا كنا نلاحظ، كما كان يُلاحظُ غيرُنا، أن تجاوبَ الحوثيين مع الحوار كان محدوداً.
منذ البداية وأنا أرى الحوثيين يتصرفون بصلافة. يبدو أنهم أقوى من الدولة نفسها، وأن الدعم الإيراني غير المتناهي لهم، أعطاهم قدراً من الكبر، والغرور، وجعلهم يعتقدون أنهم يستطيعون أن يحسموا الأمور عسكرياً لصالحهم.
وقد رأينا ذلك جلياً. رأينا مدن اليمن تسقط واحدة تلو الأخرى في قبضتهم، ورأيناهم يعتدون على رموز الدولة والسيادة، ورأيناهم يهزأون ويضربون عرض الحائط بكل المبادرات.
دونَ شكٍّ، كان هذا الأمر يُسعد إيران، التي تدعمهم دعماً أساسه طائفي، وتمدهم بالسلاح والمال. كان يسعدُها أن ترى الدولة اليمنية تسقط في يدهم/يدها، وهذا يجعلها تقترب، بطريقة غير مباشرة من حدود عدوها اللدود، ويعطيها يداً عليا على مضيق باب المندب.
لذل، فإن انطلاق المقاتلات السعودية لحفظ المصالح السعودية في اليمن، جارتها الجنوبية، صار مفهوماً، بل أنه طبيعي جداً.
الدول في عالم اليوم تتصرف وفق مصالحها وليس وفق عواطفها. ومصلحة السعودية حقيقة كانت وما زالت في يمنٍ مستقر وآمن، ودون تدخل من أعداء السعودية فيه. لذلك، ومن هذا المنطلق، يجب أن نتفهم هذا العمل العسكري، والذي نتوقعه من أي دولة لو وُضعت في نفس الموقف.
تماماً كما نتفهم رضى الكثير من الدول، ومنها ايران وغيرها، من ضربات التحالف للمتطرفين الإرهابيين الإسلاميين في العراق. فلا يمكن أن ترضى إيران، ولا غيرُها، عن سيطرة داعش على العراق وإقامة الخلافة الإسلامية (السنية) فيه. ونحن لا نقبل ذلك أيضاً، ربما ليس لأسباب طائفية كما هو الحال عند إيران، لكن لأسباب حضارية وواقعية بحتة.
على الفرقاء اليمنيين أن يعودوا إلى الحوار، وعليهم أن يتعايشوا معاً دون تدخل خارجي، تحت رعاية الرئيس المنتخب، وهذا هو الحل الأمثل لهم، ولكننا ننصحهم أيضاً أن ينزعوا سلاح الحوثيين وغيرهم من المجموعات المتطرفة والمسلحة، سنية كانت أم شيعية، وذلك حتى يعود اليمن إلى استقراره ويتفرغ لرفعة مواطنيه ورفاهيتهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تعلن طرح وحدات سكنية في -رفح الجديدة-| #مراسلو_سكاي


.. طلاب جامعة نورث إيسترن الأمريكية يبدأون اعتصاما مفتوحا تضامن




.. وقفة لتأبين الصحفيين الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل


.. رجل في إسبانيا تنمو رموشه بطريقة غريبة




.. البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمقا