الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تازة :تربية وتكوين التدبير الجيد وهيئة التدريس من أسس التميز

عبد السلام انويكًة
باحث

2015 / 4 / 19
التربية والتعليم والبحث العلمي


تازة :تربية وتكوين
التدبير الجيد وهيئة التدريس من أسس التميز

سواء من خلال رأي عام تربوي أو ما يتم تداوله هنا وهناك من نقاش، في الاعلام والندوات واللقاءات والأيام الدراسية وحتى لدى الأسر، شبه اجماع تقريبا لدى المهتم والمتتبع والفاعل حول كون بنية المنظومة التربوية، كما حال عدد من الدول تأسس نمائها على فعل وفاعلية المدرسة. شبه اجماع من باحثين وشركاء ومدبري الشأن التربوي، على الموقع المركزي والدور الجوهري لتلات بنيات أساسية لا رابع لها، كحلقات قوة منتجة وبأثر معبر في المنظومة عموما وفي الفعل التعليمي إجرائيا، لا يستقيم أي أمر تربوي وتعليمي بدونها. أولا ادارة تربوية ثانيا هيئة تدريس، وثالثا خبرة شريك جمعوي وعمل قرب كتتبع ودعم،وتفير ما يلزم من وضع مادي واعتباري مناسب لتحقيق نتائج منشودة.
وقد تكون هذه المكونات الثلاث الاساسية في المنظومة التربوية، كما في قناعة رأي عام مغربي واسع، إن هي حضيت بما تستحق من عناية ومبادرة وثقة، بل وفرصة من أجل اشتغال تربوي في اطار تشارك مؤسسي بيني وذاتي. قد تكون إحدى التدابير ذات الأولية وإحدى مداخل الفعل التي يمكن الرهان عليها من أجل مدرسة، ينتظر منها الجميع أن تكون بوقع وموقع وتنافسية. هذا اذا كنا نروم حقيقة إحداث اصلاح عملي، ومتغيرات لتجاوز ما توجد عليه المؤسسة التعليمية في علاقة بالتدبير، من خلال ثقافة قرب وتواصل فعال وتكوين مقنع وحسن استثمار ما تحتويه هيئة التدريس من موارد علمية وخبرة، كذا اسهامات وأدوار مكونات جمعوية وثيقة الارتباط بالمؤسسات ومسؤولة.
وأينما وجد تناسق وتنسيق بين مكونات المنظومة التربوية الأساسية السابقة الذكر، والتي يُعلق عليها المغاربة كل الآمال لإعادة الدفء والحيوية والتدفق لمدرستهم العمومية. كما كان عليه في السابق حيث الحكم هو المعرفة والمنهج والعلم والتنافس الشريف والبقاء للجيد، هذا أمام أعين الجميع إدارة تربوية وهيئة تدريس وآباء تلاميذ كحزام أمني ورافعة للعمل التربوي وللحياة المدرسية. وعندما كان التكوين التربوي الموازي، وعاء للتداول والتواصل واكتساب مهارات عملية لإغناء العمل التعليمي التعلمي. ما افتقدته المدرسة المغربية على امتداد تقريبا العقدين الأخيرين، وبات إما رديئا وغير مقنع أو باهتا بدون معنى، بسبب الرتابة وقلة الاجتهاد والمواكبة والابداع من خلال وضعيات، بعيدا عن تأطير اجتراري لمفاهيم منها من انتهت صلاحيتها للأسف الشديد. هذا أمام جيل جديد من هيئة تدريس بكفايات علمية عالية، بمثابة ثروة بشرية تزخر بما من شأنه أن يشكل دفعة قوية ونقلة نوعية رافعة للمنظومة. إن هي استثمرت وفق ما ينبغي من احتضان وتحفيز معنوي، بعيدا عن أية مزايدات وأحكام مسبقة. خاصة وأنها بتكوين علمي أساسي متين وشواهد عليا تجعلها مرجعا منهجا وعلما، فقط أهمية إحداث أساتذة منسقين ومصاحبين قادرين على التتبع العلمي والمعرفي وفق المستجدات في الأبحاث والدراسات العلمية والبيداغوجية، كما هي تجارب عدد من دول العالم ومنها دول عربية. وبعض الدعم البيداغوجي لتقوية كفايات تخطيط وتدبير وتقويم، ما ينبغي العمل عليه من خلال تكوين مستمر بمراكز مهن التربية والتكوين.
وتبقى هيئة التدريس والتدبير التربوي للمؤسسات، وفعل وفاعلية الشريك الجمعوي المباشر. من أسس المدرسة المنشودة التي ينبغي أن تحضى بكل الاهتمام، لجعل المنظومة التربوية أكثر استجابة لتحديات تنمية مجتمعية، على ايقاع عولمة تحكمها معرفة دقيقة ومهارة بحث ورقمنة وغيرها. ومن أسس تحقيق النتائج المنشودة المبنية على التنافس والتنافسية محليا وجهويا ووطنيا. وما أقدمت عليه وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، لدليل على هذا المنحى الذي يروم التجويد من خلال اسهام وفعل العنصر البشري. من خلال تقويمها لأداء الثانويات التأهيلية العمومية عبر كافة التراب الوطني، حول حصيلة امتحانات الباكالوريا دورة2014.
المبادرة التي جاءت في سياق تحسين جودة التعلمات، وتمكين المؤسسات من موجهات لوضع مخططات محلية لإغناء أداءها. تأسست على مؤشر مركب من ثلاث عناصر هي نسبة النجاح ونسبة النجاح بميزة، وعدد المرشحين لإجتياز الامتحان الوطني الموحد لنيل شهادة الباكالوريا، بالنسبة لكل ثانوية تأهيلية على حدى، مع أخد بعين الاعتبار نتائج محصلة على الصعيد الوطني. هكذا من أجل توفير سند لترتيب الثانويات التأهيلية بالمغرب، وتوزيعها من خلال ثلاث مستويات للأداء، أولا أداء جيد جيدا ثانيا أداء متوسط وثالثا أداء ضعيف.
ومن خلال رسالة للوزارة الوصية عبر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة تازة الحسيمة تاونات وجرسيف، وتحت اشراف النيابة الاقليمية بتازة. تمت تهنئة كافة الاطر التربوية العاملة بثانوية ابن الياسمين من إدرايين وأساتذة وغيرهم، بالنتيجة المشرفة المحصل عليها والتي جعلتها ترتب العاشرة وطنيا ضمن مجموع ألف وستة ثانوية تأهيلية، والاولى جهويا من مجموع تسعة واربعون ثانوية تأهيلية، والاولى على صعيد اقليم تازة من مجموع ستة عشرة ثانوية تأهيلية. وقد ذكرت الوزارة الوصية أن هذا الانجاز يشكل مفخرة لثانوية ابن الياسمين وللعاملين بها، وعملا محفزا للمزيد من العطاء والتميز. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على ما توجد عليه الادارة التربوية وهيئة التدريس من دينامية ومردودية، وما توفره النيابة الاقليمية من خدمات وسبل دعم للتميز والاجتهاد على مستوى المؤسسات. ويبقى هذا التتويج التربوي الذي بلغته ثانوية ابن الياسمين، تشريف وتكليف من أجل مزيد من البذل للحفاظ على ايقاع العمل وبهذه الوتيرة، ودعوة لباقي المؤسسات من أجل الانخراط بنفس الرهان والأداء، لتوسيع قاعدة المستفيدين والمتوجين بهذا الانجار على صعيد الاقليم والجهة. هذا طبعا من خلال عمل تشاركي بين ثلاث قوى محركة للفعل التعليمي التعلمي ومنتجة للجودة والتجويد والتكوين، أولا ادارة تربوية فعالة مواطنة ومدركة لأدوارها وانتظاراتها، ثانيا هيئة تدريس رافعة للعلم والمعرفة والاكتساب المدرسي من خلال منسقى المواد والمصاحبين المزمع احداثهم ضمن التدابير ذات الأولوية ،ثالثا ما يعلق على الاطار الجمعوي التربوي اللصيق بالمؤسسات التعليمية من أمال واسهامات لتوفير وضعيات تتبع وتفاعل حماية وتحفيز وأشكال عمل داعم للمنظومة التربوية.
عبد السلام انويكًة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن ينهي زيارته إلى الصين، هل من صفقة صينية أمريكية حول ا


.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا




.. انقلاب سيارة وزير الأمن الإسرائيلي بن غفير ونقله إلى المستشف


.. موسكو تؤكد استعدادها لتوسيع تعاونها العسكري مع إيران




.. عملية معقدة داخل المستشفى الميداني الإماراتي في رفح وثقها مو