الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شرح مختصر على مبدأ الهوية

نعيم إيليا

2015 / 5 / 9
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ليس الغرض من الشرح على مبدأ الهوية، التعريف به؛ فهو مشهور تغنيه شهرته عن التعريف، ولا هو استعراض ما اختلف فيه أهل الرأي، منذ أن صار للرأي أهل إلى يومنا، وما اتفقوا عليه؛ فإن اختلافهم واتفاقهم من حوله مبثوث في كل تاريخ من تواريخ الفلسفة، وهي تواريخ كثيرة في متناول كل يد تعشق المعرفة. وإنما الغرض منه الإبانة عما ينطبع في العقل من علامات الدهشة والحيرة آن ينصرف العقل إلى تأمل الحقيقة الصافية لهذا المبدأ الوجودي البسيط. ومن شأن العقل أن يندهش ويحار – إن لم يكن متبلداً - إذا ما أكب على تأمل الأشياء والمعاني تلكم التي يُظن لبداهتها ووضوحها أنها غير قمينة بالتأمل.
وخليق بالتنويه، قبل الخوض في لب الموضوع، أنّ الكلام على مبدأ الهوية - مهما يكن نوع هذا الكلام - يستدعي مقولة الجوهر بالضرورة؛ لأن مبدأ الهوية، متعلق بمقولة الجوهر المركبة من (المادة والصورة) بوشيجةٍ لازمة لا بد منها: فما القول بأن للماء هوية يقوم الماء بها فيُعرف أنه ماء، إلا كالقول بأن للماء جوهراً يقوم الماء به، ويعرف بفضله أنه ماء.
إننا نعتقد أن لكل شيء هوية تميزه من سائر الأشياء، فلا يكون لهذا الشيء ذي الهوية، إلا أن يكون هو هو أو هو إياه، وليس له أن يكون سواه. ولكن ما هذا الذي يجعل الشيء هو إياه وليس شيئاً آخر سواه؟
هل هو المادة الأولى (الهيولى) التي يتخلّق منها؟
ربما! ولكنْ، ما هي المادة الأولى التي يتخلق منها شيء ما من الأشياء؟ كيف يمكن معرفتها؟ هل لها وجود وكينونة، كالوجود المستقل للأم عن جنينها الذي يتخلق في أحشائها، لتعرف؟ أسئلة طرحت على مرّ العصور وأجيب عنها غالباً بلا. وقد نفت نظرية (الكم) الفيزيائية الحديثة أيضاً، أن يكون للمادة الأولى وجود يمكن الإمساك به باللمس أو البصر أو الشم أو الذوق أو الآلة، بل أعلنت بأن تحديدها غاية من المحال إدراكها.
فإذا كانت المادة الأولى غير قابلة لأن تُعرف، فكيف يمكن أن يكون الجوهر الذي هو هذه المادة موضوعاً للهوية والهوية بخلافه معروفة؟ كيف يصح أن يقال إن للإنسان، أو الصخر، أو النجم، أو الخشب، جوهراً وإن هذا الجوهر هويته، وليس للجوهر حدّ معلوم؟
فإذا كانت صورة الشيء (ماهيته) هي هوية الشيء، فإن ماهية الشيء متقلبة متغيرة زائلة، وكيف يكون ما هو متقلب متغير زائل موضوعاً للهوية!؟ إن زيداً الإنسان، على سبيل المثال، يمر بأطوار: فهو جنين، طفل، صبي، شاب، كهل، هرم، ميت. وهو بالإضافة إلى ذلك لا يثبت في حياته على مسلك واحد من مسالك الأخلاق مثلاً، ولا على هيئة واحدة، ولا على حال من أحوال العيش، ورغم ذلك فإن زيداً هو زيد في جميع أطواره ومسالكه وهيئاته وأحواله، وقل مثل هذا في كل الأحياء والأعيان.
كيف هذا!؟ أليس في الأمر ما يثير الدهشة!؟ ترى ما الذي حفظ هوية زيد من الاندثار، وزيد مثل كل شيء في كوننا عرضة للتغير والتغيير والاستحالة؟ إن زيداً متغير متحرك، ولكنه ثابت ساكن بهويته في آن معاً، فما معنى هذا؟ ما معنى أن يكون زيد متغيراً وذا هوية معاً، والهوية تفترض شيئاً من السكون والثبات وهما نقيضا الحركة والتغير؟
ألم يعلن هِركليت من قبل بأن المرء لا ينزل في النهر مرتين وهو يقصد أن لا شيء ساكن بل متجدد متحرك متغير؟ ولكنّ النهر، رغم ذلك، هو عين النهر وهو ثابت لم يتغير، والماء هو عين ذاك الماء لم يتغير، والمرء النازل في النهر هو إياه لم يتغير، وحركة النزول هي هي لم تتغير! إن جميع هذه العناصر المكونة لمقولة هِركليت تبدو ساكنة ثابتة، فلماذا، إذاً، ينفي أكثر الناس عنها السكون والثبات؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الفيلسوف نعيم ايليا المحترم
وليد يوسف عطو ( 2015 / 5 / 9 - 14:45 )
اعجبني مقالكم ...

اتفق معكم في التحليل في مسالة الهوية والتي ناقشتها عبر سلسلة مقالاتي المعنونة (من الماركسية الى النظريةالنقدية ) وسلسلة مقالاتي ( الفيلسوف هابرماس ومدرسة فرانكفورت )ففلسفة الهوية في المثالية والمادية من افلاطون وارسطو وكانط وهيجل الى ماركس هي فلسفة هوية قائمة على التقابل بين الذات وموضوع ما لذا هي تعتبر نفسها تمتلك الحقيقة الموضوعية والمطلقة والواقع اننا نستطيع تسميته بوهم الموضوعية لان نظرية النسبية والكم تنفي هذه . فالصاروخ الذي يسير بسرعة قريبة من الضوء يختلف الزمن وطول الصاروخ وكتلة الصاروخ بالنسبة لكل مراقب خارجي وهكذا لاتوجد حقيقة موضوعية ولا مطلقة ولا توجد هوية. متمنيا لكم دوام التالق والابداع الفكري .الموضوعيةوالواقع لان النتائج تكون محكومة بظروف التجربة وبوضع وموقع المراقب


2 - الأستاذ الباحث وليد يوسف عطو الجزيل الاحترام
نعيم إيليا ( 2015 / 5 / 9 - 18:24 )
صديقي العزيز أشكرك على قراءتك شكراً جزيلاً!
لا تفوتني مقالة ولا بحث من أبحاثك الممتعة كثيرة الفوائد.
لدي ما أقوله بشأن الصاروخ طوله وكتلته وسرعته: فإن مراقباً من الأرض قد يرى من أمر هذا الصاروخ ما لا يراه مراقب آخر منه يعيش على كوكب نيروبا مثلاً، مما قد يقوي الظن بنسبية حقيقة الصاروخ من حيث سرعته وطوله وعظمه. ولكن الصاروخ، وإن انشطرت حقيقته ما بين المراقبين، له - بالإضافة إلى ذاته لا بالإضافة إلى المراقبين - سرعة واحدة ثابتة وطول واحد ثابت وعظم واحد ثابت .
مع خالص المودة


3 - الحقيقة الثابتة والساكنة هي التغيير
فؤاده العراقيه ( 2015 / 5 / 9 - 22:01 )
اطيب تحية لك
من يقول بأن النهر هو ذات النهر ؟ اليس من المحتمل أنه قد يزول ويمحى من الخارطة بعد ملايين السنين ؟ ثم من اقائل بأن المرء اذي نزل للنهر هو ذاته ولم يتغير وانت سيد العارفين بأننا جميعنا في تغيير مستمر ونحن لسنا نحن قبل يوم حتى
أما حركة النزول فهي ليست بمادة حتى تتغير
الحقيقة الثابتة والساكنة هي التغيير
والأقوال والنظريات ايضا تتغير ومن ضمنها مقولة هِركليت اما لو كانت مقولته بخصوص الحركة والتغيير فستكون ثابتة ولا مجال لتغييرها
بالنسبة للصاروخ فلا يوجد له سرعة ثابتة 100% كونها حتما ستتغير وان كان تغييرها غير ملموس , بل وحتى طوله متغير ,ستستغرب القول واقول لك بأن طوه يتغير دون قدرتنا على ملاحظة تغييره ناهيك عن حركة جزيئاته الداخلية وذراته والكتروناته والخ


4 - الأستاذة الراقية فؤادة العراقية
نعيم إيليا ( 2015 / 5 / 9 - 23:56 )
أهلاً بك عزيزتي نورت!
نهر دجلة إن زال من الأرض بعد ملايين السنين، فقد يبقى نهر الفرات متحدياً الزوال. وإن زال الفرات، فقد يبقى النيل. وإن زال النيل، فقد يبقى الأمازون... وإن زالت الأرض بما فيها وعليها، فعندئذ ستزول مقولة الجوهر ومبدأ الهوية ومشكلة الحركة والسكون. إن بقاء أو زوال هذه المشكلات منوط ببقاء الإنسان أو زواله؛ فما دام الإنسان باقياً، فستظل هذه المشكلات تؤرقه، فإن انعدم الإنسان انعدمت المشكلات كلها بانعدامه.
نعم عزيزتي، إننا نتغير ولكن التغير لا يمحو هويتنا. وهذا الذي يحير ويدهش على ألفته وبداهته.
والنزول حركة والحركة مادة والمادة تتغير. وحتى لو كان النزول لفظاً مجرداً، فإن المجرد يتغير أيضاً. والدليل قولك: -والأقوال والنظريات ايضا تتغير - فالأقوال والنظريات مجردات ذهنية غير حسية.
أما الصاروخ في الفضاء الخارجي بسرعة تحاكي سرعة الضوء، فسرعته ثابتة (لا نسبية) بالإضافة إليه لا بالإضافة إلى مراقبين له من كوكبين متباعدين. المراقبان يقدر كل منهما سرعته بحسب موقعه فيختلفان في التقدير مما يحمل على الظن بنسبية سرعة الصاروخ. القضية التي طرحها أستاذنا عطو هنا هي قضية النسبية والإطلاق.
أ


5 - النعيم...أنعم أو أنعمت عليك النعمة بنعمها
عبد الرضا حمد جاسم ( 2015 / 5 / 10 - 05:07 )
محبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة و ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
لا اُزيد
بل اُعيد
لا ماء يتطابق مع ماء حتى من كان في قدح...لذلك عندما يُراد استخدامه يُرج او يُخلط او يُقَّلب
لا زيد يشبه زيد حتى لو كانوا نوئم
النهر ليس النهر و الماء ليس الماء و حركة النزول ليس كما قبلها و النازل ليس النازل حتى وزناً
جوهر الماء 2هيدروجين و 1 او كسجين لكنه مذيب فعال و تتأثر تلك الحالة بالتركيز و درجة الحرارة
اي اساس الماء واحد لكن هيئته تختلف(تركيز الذائبات فيه ...درجة حرارته...)و لما كان الماء يشكل 87%من الخلية الحية...فيكون جوهر الخلايا وا
.................................................
على هامش الموضوع : الحليب هو اقرب الاشياء للخلية الحية ففيه 87%ماء و مكونات مشتركة لكنه يختلف بشكل كبير رغم لونه الابيض
هكذا ارى و اشعر
......................................................................
احسنت استاذي في اشراقتك هذه فلولا هذه النعيميات لتكلس التفكير و شاخت خلاياه
دمتم بتمامها


6 - سلام ومحبة وتقدير وإكبار وأكرر التحية وبعد
نعيم إيليا ( 2015 / 5 / 10 - 08:56 )
تسرني تحاياك عزيزي. لها نغم خفيف طيب!
ترى أن ((لا ماء يتطابق مع ماء)) فماء دجلة ليس كماء الفرات؛ أي لكل ماء هويته الخاصة. ولكن الماء ، كل ماء، يتكون كما تقول من ذرتين من الهيدروجين وذرة من الأكسجين وهذا يعني أن أصل كل ماء واحد، والواحد يطابق ذاته تمام المطابقة.
والآن مم يتكون الهيدروجين؟ ومم يتكون الأوكسجين؟
فإن يتكون الهيدروجين من (...) فمم يتكون (...) ؟
فإن يتكون (...) من (س) فمم تتكون (س)؟ وامض هكذا في تعقب الأصول. فإن مضيت، فهل تراك بالغاً أصلاً لا أصل من بعده؟
وترى أن النهر الذي نزل فيه هركليت، ليس هو النهر الذي كان قبل أن ينزل فيه. كيف؟ أليس النهر هو عين النهر الذي نزل فيه؟ أتراه صار فراتاً بنزول الفيلسوف فيه، وكان قبل نزوله دجلة؟
شكراً لك وأنت ذو نزَل!


7 - الهوية والمماهية
مالوم ابو رغعيف ( 2015 / 5 / 10 - 13:27 )
الاخ نعيم ايليا
تحياتي
اعتقد ان المصطلحات التي استخدمتها في صياغة فكرة الموضوع قد اعارته شيئا من الارباك، فانت تسخدم الهوية للدلالة على الجوهر
وتستخدم الماهية للدلالة على الشكل
فتقول
{فإذا كانت صورة الشيء (ماهيته) هي هوية الشيء، }
ماهية الشيء هي جوهره المكون له، بينما هويته هي تلك التي تبدو للعين انها صورته التي يتعرف عليها الناس بالنظر او ربما باللمس او بقية الحواس
لكن تلك العلاقة بين الجوهر والشكل لا يمكن ان تكون الا منسجمة، ان الجوهر دائما ما يعكسه شكلا او لنقل هوية ملائمة ومنسجمة مع صفاته، لكن في بعض الاحيان قد يشذ الامر فلا يعكس الشكل حقيقة الجوهر، قد يكون هوية خادعة لجوهر مختلف/ المثال الذي ضربته حول الاستحمام بالماء مرتين، هو شكل غير واقعي لجوهر فعل مختلف، فالماء متغير انه يجري ولا يسكن، والنهر متغير من حيث قوة الجريان ومن حيث الحرارة والبرودة والعمق ولاتساع والانسان متغير بفعل عمليات الهدم والبناء وعوامل الزمن، لكن للناظر يبدو ان الهوية والماهية كل واحد متكرر في كل لحظة يعواد فيها الفعل الحدوث


8 - الأستاذ القدير مالوم أبو رغيف
نعيم إيليا ( 2015 / 5 / 10 - 19:24 )
تحياتي أيها العزيز وشكراً لك على آرائك المعارضة.
اسمح لي أن أقرأ عليك شيئاً مقتطفاً من مقالة الزاي لأرسطو من كتابه ما بعد الطبيعة بشرح ابن رشد:
((والجوهر يقال على الهيولى بجهة ما وعلى الصورة أيضاً بجهة أخرى وعلى المجموع منهما بجهة ثالثة ص 758))
((إن الانية والماهية ينتميان أولاً وبإطلاق إلى الجوهر ص 1030))
واسمح لي بعد ذلك بالعبور إلى ما هو أهم وهو مثال الاستحمام: فالماء كما تفضلت متغير يجري ولا يسكن، ولكنني رغم تجدده وحركته لا أحس به ولا أجده شيئاً آخر غير الماء. إن الماء الذي تدفق علي وجاوزني هو عين الماء الذي يتدفق علي الآن. وإذا فحصته فحصاً علمياً في المختبر فلن تجده في خواصه النوعية يختلف في شيء عن الماء الذي جاوزني ومضى. إن جميع التغيرات الخارجية التي يمكن أن تطرأ على موجات الماء المتدفقة كالقوة والضعف ودرجات الحرارة لن تجعل من الماء هذا ماء غيره. ومن يقول إن التغيرات التي تطرأ على الموجات المتتابعة تجعل الماء المستحم به ماء آخر، لكالقائل إن زيداً الشاب ليس هو زيد الصبي الذي كانه.
إن التغير برأيي واجتهادي لا يفقد الشيء هويته
ف (أ) ستبقى (أ) ولو خرجت بها من (أكتب) إلى (أحمد)
و


9 - نقطة التعادل
مالوم ابو رغيف ( 2015 / 5 / 10 - 21:01 )
الاخ نعيم ايليا
من حيث الشكل لا اختلاف/ حيث ان الماء يبقى ماء فلا يتغير اسمه بفعل جريانه
ولعل عدم تغير اسمه يعطي شعورا بعدم تغير هويته، مثلما افترضت بان زيد الشاب هو نفس زيد الصبي الذي كانه
لو رجعنا الى الدين، فان الماء الجاري يعتبر طاهرا لحقيقة عدم ركوده وتغيره المستمر، فالنجاسة في النهر لا تسبب عدم طهارته، لانها تغادر الامكنة بفعل الجريان، وهي حقيقة معروفة لك بالبداهة لذلك يُسبح في النهر رغم افتراض التلويث الحيواني للمياه
انت هنا تتحدث عن العلاقة بين الجوهر والمظهر
ولا تتحدث عن تغيرات الجوهر، في اطروحتك الفلسفية شيئا من الخلط بين الاثنين
فتغير (الجريان) لا يجعل الماء يفقد خصائصة الجوهرية، في الكيمياء هناك ما يسمى بنقطة التعادل للمحلول الذي يبقى محتفضا بخاصته دون تغير الى ان يتم تجاوز هذه النقطة، في النهر لا لا يتم تجاوزهذه النقطة
لكن التغيير اذا ما مس جوهره او مس ماهيته سيجعله يفقد هويته ولا يمكن القول ان الماء هو نفسه الذي استحممت فيه سابقا
زيد والهمزة وكل الاسماء ليس مظاهر لحقائق انما اشارات ورموز لها، الرمز عنوان تستطيع تغيره رسمته دون احداث تغير على دالاته
تحياني


10 - مشكلة الخلط ما بين الجوهر والمظهر
نعيم إيليا ( 2015 / 5 / 11 - 02:37 )
الخلط أخي العزيز بين الجوهر والمظهر اضطراري لا محيد عنه. الماء مثلاً جوهر ومظهر معاً، فما الجوهر الذي يتقوم به الماء وما المظهر الذي يتقوم به؟ هل يمكنك الفصل بينهما إلا في التصور، وربما، في المختبر؟
الجوهر الذي حده الهيولى لا يتغير. هل تتغير المادة التي يتركب منها الماء؟
إذا تغيرت استحال الماء إلى لا ماء. ولن يجدي شيئاً عندئذ أن نتحدث عن ماء وهو لا ماء.
تتغير كيفية الماء، فقد يكون تدفقه قوياً أو يكون ضعيفاً، وقد يكون بارداً أو حاراً أو فاتراً وقد يتغير مجراه ويتغير زمان جريان موجاته وتياراته، ولكن الماء في جميع هذه الأحوال يظل ماء.
وإذا (تنجس) الماء باختلاط مواد أخرى به، فهل يحول الماء عن (مائيته)؟ هل يقال إن الماء الذي اختلط به البول ليس ماء بعد؟
والهمزة رسم لصوت والصوت مادة فإذا تغير وضعها كأن تأتي مكسورة أو مضمومة أو مفتوحة فهل تفقد الهمزة بما هي همزة هويتها؟
زيد اسم لشخص بعينه فإذا جردته منه ومنحته اسماً آخر أو لم، فلن تتغير حقيقته سيظل هو هو.
طرأ تغير على الهمزة بتبدل أحوالها، وطرأ تغير على الشخص بتغير اسمه، فهل فقد أحدهما هويته؟
وكذا ماء النهر، هل يفقد هويته إذا ما تغير جريانه؟


11 - النعيم ...المار علينا بنعيمه و نعماءه
عبد الرضا حمد جاسم ( 2015 / 5 / 11 - 07:31 )
محبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة و ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
في ت10
نعم اخي نعيم المظهر يتبدل فهو يأخذ لون المحيط به من الازرق السمائي الى الاخضر المزرق
كل ما موجود في المسطحات التي تسمى مائية او المجاري او طبقات الارض ليست ماء انما محاليل مختلف تراكيزها
نعم اخي نعيم الماء الذي اختلط بالبول لا ماء انما محلول بولي
نعم اذا اختلط الماء بالنجس يفقد مائيته يصبح له لون و طعم و رائحة و الماء ليس فيه من الثلاثة
نعم عندما تُغير اسم الشخص يفقد هويته...و ربما حتى جوهرة...و يمكن متابعة ذلك من نفسية من اضطر او رغب في تغيير اسمه
و انت تلاحظ من ينتحل اسماً و همياً او مستعاراً كيف يبدُ حتى مع نفسه
نعم ماء النهر يفقد هويته اذا تغير جريانه
ان ركد صار غير ما كان او نتج عن جريانه عنف...او مر بأرضٍ اخرى
ماء الفرات في اعالية ليس كما في اسفله في الناصرية
وماء شط العرب ليس ماء دجلة او ماء الفرات
اكرر التحية
و شكراً لتزييتك لماكنة التفكير اقلها عندي


12 - الأستاذ الفاضل عبد الرضا حمد جاسم
نعيم إيليا ( 2015 / 5 / 11 - 10:39 )
عزيزي أبا حيدر.
تقول المظهر يتبدل. وهذه حقيقة لا يرفضها عاقل: الأفعى التي تعيش في أدغال الأمازون مثلاً تختلف في مظهرها عن الأفعى التي تعيش في الصحراء الكبرى. ولكن هل أفعى الأمازون لاختلافها في المظهر عن أفعى الصحراء، ليست بأفعى؟
وتقول (كل ما موجود في المسطحات التي تسمى مائية او المجاري او طبقات الارض ليست ماء انما محاليل مختلف تراكيزها) فما هي هذه المحاليل؟ أليس لكل منها على انفراد تصنيف وهوية؟
وتقول:(الماء الذي اختلط بالبول لا ماء انما محلول بولي) فإذا كنت تقصد أن الماء هنا صار محلولاً أي لا ماء، فإن الماء في هذه الحالة لم يعد ماء، ولا شأن لنا بما ليس بماء.
وتقول: (اذا اختلط الماء بالنجس يفقد مائيته يصبح له لون و طعم و رائحة و الماء ليس فيه من الثلاثة) وفقد المائية يعني فقد الجوهر، فهل يفقد الماء جوهره حقاً إن خالطه نجس؟ إن اللون والطعم والرائحة أعراض، فهل الأعراض تذهب الجوهر؟ أئذا ارتديت ثوباً أحمر، تغير جوهرك؟ ثم ألا يستطاع تنقية ذاك الماء من النجس؟
وتقول: (عندما تُغير اسم الشخص يفقد هويته) حسناً، سمني أحمد ولنر هل سيلغي اسمي الجديد أناي بتاريخها وطولها وذوقها؟


13 - الأستاذ الفاضل عبد الرضا حمد جاسم 2
نعيم إيليا ( 2015 / 5 / 11 - 11:14 )
وتقول: (نعم ماء النهر يفقد هويته اذا تغير جريانه) طيب! ما الماهية الجديدة التي يكتسبها الماء بتغير مجراه؟ هل يصير الماء في هذه الحالة صلباً أم غازياً؟
وتقول:(ان ركد صار غير ما كان ) كيف؟ هل صار الماء هنا شيئاً آخر غير الماء؟ ما هو هذا الذي صار إليه؟ ثم هل الركود، وهو عرض، يحيل الماء عن جوهره؟
وتقول: (ماء الفرات في اعالية ليس كما في اسفله في الناصرية) وقولك هذا صحيح وغير صحيح معاً. فإنه قد عرض للماء في أسفل الناصرية، ما لم يعرض له في أعاليه. ولكن هل الماء في أسفل الناصرية بأعراضه الجديدة، امتنع أن يكون في جوهره كالماء في أعاليه؟
وأخيراً اسمح لي أن أسأل الأخ الذي منحني علامة الصفر: هل تعتقد أيها الأخ أن الحركة لا ضد لها؟ فإن كنت تعتقد أنها لا ضد لها، فقل لنا كيف يكون ثمة شيء في الوجود لا ضد له؟
وقل لنا أيضاً: ما التغير إن لم يكن ثمة من ثبات؟





14 - النعيم النعيم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2015 / 5 / 11 - 12:31 )
اكررها من القلب كما سابقاتها
الافعى تبقى افعى لان جوهرهما نفس الشيء كما الانسان
لكن الماء يختلف مظهر و مبطن
المحاليل مواد تختلف في تركيبها و تراكيزها و لونها و طعمها و تأثيرها و فوائدها و مظارها
كيف لا شأن لنا بما هو لا ماء...الماء في هذه الحالة انتهى و لم يعد ماءً
نعم الماء يفقد جوهره اذا اختلط بنجس...يفقد طهره و نقاوته و صفاءه و طعمه و لونه و رائحته و تركيبته و فائدته و شكله و لزوجته و كثافته و قابليته على الاذابه
الطعم و اللون و الرائحة ليست اعراض انما جوهر فهل التفاحة مثل المشمشه ام القي كالبطيخ
ليس انا من يسميك...لكن لو فُرض عليك اسم نعيم احمد بدل نعيم ايليا هل ستكون انت حتى مع ذاتك
او انت من اختار هذا الاسم هل ستكون امامي نفسك؟ طبعاً كلا
اكرر التحية


15 - اكررها لك و للجميع ايها النعيم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2015 / 5 / 11 - 12:43 )
يتبع ما قبله
لا لن يكون صلب او غازي ...انما سائل اخر مواصفاته تختلف في كل شيء...هل الكحول ماء...هل ما نقول عنه -ماء مغذي- طبياً هو ماء...هل عصير الفواكه ماء
انا لم اتطرق للركود...قلت حتى الماء في القدح يجب ان يُرج او يمزج او يُطرق قبل استعماله او استخدامه
في الغالب جوهرالسوائل ماء لكونه يشكل النسبة العالية منه و ضربت لك مثال الحليب(الذي اعتبره غذاء الحياة و ربما منه انطلقت الحياة)...لا اعرف من منحك الصفر......مع احترامي له لا اعتقد ان من يمحك الصفر كان او سيكون خارجه
بخصوص التغيير و الثبات
اعتقد الثبات عيني او ظاهري في الغالب لكن التغيير عميق و دقيق
احدهما مقابل الاخر


16 - وأكرر بدوري تحياتي وامتناني وتقديري
نعيم إيليا ( 2015 / 5 / 11 - 17:44 )
لماذا الأفعى والماء شيئان مختلفان؟
للأفعى ظاهر وباطن، وللماء ظاهر وباطن وهو المهم في مسألتنا. ولا شك في أن لكل منهما مع ذلك خصائص وأعراضاً يتفرد بها
ومتى تحول ماء إلى سائل آخر، لم يعد ماء كما ذكرت. فلماذا يهمك السائل الذي لم يعد ماء ونحن نتحدث عن ماء نهر ما تحول نزل فيه هركليت ؟
انزل في النهر مرة ثم اخرج منه ثم عد فانزل فيه، فهل ستراه في المرة الثانية اختلف في هويته عن سابقه؟
أما أنا فقد ثبت لدي أنه هو هو في المرتين مع تدفقه وحركة جريانه. فإذا كنت في شك مما أقول، فخذ عينة من مائه في المرة الأولى التي تنزل فيها إلى النهر وعينة في المرة الثانية التي تنزل فيها إليه وحللهما في المختبر، وسترى أن الماء هو إياه في المرتين
ولكنك إذا ما حولت الماء في المرة الثانية التي تنزل فيها إلى النهر إلى لا ماء، فمن الطبيعي حينئذ ألا تحصل على هذه النتيجة في المختبر
مثال آخر: إننا نتنفس نفس الهواء، الهواء هو هو مادام لم يتحول إلى ثاني أكسيد الكربون أو إلى ما سواه، فهل يصح أن نقول إن الهواء ليس هو إياه في حال عدم تحوله إلى غاز آخر؟
وتنبه لطفاً إلى أنني أتكلم عن الهوية وليس عن تغير أعراض الشيء وحالاته.


17 - الغاية
سيمون جرجي ( 2015 / 5 / 15 - 15:55 )
سلامٌ عليك عزيزي المفكّر الحبيب

أرجو أن تغفرَ لي تعليقي الرّديء في قصّة لاودي، وبعد فقد قرأتُ عندَ علماء الفلك والفيزياء أنَّ الكون آخذٌ في اتّساع وهذا الأخذُ حركيٌّ متغيّر تبعًا للمادّة التي تضمُّ في أصغر مكوّناتها حركة تتحوّل بالتأثير إلى طاقة... إلخ. وهذا يعني أنَّ الوجود متغيّر، غير ثابت. فهل يصحُّ أنَّ نقول: إن كانَ الوجودُ متغيّرًا فغايته متغيّرة لا ثباتَ لها؟!

اخر الافلام

.. احتجاجات الطلبة في فرنسا ضد حرب غزة: هل تتسع رقعتها؟| المسائ


.. الرصيف البحري الأميركي المؤقت في غزة.. هل يغير من الواقع الإ




.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحكم في مستقبل الفورمولا؟ | #سك


.. خلافات صينية أميركية في ملفات عديدة وشائكة.. واتفاق على استم




.. جهود مكثفة لتجنب معركة رفح والتوصل لاتفاق هدنة وتبادل.. فهل