الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايديولوجيا الخراب!

عبد عطشان هاشم

2015 / 5 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الايديولوجيا لمن لايعرفها ، عبارة عن منظومة من الافكار او المعتقدات التي تتبناها مجموعة من الناس ، ويؤمنون بصحتها بصورة مطلقة بل وتصبح عقيدتهم الشاملة والوحيدة في السياسة والاقتصاد والحياة برمتها.
من الايديولوجيات البارزة في القرنين السابقين ، هي القومية والفاشية والنازية والشيوعية والمكارثية وماتفرع عنها من ايديولوجيات ثانوية ، وقد فشلت كما هو معروف كل تلك الايديولوجيات ولكن على جثث عشرات الملايين من الضحايا حيث خسر العالم مايقارب 250 مليون من الضحايا جراء ذلك الحصاد المر. وحتى الايديولوجيات التي انطلقت من منطلقات انسانية بحتة سعيا لبناء يوتوبيا مستقبلية فاضلة كالشيوعية انتهى بها المطاف لان تصبح ديكتاتوريات بغيضة اسوأ من الراسمالية ، والنموذج الكوري الشمالي لايزال يشهد بصحة ذلك.
الايديولوجيا فكر متعصب ومنغلق، يفترض الصحة المطلقة لفروضاته وقد وصفها إنجلز (بالوعي الزائف) باعتبارها تشويهاً للفكر والحقيقة حيث انها لاتقبل تأويلا خارج رؤيتها الرسمية . ولذلك فهي تخلق الهة - كهتلر وموسيليني وستالين وفرانكو وكيم جونغ وصدام حسين - لهم اتباع ومريدين وليس بشر احرارا قادرين على التفكير والتحليل والنقد بحرية . ولم تكتفي الايدلويجيات بذلك بل ابادت جميع من لايتفق معها بصورة وحشية نتذكرعلى سبيل المثال لا الحصر مذابح الارمن ، ضحايا القمع الستاليني 1936-1938 ،مذبحة الهولوكوست ، مجزرة كاتين ، وحقول القتل في كمبوديا ، المقابر الجماعية في عهد صدام ، وجريمة سبايكر وماتنفذه داعش وماسواها من مذابح مستمرة اسوة حسنة.
كان القرن العشرين هو عصر صعود الايديولوجيات في النصف الاول وانهيارها في النصف التالي ، وبعد سقوط الاتحاد السوفياتي أعلن كثيرون من المفكرين عن زوال عصر الأيديولوجيا وموتها وكتب (فوكوياما) عن نهاية التاريخ 1992 مبشراً أيضاً بسقوط الأيديولوجيا..لكنه اغفل استخدام الدين كايديولوجيا للقتل والتدمير اشد فتكا من سابقاتها بكثير.
فأسوء منتج بشري على الاطلاق - كان ادلجة الدين وتحويله من اعتقاد شخصي الى ايديولوجيا شمولية تدعي لنفسها المعرفة المطلقة بالكون والحياة والبشر والسياسة والعلوم الخ...
فالايدلوجيا الدينية تعصم منطقها بالقداسة كما هو معروف ، وترفع السيف في وجه من يخالفها ، وفي منطقتنا وضع ابن تيمية اول لبنات الفكر الايديولوجي الاسلامي الارهابي وجعل منه الايديولوجيا الرسمية للخراب والقتل والكراهية وهكذا كانت الحركة الوهابية ، القاعدة ، طالبان ،بوكو حرام ومثيلاتها واخيرا داعش والنصرة المعبر الابرزعن تلك الايديولوجية.
ولايزال كل علماء الدين المسلمين يحرصون رغم الخلافات بينهم على جعل الدين ايدولوجيا ذات انياب طائفية للتمكن من رقاب الناس وحجر عقولهم في سجن الماضي.
لم يحصد المسلمون انفسهم خيرا يرتجى من وراء ايديولوجيتهم ، سوى مسلسل لاينتهي من الديكتاتوريات الفاسدة التي تحكم باسم الدين والتخلف والفقرو الموت والتشرد في بقاع الارض كلاجئين، ولاتزال رحى تلك الايديولوجية البائسة تطحن الاف الابرياء في العراق وسوريا وليبيا وباكستان وافغانستان ومصر والسودان وفي كل دول العالم التي يتواجد فيها اتباع هذه الايديولوجيا.
لم تترك داعش شرا الا وفعلته بامتياز مطلق ، من قطع الرؤوس والاغتصاب والسبي والحرق والتدمير للمسلمين قبل غيرهم ورغم ذلك، يغض غالبية المسلمين الطرف عنها ، لم يتظاهر ضدها احد بل تمتلىء الشبكات الاجتماعية بالاعجاب واالاطراء لما تفعله داعش وسواها ولايجرؤون على تكفيرها ، فهي تنفذ اجندة مريضة طالموا حلموا بها كتطبيق الشريعة واعلان الخلافة وسبي النساء وترهيب الناس.
لن يتحرر الانسان في اوطاننا مادامت هذه الايديولوجيا تعيش وتتنفس وتطاردنا حتى في احلامنا!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رائع
السودانى ( 2015 / 5 / 11 - 10:19 )
انت رائع وحسب

اخر الافلام

.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال


.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر




.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي


.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا




.. الجيش الإسرائيلي يدمر أغلب المساجد في القطاع ويحرم الفلسطيني