الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثوار الحقيقيون .. والإنتهازيون (2-2)

فانينج وليم

2015 / 5 / 23
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


*كوامي نكروما ثوري غاني انقذ شعبه من المستعمر، وتمكن من تحقيق الوحدة الوطنية بين مختلف القبائل واصبح شخصية قومية التي حلت محل النزعات القبلية، وبدأت هذه القبائل تتعاون فيما بينهم، رغم الإنقلاب الذي قامت به الزمرة من العسكريين ضده، إلا انه محل إحترام وتقدير من شعبه أكثر من هؤلاء الإنقلابيين.
* الزعيم الجزائري "بومدين هوالثوري الذي بحث عنه المستعمر الفرنسي، لقد شرع في بناء دولته من خلال ثورة ثلاثية أركانها(الزراعية،الثقافية، الصناعة). تمكن من خلال هذه الثورة الثلاثية من رفع المستوى المعيشي والثقافي لشعبه، وأصبح إسمه في ذاكر الشعب الجزائري على ما قدمه من خدمات حتى كاد ان ينسي نفسه،ولم يتزوج إلا بعد أن تقدمت بلاده، وقال آخرين عنه انه متزوج الدولة، لإنشغاله ببناء الدولة أكثر من جوانب حياته.
*بعدما تطرقنا في السطور الآنفةإكتشفنا أنالثوار كانوا مهموميين بقضايا تطوير مجتمعاتهم بهدف تحريرهم من يد المستعمر او الأنظمة المستبدة، وقدموا خدمات تؤكد انهم فعلاً قادوا الثورات من أجل شعوبهم. هنا يطرح السؤال نفسه، من أين أتى هؤلاء؟. عندما نقارن ما قدمه هؤلاء الثوار الحقيقيين لشعوبهم وما نراه هنا من أناس قادوا ثورة من أجل كرامة الشعب، يتضح لنا جلياً أن في فترة قصيرةأكشفوا المستور وأثبتوا أنهم ليسوا بثوار،إنما الثوار الحقيقيون قد فقدهم الشعب اثناء النضال، ولم يتبقَ سوى ثوار من النوع الثاني. وتعلمون مَنْ هم !!
* إذا حاولنا أن نقارن ما بين قائد الثورة الآن "سلفاكير" مع قائد ثورة بوركينافاسو الملقب بــ"جيفارا أفريقيا" عندما كان في سدة الحكم، سنصل إلى نتيجة أن الرئيس ليس بثوري من النوع الاول، لأنه ليس هناك ثوري رئيس للدولة ومتمسك بزمام الامور،ويقود وزراءه أفخم السيارات،في حين أن شعبه يعانون من نقص في الخدمات الاساسية مثل (التعليم ، الصحة ، المياه ..الخ)، وهو جالس على كرسي السلطة دون أن يحس بذنب او يشعر بخجل. وهذا ما يقود كل من يعرف الثوار الحقيقيين حبهم للوطن والشعب اكثر من ذواتهم.أنظر الى "بومدين" رجل تناسى حياته الشخصية لإنشغاله ببناء دولته حتى تزوج في سنة متأخرة من عمره،في حين كان بإمكانه إستغلال أموال الشعب لتحقيق رغباته الذاتية.
قال "توماس سنكار"، عندما وجدتُ تكييف في مكتبي شعرتُ بذنب وخجل، كيف لي ان يكون داخل غرفتي او مكتبي مكييف وشعبي لايملك هذا؟. معأن هذا الشيء بسيط لكن الرجل أكد أنه ثوري بالفعل حينذاك. كما ليس هنالك ثوري بلا رؤية.أنظر ما فعله "بمودين"، و"جوليوس نيريري"، كيف تمكنوا من رفع المستوى المعيشي لشعوبهم؟، وكيف تمكن "جوليوس" من خلق وحدة وطنية بين شعبه؟، هل فعلت ثورينا شيئاً من هذا القبيل؟، أم زعيمنا الثوري الذي أتى بعد الثوري الحقيقي دكتور "جون قرنق" أسس الدولة على نمط تقليدي جداً قائم على محاصصة قبلية ومناطقية، لذلك إنتهى بنا المطاف الى هذه المرحلة التي لا نعرف فيها أين نحن الآن؟ او إلى أين نحن ذاهبون؟.
* في خاتمة هذه السطور،أعتقد أن هؤلاء الثوار من النوع الثاني والمتقبعين على كراسي السلطة الآن ليس لهم أية علاقة لا من بعيد ولا من قريب بالثورة التي قادها كل من دكتور "جون قرنق"، "وليم نيون " وبقية العقد الفريد من الشهداء،لذلك إنتهت الثورة ومبادئها مع الشهداء،وأتى مَنْإنضموا إلى الثورة وقتذاك لأسباب نفعية محضة، وليس من أجل المبادئ الثورية، لذلك لا تضعوا أي أمل على عاتق هؤلاء لأنهم سيظلون هكذا طالما الضمير الثوري غائب او قل بالأحرى ميت لديهم.
قال "توماس سنكارا"، الثوار الحقيقيون يمكن قتلهم ولكن لا يمكن قتل أفكارهم". نعم الثوار الحقيقيون تبقى أفكارهم في أذهان شعوبهم فقط بعد ان يقتلهم الثوار الانتهازيون او ينقلبوا عليهم ويجهضوا الثورة من محتواها لتحقيق مآربهم البغيضة، وهذا ماحدث لشعبي بعدما أجهض هؤلاء الثوار من النوع الثاني الثورة التي كانت بقيادة المفكر "جون قرنق" يرحمه الله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس: تلقينا رد إسرائيل على موقفنا حول وقف إطلاق النار وسندر


.. كارثة غزة بالأرقام.. ورفع الأنقاض سيستغرق 14 عاما | #سوشال_س




.. قوات النيتو تنفذ مناورات عسكرية متعددة الجنسيات في سلوفاكيا


.. طلاب جامعة كاليفورنيا الأمريكية يقيمون مخيم اعتصام داخل حرم




.. رئيس سابق للموساد: حماس متمسكة بمطالبها ومواقفها ?نها تحررت