الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا يموت الدين في السياسة

جمشيد ابراهيم

2015 / 5 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا يموت الدين في السياسة
شخصيا اعتقد او انا متأكد ان هذه النظرة ليست الا امنية ان الدين مسألة شخصية و لكل فرد الحرية المطلقة ان يؤمن (بأي شيء) او لا يؤمن و عليه ان لا يتدخل في معتقدات الاخرين و يحترمها و يجب ان يبتعد الدين عن السياسة و الحياة العامة و لكن الديانات لم تتطور الا من تقاليد و عادات المجمتعات البشرية اي ان الدين تحول ايضا الى مسألة هوية جماعية لتدفع بافراد من الذين يميلون الى االايمان العميق بطريقة تختلف قليلا او من الذين يمليون الى التفكير و التأمل و الفلسفة التمرد عليها و اقناع الناس باتباع طريق جديد و هذا يؤكد ديناميكية الاديان و تغيرها بمرور الزمن.

لقد بين التأريخ البشري بان الدين لم يكن ابدا مسألة فردية و الا كيف يمكن اطلاق تسمية الدين عليه (راجع مقالي السابق: الدين و موت المفرد في الجمع). تشترط تسمية الدين اذن وجود مجموعة بشرية تقرر او تجبر على الايمان بدين معين (بهوية دينية معينة) او تنقلها من جيل الى جيل (بالوراثة) و هذا يعني ان الدين مسألة اجتماعية عامة لا يمكن فصله عن المجتمع و السياسة (لا حظ الاعياد الدينية السنوية و الفرائض الدينية الاجتماعية في الصوم و الصلاة وغيرها من الشعائر الدينية).

يقال ان الانظمة الغربية تفصل بين الدين و السياسة و لكن هذا اما حبر على ورق فقط ام ان درجة تدخل الدين في السياسة اخف منها في المجتمعات الاسلامية و لكنك اذا قلت لقد مات الدين في السياسة في الغرب فهذه كذبة كبيرة. عندما انهار الاتحاد السوفيتي فتح وزير الماني فمه على مصراعيه ليقول: لقد ماتت الشيوعية و لكن المسيح بقى على قيد الحياة.

في الحقيقة ليس هناك خوف من تدخل الدين في الامور الاجتماعية و السياسية و الثقافية كما نجده في الدول المسيحية الغربية حينما تتوفر لكل شعب ترجمة لكتابه المقدس بلغته القومية و لكن المشكلة هي التدخل الديني المطلق كما نجده في الانظمة الاسلامية و تدخل اللغة الدينية الاسلامية العربية في لغة الناس اليومية بغض النظر عن انتمائها الى عائلة لغوية اخرى (الحمدلله – انشاءالله – و النبي...) فحتى لو تخلصت من الاسلام كليا فسوف تعيش اثاره اللغوية في حياتنا اليومية لانك لا تستطيع غربلة اللغة بطريقة دكتاتورية.
www.jamshid-ibrahim.net





التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي


التعليقات

1 - الحضارة الاسلامية قائمة علىى الدين
عبد الله اغونان ( 2015 / 5 / 23 - 21:05 )

عندنا لايمكن فصل الدين عن السياسة كما في الغرب
لسبب وجيه هو أن الحضارة الاسلامية قامت أساسا على الدين
بخلاف المسيحية التي هي دين وعظي
واليهودية التي هي دين قومي محدود الانتشار خاص باليهود
في الفكر انطلقت الحضارة الاسلاميةمن الدين القران الحديث ومنهما تم دراسة اللغة وتقعيدها
وارتباط كل العلوم بالاسلام
في الاقتصاد مانزال حتى عن المستوى الرسمي كالزكاة ووزارات الأوقاف والبنوك الاسلامية
وفي اللغةحتى علىمستوياتها الشعبية هناك ارتباط بالتعبير الديني فكل شيئ بمشيئة الله ان شاء الله
وتكنب مفصولة ان شاء
كما أن الحفلات والأعياد تتم بأسلوب ديني ابتداء من الأذان في أذن المولود والزواج الى الممات
والأعياد الدينية هي المحتفل بها شعبيا أما الأعياد الوطنية فالاحتفال رسمي
مهما كان رأي شخص في الدين والشأن العام فالحكم والمقياس هو التصويت وقد بينت الانتخابات رغبة الشعوب العربية الاسلامية في المنهج الاسلامي في التدبير لذلك تنجح التيارات الاسلامية رغم معارضتها من الحكام والغرب وهذا مايؤدي الى يأس البعض وحمل السلاح
يجب أن نستمع الى نبض الشعوب ونعطيها حرية القرار والاختيار

2 - تعليق الى جمشيد ابراهيم
ايدن حسين ( 2015 / 5 / 24 - 07:49 )

تحية طيبة اخي العزيز
الدين ما هي الا افكار .. تماما كافكار الاحزاب السياسية
ما لا افهمه .. كيف تدعون الى فصل الافكار الدينية عن السياسة .. في حين لا تدعون الى فصل الافكار الحزبية عن السياسة .. اليست كلاهما افكارا
اخي العزيز .. لو كان المسلط علينا هنا دينا او حزبا .. فالنتيجة واحدة .. قمع الحريات و الافكار المخالفة
في الغرب .. سواءا كان المسلط على المواطن هناك دينا او حزبا ما .. فليس هناك قمع للحريات و الافكار المخالفة
فالمشكلة اذن ليست في الدين او في الاحزاب .. المشكلة هي في الاشخاص الذين يمارسون الدين السياسي او السياسة الحزبية
و احترامي
..

3 - الاخ العزيز ايدن حسين
جمشيد ابراهيم ( 2015 / 5 / 24 - 12:29 )
نعم البرامج لا تفيد اذا كانت الممارسات و اني معك بان فصل الدين عن السياسة وهم خاصة و كما اشار الاخ عبدالله اغونان ان الحضارة لاسلاميية و العربية نشأت على الدين
اجمل التحيات

اخر الافلام

.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع

.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-


.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها




.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24