الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


*إسماعيل حسن خليل – الكاتب والمفكر السوري – 2

عايد سعيد السراج

2015 / 5 / 24
مواضيع وابحاث سياسية




*أحد عشر عاما كاملا أمضيتها في السجن

* نبذة عن حياتك : حياة عادية جداً – ولدت في قرية حمام التركمان في / ريف الرقة الشمالي / ودرست الابتدائية فيها ثم انتقلت إلى مدينة الرقة ودرست في ثانوية الرشيد. تأثرت بداية بالأفكار الوطنية القومية وبعد نكسة حزيران انتقلت إلى فكر الرفض الماركسي، كنت أقرأ الكتب العامة ومن ضمنها الصحف والمجلات اللبنانية ذات الطابع التقدمي التي كانت تصدر من لبنان، حينذاك كان لبنان بصحافته الحرة متنفسا لنا بسبب الفقرالذي أصاب النشر في سورية البعثية. انتسبت إلى الحزب الشيوعي السوري عام 1970 م ، بعد ذلك تم انقسام الحزب وكانت الانقسامات على أساس مناطقي، و أصبحت مع الجناح الذي عرف فيما بعد بالمكتب السياسي بقيادة - رياض الترك - الذي تعاطف معه أغلب المفكرين الماركسيين العرب أمثال إلياس مرقص – ياسين الحافظ – محمود أمين العالم – اكرم الحوراني – فؤاد مرسي – الخ ضدا من المدرسة الستالينية التي كان يمثلها خالد بكداش الانقسام كان فكريا وليس سياسيا لأن الماركسية لم ( تتبيأ ) في المنطقة العربية، فقد كانت صدى للسوفييت وما يرتبونه للمنطقة العربية وليست من أرض الواقع، فكانت هناك مراجعة تنأى عن احتكار الحقيقة وأن لدى القوميين والليبراليين والإسلاميين قضايا جديرة بالنقاش. وقف السوفييت مع خالد بكداش، ضد الحزب ( المكتب السياسي ) وأصبح الحزب حزبان – بكداش والمكتب السياسي – طرحت فكرة الديمقراطية وكان الحوار محتدما ً بين رفض وقبول الديمقراطية، تأثرا بالشيوعية الأوروبية التي نزعت نحو الاستقلالية وأن التراث الديمقراطي في النظام الرأسمالي هو ،نتاج نضالات ديمقراطية ينبغي تعميقها. وللحقيقة إن على عاتق الشيوعيين واليساريين والعلمانيين العرب قامت صروح الاستبداد، فكانوا أدوات تبرير بل شارك قسم منهم بقمع المتمردين والمتذمرين. بعد دخول النظام إلى لبنان في عام 1976 جرى الافتراق والقطيعة مع النظام وبدا الصوت المعارض في الحزب يتصاعد. وفي احداث الثمانينيات التي جرت في سوريا شاركنا فيها بقوة ضد النظام، واستطاع النظام أن يشق جميع الأحزاب بخبرته المخابراتية، الشيوعيون والاتحاد الاشتراكي والاشتراكيين العرب.. الخ في الثمانينيات كان هناك حراك شعبي (اسميها ثورة) خرجت إلى الشارع من أجل الحرية وضد تسلط أجهزة المخابرات، والفساد والنظام الاستبدادي، وشاركت بذلك فئات اجتماعية واسعة بما في ذلك ( العلويون ) لكن الأخوان المسلمين سطوا على الثورة وكان هذا بمثابة حبل إنقاذ للنظام قمع بموجبه المجتمع بشكل عنيف، وقـُتِل الكثيرون ونكل بهم وزُج القسم الآخر من جميع الأحزاب والفئات الاجتماعية المعارضة في السجون، على الرغم من أن حزبنا وأحزاب كثيرة كانت سلمية ولم تحمل السلاح ضد النظام. كنا قد كونا تحالفا من القوى الديمقراطية المعارضة (التجمع الوطني الديمقراطي) وفي التحقيق قالوا لنا إن ما فعلتوه في بيانكم أخطر من حمل السلاح، بشكل عام تجربتنا في السجن كانت متواضعة قياسا ً لما فعلوه مع جماعة تنظيم أخوان المسلمين ، وعلى الرغم من ذلك قضى الكثير من رفاقنا شهداء في السجون تحت التعذيب، وبعد التحقيق حولونا أنا ومجموعة من الرفاق إلى السجن المركزي بالرقة، وبعد أربعة سنوات خرجت المجموعة من السجن وبقيت أربعة سنوات أخرى، وذلك كوني كنت أرفض الخروج من السجن حتى يخرج جميع رفاقي وأكون آخر من يخرج من السجن على الأقل بمدينتي الرقة. وبعد ثمان سنوات أمضيتها في سجن الرقة ونتيجة الحوارات التي كانت تجري بيني وبين الأمن وعدم التنازل عن أفكاري ومبادئي نقلوني إلى سجن ( عدرا ) في دمشق، حيث أمضيت في سجن فيه ثلاث سنوات إضافية، ( ملاحظة ) خلال الثمان سنوات التي قضيتها في سجن الرقة كنت في غرفة بمفردي، علما أن السجناء كانوا في حالة اكتظاظ شديد في بقية المهاجع، وذلك لعزلي عن المجتمع حتى لا ( أفسده ) وكانت هذه الفترة مجال للتأمل والقراءة من خلال مكتبة السجن بالنسبة لبعض الكتب التي كانت تتوفر ، وكانت تصلني بعض الكتب والمجلات الجرائد الممنوعة بشكل مهرب وسري وأحيانا تصلني نشرات الحزب ، وبهذه الفترة قرأت كثيرا كتب إسلامية وكتب في الشعر والأدب لأنها كانت متوفرة، وهذا ساعدني على تحصيل لغوي وتنمية الموهبة الشعرية والأدبية. * في سجن عدرا بدمشق : كان جناح السياسيين يصل العدد فيه إلى 200 سجين سياسي موزعون إلى أربع مهاجع فيها كل الطيف السياسي السوري، من الإخوان المسلمين إلى حزب العمل الشيوعي الذي كان يدعى سابقا رابطة العمل الشيوعي. مرورا بالناصريين والقادة من رفاقنا مثل عمر قشاش وفايز الفواز، وحين ذاك اكتشفت عن كثب هشاشة المعارضة السورية وتضخم خلافاتها فبدأت اقتنع بفكرة الاعتزال ، وبما أنن أنني كنت أصوم رمضان واحاور الإسلاميين في الفقه والقرآن كان بعض الرفاق يعتبرونني خارجا عن الفكر الشيوعي وهذا كان يريحني حيث أن موقفي من السوفييت وكرهي لهم يثير حفيضة العقل الستاليني عندهم لكن سقوط الاتحاد السوفيتي ومنظومتهم جعلهم يصغون إلي لأول مرة، كان خروجي من السجن بسبب توافقات دولية بعد دخول صدام حسين على الكويت، ولكي يسوق النظام نفسه فقد أخرج مجموعة من السجناء وكنت منهم، وكانت المسألة بالنسبة للنظام هي إعلامية تسويقية لا غير، ( وقد أمضيت في السجن أحد عشر عاما كاملة ) * بعد الخروج من السجن : كنت معتزلا بقريتي وظل خطابي مع الناس خطابا معارضا، وكان يثير حفيظة الأمن واحيانا يوجهون إليّ إنذارات، وكنت أشعر أن هناك ثورة قادمة وذلك بسبب طغيان الفساد وكم الأفواه الذي بلغ شأوا ً عاليا ًفي السنين الأخيرة، فقامت الثورة في عام 2011 م - كنت أكتب مقالات فكرية ونصوص شعرية ، من خلال موقع الحوار المتمدن الذي اصبح لي موقع فرعيا فيه ، وهذا ما كان يزعج الجهاز الأمني الذين استمروا باللجوء إلى تهديدي وعنما قامت الثورة كنت أعي المخاطر بسبب وحشية النظام وداعميه وافراغ القوة السياسة المعارضة من القدرات التنظيمية الكبيرة، وكنت أعتقد أن إزاحة النظام قد يكلف مليون شهيد وتدمير هائل للبلاد لمعرفتي نفسية النظام الأقلوي وعقده الاستبدادية. وكانوا يلجؤون إلى الناشطين والمتعاطفين مع الثورة لكسب ودهم ي البداية ويمنوننا بإصلاحات عميقةوكنت أرى أن التوحش قادم وان الثمن سيكون خرابا شاملا، وبعد الحوار معهم قالوا إن هناك في سوريا صقور وحمائم، الصقور يريدون قمع الثورة والحمائم بقيادة الرئيس ينوون الأصلاح وإلغاء قانون الطوارئ والسماح بالتظاهر، لذا عليكم أن تساعدونا في هذه المسألة، ولأكون أكثر واقعية وفهما لما سيجري كتبت مقالتين فيهما القليل من التهادن وبعد ذلك اكتشفت كذبهم وبدأت التصعيد، لأنني اكتشفت أنهم تيار واحد متجاوزا خطوطهم الحمراء، وانخرطت في الثورة بشقها المدني لا العسكري، واسست في تل أبيض مع الأصدقاء ( ملتقى سوريا للجميع ) دخل فيه أكثر من 250 منتسب واغنيناه بالحوارات، لكن العسكرة َاخذت كل شيء وتنحى العمل المدني جانبا. ً * – ما هو رأيك بما يجري وما هو الحل : ج – سوريا التي نعرفها لم تعد موجودة، سوريا القادمة ستكون مفككة طائفيا ومناطقيا حتى بعد سقوط النظام، لأن مجموع الثقافة العربية ليس فيها حيز لفكرة الدولة وكان المثقفون يساهمون بتعزيز السلطة الأمنية على حساب الدولة، ومع الأسف أن العلمانيين العرب ضربوا أسوأ مثل في العلمانية المبتذلة، على العكس العلمانية في أوروبا التي بنت الدول. * ما هي أهم كتاباتك الثقافية والأدبية : لدي ديوان شعر مخطوط هو من أوراقي في السجن أحجمت عن نشره بسبب ضعفي في العلاقات العامة ( الانتهازية ) التي تخدم النشر في بلادنا، وقبل الثورة كان هاجس الطائفية يثيرني فكريا، فكتبت مخطوطا روائيا يتحدث عن الطوائف في سوريا إنها أطروحات فكرية بقالب روائي, في هذه الرواية التي عنوانها ( ذاكرة العوسج والصبار ) جعلت السرد القصصي يخدم البحث الفكري لا العكس. ولدي ديوان شعر ( بلا عنوان ) هو جل ما كتبته في السجن من خواطر شعرية. لقد أخذتني المقالة السياسية بعيدا عن الأدب وكتبت مجموعة كبيرة من المقالات الفكرية والسياسية نشرتها بمواقع مختلفة. والآن تأخرت كتابة الأدب لديّ قليلا ً بسبب أولوية الأهتمامات والهموم السياسية
ملاحظة : حدثت بعض الأخطاء الطباعية في المقال المنشور سابقا لذا تم التصحيح








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -عفوا أوروبا-.. سيارة الأحلام أصبحت صينية!! • فرانس 24


.. فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص




.. رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس


.. انقلاب سيارة وزير الأمن القومي إيتمار #بن_غفير في حادث مروري




.. مولدوفا: عين بوتين علينا بعد أوكرانيا. فهل تفتح روسيا جبهة أ