الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكاية النازح سين

منصور الريكان

2015 / 5 / 24
الادب والفن


(1)
كان يقرأ تأريخه عند الغروب ويطلق إهزوجة من تجاعيده النافرهْ
يعود لحالة الصفر يبني افتراضاته الحائرةْ
المدى واسع والتنانير مضرومة تأتلقْ
كان يعلوه هم القرى والذين بنوا غيهم في البيوت التي غادرها أهلها
يا لذاك المساء الكسيح حين جاء المغول وباحوا ما باعراضهمْ
وما زال يجلس فوق دكة بالمخيم يجلو صباحات أهله الطيبينْ
هنا رقدت طفلة وخاط أصابعها الجذام تعالي اليه يا حلوتي له من أغاني العجائز ما يلثمكْ
وارشفي رحيق أمهاتك الصابراتْ
تئن وتذبل كالوردة العاريةْ
تجيئها أم الحنان تمسد شعرها الأسود المنسدلْ
وترسم الرب فوقها والوجوه التي حدقت ويدعي بوجه حزين ويكبت في نفسه الخسارات منذ حلْ
هنا في المخيم يسكن الخاسرونْ
غادر الفرح الوجوه التي اشرأبت وزادها حسرة تحتقنْ
على المهل يلمح الشيخ ذاهلاً ويقرأ أيامه الراحلةْ
تسمر يتلو المصائب تترى ولا أحد طالع النازفينْ
يسير بجنب التي أثكلتْ
والتي من النوح توقظ جيرانها
هو الآن يحمل تأريخه وكل عذاباته طوتها الحروب التي أينعتْ
متى يرجع إلى بيته والحديقة وكل أصحابه الذين شتتتهم حروب العصابات في الزمن العاهر البربريْ
يا لحزن القرى والدروب وكل الأناشيد تطوى بوجه الذين يبيعون أوطانهمْ
(2)
وهاهو منكفئ وليس في جعبته غير عيون طفلة نازحة تبحث عن أبيها في المخيم المكتظ بالهموم والأحزان قالت هناك لعبتي تركتها وانهالت الدموعْ
والكل بانتظار أن تجيئهم ناقلة الماء ومن زحامهم يتقافز الأطفالْ
أبوها منذ فترة غادرها للحرب لكن أمها قالت سيأتي عند آخر النهارْ
الطفلة تراقب الرجال حين يحملون في أكفهم أواني الماء ولكن جرة الماء التي تحملها الأم تنوخ في عياءْ
تركض خلف أمها وتبكي يارب هل ساعدتها الصبايا قد تراشقوا والهم يجلي الشيخ في مكانه المعهودْ
ويرفع يديه للسماء يارب هل تنقذنا طريقنا مسدودْ
(3)
كان على الرصيف في محطة القطار طفلة وأمها تستجدي السابلة وتبكي بامتعاضْ
تقول يا أخوتي قد نزحت من مدينتي وزوجي في السماءْ
وكان في التلفاز نائب للشعب وقد حاوره الأنيق في منتجع الخضراءْ
وقائد يكشف كل مايخطط لداعش ويعلن الفشلْ
وكيف كان انسحب الجيش من الثكناتْ
و يظهر الوزير كالمحنط جيوبه مملوءة بقوت هذا الشعبْ
أما هو فيجلس في خيمته متضرعا لله أن يعودْ
ويحلم ببيته المباح من شرذمة تحت شعار لا إله إلا الله فخخوهْ
وينتظر يبحث في المذياع عن محطة تطمأنهْ
الجنود في السواتر والناس قد تشتتوا والحرب ما تزال كالتنورْ
أواه يا سيدتي ما زلنا في الشواخص ولامنا الأحبة لأننا هربنا من جحيمهم بدون أن ندافع عن شرف المدينة وبعض من قادتنا والساسة قد خانوا الوطنْ
المدن تضيع يا سيدتي والدول الكبرى هنا تفرجت تبيع للطرفين من أسلحة لتشتعل حروبنا
يارب هل تسمعنا
(4)

حين قرر أن يلبس الشرف العسكري كي يحرر أرضه من دنس الغزاةْ
ودع عائلته وجيرانه والصحابْ
هو الآن على الساتر يحلم بعودته لبيته وجيرانه الطيبينْ
لكنه عاش في ذهول لأن جاره في المدينة أخبره بأن الدواعش فخخوا بيته والحديقةْ
كان يعرف بأن عصفورة بنت عشها في السدرة الزاهيةْ
كان يكتم غيضه ويبني أحلامه الواهيهْ
تارك زوجته وأبناءه في المخيم الجنوبي قل لي متى سنرقص على أشلائهم ونرجع بالحب والأملْ
وحين يغفو يحلم ببهاء مدينته الرائعهْ
وكيف باعها القادة لشرذمة من عصابات عاهرةْ
يقولون نبني ولكنهم سرقوا الشرف الوطنيْ
لهذا تناثر النازحون من الفقر صانوا أعراضهم
إلى الساسة العهر كيف اتفقتم على قتل أبنائنا
وتشريد كل الشيوخ النساء أطفالنا
يا شباب المدينة هبوا فهذا هو الواجب الوطني
وحتما تعودون إذ نلتقيْ
المدينة تعيش الظلام وتنتظر رجوع أبنائها
هناك على السدرة العاليهْ
تطير العصافير تبحث عن لحظة من أمانْ
وليس هناك سوى الرصاص والعيون التي غفلت صمتها
إيه يا أيها الباسل العسكري الوطني أنت الشرفْ
وحاسب الذي باع أرضك بالعار والهروب من ثلة كافرةْ
هكذا أراك تطرق الليل وفي غفوة ستطلق إطلاقة للنصرْ
سلام على الحاملين السلاح بوجه الغزاة التترْ
سلامٌ ............. سلامْ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق الى منصور الريكان
ايدن حسين ( 2015 / 5 / 25 - 10:07 )

انا مهتم بمقالاتك كثيرا .. لان هناك موسيقى و تناغم لفظي و اختيار الكلمات المناسبة
و هناك ايضا سلاسة غريبة
لهذا السبب مقالاتك تشد القاريء
و سبب اهتمامي بمقالاتك .. لانني اقارنها مع ما يكتبه الاخرون او حتى مع ما اكتبه انا
و غايتي هي غاية في نفس يعقوب
و احترامي
..


2 - الى آيدن
ماجدة منصور ( 2015 / 5 / 25 - 11:34 )
جيد يا ايدن أنك تقرأ لكاتب رائع مثل الاستاذ منصور ففي قرائتك له يتحسن اسلوبك في الكتابة و تتوقف عن تذكير المؤنث و تأنيث المذكر0
احترامي


3 - تحية محبه
منصور الريكان ( 2015 / 5 / 26 - 14:16 )
أستاذ أيدن والسيدة ماجدة منصور شكرًا لمتابعتكم وأرجو تصحيح انا اكتب شعر تفعيله موزون وليس مقالات شكرًا لكم محبتي

اخر الافلام

.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع


.. هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية




.. إعلام إيراني يناقض الرواية العراقية حيال -قاعدة كالسو- وهجما