الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كل المدن قطيف !!

فهد بن ماهر

2015 / 5 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بصحرائنا القاحله ، بثرواتنا الغزيره ، بتاريخنا العريق ، بحاضرنا المضحك ، بخمرنا العتيق ، بقهوتنا المره ، بشِعرنا الجزل ، كل المدن قطيف !

بشعوبنا المفرقه ، بطوائفنا العديده ، بنزاعاتنا الساذجه ، بتعصبنا الغبي ، بتطرفنا المقيت ، بمثاليتنا الغبيه ، بأكاذيبنا المكشوفه ، كل المدن قطيف !

بدماء شهدائنا ، بصرخات أمهاتهم ، ببكاء أطفالهم ، بعزتنا و كرامتنا ، بكل ما يشعرنا بالخجل و الفخر بآنٍ واحد ، بكل متناقضاتنا و عبثياتنا ، كل المدن قطيف !

لا جديد ، موكب جديد من الضحايا ينزل الى التراب ، نبكي يومين أو ثلاث ثم ننسى و نكمل مسيرتنا ، وننتظر الركب القادم الذي سنزفه بكل وقاحه الى التراب مره اخرى ! أصبحنا لا نحصيهم حتى .. قد يكون السبب نسياننا للأرقام أو قد نكون قد تعبنا من عدهم ! هؤلاء الشهداء لا يجيدون الصبر ! يرحلون يومياً الى القبور دون انتظار ، دون وداع ، دون وصيه ، دون تقبيل جبين ابنائهم أو رجل امهاتهم أو رؤوس آبائهم ، دون مغازلة نسائهم في الليلة الأخيرة ، بل و الأبشع دون كوب قهوة أخير قبل الرحيل المتعب !

اكثر ما يشعرنا بالضجر أنهم يرحلون دون ميعاد ، يذهبون للصلاه أو للعمل او للتنزه أو لتدخين سيجاره في الشارع لأن امهم لا ترضى بالتدخين داخل المنزل ، فلا يعودون ! كان ذاك المتطرف أقرب من أن يسمح لهم بالعوده لمنازلهم ، ننتظرهم طويلاً دون أن يرجعوا .. حتى نستوعب لوهله أنهم لن يعودوا أبداً .. بدوي انفجار أو بسماع صوت الطلقات أو بالصراخ أو بالمذياع القديم !

الحق بأنني اشعر برغبه ملحه للبكاء ، لكن لن أبكي ، سأصفع نفسي كي لا أبكي ، أنا من جلب هذا لقومي ، أنا الشخص الساذج الذي لم يمنع المتطرفين ، أنا الذي طلبت لهم حرية التعبير ، يا لغبائي يا لسقطاتي يالي من أبله ، صدقتهم و رأيت اتباعهم من المتطرفين يزيدون حتى أصبحوا أُمه في قلب الأمه ! هم حولنا في كل مكان في المساجد في المقاهي في الكنائس في الثكنات العسكريه و طبعاً في الخمارات ، المتطرفون في كل شبر من أراضينا ، فعلاً لقد كنت سيء بما يكفي لأضيع بلدي و قومي .. أنا العربي !

ويا قطيف لا تحزني ، كلنا اليوم أنتِ ، كلنا ثكالى وكلنا أيتام ، كل مدننا قطيف وكل شرفنا قطيف وكل رجالنا و نسائنا قطيف ، بل حتى أنا .. قطيف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خلط غير برئ
سلام عادل ( 2015 / 5 / 25 - 00:50 )
خلط الأمور لن يمر. وانت بدلا من ان تاسف لقتل المسيحيين وتدمير كنائسهم وسرقة بيوتهم وطردهم من اوطانهم التاريخية، انت قمت بزج كلمة الكنائس كمنبع للتطرف وهذا كذب وإهانة للمسيحي الذي اثبت وطنيته لبلده اكثر من غيره بكثير. كلامك مردود عليك


2 - رد على سلام عادل
فهد بن ماهر ( 2015 / 5 / 25 - 01:14 )
اخي اتمنى عدم خلط الامور و عدم تأويل و تفسير الكلمات وفق المفهوم الشخصي ، كان المقصد بان الارهاب لادين له ولا ايدولوجيه له ، ولم اصف الكنائس كمنبع للتطرف كما اتهمت ، وشكراً


3 - تابين!!!!
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2015 / 5 / 25 - 03:40 )
عندما عاينت قرية القديح ومسجدها التي سالت فيه دماء مصلين ابرياء لا ذنب لهم الا انهم يختلفون مع الارهابيين والطغات (من آل وهاب عميل الانجليز والصهاينة ) في الفكر والذي ليس له اي اثر على المجتمع ذكرني بابيات قيلت في تابين شهداء الطف شهداء الحرية والمبدا الذي ابوا مصافحة اللئام الامويين الذين اتخذوا مال الله دولا وعبيده خولا وها هم احفادهم على نهجهم سائرون وانا لله وانا اليه راجعون.

سالت ربع الندى والدمع منهمل ** من معشر ها هنا عهدي بهم نزلوا
اين استقلوا عن الاوطان وانتقلوا ** بالامس كانوا هنا واليوم قد رحلوا
وخلفوا في سويداء القلب نيرانا.
يا عادلي اقطعوا ما عندكم ودعوا ** ابكي على من بقلبي حبهم طبعوا
غابوا وطيب الكرى عن ناظري منعوا ** نذر علي لان عادوا وان رجعوا
لازرعن طريق الخط ريحانا.
الرحمة والرضوان لشهداء القديح والصبر والسلوان للمفجوعين بهم ونحن منهم لانهم ابناء بلدنا واخواننا في الانسانية والخزي والعار لآل الارهابي رمز البداوة ابن عبد الوهاب وحلفآئه عملاء الصهاينة.اما لشعب الجزيرة العربية اقول عار ثم عار علينا السكوت والخنوع لمن اتخذونا خولا وثروة بلدنا دولا وللارهاب ممولا.

اخر الافلام

.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-


.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها




.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24