الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


, الطائفية بلاء على أصحابها وغيرهم فاحذروها

عايد سعيد السراج

2015 / 5 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


, الطائفية بلاء على أصحابها وغيرهم فاحذروها

الطائفية بلاء على أصحابها قبل أن تكون على الآخرين , والطائفية هي , تَحَزّب ديني بغيض وكريه , والطائفي بطبعه وبحكم الانتماء إلى الطائفية – هو متشنج أعمى إذا غالى في ذلك , لذا تراك ترى أكثر الناس ادعاءاً للعلمانية والديمقراطية , أو الماركسية أو التظاهر بالوجه الخالص للدين والموضوعية – ترى القسم الأعظم من هؤلاء هم أكثر الناس انتماءاً للطائفية , وتعصباً لها , وما التظاهر بالعلمانية , أو الفكر الماركسي , أو حتى الفكر الديني الموضوعي كما يدعون إلا شعاراً يحجب الانتماء الأقوى والأكثر تجذراً للطائفية البغيضة , فـَبِمبَاركة هذه الملعونة الطائفية , يتحول الناس إلى نعاج يقودهم جاهل ظلامي , أو متخلف أمي , إنْ كان في الثقافة , أو العلوم , ويظل الانتماء العاطفي " الغريزي" هو الطاغي وهو سيد جميع المواقف , وهكذا يتحزّب الطائفيون إلى طوائفهم , ويفقدون أهم خصائص إنسانيتهم التي تمنعهم من القتل , فالمثال سابقاً ولاحقاً هو القتل على الهوية , وكذلك الآن في كلّ مكان وزمان , وُجدت فيه الطائفية , وجُدت الفتنة , ووُجد القتل والتطهير العرقي , على أساس الدين أو المذهب , ففي الوطن الواحد كبر أو صغر نرى أنّ الطوائف تهدف دائماً إلى تحقيق دويلاتها الصغيرة وغالباً ما تجد من يشجعها على ذلك , من دول خارجية وبذلك تفقد مشروعها الوطني ويقل لديها الشعور بالانتماء إلى الوطن , خارج وطن الطائفة الوهمي , ويمكن بذلك تجزئة الأوطان وفق مصالح ومشاريع خارجية , ودائماً تجار الطوائف يجدون التربة الخصبة لنشر قيمهم ومفاهيمهم بين الناس الأقل وعياً وثقافة , هذه القيم والثقافات التي هي , أكثر رجعية وتخلفاً لأنّ مادتها العواطف والانتماء ضيق الأفق , والمصالح الأنانية , التي جوهرها تمييع التناقضات المصلحية بين أبناء البلد الواحد ( أغنياء – فقراء – عمال – رأسماليون 00 الخ ) وهكذا تصبح الطائفية هي الجوهر والغاية , فالطائفية ليست شراً وبلاءاً فقط , بل هي عودة بالحياة إلى الوراء , واستناداً إلى مفاهيم أو حوادث, أو منعطفات اجتماعية أو سياسية , لم تعد ذات أهمية بعد أن فقدت زمنها وأسبابها وبذلك نرى من يريد إحياءها , أو إحياء مفاهيمها , وفق مصالح آنية , لتستمر في الاشتعال ( مقتل الحسين مثلاً ) ( الفكر الإسلامي السني المتطرف الخ ) ومن هنا يتبين مدى تغييب الجماهير الواسعة عن مصالحها الحقيقة في فهم حركة التاريخ , وكذلك في وعي العلاقات الجدلية بين الظالم والمظلوم , والحاكم والمحكوم , والمسُتَغِل والمستَغَل , والتغييب ضروري إلى ظهور الغائب الوهم , وتظل إشكالية المفاهيم المتناحرة هي التي تسود , لتتحول إلى سمات وقيم اجتماعية , وتظل الفتنة هي الوحش الذي يلتهم كل شيء , طالما هناك – مؤمنون بهذه المفاهيم – والحطب هو سواد الناس , وفقرائهم وتغييب المصالح الحقيقية للمجتمع
* الطائفية طاعون لا يبغي ولا يذر , فاحذروه أيها البشر
*الطائفية كذبة صنعها دجال ويؤجج نارها محتال ويستعر بنارها الجُهّال , فاحذروها وصونوا أنفسكم منها ، فمثقفوا الطائفية هم أكثر الناس جهلاً وبؤساً وعداوة لشعوبهم , وهم طيّعون , بيد من لهم أطماع في بلادهم , فالطائفيون يتزينون بالعلمانية , ويصبغون وجوههم بالأصفر والأحمر والأزرق , ولكن اللون الأسود هو اللون الوحيد الذي يصبغ ضمائرهم , فأنت تعجب لمن يتحدث عن الليبرالية أو العلمانية أو الماركسية , أو العدالة الخ وعندما يأتي الحديث على أحد أسياده في الطائفية , وخاصة عندما يكون هذا السيد رمزاً مقدساً لدى طائفته , تراه بلا خجل يغسل يديه من كل شيء قاله , وينبري ككل المتخلفين عن الدفاع عن صاحبه سيد المشروع الطائفي , ( فعلاً أنهم لمراهقون ) أيُّ قصور ينتاب العقل العربي , وأيُّ مثقفون هم هؤلاء السذّج الذين يقدّمون مشاريعهم الوهمية على نار ساحر كذّاب , يُبرق ألواناً تفضح جاهليته وصباه , لا أريد أن أتحدث عن المشاريع الطائفية التي ختم أسيادهم مشاريعها على قلوبهم , في العراق , ولبنان , وغيرهما من البلدان , وأن هذه المشاريع أضحت واقعاً لا تزيله حتى الدماء , لأنّ هؤلاء هم أسياد الدماء , وملوك القتل الجماعي , وأسياد الفتنة الدائمة, حقاً أنهم أمراء صغار للطوائف , ما أن يُزاح غطاء الديكتاتوريات حتى تظهر الطوائف , مخبؤة بروح الشر , الذي أجّله الطاغية وأجج سعيره , أين هي مشاريع الأحزاب الوطنية الديمقراطية ؟ لتكون بديلاً , طالما أنّ مشاريع الأنظمة كرّست الطائفية , والغلو , وأفلَتَتْهْا من عقالها , هل المنطقة لا تستحق أن يكون لها أنظمة مدنية كباقي البشر إذاً لماذا يحاولون العودة بالطائفية وبالتالي العودة إلى القرون الوسطى ؟
• هل ثمة عقلاء يقبلون بفئة طائفية تحكمهم وفق مفهوم الطائفي بل كيف تقوم دولة وفق المناهج والقوانين المدنية وهي تتقاسم السلطات على أساس طائفي , أليس هذا كاف لإلغاء مساوات المواطنين في الحقوق المدنية , إنسانياً , وحضارياً , واجتماعياً ؟
• ليس الذنب أنك ولدت منتمياً إلى طائفة , ولكنّ الذنب أن تساهم في زرع المفاهيم الطائفية وتعميمها
• لا يمكن الخلاص من الطائفية إلا بالخلاص من جذورها المتعفنة , وقيمها المقيتة , وهذه مسألة شائكة تعود أسسها لا إلى الخرافة وحدها , بل أيضاً إلى القيم الاجتماعية التي أنشأت وتنشئ ذلك
• عدم إحياء المناسبات الجماهيرية ذات الطابع الطائفي التي تثير الفتن والأحقاد فيصبح قبر ميت من آلاف السنين هو جوهر الصراع , وليس كل المآسي والأهوال من احتلال واستغلال – وإفقار الناس إلخ
يا أيها الناس احذروا الطائفية فهي البلاء الأكبر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشيف عمر.. طريقة أشهى ا?كلات يوم الجمعة من كبسة ومندي وبريا


.. المغرب.. تطبيق -المعقول- للزواج يثير جدلا واسعا




.. حزب الله ينفي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بالقضاء على نصف


.. بودكاست بداية الحكاية: قصة التوقيت الصيفي وحب الحشرات




.. وزارة الدفاع الأميركية تعلن بدء تشييد رصيف بحري قبالة قطاع غ