الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثقافة والمجتمع

حسين عوض

2015 / 5 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


الثقافة هي مجموعة من المعارف المكتسبة والافكار النظرية, وتراكم مرحلة طويلة وشاملة من المعارف. أما الثقافة بالمعنى الأنتروبولوجي هي اساليب المعيشة والتقاليد والمعتقدات والقوانين بالإضافة إلى السلوك اليومي للإنسان, وهناك ثلاثة انواع من الثقافات الخاصة, الثقافة السائدة بالمجتمع وهي ثقافة النظام العام والعائلات الحاكمة وهي الأكثر انتشارا, وهناك الثقافة الفرعية ضمن الثقافة العامة, وهناك الثقافة المضادة التي تتعارض مع الثقافة السائدة.
الثقافة السائدة تتسم بالغيبية والنزعة السلفية والتقليد وتسويغ النظام السياسي, أما الثقافة الفرعية تتنوع حسب طرق المعيشة والانتماء الاجتماعي, وتتباين بين حياة البادية والقرية والمدينة, وأما الثقافة المضادة ترفض بشكل كامل الثقافة السلفية والانتقائية والثقافة المستعارة من الغرب.
تتنوع الثقافة بتنوع الطبقات في المجتمع, فالمعيشة تختلف بين الطبقات وعلى سبيل المثال في الجزائز هناك ثقافة المتحدثين (اللغة الفرنسية) وهناك من يدافع عنها في المجتمع الجزائري, وثقافة المتحدثين (اللغة العربية) ولها روادها الذين يدافعون عنها.
تستمد الثقافة العامة في المجتمع العربي من اللغة العربية وآدابها, ومن الدين والعائلة وعمليات الانتاج ومن التجارب التاريخية, ويضيف بعض الدارسين نمط المعيشة من خلال الثقافة الريفية والزراعية والتجارية وهناك فروقات ثقافية بينهما.
أما الثقافة العربية المعاصرة فهي نتيجة تفاعل العديد من الحضارات التي ازدهرت في المنطقة العربية على مدار مئات السنين, فالعالم العربي هو صلة الوصل بين القارات الثلاث, بالاضافة إلى الهجرات التي تمت قبل الفتح الاسلامي وبعده, وقد اسس الفينيقيون قرطاجة عام 814 قبل الميلاد, وقد تعرضت المنطقة العربية بأكملها للاستعمار, وهذا لا يلغي التنوع في الثقافة العربية في البلد الواحد.
لقد تعرضت الدول العربية في المغرب العربي للاستعمار الفرنسي, وفلسطين تحت الانتداب البريطاني والأردن والعراق في ظل الحكم البريطانيي, وسوريا ولبنان في ظل الانتداب الفرنسي, ودول الخليج العربي كانت محميات بريطانية, وقد أثر الاستعمار الفرنسي والبريطاني في الحياة السياسية والثقافية والاقتصادية في الدول العربية, ونتيجة الاستعمار نشأت العديد من الاتجاهات الايديولوجية المختلفة, ومن هذه الاتجاهات الاتجاه القومي والسلفي, وتمثل هذا الاتجاه (عبد الحميد بادريس في الجزائر وعبد العزيز الثعالبي في تونس) وأما الاتجاه الليبرالي اتخذ من اوروبا نموذجا يقتدى به من امثال (بورقيبة ومعالي الحاج عياش فرحات).
أما الاتجاه الراديكالي من العمال والفلاحين والمثقفين, ويتمثل هذا الاتجاه (محمد حربي في الجزائر واحمد بن صلاح في تونس والمهدي بن بركة في المغرب) وأما في مصر والمشرق العربي كانت هناك تيارات ايديولوجية متشابهة, أما الاصلاح الديني كان متمثلا (بالافغاني ومحمد رشيد رضا) وتيار التحديث الليبرالي متمثلا (يعقوب صروف ولطفي السيد وطه حسين) والاتجاه الراديكالي متمثلا (شبلي شميل وفرح انطون وعبد الرحمن الكواكبي).
تعيش المجتمعات العربية في هذه المرحلة العديد من النكبات والتخلف, والنزعات الطائفية والمذهبية والثقافات المأزومة وحالة من الضياع والهذيان من خلال الحروب القائمة بينها وبين شعوبها, بالاضافة لانعدام الحريات الديمقراطية, وتمارس بعض الأنظمة العربية سياسة تجهيل المجتمع من خلال السياسيات المتبعة في الاعلام والتعليم, وقد مارست الأنظمة الشمولية على مدار نصف قرن ابشع انواع الظلم والفساد, وكانت سببا مباشرا في هجرة العقول المبدعة إلى اوروبا وكندا وامريكا, وتعتبر هذه الأنظمة أنها تمتلك الأوطان على مبدأ كل شيء لي حتى الأرض والبشر. وفي اوائل العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين استيقظت المجتمعات العربية من كبوتها ورفعت شعارات الخلاص من الظلم والاستبداد, والوضع في العالم العربي يمر اليوم بمرحلة مخاض صعب وطويل وعسير للخلاص من الأنظمة الشمولية المستبدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا