الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مولدات فضائية

صادق الازرقي

2015 / 6 / 1
كتابات ساخرة


من سخرية القدر، ان العراقيين يتعاملون يومياً مع مهازل غير متناهية، ويتعرضون الى اذلال كبير من دون ان تلوح في افق يومهم المكفهر أي بارقة امل بمستقبل يعيد احياء روح الأمل في نفوسهم؛ فلقد باتوا عاجزين عن إيقاف سيل المساخر التي طفح كيلها، ولكنها مع ذلك ظلت تنخر في ارواحهم في متوالية حزينة يصعب الفكاك منها الا بقدرة قادر، فبعد اثنتي عشرة سنة من الفساد الذي تكرس واصبح لصيقاً بوضعنا العراقي الشاذ؛ الفساد الذي هو السبب الرئيس في جميع المآسي التي مرت وتمر بنا، وبضمن ذلك تمدد الإرهاب واستيلائه على مساحات شاسعة من الأرض؛ يأتي الآن مارد فساد آخر ابطاله فضائيون أيضا ولكن بهيئة معدات وليسوا اشخاصاً.
بعد “التي و اللتيا” وفساد الصفقات الروسية والاوكرانية وأجهزة كشف المتفجرات وتعطيل تمتع الناس بالكهرباء بسبب صراع وزارتي النفط و الكهرباء وصفقاتهما، و بعد مفاخر رجالنا الفضائيين الذين تفوقوا على رجالات فضاء روسيا وأميركا..، ها نحن نكتشف معدات فضائية، صناعة عراقية بامتياز.
فلقد أعلنت لجنة الطاقة والنفط النيابية، انه “تم كشف مولدات مسجلة لدى مجلس المحافظة (يقصدون محافظة بغداد)، وهي مجرد اطار لمولد موضوع في الشارع”، موضحة ان تلك المولدات “تتسلم حصصاً من الكاز وتبيعه للاستفادة من فارق السعر”، وطبعا فان الكشف لا يعني شيئا كما انه لن يقدم او يؤخر في مواصلة ذلك النوع من الفساد الذي يضاف الى سجل التفسخ في هذا البلد المنكوب.
المفارقة ان اخبار هذا الكشف اللامع، سبقته اخبار بثتها وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” التي قال علماؤها أنهم على أعتاب اكتشاف كائنات فضائية تعيش في الكون مع البشر، ويعتقدون أنهم على بُعد جيل واحد فقط من العثور على كائنات أخرى في مجرة درب التبانة، بحسب بيان للوكالة؛ ويبدو اننا واكبناهم في اكتشافاتنا الفضائية الباهرة، و طفقنا الآن نتفوق على جميع الاقوام وعلى البلدان كافة، وإن من صنّفنا على اننا اكثر الدول فساداً ما كان موفقاً في ذلك، فها هي منجزاتنا لم تعد مقتصرة على البشر، بل تعدتها الى معدات برغم كونها “سكراباً” مهملاً في قمامات العراق المتكاثرة، فانها لم تزل تُؤتي أُكلها وتستقطب الأموال وتدرها ربحاً على كثير من اللصوص الذين تكاثروا بعد عام 2003 من دون رقيب، فاحتازوا الثروات الهائلة يعمرون بها بيوتهم الحرام التي ستشفع لهم في الجنة التي يوعدون انفسهم بها، ويشترون الشقق في دول أخرى بأموال الناس التي سرقوها في رابعة النهار من دون وجه حق، ولم يتركوا للفقراء شيئا؛ فيلتحفون بالسماء أو ان يبحثوا مكسورين عن أي مكان للتجاوز يضعون فيه قدماً لبناء سقف يؤوي اسرهم.
انه يوم “الفزعة” لن تليق الا بالمسؤولين وابنائهم الفضائيين ومعداتهم الفضائية التي يتسلمون أرباحها نهاية كل شهر من دموع العائلات التي تدفع بالكاد اشتراكها في المولدات الاهلية؛ في ظل تواصل الحرمان من الكهرباء “الوطنية” فمجداً لنا ولمولداتنا الفضائية الجديدة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أقرب أصدقاء صلاح السعدني.. شجرة خوخ تطرح على قبر الفنان أبو


.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب




.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث