الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة السورية و أسبابها و أهدافها

محيي الدين محروس

2015 / 6 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


بدايةً، لا بد من توضيح مفهوم الثورة، حيث اليوم اختلفت الآراء حول الإجابة على التساؤل: هل حقاً توجد ثورة في سوريا؟
أو يتم طرح الرأي، بأنه تم ختطافها ..أي غير موجودة!
يمكننا تعريف الثورة السياسية بأنها، الحراك الجماهيري الواسع، الضي يعبر عن إرادته للتغير الجذري للنظام السياسي القائم ( الإطاحة بالنظام السابق ) في البلد ، و بناء نظام سياسي جديد أفضل منه، و يحمل معه تغييرات جذرية سياسية و اقتصادية و قانونونية و اجتماعية و ثقافية و تعليمية.
من المفيد التذكير، بأن الثورة السورية لم تأتِ من المريخ، بل كانت في سياق و انسجام مع الثورات في بعض الدول العربية ،التي تمت تسميتها: ثورات الربيع العربي.
هل ينسجم، مفهوم الثورة السياسية مع الواقع على الأرض؟
بالطبع، كان الحراك الجماهيري الواسع في كل بلدان ثورات الربيع العربي، المطالبة بإسقاط النظام القائم... في تونس و ليبيا و مصر و اليمن و سوريا. و شاهدنا المظاهرات و الاعتصامات المليونية في بعض تلك البلدان. و بالطبع، الشعارات المشتركة في: الحرية و الكرامة و العدالة الاجتماعية.
ما هي أسباب الثورة السورية ( باختصار):
في العديد منها تمثل القاسم المشترك الأعظم لأسباب ثورات الربيع العربي
أسباب اقتصادية:
تردي المستوى المعاشي لعامة الجماهير، لأسباب تعود في معظمها لسوء التنمية الاقتصادية، و للسرقات و الفساد من قبل الفئات الحاكمة.
أسباب سياسية:
قمع الحريات العامة و الخاصة، التي تجلت في عدم حرية الإعلام المكتوب و المسموع و المرئي. حملات الاعتقال التعسفي، و عدم حرية الأحزاب السياسية و المنظمات المدنية. مع تواجد ديكتاتور، بهيئة زعيم أوحد مُلهم و هو القائد للأبد ( ظاهرة عبادة الفرد). و نظام شمولي.
أسباب اجتماعية و أخلاقية:
ممارسة التمييز بين المواطنين على أساس موالاته للنظام، من حيث المناصب في مختلف مؤسسات الدولة، و فتح المجال لمتابعة التعليم. كذلك لعب النظام السوري على المظاهر الطائفية، و استغل العديد من أبناء الطائفة العلوية، للعمل في قيادات الجيش و الأجهزة الأمنية المتعددة و في العديد من المتصب الحكومية. ( هذا لا يعني بأن النظام طائفي، بل بالعكس أساء للطائفة).
مما، أساء للمشاعر العامة لدى بقية المذاهب و الأديان، و أثار بذلك النعرات الطائفية.
بالإضافة إلى الانتشار الواسع لظاهرة الفساد و الرشوة في كل مؤسسات الدولة.

بكلمات أخرى، هذه الأسباب الموضوعية لانطلاقة الثورة، ينفي نظرية " المؤامرة " التي يرددها النظام السوري، و بعض القوى السياسة التي تدعمه. مثل هذا النظام ، و في هذه التركيبة، لا يمكن إصلاحه، بل لا بد من اقتلاعه من جذوره، و بناء نظام جديد عادل.
فما هي أهداف الثورة السورية؟
تمثلت أهداف الثورة مع بداية انطلاقتها من خلال شعارات المظاهرات السلمية التي عمت كل سوريا، و من أهمها:
الشعب يريد إسقاط النظام - ثورة الحرية و الكرامة – العدالة الاجتماعية – الشعب السوري واحد.
في أي نظام سياسي يمكن تحقيق هذه الأهداف؟
بعد مضي أربع سنوات على الثورة السورية، توصلت القوى السياسية للمعارضة إلى التوافق على عدة مشاريع سياسية ، حول المرحلة الانتقالية و ما بعدها... و يمكن بايجاز استخلاص النظام السياسي القادم في سوريا، الذي يقر بإقامة نظام مدني تعددي و ديمقراطي. ففي دولة المواطنة لا يوجد تمييز بين المواطنين على أساس الدين أو القومية أو الجنس أو الفكر . و في النظام التعددي الديمقراطي تمارس الأحزاب السياسية و منظمات المجتمع المدني نشاطاتها بحرية. كما توجدحرية التعبير. و بذلك تتجسد حرية و كرامة المواطن.
كما أن الدستور يضمن الحريات الفردية، كذلك يضمن الحقوق القومية لكافة القوميات، و حقوق كافة أصحاب المذاهب و الأديان.
للأسف، حتى يومنا هذا لم تتم بلورة الرؤية لدى معظم نتظيمات المعارضة السورية حول النظام الاقتصادي القادم، الذي يضمن تطبيق شعار " العدالة الاجتماعية".

أين الثورة السورية اليوم؟
العديد من السوريين ينظر بتشاؤم للثورة، و هو يتابع المعارك المسلحة بين مختلف الفصائل الإسلاموية من جهة، و بينها و بين الجيش الأسدي من جهة أخرى... و هو ينظر إلى الخارطة : مناطق تستولي عليها داعش، و أخرى جبهة النصرة، و قسم تحت سيطرة " الجيش الحر" ، و الباقي تحت سيطرة النظام و الميليشيات الداعم له من مختلف البلدان!
و يصل إلى النتيجة، بأن الثورة تم اختطافها من قبل التنظيمات الإسلاموية المتطرفة و الإرهابية !
أصلاً هذه التنظيمات المتطرفة و الإرهابية ، لا علاقة لها بالثورة السورية لا من قريب و لا من بعيد! عندها مشروعها مثل داعش، أو تابعة لأجندات خارجية إرهابية مثل جبهة النصرة و علاقتها مع القاعدة … إلخ.
تتمثل االثورة اليوم في:
- طروحات و برامج العديد من الأحزاب و التنظيمات السياسية التي تشكلت بعد انطلاق الثورة ، و التي تتبنى شعارات الثورة و تدافع عنها، و تضع آليات الوصول إليها. و تطرح رؤيتها لدى مختلف دول العالم، و المنظمات الدولية .
- كما تتمثل في تبني أفكار الثورة من قبل ملايين السورين، الذين يرفضون كل اشكال الاستبداد، و يعملون لتحقيق أهدافها في الحرية و الكرامة و العدالة الاجتماعية. بالقوة العسكري، من الممكن احتلال أكبر القلاع، و لكن لايمكن احتلال عقول الملايين!
من هنا، أجزم بأن الثورة السورية مستمرة و ستنتصر رغم كل التضحيات الجسام. من هنا، أجزم بأن الثورة السورية مستمرة و ستنتصر رغم كل التضحيات الجسام. و منبع هذه الثقة هو الحقيقة التي تقول:
الانتصار دائماً للشعوب المناضلة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. !ماسك يحذر من حرب أهلية


.. هل تمنح المحكمة العليا الأمريكية الحصانة القضائية لترامب؟




.. رصيف غزة العائم.. المواصفات والمهام | #الظهيرة


.. القوات الأميركية تبدأ تشييد رصيف بحري عائم قبالة ساحل غزة |




.. أمريكا.. ربط طلاب جامعة نورث وسترن أذرعهم لحماية خيامهم من ا