الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل شارع المتنبي قابل للاستنساخ..؟

مصطفى غازي فيصل
(Mustafa Ghazi Faisal)

2015 / 6 / 8
الصحافة والاعلام


في تجربة هي الاولى والاحلى والاروع في فكرتها ,ألا وهي خلق شارع في محافظة البصرة مستنسخٌ عن شارع المتنبي في العاصمة بغداد , ولكنها من الصعوبة الكبيرة في التنفيذ على ارض الواقع , عند متابعتنا لاصداء افتتاح الشارع ولحد الان سواء على مواقع التواصل الاجتماعي او على بعض الصحف , نجد ان الذي حققه لم يتعدى حدود المكسب الاعلامي الذي عكس صورة خيالية عن حجم الشارع لدى الاوساط الثقافية العراقية والعربية المتواجدين على مواقع التواصل الاجتماعي , بينما هو في حقيقة الامر مجرد جزرة وسطية مزروعة بالحشائش وبعض الاشجار , ولكن الظل الذي توفره تلك الاشجار ليس كافياً لتخفيف حرارة السَمُومُ المتربة المعروفة بها البصرة , هناك العديد من الاساتذة الصحفيين ممن سبقوني بالكتابة عن ( شارع الفراهيدي) وكانت كتاباتهم لاتخلوا من النقد البناء والذي يدفع القائمين على هذا المشروع بالتطوير والصبر لاستقطاب الزوار من القراء والادباء والمبدعين , وانا هنا احاول ان اقدم وجهة نظري (كتاجركتب) قبل ان اكون كاتباً , حيث اعمل بهذة المهنة بالتوريث لأقدم مكتبة في البصرة,أباً عن جد , وجهة نظري تعتمد المقارنة بين شارع المتنبي في العاصمة بغداد و شارع الفراهيدي في البصرة , شارع المتنبي متأصل بالقدم , فهو غني عن التعريف و يمتد بتفرعه من شارع الرشيد الى منطقة القشلة في بغداد, ما سمح بتنوع الفعاليات الثقافية, المكتبات التي تبيع الكتب في مختلف الاختصاصات و المطابع هي بالاساس تتجمع هناك في نفس الشارع ما سهل على أصاحب دور النشر و المكتبات عرض كتبهم خارجها على محامل( جنابر)حيث تكون في الغالب ثابتة لهذة الغاية والتي تصادف (الجمعة من كل اسبوع ) , بالاضافة لوجود مختلف وسائل الراحة التي يحتاجها مرتادوا الشارع من طعام وشراب ,حيث تجدها متوفرة, اي بالمختصر المفيد ,المرتاد يدخل الشارع من الصباح الباكر ولايخرج حتى الظهر او بعده و لايشعر بالتعب لان اغلب اموره التي يحتاجها متوفرة ,ومن هذا نستدل على ان شارع المتنبي لم يات بين ليلة و وضحاها وانما هو تجربة لتراكم سنوات عدة , فهل من الممكن توفر هذة الاجواء والمقومات في شا رع ( الفراهيدي) .؟ والجانب الاهم هو صعوبة عرض ونقل الكتب بالنسبة للباعة , وهل ممكن للمكتبات التجارية التي هي في اغلبها محلات مستأجرة بمبالغ تصل مليون دينار او اكثر للمواقع التجارية أن يقوم اصحابها بتركها يوم الجمعة لنقل كتبهم الى بسطات في شارع الفراهيدي لتكون كتبهم معرضة للتلف بسبب حرارة الشمس والاتربة والتي هي معروفة للجميع بمدى تأثيرها على الكتب .؟ اضافة لمصاريف نقل الكتب ذهاباً واياباً , والجواب حتماً وبما لايقبل اللّبس هو انها عملية غير ذات مردود لأصحاب المكتبات , وقد يقول قائل وما الضّررُ اذا تحمل اصحاب المكتبات ذلك ,من باب المساهمة في انجاح هذا المشروع الثقافي , فنقول لهم هي ليست جمعة واحدة او اثنتان او حتى عشر , فالمقرر له ( أي شارع الفراهيدي) ان يستمر مع التطوير , وهذا فيه عبء على اصحاب المكتبات , و كذلك توقيت افتتاح الشارع ومكانه هما اللذان سوف يجهضانه بسبب عزوف الرواد , حيث كان الافضل على القائمين عليه ان يقوموا بأستشارة اهل الخبرة من اصحاب المكتبات حول كيفية التنسيق لأختيار شارع مناسب لبيع وعرض الكتب مع مراعاة ان يكون ذا مظلة او سقائف تقي المرتادين والكتب حرارة الشمس , أوأن يكون وقت نشاطه مساءً مع توفير الأنارة المناسبة , ولوكان وقت افتتاحة بعد شهر رمضان المبارك لكان أفضل , بسبب صيام عامة الناس وعزوفهم عن التواجد في الشارع لانه سيؤدي الى تحملهم جهد مضاعف ,كما أرى من الافضل لو أقتصر في بداية افتتاحه على أقامة المعارض فقط ,كمعرض للكتب الشخصية النادرة والقديمة, او معارض للتشكيل او للصور الفوتوغرافية , ولحفلات توقيع اصدارات المؤلفين والكثير من الانشطة الاخرى الى حين التطوير لانجاز اكشاك نظامية تابعة لبلدية البصرة وتؤجر لاصحاب المكتبات حصراً بأجور رمزية لا تثقل كاهلهم, وختاماً هذا ليس احباط لمعنويات القائمين على مشروع شارع الفراهيدي ـــ اللذين يستحقوا أن نرفع قبعاتنا لهم اعجاباً ــ وانما تحفيزلهم لاعادة النظر بالخطوات العملية لانجازه للديمومة وعدم كونه تجربة خاضعة للفشل والزوال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف قطاع الطائرات المسيرة


.. ماكرون يدعو لبناء قدرات دفاعية أوروبية في المجالين العسكري و




.. البيت الأبيض: نرعب في رؤية تحقيق بشأن المقابر الجماعية في قط


.. متظاهرون يقتحمون معهد التكنلوجيا في نيويورك تضامنا مع جامعة




.. إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة ا