الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعد مرور عام على سقوط نينوى على ايدي داعش ما الذي تغير

سامي عبدالقادر ريكاني

2015 / 6 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


للوقوف على مستقبل نينوى وهل بالإمكان تحريرها وان كان هذا المسطلح اخذ يتغير بمرور الزمن ليكون نواة دولة تعترف إعلاميا وواقعا بوجودها وتدعمها بعض القنوات والدول والاستراتيجيات وبعضها تسمي وقوعها بايد داعش بانها كان تحريرا وليس كما يسمىيه البعض بانه احتلال ,اذا المصطلحات ومعطيات الواقع والتسميات والعبارات تتغير بتغير الواقع والمصالح والتحالفات والاستراتيجيات فجيش النصرة والجهاد هي نواة القاعدة في العراق وسورية وحاربتها الدول قاطبة وبقيادة أمريكية وانما الان اصبحت القوة الوحيدة التي تعتمد عليها في ضبط الموازنة بين المصالح الامريكية متداخلة مع المصالح العربية والتركية ولتتوازى مع المصالح الإيرانية الروسية على مستقبل سوريا واصبح دعمها عربيا وامريكيا وتركيا لايخفى على احد وبرضا إيراني روسي مقابل حفاظهم على المنطقة الساحلية العلوية وحماية حزب الله اللبناني واللذان يمثلان خطا احمر لمصالحهما.
كما ان داعش اعتبرت القوة الوحيدة التي اعتمدت عليها الاجندة الإقليمية والدولية في ضبط معادلة وجودها في المنطقة وتكمن سر بقائها في هذا ,إضافة الى ان داعش استفادت في توسيع رقعة سيطرتها في المنطقة بعد ان كانت شرذمة قليلة لم يحسب لها اي حساب يذكر قبل وقوع نينوى,وجاء على حساب الخلاف والصراع بين المصالح والاجندات المختلفة الدولية والإقليمية , ففي الوقت الذي كان داعش عدوا للجميع ولها اجندة وهدف واحد وهو إيجاد دولة ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام كان هذا المشروع مستقلا ومتعارضا مع كل الصيغ والاشكال الداخلية والخارجية التي تتبناها المجتمع الدولي والمصالح الدولية والإقليمية وكان نسفا لما بنت عليه الدولة العراقية التي أتت الى الوجود بعد القضاء على النظام السابق وكان بناء العراق يتوافق مع التوافقات الإقليمية والدولية متمثلة في الحكومات العراقية المتعاقبة بعد 2003م , ولكن إصرار أمريكا بعد فشلها في تمرير اجنداتها في المنطقة بإدخال الديمقراطية كبديل وحيد تضمن عودتها الى المنطقة وعبر تحالفها مع الإسلام الوسطي بقيادة تركية قطرية ومشاركة شعوب المنطقة في تغذية الثورات العربية في انتفاضة ماسمي بالربيع العربي وفوز الإسلاميين بالسلطة ووصول هذا الربيع الى تخوم ايران والسعودية ,والذي اجمع المخاوف الإيرانية الرويسة مع المخاوف العربية وسلطاتها الراديكالية والدكتاتورية على مصالحها ووقفت في وجه هذا المد الذي انحسر في سوريا وتراجعت في الدول الأخرى وعززت تمكين المصالح والتدخل الإيراني والروسي في كل من العراق وسوريا وتراجع دور تركيا وامريكا فيهما وانسحبت الأخير من العراق وفرضت واقعا جديدا وتخلخلا في المصالح والنفوذ وهددت بل ونسفت كل الاتفاقات السابقة وصعبت من عودتها بعد فرض الاجندة الروسية والإيرانية على الواقع السوري والعراقي وغياب وفشل الترابط السني ودورها ,إضافة الى اضطرار امريكا لايجاد مخرج للحفاض على مصالحها عبر المفاوضات مع ايران وروسيا حول كيفية معالجة الازمة السورية والعراقية بعد غياب الدور السني اثر خلافهم بين الدور العربي والتركي , وكان داعش المنقذ الوحيد للوضع السني قبل به الخارج من الدول العربية قبل الداخل السني في العراق وسوريا ولو على مضض.
وفي هذا الجو استفاد داعش مع إصرار هذه الجبهات او المثلث التركي العربي الإيراني على المضي قدما لتوسيع رقة نفوذها وابعاد الاخر , وكان ايران اول من لعب بورقة داعش حين استعمالها ضد المعارضة السورية المدعمة تركيا وعربيا فكان إيجاد قوة مطاردة من قبل المجتمع الدولي ولها اجندة خيالية في المناطق السنية وتشجيعها وترك الساحة لها افضل من وجود معارضة ذات قضية مشروعة ومدعمة ومتوافقة مع الاستراتيجيات المضادة لوجودها كالاجندة التركية والعربية والأمريكية وكان من نتيجة هذه السياسة انتصار في سوريا لصالح الاجندة الإيرانية وتحجيما لدور تركيا والغرب فيها واتهام المعارضة بانها ادات داعش او داعش نفسها, وغطت داعش كل مناطق المعارضة السورية, وإعادة الكرة في العراق عبر المالكي بعد ان احس ايران وحلفائها بان السنة وعبر أمريكا وبعد فشل جنيف 2 يحاولون تكوين جبهة سنية بتوافق تركي عربي امريكي لمواجهة الجبهة الإيرانية في العراق يكون انطلاقا لتغير المعادلة في المنطقة وكان اجتماع عمان يهدف الى تكوين هذه الجبهة في المناطق السنية في العراق وإعلان فدراليات وادارات رافضة لسياسة بغداد ولكن كان رد ايران عبر حليفها المالكي هي إعادة سيناريو سوريا اليها وهي تسليم المناطق السنية ومن ضمنها الموصل الى داعش ومع جميع الأسلحة وكمية لاباس بها من المال لضمان استمرارية ابقائهم في المنطقة وقطع الطريق امام التحالف التركي العربي الأمريكي من تنفيذ خطتهم في العراق عبر السنة, ولاتخاذها طريقا وحجة تلزم الأطراف العراقية وامريكا بحجة محاربة داعش بان يكون إخراجها عبر الجيش العراقي اليد الضاربة والخفية لإيران واجنداتها ليكون البديل لداعش مكان المشروع السني الأمريكي وبهذا يكون قد اصطاد عصفورين بحجر واحد , ولكن يبدوا ان الرياح لم تاتي هذه المرة بماتشتهيه السفينة الإيرانية المالكية ولم يتدخل أمريكا وحلفائها في المنطقة للوقوع في فخ ايران بل تركت داعش لتهدد بغداد ودمشق كانتقام لافعالها , وأعاد السيناريو وورقة داعش بعد سحبها من ايران او مشاركتها في استعمال نفس الورقة ضدها ومولت داعش هذه المرة من الجبهة التركية العربية الامريكية حتى بات يهدد بغداد ودمشق وعلت الصياح والطلب من ايران وحلفائها وبغداد للامريكيين للتدخل لايقاف زحف داعش نحو بغداد , وجاءت الفرصة هذه المرة من ذهب للمصالح الامريكية واخذت مسالة داعش في السياسة الامريكية هو الضابط والبلانس الذي سيستطيع من خلالها تطويع الحكومات المتمردة على السياسة الامريكية للرجوع وتسيير مصالحها وبما يتماشى مع الدور والمصالح الامريكية في المنطقة ,لذلك اخذ التدخل الأمريكي في الازمة مرتبطا بعدت شروط لابد من الالتزام بها من الأطراف الدولية والإقليمية وخاصة المثلث التركي الإيراني العربي والداخلي لكل من العراق وسوريا وهو الرجوع الى إيجاد دور متوازن لكل الفئات الرئيسية من سنية وشيعية وكوردية مرتبطة بدمشق وبغداد ليكون خيط مستقبل العملية السياسية بيدها وابعاد او تقليل من دور المنافسين لها على الصعيدين الدولي والإقليمي كشرط اولي لاستعدادها لمحاربة داعش وكان من نتائجها تنازل الإيرانيين عن حليفها المالكي وابعاده عن الأنظار مقابل ابقائه وراء الكواليس يدير اجندتها اذا ما هبت الرياح بما لاتشتهيه سفينتهم مستقبلا, وادخلت السنة وإعادة الاكراد بعد قطيعة منذ أيام المالكي واعيد تشكيل الحكومة الحالية والبرلمان , ولكن لعدم الثقة واتساع رقعة الحرب ليشمل اليمن وعدم التوافق السني بجبهيه التركي والسعودي صعب من الحل وامتد الصراع وأعطى المزيد من مساحة التحرك لداعش في الساحتين العراقية والسورية وفتحت لها اكثر من باب لامدادها بالعامل النفسي والمعنوي والمادي واللوجستي ورسخت من حاضنتها السنية بعد الانتهاكات الشيعية في المناطق المحررة وبعد فتوى الجهاد من المرجعيات الشيعية وطلبهم لامداد الحشد الشعبي ومع غياب وممانعة بغداد من تسليح السنة واللذي كان ومازال هي المعضلة الرئيسية بين بغداد وامريكا او بينها وبين ايران للوصول الى حل الازمة فبدون إيجاد بديل سني لداعش من المستحيل قبول أي تحرر للمناطق السنية وبما فيها نينوى من قبل أمريكا وانزالا على الرغبة التركية العربية لانهم يفضلون داعش على الحشد الشيعي والجيش العراقي , كما كان ايران والشيعة كانو يفضلون إيجاد داعش في المناطق السنية بدل البرنامج العربي المدعم سعوديا والمتحالف مع تركيا وخاصة ان هذا التحالف رجع الى قوتها بعد مجيء سلمان الى الحكم ومحاولته لاعادة العلاقة بينها وبين تركيا والمصالحة مع الاخوان ولكن هذه الجبهة بعد اشتدادها في اليمن ضد النفوذ الإيراني تعثر بعد عدم توافق مصر ودول عربية أخرى لارسترجاع دور الاخوان واصابه الشلل أخيرا بعد خسارة اردوغان الحليف الأقوى لسلمان وغموض مستقبل المنطقة يعطي لها أياما قاتمة ومستقبل اكثر قتامة مع احتمال بقاء داعش لاطول مدة ممكنة.
ولعل سقوط الرمادي وتكرار سيناريو نينوى سواء اكان بسيناريو القائلين بانه كان من صنيعة سنية أمريكية او كان من سيناريو إيرانية بغدادية تبقى الحقيقة الوحيدة شاخصة وهو ان داعش سيبقى وعلى المستقبل البعيد هي الورقة الأكثر فعالية لدى الجميع لاتخاذه طريقا لتحقيق اجنداتهم بالوكالة والحقيقة الأكثر وضوحا هو ان مايسمى بالدولية الإسلامية بعد تغير اسمها من داعش الدموي الى الدولة الإسلامية لهو اكبر دليل على بقائها وبعد الطريق امام أي تسوية اوحل ينهي الصراع والمنافسة بين الأطراف الدولية والإقليمية حول مصير العراق وسوريا وستبقى التقسيم اكثر الحلول واقعيا وترجيحا لاي حل مستقبلي وهذا ما يمكن من شانه ان يكون لعبة داعش هي الضامنة الوحيدة لابقاء مناطق السنية بعيدة عن التدخلات الإيرانية والتركية والطريقة الوحيدة لابقائها لحين إيجاد بديل قوي عربي سني يلزم زمام الأمور بعد داعش او تضطر المنطقة وامريكا للتفاوض معها كما تفاوض اليوم مع جيش النصرة وقربت بينها وبين الجيش الحر وبموافقة تركية عربية لمواجهة داعش والنظام السوري وترسيخ منطقة سنية ورسم حدودها فربما سيعاد نفس السيناريو في العراق بين سنتها وداعش وهذا السيناريو لن يكون بعيدا اذا استعصى الحل في العراق بين الجهات المعنية بالشان العراقي والمنطقة
وياتي الدور الكوردي في هذه المعادلة لارغامها في الحرب ضد داعش وتحرير نينوى بالاخص ولكن الموقف الكوردي للأسباب اعلا مع ابداء رغبتها في محاربة داعش مبدئيا الا انها منقسمة على الالية ففي الوقت الذي يرى اطراف كوردية بضرورة محاربة داعش الى انها لاتريد ان يكون من خلال بغداد والبشمركة وابعاد السنة او دون ادخالهم في المعادلة لان معناها رجوع العراق الى المربع الأول وما الازمة الحالية التي وقعنا فيه الا نتيجة تهميش دور السنة في العملية السياسية وتوجيه الحكومة على يد المالكي الى حكومة دكتاتورية طائفية منفذة لاجندة خارجية ومعنى تحرير موصل مع الحشد الشعبي وبمساعدة البشمركة وابعاد السنة معناها سيطرة ايران على كامل العراق وتهديد الإقليم أخيرا ولايكون هذا الا انتحارا وفتحا للطريق امام المؤامرات ضد الإقليم , إضافة الى عدم رضى تركي وعربي لذلك يريد هذا الطرف الحرب مع داعش ولكن بشرط ان يكون للسنة دور بارز فيه خاصة في ضبط مناطقهم إداريا وامنيا بعد داعش ويكون طريقا للمشاركة الحقيقية في بناء النظام السياسي والسلطة ,وهذا مالايوافق عليه الطرف الشيعي او بغداد لكون ذلك معناها تسليم المنطقة على طبق من ذهب لعدوها في المنطقة وبدماء طائفتها الشيعية بعد تحريرها من داعش.
وبالمقابل يرى طرف اخر بان يكون مشاركة البشمركة مع بغداد والحشد الشعبي لعدم وجود البديل وخاصة ان السنة منقسمين والدول المدعمة لها أيضا ليس لهم خطة او نية حقيقية لحماية السنة بقدر ما ان اهتمامهم منصبة على مصالحهم ونفوذهم وكما انهم متواطؤن مع داعش ومن ثم ان تقوية السنة وبتوافق عربي تركي معناها تقويتهم وانهم حينها لن يقبلوا بالشروط الكوردية وسوف يكونون تهديدا اكبر على القضية الكوردية لكون الأطراف المدعمة لها تعتبر من الد أعداء الكورد وكما ان اكثر المناطق المستقطعة من إقليم كوردستان هي مكان نزاع بينها وبين الاكراد وانهم اكثر المنازعين حول انضمام كركوك الى الإقليم فهل من المعقول ان نقويهم ونساعدهم حتى يقضوا علينا وعلى كل ما بنيناها إضافة الى ان تركيا حينها ستفضلهم علينا حتما وستبقى المنطقة الكوردية بين كماشة السنة والأتراك وسيجبرونها حينها للقبول بالحلول التي يضعونها لهم وهذا انتحار في نظرهم ولايمكن الاقدام على هكذا خطوة , وبين الرؤيتين يبقى الترقب والانتظار وما ستؤل اليها الصراعات السنية الشيعية والاجندة الدولية هي الفيصل في الكيفية والوقت الذي يتطلب على الاكراد المشاركة في هذه الحرب او عدم المشاركة والاقتصار على الإبقاء والسيطرة على المناطق المستقطعة من الإقليم وضمها مع كركوك الى الإقليم والابتعاد عن الخوض في أي معركة مالم يكن بموافقة دولية وإقليمية ,وان يكون للاكراد دور لوجستي ومقتصر على تحرير حدودها والحفاظ عليها دون الدخول في أي حرب يوقهم في خانة الاستهداف الطائفي الذي تمر بها المنطقة في نظري هو انجع استراتيجية مؤمنة لمستقبل الإقليم التي يجب ان ينتهجها في المرحلة المقبلة.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات الطلبة في فرنسا ضد حرب غزة: هل تتسع رقعتها؟| المسائ


.. الرصيف البحري الأميركي المؤقت في غزة.. هل يغير من الواقع الإ




.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحكم في مستقبل الفورمولا؟ | #سك


.. خلافات صينية أميركية في ملفات عديدة وشائكة.. واتفاق على استم




.. جهود مكثفة لتجنب معركة رفح والتوصل لاتفاق هدنة وتبادل.. فهل