الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العقارب الخضراء تتخذ شكلها الأسود والأصفر

اسماعين يعقوبي

2015 / 6 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


لم يمر بعد عقد من الزمن على كتاب الاخطاء الستة للحركات الاسلامية بالمغرب لفريد الانصاري والذي اختار له غلافا بعقرب اخضر، حتى اتخذت الحركات شكلها الطبيعي في عقارب سامة باللون الاسود والأصفر.
فالامر لم يعد يتعلق بأخطاء وانما بواقع مر تحولت فيه الحركات المتأسلمة الى عميل للنظام المغربي والنظام الليبرالي المتوحش.
هذا الواقع الذي يستهدف إفقار الطبقات الشعبية وتحميلها تبعات سنوات وعقود من سوء التدبير والتبذير والسرقة الثابتة الواضحة، والحفاظ على مكتسبات الاغنياء من سرقة المال العام.
ان الحركات المتأسلمة غيبت الدين كله في ممارساتها ولا تستعمله الا لتبرير اجراءات لاشعبية فأصبح كلام العديد من مسؤوليها يتخذ شكل : ان الله سخرنا لتحمل هاته المسؤولية وخدمة مصالحكم، ونسيت أن الصواب هو دعاء المؤمنين: اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا ولا تكلنا إلى أحد من خلقك فنهلك وكن لنا ناصراً ومعينا، ففعلا هؤلاء لا يرحمون ويهلكون الناس أو ما تبقى منهم.
كما أن تبريرهم بحب الناس لهم وتصويتهم عليهم تجيب عنه الآية الكريمة: وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم.
أما بخصوص فرحهم بتقارير المؤسسات المالية ورضا الغرب عن انجازاتهم فقوله تعالى: ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم تفسير، غني عن التفسير والتوضيح.
وإذا تركنا جانبا الآيات والأحاديث التي تحتمل كل القراءات وتتمطط حسب الأهواء، وطرحنا سؤال ما يميز الحركات المتأسلمة عن باقي الأحزاب والنقابات والجمعيات؟
فنظرة بسيطة على واقع الحزب والنقابة وجمعياتهم تؤكد أن الفرق الوحيد يكمن في السطر الأول من كتاباتهم ونفاقهم وبهتانهم والذي يتخذ شكل: بسم الله الرحمان الرحيم أو واعتصموا بحبل الله.
حركات متأسلمة بياناتها كلها بحث عن تبرير إجراءات لاشعبية، هدفها الوحيد الحصول على العتبة...
ان الرسالة لم تعد هدفا والإسلام أصبح مطية، أما السلوك فهو النفاق بين أصحاب الدار الواحدة الذين يكيدون لبعضهم البعض قصد إسقاطهم من الترتيب الذي يؤهل لبعض المغانم، والنفاق مع الشعب الذي ينتظر تحسين وضعه الاجتماعي وتحقيق العدالة الاجتماعية.
فلم يعد العمل عبادة بالنسبة لبعضهم بل أصبح التفرغ النقابي مطلبا، ولم تعد المهمة أساس الحصول على أجر بل أصبح وزير دولة بدون مهمة مهمة في حد ذاته.
أما آن الأوان لتكشف الحركات المتأسلمة عن برامجها الحقيقية وتتخلى عن استغلال الدين في دناءتها السياسية في قلب ممسوخ لقول عيسى الذي أصبح حسب ممارستها: ما لقيصر فلقيصر، وما لله فلقيصر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م


.. شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول




.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم