الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العدالة والتنمية وخداع الأتباع لخدمة الأعداء -1-

اسماعين يعقوبي

2015 / 7 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


بداية وجبت الإشارة إلى الدمار الكبير الذي لحق مفهومي الثورة والنظام جراء موجة الربيع العربي، دمار لا يختلف كثيرا عن دمار البنيات التحتية والإنسان في الدول المعنية.
فقد عملت وسائل الإعلام بمختلف أنواعها، وكذا فعل السياسيون والمحللون بوعي أو بدونه، عن قصد أو دونه على تمييع وابتذال مفهومي الثورة والنظام لإفراغهما من مضمونهما وذلك تأسيسا لما بعد مرحلة الربيع العربي.
وهكذا أصبحت، الثورة بما هي انتقال من بنية اجتماعية اقتصادية إلى بنية أخرى مع ما يصاحب ذلك من تدمير وتطوير لعلاقات الإنتاج القائمة والقوى الاجتماعية والإنتاجية، خروجا إلى الشارع واحتجاجا ضد الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في إحياء لفعل ثار يثور ثورة أي باستعمال الاشتقاق اللغوي بدل المضمون الاجتماعي والاقتصادي للبنية.
وبخصوص النظام، فقد جعلت مرحلة الربيع العربي النظام هو هو قائد البلد، رئيسا كان أم ملكا، مدنيا كان أم عسكريا.
وهكذا اعتبر هروب رئيس دولة وتنحي دولة أخرى إسقاطا للنظام، بينما النظام بما هو بنية سياسية اجتماعية اقتصادية صامد وحاضر أمامنا باستغلاله وسطوته ولم يجر سوى عمليات تبديل أو إحلال أو تغيير على مستوى الأشخاص أو الفئة أو التحالف المسيطر.
إن حركة عشرين فبراير المغربية لم تحد عن هذا الخط، وبدأت نضالاتها وشعاراتها بإسقاط الفساد والمفسدين قبل أن تتجذر أو هكذا بدا، فأنتجت فهما مماثلا لما هو عليه الحال في تونس ومصر وليبيا للثورة وللنظام.
وبعدما تأكد صمود الأنظمة في كل الدول المعنية، ووجود تغييرات طفيفة في البعض منها إيجابا وسلبا، وجب التعاطي ومناقشة مبررات القوى الجديدة في إقناع أتباعها بدورها في ظل النظام القديم جوهرا والجديد شكلا، وكيفية الاستمرار في خدمة مصالحه وتحقيق برامجه ومخططاته.
ويبقى التساؤل الكبير يدور حول مدى فهم هاته القوى لدورها واقتناعها به.
وهنا نجد لا نجد خير معبر سوى هذا المقطع لمحمد سبيلا "لكن مكر التاريخ لا ينفصل عن مكر البشر، فالبشر المنخرطون في حركة التاريخ، وبخاصة الأفراد الفاعلين في مجال السياسة أو في قيادة الحزب، هم أيضا يوهمونك (وهم واهمون بدورهم) أنهم حملة مثل ومبشرون أخلاقيون وكائنات طاهرة، نقية، صافية، خالصة، انصهرت في حركة واتجاه التاريخ، وأنهم كائنات أوكل لها مهمة انجاز وتحقيق مسار التاريخ. وبعد انقشاع الضباب الإيديولوجي وانفراز القوى، يتبين أن هؤلاء المناضلين ليسوا إلا إرادات قوى شرسة مقنعة، وأن خلف قناع الخير إرادات قوى وهيمنة لا رادع لها، وهذه الخلاصة حكمت في نظري تجربة الحركة الوطنية، وتجربة حركة التقدم، وستحكم بالضرورة تجربة الحركة الإسلامية ذاتها لان هذه العلاقة الجدلية بين سيرورة التاريخ ووعي البشر تكاد تكون قانونا موضوعيا قبليا لمسار التاريخ. محمد سبيلا، دفاعا عن العقل والحداثة، منشورات الزمن 2003، ص 34-35.

يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العنوان لا ينسجم ومحتمى المقال
عبد الله اغونان ( 2015 / 7 / 1 - 00:39 )

ربط التغيير ب20 فبراير غير مقنع اذ هي جماعات متفرقة من الشباب لايجمعهم أي رابط

وتبين أن كثيرا منهم ليس لهم وعي سياسي واقعي مدروس بل ان بعضهم قد تحزب في أحزاب

معادية لمنطلق وشعارات الحركة التي هي الان مجرد ذكرى بعد انسحاب جمعية العدل والاحسان

واحساسها أن الحركة مجرد شعارات تستغلها أحزاب راديكالية بعيد عن التمثيلية الشعبية


2 - تاسيس
اسماعين يعقوبي ( 2015 / 7 / 2 - 23:53 )
شكرا عبد الله، فقط أود الاشارة ان العنوان يخص المقال ككل وما نشر هو فقط تاسيس له

اخر الافلام

.. عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف قطاع الطائرات المسيرة


.. ماكرون يدعو لبناء قدرات دفاعية أوروبية في المجالين العسكري و




.. البيت الأبيض: نرعب في رؤية تحقيق بشأن المقابر الجماعية في قط


.. متظاهرون يقتحمون معهد التكنلوجيا في نيويورك تضامنا مع جامعة




.. إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة ا